مجلة الرسالة/العدد 737/البريد الأدبي
→ الأدب والفن في أسبُوع | مجلة الرسالة - العدد 737 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 18 - 08 - 1947 |
في اللغة فعلاء:
نبّه الكاتب الباحث الأستاذ الفاضل محمد سليم الرشدان في الرسالة الغراء (735) على وصف الكاتبة الفاصلة الكاملة السيدة منيبة الكيلاني الأروقة - وهي جمع - بالسوداء - وهي مفردة - في مقالها (لسان الدين بن الخطيب).
في (إرشاد الأريب) لياقوت في سيرة أبي العلاء:
قال شيخ أبو العلاء (رضي الله عنه): لزمت مسكني منذ سنة (400) واجتهدت أن أتوفر على تسبيح الله وتحميده إلا أن أضطر إلى غير ذلك. فأمليت أشياء، وتولى نسخها الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي هاشم - أحسن الله معونته - فألزمني بذلك حقوقاً جمة وأيادي بيضاء، لأنه أفنى فيّ زمنه، ولم يأخذ عما صنع ثمنه، والله يحسن له الجزاء، ويكفيه حوادث الزمن والأرزاء.
وفي رسالة المنيح لأبي العلاء (رسائل أبي العلاء ص (16) ونهاية الأرب ج14 ص265):
وكم في أديم الخضراء، من أشباح مضيئة زهراء.
وفي (المخصص) ج11 ص172:
الرُّغْل: حَمضة تتفرش وعيدانها صلاب، ورقها نحو من ورق الحماحم إلا أنها بيضاء، وهو أجود الحمض. وقيل هو ذو قضبان، له ورق مثل الأظافير خضراء غبراء. وقيل: هو بقلة ليست بشجرة).
إذ قال هذان الإمامان ما قالاه فللسيدة منيبة، ولكل أديب وأديبة، الإئتمام بهما، ولن يضل - إن شاء الله - مهتد يهديهما
لقد شغل العرباني الجرماني العلامة (كرنكو) اللغويين والأدباء أكثر من عشرين سنة ينقده ما نقده، ولم يزل يشغلهم.
السهمي
خير الأمور الوسط. . . أيضاً: كتب الدكتور أمير بقطر مقالاً في مجلة الهلال عنوانه: (شر الأمور الوسط) وأخذ يندد بأوساط الأمور ويعتبرها (أقلها إنتاجاً، وأبخسها ثمناً، وأسرعها زوالاً، وأخفها أثراً في النفوس) فجاء الأستاذ مصطفى محمد إبراهيم وكتب كلمة في العدد (736) من الرسالة الغراء، يحتفظ لهذه الحكمة بكيانها واعتبارها؛ فحمل كلمة الوسط على أنها خير الأشياء وأعدلها.
ويؤسفنا أن نقول أن كلاً من الدكتور العلامة، والأستاذ الفاضل قد تنكب الجادة، فليس المراد من الوسط في هذه الحكمة وسط كل شيء وإلا كان العرب الذين أجروها على ألسنتهم بُلْهاً مغفلين، وليس المراد من الوسط (من كل شيء خيره وأعدله) وإلا كانت الكلمة متهافتة فتئول حينئذ إلى هذه الركاكة (خير الأمور خيرها) وهو ما نبرئ العرب من التورط فيه.
وإنما قصدت العرب من الوسط هنا معنى أدبياً هو الحد بين الإفراط والتفريط، ولذلك يقولون: الفضيلة حسنة بين سيئتين، والجود مثلاً وسط بين البخل والإسراف، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، وليس الطالب الذي ينال 6 من 10 حائزاً على الوسط الذي قصدوه. ولو أردنا أن نضرب المثل بالطالب لقلنا أن من الطلاب من يعتدل في استذكار دروسه فيعطي الدرس حقه ويعطي نفيه حقها، ومنهم المسرف الذي يعمل الليل والنهار، ومنهم المكسال وخير الثلاثة المتوسط.
ونحن إذا رجعنا إلى أقوال العرب وجدنا فيها ألف دليل على هذا الذي ذهبنا إليه.
فالشاعر يقول:
فرط التناهي غلط ... خير الأمور الوسط
ومن أمثالهم: (لا تكن حلواً فتسترط، ولا مراً فتعقى) أي تلفظ، وقول مطرف ابن الشخير: (الحسنة بين السيئتين، وخير الأمور أوساطها).
فلا حاجة بنا - إذن - إلى حمل الوسط على معناه في قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) كما لا حاجة بنا إلى التنبيه على أن الدكتور بقطر ذهب عليه معنى الوسط، وفهمه فهماً حسابياً!!
علي العماري المدرس بالأزهر الشريف
نعم الضمير مطمئن:
قرأت كلمة الأستاذ الشاعر محمود عماد بعدد الرسالة الغراء 732 رداً على الأستاذ محمد غنيم وفيها يقرر أن الضمير الثاني في (هذه المسألة لها أهميتها) - وما شابهها - لا يزال قلقاً واستدل على قلقه بتفسير الأستاذ غنيم للآية الكريمة. وطلب الاستشهاد بمثال آخر من القرآن أو من معقول العرب.
فإليه أبعث بهذه الأمثلة مقرراً ما قاله الأستاذ غنيم، وهو أن الضمير مطمئن له أهميته، ومثل هذا التعبير إنما يرد في مقام التقرير لأن المسألة لها أهميتها في ذاتها وهذه الأهمية مقصورة عليها لا تتعداها إلى غيرها.
يقول الله تعالى (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) ويقول: (لهم أجرهم عند ربهم) ويقول: (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم).
ويقول ابن الرومي:
لها أجرها إن أحسنت فلنفسها ... وميزانها يوم القيامة أرجح
ويقول مهيار الديلمي:
لي عفتي عنه وما نال له ... وخيرنا من عارك العيش الخشن
ويقول:
له خصبه دوني ولي نوطتي به ... وعون أيامه وهو مجدب (كذا)
ويقول:
تحل بها يا سعد فهي قلادة ... يزيّن فيها فاخر الدر ثقبه
لها حسنها لكن أريدك شافعاً ... وخير شفيع لي إلى الجسم قلبه
وعلى هذا فالتعبير بهذه الأمثلة صحيح وسليم. وما أظنه إلا مقراً بأن الضمير له اطمئنانه وأهميته.
(القاهرة)
كمال الخولي تصحيح بيت:
في العدد 733 من الرسالة الغراء كلمة للأديب عدنان أسعد من قصيدة للشاعر السوداني المرحوم (التيجاني يوسف بشير) نشرت في مجلة العالم العربي) بعنوان (في محراب النيل) وهو
واستفاقوا يا نيل منك لنَغَّا ... م شجى من آلهيّ ربابك
إذ قال إنه مكسور لأنه ظن إن لفظة (إلهي) التي وردت في البيت منسوبة إلى (الإله) والصواب أنها منسوبة إلى (الآلهة) لا إلى (الإله) كما جاء في الديوان وبذلك يكون البيت بصورته صحيحاً
وهناك الكثير من الأبيات وردت في ديوان الشاعر السوداني ضمنها هذه الكلمة مثل:
والأخ الحبر. . والفتى الآلهي النف ... س خلو من الحجا والضمير
(إسكندرية)
محمد مفتاح الفيتوري
إلى الأستاذ (الجاحظ):
ورد في تعقيباتكم في عدد الأسبوع (735) من الرسالة تحت عنوان (ولكنهم المعلمون) ما يلي:
(ولو أن هذا التعبير وقع من جماعة المهندسين مثلاً لأغضينا عنه وقلنا أمر ليس من صميم صناعتهم فلا لوم عليهم ولابتغينا له أوجه التأويل. . .).
ولم أجد يا سيدي سبباً يدعوك لتختار جماعة المهندسين وترميهم بعدم الدقة في التعبير والجهل بقواعد اللغة وتقول (أمر ليس من صميم صناعتهم). إن المهندس أكثر الناس دقة في اختيار ألفاظه ومعانيه - ويزداد عنهم إيضاحاً بالتجائه إلى المعادلات والأعداد. وبمصر مهندسون يغارون كل الغيرة على مهنتهم ولغة بلادهم.
أنا معك يا سيدي في أن نهضتنا الهندسية حديثة وأنه لم يتم للآن الاتفاق على بعض مصطلحات العلوم الحديثة ولكن أود إحاطتك علماً بالمجهودات التي تبذلها نقابة المهن الهندسية وجمعية المهندسين الملكية في هذا الباب.
ختاماً إن كنت قد أسأت فهم قصدك فلي منك بيان.
المهندس وحيد مصطفى