الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 713/البَريدُ الأدبيَ

مجلة الرسالة/العدد 713/البَريدُ الأدبيَ

مجلة الرسالة - العدد 713
البَريدُ الأدبيَ
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 03 - 03 - 1947


واحة الكفرة:

جاء في (أخبار اليوم) العدد (129) أن الذي اكتشف واحة الكفرة هو أحمد حسنين باشا رحمه الله، والباشا رجل أجمعت القلوب على محبته وتجلته، ولكن الحق يذكر، وذلك أن أول من زار واحة الكفرة من غير السنوسيين هو صادق باشا العظم رحمه الله أرسله إليها السلطان عبد الحميد موفداً إلى الشيخ المهدي السنوسي الكبير سنه 1884 ولم يصل إليها رسول قبله، وقد وضع عن رحلته تلك كتاباً باللغة التركية ترجمه إلى العربية جميل بك العظم رحمه الله، وقد أوفده بعد ذلك إلى نجاشي الحبشة منلك سنة 1906 ووضع عن رحلته الحبشية كتاباً ترجمه رفيق بك العظم رحمه الله، ودلة حقي بك العظم رئيس وزراء سوريه سابقاً، وعنه روينا هذا الحديث، والرحلتان مطبوعتان بالعربية.

(قارئ)

خطأ عروضي:

اطلعت في عدد الأهرام بتاريخ 19 فبراير سنه 1947 على قصيدة للأستاذ الشاعر محمد الأسمر في ذكرى وفاة المرحوم أحمد حسنين باشا مطلعها:

أعام مضى أم تلك أحلام حالم ... وذكرى الكريم الحر أم وهم واهم!

قال فيها:

وعدت لنا من حفرة ومجاهل ... ومن عالم تحت الثرى أي عالم!

فوقع في خطأ عروضي هو (سناد الإشباع)، وذلك بتغييره حركه الحرف الدخيل بعد ألف التأسيس من خفض في جميع الأبيات إلى فتح هنا في هذا البيت الأخير، وهو خطأ تواضع العروضيون على عدم استعماله أو الوقوع فيه.

هذا، والقصيدة المترعة بالذكريات واللوعات، لا يغض من قيمتها هنة من تلكم الهنات. والسلام.

عدنان أسعد

في اللغة: كتب بعضهم في الرسالة الغراء: (انطلت عليه الحيلة) يريد جازت عليه. وأظن أن هذا التعبير أول ما دخل عن طريق الترجمة. فليت من يدل على تعبير قديم بهذا اللفظ.

ويقولون: (حديث طلي)، والطليّ كغني الصغير من أولاد الغنم جمعه طليان كرغفان (القاموس). وأما الحسن المعجب فهو الطل (القاموس أيضاً)

فلسطيني

طباق قلعة القاهرة:

كان الأستاذ أحمد رمزي بك أورد في (الأهرام) نص السخاوي في كتابه (الضوء اللامع في تاريخ القرن التاسع) عن سكن ناصر الدين محمد جقمق (بالغور بالقلعة) وقال: هل هناك مكان معلوم للقدماء بالقلعة كان يطلق عليه اسم (الغور)؟

نعم، كان في القلعة اثنتا عشرة طبقة، في كل طبقة نحو ألف ممن يتلقون دروس التدريب على الجندية والحرب، مع بعض علوم الشريعة والعلوم العصرية، ومن هذه الطباق طبقة قائمة على أرض منخفضة، فسميت (طبقة الغور). وفي (الضوء اللامع) يذكر كثيراً من هذه الطباق كطبقة الرفرف وطبقة الزمام وغيرهما.

وهذه الطباق كانت أكبر مدرسة حربية نعرفها في التاريخ وأقدمها، وقد تخرج منها آلاف من الضابط والقواد والأمراء، بل الملوك. ولو جمعت أخبار هذه الجامعة الحربية لجاءت في كتاب حافل.

وفي خطط المقريزي، وزبدة كشف الممالك لخليل بن شاهين الظاهري (المطبوع في أوربة) مفصل القول على هذه الطباق ونظامها، وفي در الحبب في تاريخ حلب لابن الحنبلي بحث عن صلة السلطان الغوري بطبقة الغور، ونسبته إليها، وأنها بفتح الغين، وفي (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) شيء من هذا وكان في المكتبة التيمورية خزانة خاصة لكتب الفروسية والرمي وآلات الحرب؛ ألف الكثير منها في عهد المماليك، وكان كثير منها يدرس في طباق القلعة.

محمد عبد الوهاب فايد

حول (اكتبوا للأطفال): اطلعت في مجلتكم الزاهرة على كلمة الأديب محمد سيد كيلاني (اكتبوا للأطفال) ومع تقديري لاهتمامه بهذا العنصر الهام من عناصر نهضتنا العربية وتدوينه جهود الغربيين فيه آخذ عليه قوله بالحرف الواحد (أما في الشرق فلم يعن أحد بالاتجاه في هذه الناحية. . . الخ).

إذ قد قام المرسلون الأميركيون في بيروت ما بين 1885 و1899 بترجمة وطبع كتب كثيرة للأطفال باللغة العربية مثل حكاية روبنصون كروزو وغيرها من القصص الأدبية الأخلاقية (التي لا صلة لها بالدين) مكتوبة بأقلام كبار أدباء سوريا ولبنان يومئذ وموضوعاتها لذيذة وأساليبها شيقة تستهوي عقول الأحداث والأطفال وهي مزينة بالصور الجذابة، بل أذكر أنني كنت أقرأها وأنا طفل بين العاشرة والخامسة عشرة بشغف وسرور، وكان لدي العشرات منها وكانت جميعها مطبوعة طبعاً أنيقاً (وأحياناً مشكولة) في مطبعة الأميركان في بيروت ولعل الأديب الكيلاني يعثر في مكتبة خاصة أو في مكاتب بيروت على نسخ منها.

ثم إن كاتب هذه السطور (ولا فخر) أصدر مجلته الأسبوعية (مجلة الأولاد) في 15 فبراير سنه 1923 وظل يصدرها أسبوعياً حتى 12 مارس سنه 1931 وكان يتراوح ما يطبع منها في مطبعة اللطائف المصورة بين 14 و16 ألفاً وكانت طافحة بالرسوم المضحكة التي تسر الأطفال وتقر عيونهم وتكتب شروحها باللغة العامية المسجعة وفي أواخر سنيها كان يكتب فيها بلغة صحيحة بسيطة وأضيف إليها معلومات علمية طبيعية وألعاب للتسلية ومسابقات ولم نوقفها إلا لأسباب فنية قاهرة، وكانت معظم رسومها شرقية مصرية وبعد أن أوقفناها سعى الكثيرون من الأدباء والأديبات إلى إنشاء مجلات للأطفال والأولاد على غرار مجلة الأولاد ولكن أغلبها لم يقو على مكافحة الأزمات، وكانت آخر محاولة من الأستاذة إجلال حافظ ومجلات أخرى أظن أنها ما زالت تصدر وأذكر أن مجلة الأسبوع الزاهرة وبعض الصحف بدأت بنشر مواد مصورة للأطفال.

اسلندر مكاربوس

تعليق وتعقيب: 1 - اذكر موضوعي حول (طيزناباذ) أديبة فلسطين فدوى طوقان بقصة صاحبة الفن علية بنت المهدي أخت الرشيد، وأقامتها بطيزناباذ بعد منصرفها من الحج، وهي التفاتة ظريفة من الأديبة الفاضلة أذكرتني أيضاً بما يشبه هذا الخبر من قصة حج أبي نواس الذي رواه سليمان بن نوبخت عندما أراد الحج فاستصحب أبا نواس بعد نفار منه وامتناع. لكن (راهب الكاس) اشترط على سليمان أن يتقدما الحاج إلى القادسية، ثم يعرجا (قليلاً) على طيزناباذ، ريثما يصل الحاج فعلا.

وكان في طيزناباذ خمار ظريف، لطيف الآلة، يعتق الشراب اسمه (سرجيس) له ذكاء وفطنة في المنادمة، فشرب أبو نواس هو وصديقه سليمان، ثم استيقظ ليصطبح (على عادته) فأنشد:

وخمار أنخت إليه ليلاً ... قلائص قد ونين من السفار

فحجم والكرى في مقلتيه ... كمخمور شكا ألم الخمار:

أين لي كيف صرت إلى حريمي ... وجفن الليل مكتحل بقار؟

فقلت له: ترفق بي فإني ... رأيت الصبح من خلل الديار

فكان جوابه أنْ قال: صبحٌ ... ولا ضوء سوى ضوء العقار!

وقام إلى العقار فسد فاها ... فعاد الليل مسود الإزار

وشك بزالها في قعر دن ... محفرة الجوانب والقرار

مصورة بصورة جند كسرى ... وكسرى في قرار الطرجهار

وجل الجند تحت ركاب كسرى ... بأعمدة وأقبية قصار

ثم جلس يشرب مع سليمان، وبقيا يصلون الليل بالنهار في اصطباح واغتباق، حتى ورد عليهما أوائل الحاج قد حجوا وعادوا فرحلا معهم إلى بغداد على أنهما كانا حجاجاً معهم. .

أما الآثار التي كانت شاخصة على عهد ياقوت والعمري والشابشتي فقد كانت تسمى في ذلك الحين (قباب أبي نواس).

2 - ومما فاتني ذكره عن قطربل إن حاناتها اختصت بالنظافة وحسن الصفة، والتألق في الآلة، كما امتاز سقاتها وباعتها بالفطنة واللباقة والظرف، ونظافة المنازل والدنان.

واشتهرت قطربل بالمشمش حتى ذكره البحتري في شعره قائلاً: شربت مشمش قطربل ... وجرعتنا دقل الدسكره

إذا حُبَّ في الكاس مسوده ... فكف النديم لها محبره

وكان ينزل هذه القرية الأعراب الذين يفدون على بغداد من البادية، وكانت لغتهم فصيحة لم تشبها شوائب اللحن، وفي القصة الزنبورية خير شاهد على ذلك. فقد نُقل عن الأصمعي أن هؤلاء الأعراب كانوا ينزلون بقطربل، وأن الكسائي لما ناظر سيبويه استشهد بلغتهم عليه، وفي ذلك يقول أبو محمد اليزيدي:

كنا نقيس النحو فيما مضى ... على لسان العرب الأول

فجاء أقوام يقيسونه ... على لغى أشياخ قطربل

إن الكسائي وأصحابه ... يرقون في النحو إلى أسفل!

أما موقع قطربل بالنسبة إلى جغرافية العراق الحالية، فقد قال

صديقنا مصطفى جواد تعقيباً على ما كتبناه في الرسالة في

العدد 704 بكلمته المنشورة بجريدة العراق عدد 23949 بأنها

(فوق الكاظمية بكيلومترات قليلة مقابل بستان كاظم باشا من

الغرب) ويظن بأنها (كانت الموضع المعروف - اليوم -

بالتاجي)

بغداد

شكري أحمد

النهضة الأدبية في طرابلس:

منذ زوال الحكم الإيطالي الغاشم عن أرض ليبيا العزيزة (طرابلس وبرقة) والنهضة الأدبية تسير بخطوات ثابتة سريعة بصورة تدعو إلى التقدير والإعجاب.

فهنالك في كل من مدينة درنه وبنغازي عاصمة برقة التجارية وطرابلس في جميع هذه المدن قد انتشرت الجمعيات الثقافية والندوات الأدبية التي تتلخص رسالتها في نشر الأدب العربي وبث روح الثقافة العربية بين جميع المواطنين.

وقد كتب المواطن الفاضل الأديب (صلاح الدين بن موسى) مقالا قيما في الرسالة (710) تحت عنوان (الحياة الأدبية في طرابلس الغرب بين الماضي والحاضر) ولكن فاته أن يذكر فيه كلا من الشاعرين العصاميين الأستاذ أحمد الشارف شاعر طرابلس والأستاذ أحمد رفيق المهدوي شاعر برقة وهما بحق علمان من أعلام الشعر والأدب في طرابلس الغرب:

ولقد اطلع أستاذنا العقاد على شيء من شعر الأستاذ رفيق فنال إعجابه وتقديره.

(القاهرة)

فرح بن جليل

بطل الريف:

اطلعت في العدد 711 من (الرسالة) على قصيدة أو بالأصح (مزدوجة) للأستاذ (أبو الوفاء) محمود رمزي نظيم فيها:

واخترعوا فحيّروا ألبابنا ... وملكوا بسعيهم زِمامنا

كيف نقول ما لهم وما لنا ... إذا استغل علمهم خمولنا

(والمزدوجة) كما ترى مؤسسة بألف التأسيس في الأشطر الثلاثة الأولى إلا في الشطر الرابع فقد غيّر من التأسيس إلى الردف وهو حرف الواو، وذلك ما نص العروضيون وتواضعوا على خطئه وعدم جواز استعماله.

وهي هنة هينة والسلام.

(الزيتون)

عدنان أسعد