مجلة الرسالة/العدد 642/من (لزوميات مخيمر)
→ الحياة الأدبية في الحجاز | مجلة الرسالة - العدد 642 من (لزوميات مخيمر) [[مؤلف:|]] |
البريد الأدبي ← |
بتاريخ: 22 - 10 - 1945 |
(إلى هؤلاء الذين أرشدوني إلى ينابيع نفسي: الشبيشي
والزيات، والسباعي بيومي، والعقاد، وهاشم عطية أهدي هذه
اللزوميات)
للأستاذ أحمد مخيمر
ليلى
أتعلم ليلى بحبي لها ... وماذا فؤاديَ منهُ خَبأْ
تشّيعني بالخطوب الكبا ... ر، وتقتلني قتلة لم تُبَأْ
وتُظْمئني، وتُواري الميا ... هَ، وتلحَظَ ظِمْئِيَ بالمرْتَبَأْ
وتذهبُ أنباء حبّي لها ... وما جاء من هواها نبأْ
وما حفلتْ سرايا الحني ... نِ فؤادي لها من قديمٍ عَبَأْ
أرأْريءُ في شغفٍ للمزا ... ر، فيا ليتني كنتُ فيه الحَبأْ
سنَعْبدُها بذلت بحْضَهَا ... لتُكْرِمَنَا، أم سقتْنا الكّبَأْ. . .
خلود ليلى
أتطمعني في الخلد وحدي! وإنما ... خلودي بلا ليلى خلودٌ مضلَّلُ
إذا أشرقتْ بين الجوانح شمْسُها ... مضى القلبُ خفّاق المنى يَتهلَّلُ
وخف به شوقان: شوق معَللٌ ... يُحَسُّ، وشوق دونه لا يعلَّلُ
وأي بقاءٍ بعد ليلى أريده ... وليلى خلودٌ بالنعيم مكلّلُ
أنازُع قلبي عند أبياتها الخطا ... فأمضي، ويمضي وحده يتسللُ.!
الدليل
إذا رمضَت أقدام روحي تفيأت ... ظلال حبيب، أو فُيوَء خليلِ
وقد سرتُ في وادٍ بحسنك عاطرٍ ... وعشتُ بأيكٍ من هواك ظليل
وما خفتُ يوماً أن تضلَّ مسالكي ... وأنتِ بصحراء الوجود د وكيف يخاف الفقر من كنت عونه ... وما بذلت عيناك غير قليل
طلعت فبدّدتِ الظلام بلامعٍ ... مهيبٍ، ومعشوقٍ أغرَّ جليل
وكنتِ على الأيام راحةَ مُجهدٍ، ... ونعمةَ محرومٍ، وبرَء عليلِ
وينبوعَ حب، كم أتَحْتِ لظامئ ... ملَّذة وِرْدٍ، أو شفاَء غليلِ
ألا كلّ ليلى طاولتْكٍ بحسنها ... هوتْ بجناح للتراب ذليل. . .!
قمم النور
يا فرحةَ الحبّ قد صعدنا ... إلى ذرا النور، وارتقينا
وقرّبنا لها الليالي ... في جيرةِ الخْلد فالتقيْنا
وهيَأت ظلّها فنمنا، ... ومدَّتِ النَّبَع فاستقيْنا
أيّ سرورٍ نريد منها ... وأي حزن قد اتقينا. . .!
قد عرضَتْ ذخرها فنلنا ... ما شاءت الروح، وانتقينا
وحدة الخلود
ستخلد بي ليلى، ويزخر قلبها ... بآباده، ملآنَ بالنشواتِ
وما لحظات الأرض، وهي قصيرة ... سوى زبدٍ طافٍ على السنواتِ
فيا أسفا إن رحتُ وحديَ خالدا ... وطال اعتساف الروح في الفلواتِ
وألقيت طرفي في الوجود، فلم أجد ... وراء الدجى ليلايَ والغدواتِ
وطال حنين القلب في قبضة الأسى ... وفاضت دموع العين في الخلواتِ
ستمسي حنايا النفس مغلقةَ الصدى، ... مخوفَ الجُذَا، مطوّيةَ النزواتِ
تدلَّى إلى مهوًى سحيقٍ قراره ... بعيد الحوافي، مظلم الفجواتِ. .
فلا تتركيني ليلَ وحدي، فإنما ... لحسنك ما غنيت من صلواتِ
إذا فرقتنا بعد حين يد النوى ... فإن رحيلي عنك من هفواتي.!
(ادفو)
أحمد مخيمر