مجلة الرسالة/العدد 769/طرائف من العصر المملوكي
→ زواج تولستوي | مجلة الرسالة - العدد 769 طرائف من العصر المملوكي [[مؤلف:|]] |
شخصيات عباسية ← |
بتاريخ: 29 - 03 - 1948 |
النقد الأدبي
للأستاذ محمود رزق سليم
النقد الأدبي كما نفهم فيلا العصر الحديث، هو النظر في النتاج الأدبي لأمة أو فرد، لنرى مبلغ دلالته على الصدق ومقدار نطقه بالحق. نقلبه على وجوهه المتعددة تحرياً لمظاهر الحسن فيه وتلمساً لمواضع النقص منه، جاهدين في إبراز حسنه أو نقصه، مع الإشارة إلى الحسن لم كان حسناً، والى النقص لم كان نقصاً. ومعنى ذلك تحليل الأدب وتعليله لفظاً ونظماً وفكرة، وتوضيح المؤثرات التي يتأثر بها، ثقافية أو جغرافية أو تاريخية أو اجتماعية أو شخصية أو نحوها، مع توضيح أثارها فيه. ثم بيان مدى تأثير هذا الأدب لدوره في فرد أخر أو جماعة أخرى، باعتباره عاملا جديداً من العوامل الحيوية المؤثرة في حياتهما. ثم موازنة هذا الأدب بغيره ومعرفة مدى الفوارق بينهما، إبرازاً لقوة أحدهما أو ضعفه وسموه أوضعته، وصدقه أو مينه، وتأثره بغيره أو عدم تأثره. والموازنة بذلك تعيين على تشخيص الأدب وإبراز عناصره وإيضاح مميزاته وخصائصه.
والناقد الكامل يحتاج - لكماله - إلى سعة من العلم وأحاطته بالأدب، ودراسة اجتماعية حادقة وفلسفة نفسية عميقة. هذا إلى ذوق فني سليم، وإطلاع على ما كتبه ارباب النقد البياني ورجال البلاغة للاستئناس به والاسترشاد لقواعده، حتى يكون بذلك كامل العدة واضح الحجة، جامعاً لأصول النقد الصحيح من ذوق ومعرفة.
مثل هذا الناقد إذا جلس للحكم على الأدب نرجح أن يكون حكمه عادلاً ونافعاً.
ونقول: نافعاً، لأن النفع الجديد الذي يتضمنه حكمه هو مزية النقد الكبرى، ومزية الناقدين، وأبسط ما توصف به هذه المزية أنها تبصير حق بالأدب المنقود، يضاعف أثره، وتمهيد جميل للأدب الجديد يذلل سيره، وإذا كان النقد في العرف الحديث أدباً وصفياً، فهو أدب إنشائي من ناحية أخرى. وعلى الأقل من ناحية أنه يسن السبيل أمام الأدب الجديد، ويرسم له الطريق الذي يسلكه، ويهيئه - بزعمه - لبلوغ كماله. والنقاد - في هذا - يعبرون عن مزاج جيلهم وذوق معاصريهم وحاجة جمهورهم ويجهد الأدباء كتاباً وشعراء، في، تحري أذواق النقاد، والتجانف عما يريبهم. فينضج أدبهم مطبوعاً بطابع نقادهم. لهذا يقال أن النقاد هم موجهو الأدب في الأمة وهداته. ولا يحرر من ربقتهم ألا أديب معاصر، ولكن لديه من المؤثرات الخاصة عدة عوامل جنحة به إلى أفق من الحرية. على أنه قد يعيش غريباً بين قومه، وقد لا يتأثرون بأدبه ألا بعد فترة من الزمن.
هذا هو الذي فهمناه في العصر الحديث من معاني النقد الأدبي. فهل ولد النقد قبل اليوم مولداً على هذا الغرار؟ الحديث عن ذلك طويل يضطرنا إلى النظر في اتجاهات النقد في كل من العصور الأدبية المنصرمة، وهذا ما لم نقصده هنا الآن. وإنما قصدنا أن نعرض في إيجاز إلى الحديث عن النقد الأدبي في العصر المملوكي.
غير أنه لا ريب في أن النقد الأدبي ولد بمولد الأدب، إذا راعينا أن قارئي الأدب أو سامعيه سواء أكانوا من الخاصة ام العامة مولعون أبداً بالنقد والتعليق على كل ما يقرءون أو يسمعون ولو بكلمة عابرة، أو نقدة طائرة، أو تعليقة حائرة. وهكذا نستطيع القول أن النقد قد ولد مع الأدب الجاهلي. غير أنه كان نقداً فطرياً في نطاق ضيق وبين خليط من اعتبارات شتى، ومرجعه الذوق الخاص، وغير مقعد بقواعد ولا مرتبط بذوق عام. . . ثم نضج النقد الأدبي بعد النضوج بمجيء الإسلام وأقبل الناس على سماع الأدب والنظر فيه، وكانت بالأمويين عناية فائقة بسماع الشعر قديمه وحديثه، والتعليق عليه، وقياس شعر بشعر، وموازنة بيت وببيت، حتى جاء العصر العباسي، وأقبل القوم على الدرس والتصنيف والترجمة. ولقحت العقول بالمترجمات، وفاضت المجالس بما ينشده الشعراء والرواة من محاسن الآداب العربية، ونشط النقد، وتكون ما يشبه الذوق العام. وعني بالدفاع عن الأساليب القرآنية وبيان ما فيها من أسرار التراكيب. فظهرت بوادر العلوم البلاغية ثم أشتد أزرها وقوى أمرها وتجمعت حقائقها حتى تألفت علوماً لها موضوعاتها وأبوابها وقواعدها. وصنفت كتب في النقد والموازنات اعتمدت فيما اعتمدت عليه، على الذوق الخاص، وهكذا أنتهى عصر العباسين بعد أن خلف في ميداني النقد الأدبي والبياني ذخيرة نفيسة. ولكن النقد - على كل حال - لم يبلغ ذلك المبلغ الذي رسمنا صورته في أول المقال، والذي يتقاضاه منا العصر الحديث:
وبعد فما نصيب العصر المملوكي من هذا التراث، فما الذي أضافه اليه؟ أهم ما يجبهنا من ذلك، ذوق بديعي عام استحوذ على الأدباء والنقاد جميعاً. لم يعتمد على ما خلفه الأقدمون من قواعد في النقد البياني فحسب، وأن كانت هذه القواعد من أهم دعائمه ومصادر الهامه. وأن كان قد جمع كل أبواب البلاغة جديدها وقديمها تحت راية البديع.
ولقد كان للقاضي الفاضل عميد الأدباء في العصر الايوبي، أثر بارز في الكتابة والشعر في العصر المملوكي. لأنه أبتدع للأسلوب طريقته البديعية الخاصة التي اساسها الإكثار من المحسنات وبخاصة السجع فقد ألتزمه، والجناس والطباق، مع الغلو في سوق التروية والاستخدام والإمعان في التشبيه والاستمارة، والتلميح إلى الحوادث، والتوجيه بالمصطلح العلمي، وتضمين المأثور والاقتباس من القرآن الكريم والحديث الشريف، إلى غير ذلك من محسنات وسمات. وهذه طريقة في الأسلوب مبنية على ما سنه من قبله الكاتب الشهير أبن العميد (300هـ - 360هـ) وغيره من أدباء العراق. غير أن الفاضل غلا في التزام ما استحسنوه وأن قاد الأدباء من بعده - وبخاصة في العصر المملوكي - إلى طريقته وتعصبوا لها، حتى تركزت في أذواقهم وفي اذواق النقاد معاً، وأصبحت نهجاً متبعاً وقاعدة مرعية بين قواعد النقد التي يزنون بها الآثار الأدبية الجديد منها والقديم على حد سواء.
وظهر شاعر مصر الكبير جمال الدين بن نباته (686 - 748هـ) فنهج نهج القاضي الفاضل، وتعصب لطريقته؛ فكان بذلك زعيماً ثانياً للطريقة الفاضلية في الشعر والكتابة. واتجهت عناية أبن نباته إلى أيجادة التورية والتضمين، فأبدع فيهما أيما إبداع، وأتى منهما بالعجب العجاب، واتجهت كذلك إلى الجناس؛ ولكن عني بإخراجه مخرج التورية، فأجاد وأطرب، وأفاد وأعجب؛ فكان بذلك وغيره ذا طريقة جديدة هي الطريقة النباتية، وأصبح لها أتباع ومتعصبون هم جهرة عظيمة من أدباء العصر المملوكي ونقاده، وتركزت بدورها في أذواقهم حتى صاغوا أساليبهم في قالبها، أو اتخذوا منها قواعد جديدة للنقد وزنوا بها ووازنوا بين أدب وأدب، وبين شعر وشعر. وفي مقدمة المتعصبين لها والناقدين على أساس منها ومن الطريقة الفاضلية: شهاب الدين أو الثناء محمود بن سليمان الحلبي (725 هـ) صاحب كتاب (حسن التوسل إلى صناعة الترسل). وتقي الدين أبن حجة الحموي (837هـ) صاحب كتاب (خزانة الأدب وغاية الارب). وهذا الكتاب أوسع نطاقاً من سابقه. وقد ألفه أبن حجة ليشرح فيه بديعيته، وهي المنظومة التي مدح بها سيد المرسلين عليه السلام، وضمن كل بيت من ابياتها شيئاً من البديع. فقد وزن فيه بينها وبين بديعيتي عز الدين الموصلي وصفي الدين الحلي موازنة أساسها البديع، ذاكر أسم النوع البديعي واختلاف العلماء فيه، وشواهد الأدباء عليه. وقد استطاع أبن حجة أن يخرج كثيراً عن النطاق العلمي الذي ضربه علماء البلاغة أخريات العصر العباسي، كالسكاكي مثلا. واستطاع أن يجعل من كتابه هذا معرضاً أدبياً ضافياً تألق فيه كثير من شعر العصر المملوكي ونثره، ومع نقده نقداً هو مزاج من النقد الأدبي الصحيح الذي اساسه الذوق، ومن النقد البياني الموروث الذي أساسه العلم؛ مبيناً، بين الفينة والفينة، مذاهب الشواذ والخارجين على الطريقة النباتية من شعراء هذا العصر. ومن بينهم صلاح الدين الصفدي الذي جن جنوناً بالجناس وأنواعه، كما جن به الصاحب بن عباد من قبل، وأكثر مما جن. وقد حمل أبن حجة على الصفدي وسفه ولوعه بالجناس مبيناً أن هذا المذهب يخالف مذهب أبن نباته وتابعيه، من العناية بالتورية واعتبارها اسمي ضروب البديع، بل أجود أبواب البلاغة. وقد أنساق الصفدي بدافع حب الجناس إلى وضع كتاب فيه بخاصة وسماه (جنان الجناس) ملأه أمثلة من الجناس. وقد نقده أبن حجة في كتابه (خزانة الأدب) نقداً مراً وأورد من نظمه عدة أمثلة، وذكر أن جمال الدين بن نباته لما قرأ عنوان الكتاب قرأه هكذا: (جنان الخناس) وجرى بين الرجلين بسبب ذلك ما يطول شرحه. وذكر ايضاً من بين ناقدي الصفدي الشيخ بدر الدين البشتكي الذي قال قال عن الصفدي بمناسبة نضمه هذا: (وأن من ذلك مبلغه من النظم لجدير أن يقعد مع صغار المتأدبين). هذا إلى أن أبن حجة قد ألف كتاباً أخر في نقد الصفدي وتسفيهي كتابيه (جنان الجناس) و (فض الختام) وهو (كشف اللثام).
هذا كله يشعرنا بأن أبن حجة وغيره من نقاد العصر لم يتقيدوا بالقواعد البلاغية ولا بما وصل اليه النقد البياني من تقعيد بل حكموا بكثير مما نقدوه أذواقهم وقواعد نهجهم البديعي.
وهذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن هناك رجالاً صرفوا جهودهم إلى النقد البياني وقواعده الموروثة عن العصر السابق، فكانوا علماء أكثر منه علماء. وفي رأينا أنهم لم يأتوا من وراء هذه الجهود بجديد وما مؤلفاتهم ألا شروح أو مختصرات لمؤلفات السالفين من علماء البلاغة. وقد حظى كتاب (مفتاح العلوم) للسكاكي (626هـ) بنصيب كبير من هذه المؤلفات، ومنها ما وضعه الجلال القزويني، والجلال السيوطي، وزكريا الأنصاري، والبهاء السبكي. غير أننا لا نبالغ إذا قلنا أن هؤلاء لم يمثلوا العصر ولا ذوقه الأدبي ولا قواعده في النقد. أما الفريق الأخر فهم أدنا إلى هذا التمثيل وأقرب.
على أن النقد الأدبي - في الحق - كان أوسع نطاقاً مما وصفنا. وأكثر شغلاً للقوم مما رسمنا؛ إذ كانت له عوامل عدة أذكت ناره وأشعلت أواره وأكثر سماره ففضلاً عن حب البديع والتسابق إلى ابتكار التوريات والتضمينات، كانت هناك منافسات أدبية شديدة بين أدباء مصر وأدباء الشام، ومنافسات أخرى بين شاعر وشاعر، وكان من الناس من يتعصب لهذا أو يتحسم لذاك. وكانت هناك مباريات بين المتعاصرين من الشعراء ومساجلات ومعارضات. وكان كير من وجوه الناس وأعيان الرؤساء يضرى هذه المعارضات حتى ولو لم تكن بين المتعاصرين وكان بعض الملوك والرؤساء ذوي بصر بالشعر ومكانه. وكان بالشعراء ولوع بالتظمين فولجوا اليه كل باب حتى تهاووا إلى السرقة عمداً أو دون عمد. كل هذه الأمور ترينا أن النقد الأدبي قد وجد الأسباب فدق الأبواب وولج الأعتاب وعاش بين القوم في أخفض جناح وأخصب مراح.
ويضيق المقام إذا ذهبنا نعد الأمثال ونضربها. فلنكتف بالإشارة عن العبارة، وبالتلميح عن التصريح فنقول.
روي المقربزي في خططه أن الملك الأشرف خليلا عاد في عام 690هـ من الشام بعد أن فتح عكا، فلقيته القاهرة برجالها في حفل عظيم، وتقدم ابن العنبري الشاعر فأنشد قصيدة قال في مطلعها:
زر والديك وقف على قبرهما ... فكأنني بك قد نقلت اليهما
فتطير الأشرف من هذا البيت ونهض قائماً حانقاً وهو يقول: ما وجد هذا شيئاً يقوله سوى هذا البيت!؟
وروى تاج الدين السبكي في طبقاته عن تاج الدين المراكشي، قال: دخلت عليه مرة وهو ينشد قول أبن تقي.
حتى إذا مالت به سنة الكرى ... زحزحته شيئاً وكان معانقي
أبعدته عن أضلع تشتاقه ... كي لا ينام على وساد خافق
وقول الحكم بن عقال: إن كان لا بد من رقاد ... فأضلعي هاك عن وساد
ونم على خفقها هدوءاً ... كالطفل في هزة المهاد
وهو ومن عنده يقولون أن قول الحكم أجدر بالصواب فإنه لا يتناسب المحب أن يبعد حبيبه. وينشدون قول صلاح الدين الصفدي - أمتع الله ببقائه - في ذلك رداً على أبن تقي:
ابعدته من بعد ما زحزحته ... ما أنت عند ذوي الغرام بعاشق
إن شئت قل أبعدت عنه أضالعي ... ليكون فعل المستهام الوامق
أو قل فبات على اضطراب جوانحي=كالطفل مضطجعا بمهد خافق
قلت - أي السبكي - (إن أبن تقي وإن ساء لفظاً حيث قال (أبعدته) فقد أحسن معنى، لأنه وصف أضلعه بالخفقان والأضطراب الزائد الذي لا يستطيع الحبيب النوم معه عليها فقدم مصلحته على مصلحته وترك ما يريد لما يريد، وأبعده عما يقلقه، ولو قال (أبعدت عنه أضلعاً تشتاقه) لأحسن لفظاً كما أحسن معنى. وأما الحكم فإنه وصف خفقانه بالهدوء، وهو خفقان يسير يشبه اضطراب سرير الطفل. وهكذا نقص، فوقع النزاع في ذلك. وأرسلوا إلى القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل العمري - رحمه الله - صورة سؤال عن الرجلين (أبن تقي) و (الحكم) أيهما المصيب. فكتب: قول أبن تقي عليه مأخذ لكنه قول المحب الصادق.
يكفيه في صدق المحبة قوله ... كي لا ينام على وساد خافق
ما الحب إلا ما يهد له الحشا ... ويهد أيسره فؤاد العاشق الخ
هذا مثل من أمثلة المجالس الأدبية ومجالس النقد، وفي الطبقات وغيره أشباه له كثيرة.
أما السرقات الأدبية فقد زاد خطرها وتطاير سررها في هذا العصر. ومن شعرائه من سطا على غيره بدعوى التضمين قال مجير الدين بن تميم:
أطالع كل يدوان أراه ... ولم أزجر عن التضمين طيري
أضمن كل بيت فيه معنى ... فشعري نصفه من شعر غيري
واشتهرت سرقات أبن نباته من علاء الدين الوداعي، كما أشتهرت سرقات صلاح الدين من الجمال بن نباتة ولما وقف أبن نباتة على مسروقات ألف في ذلك كتاباً سماه (خبز الشعير) لأنه مأكول مذموم ونقد فيه الصفدي وأورد كثيراً مما سرقته - وقد نتبع أبن حجة في كتبه عشرات من سرقات الصفدي وأبن نباتة وغيرهما. ومن ذلك قول أبن نباتة:
ومولع بفخاخ ... يمدها وشباك
قالت لي العين ماذا ... يصيد قلت كراكي
فقال الصفدي:
أغار على سرح الكرى عندي ما رمى ال - كراكي غزال للبدور يحاكي
فقلت أرجعي يا عين عن ورد حسنه=ألم تنظريه كيف صاد كراكي
على أن أبن حجة هذا قد تعقبه أديب آخر هو شمس الدين النواجي فنقده في كتاب سماه (المحجة في سرقات أبن حجة) وللبدر الدماميني كتاب آخر نقد فيه شرح الصفدي للأمية العجم وأسمه (نزول الغيث).
وبعد فما تقدم نشعر بمقدار عناية أدباء هذا العصر بنقد الأدب، وبيان زائفه من طارفه وهذا دليل على الحيوية الأدبية واليقظة الفكرية، ولا يقدح في هذا أختلاف أذواقهم عن أذواقنا فلكل أهل عصر في آدابه ونقده أتجاه وقواعد وأذواق.
محمود رزق سليم
مدرس الأدب بكلية اللغة العربية