مجلة الرسالة/العدد 449/متى النور يا ظلمات
→ الشجاعة وأثرها في الإسلام | مجلة الرسالة - العدد 449 متى النور يا ظلمات [[مؤلف:|]] |
من وحي النبي ← |
بتاريخ: 09 - 02 - 1942 |
للأستاذ عبد المنعم محمد خلاف
أطبق الظلام على جميع آفاق الأرض. . . واختفى النور الصناعي الذي كانت الإنسانية تتسلق عليه إلى سُبُحات الجمال الموقوت والفن الفاني والطمأنينة الكاذبة. . . وارتدت الأحلام السعيدة إلى واقع الشجن والألم والانتكاس، فعانقت أشباح الكهوف والمغارات. . . وصارت قلوب بني آدم أوكاراً لمخلوقات شنيعة شوهاء هن بنات الظلام والغدر والخيانة والجريمة والخديعة. . .
ولم يَعُدْ للإنسانية غير ينابيع نور الطبيعة تستصبح به. . . لم يَعدْ لعيونها غير الشمس والقمر والنجوم. . . ولم يعد لقلوبها غير نور قبل الأزمنة والدهور. . . ولم يعد لأفكارها غير مبادئ الحق الواقع في الطبيعة.
أما الفلسفات والآراء والنظريات البراقة التي رددتها منابر المعاهد والمجامع ومجالس الترف العقلي، فقد اختفت مع اختفاء الأنوار الصناعية التي أوقدتها الأيدي المظلمة النجسة التي لم تتطهر بنور الله، وقد طارت بكتبها وسجلاتها قذائف الحديد والنار. . .
ترى: هل تكون أمواج هذا الظلام طوفاناً يغسل الأرض من ذلك النور الصناعي المدبس المدخول الذي لم يجر من منابع الحب ويد الله، وإنما من يد الشيطان الذي طمس وجه الحياة وجعلها في نظر الأحياء ليست أكثر من اقتناء الفحم الأسود و (الفحم الأبيض) والذهب الأصفر و (الذهب الأسود)؛ ثم أغراهم بذلك وجعلهم وراءه يتراكضون تراكض الذئاب بالأظفار والأنياب في عصر العجز والقصور، وبالفياصل والمناصل في بدء عصر التغلب والقدرة، ثم بالطائرات والغائصات والبارجات والجرارات في عصر بلوغ الأشد واكتمال السلطان!؟
أم أن القلب البشري لا يزال ولن يزال يعبد الظلام ويفئ إليه ويأنس بسكانه، ويرى في عالمه عبقريات يجب الرجوع إليها على فترات من الزمان؟ ولن تزال وثنيات وثنيات الجنس وخيلاء القومية وعبادة البطش وشهوات الاقتناء عقائد مقدسة يُفَلْسَفُ لها وتصطنع في حبها ترانيم وأناشيد وتقدم لمذابحها قرابين من اللحوم البشرية، ولمجامرها بخور وعطور من الأموال والمقتنيات حتى يرث الله الأرض وما عليها؟ أما أنا فقلبي تغمره موجة من التفاؤل الأكيد حول مستقبل سعيد قريب للإنسان، وظني أن هذه الظلمات تتمخض عن فجر أبلج وضاح يغمر آفاق الأرض غمراً طويلاً كما غمرتها هذه الظلمات طويلاً. . . لأن قواد المعسكرين الهائلين المتحاربين لا ينفكون يرددون على أسماع الأمم التي في أيديهم أزمتها ومقاليدها؛ أنهم يحاربون في سبيل خلق عالم إنساني عادل سعيد هانئ بعد الحرب؛ فإذا حدثت القواد نفوسهم أن يخيسوا بعهودهم وينقضوها، فإن المجهودين المنهوكين من جنود الحرب وعمالها ومنكوبيها سوف ينكلون تنكيلاً، سواء أكانوا منصورين أم مخذولين، لأن الجرائم التي ارتكبت في هذه الحرب لا تغتفرها الشعوب إلا إذا رأيت أنها أسلمت الناس إلى عالم أسعد وأكمل من العالم الحالي، ولأن الحياة الاجتماعية لا تحتمل حرباً كهذه الحرب التي تدمر الإنسان مع أقامه من المدن والأعمال ومخلفات التاريخ ومقدسات العقائد والوصايا الخلقية بالأطفال والعجزة والشيوخ والنساء. . . ولأن حرباً بعد هذه الحرب لا بد أن تكون أدهى منها وأمر، بحيث تسحق براعم الحياة المدنية وأصولها لا يبقى ولا يذر، بما وصل إليه هذا الإنسان العجيب وما سيصل إليه في فترة السلم التي تعقب هذه الحرب. . .
ويخطئ من يظن هذه الحرب صورة من ذلك العراك التقليدي بين بني البشر، وأنها ثورة غرائز وحب غلبة بين مجموعة ومجموعة من أمم تحب الحرب للحرب، وتمجدها لا لشيء إلا اندفاعاً وراء تلك الغرائز والحركات التاريخية الموروثة. . . إن من يظن ذلك ذو نظرة متخلفة، لا تزال تعيش في حدود النظرات الأولى للإنسان. . .
إن هذه الملحمة الكبرى تحول عميق أصيل عظيم في توجيه الحياة. . . الخاصة للأمة الواحدة، والحياة العامة للأمم جميعاً. . . فلنتيقظ لهذا، ولنؤمن به، ولنعمل له. . .
وإن القدر يؤذن بميلاد حياة جديدة، وابتداء دورة زمنية بعقل الإنسان وقلبه وجسمه بعد هذه الحرب الحُطَمة الضَّروس التي تهدم مثل العالم القديم الضيقة بمثلها وأفكارها الحرة، كما تهدم مبانيه ومخالفاته بالديناميت. . .
وهاهي ذي مواكبها ومراكبها وجراراتها العنيفة وزواحفها وطائراتها القاذفة والمنقضة والمترنحة والشراعية والهابطة، وصواريخها وأبواقها وأنفاسها في الأثير، وعيونها الكشافة، وحشود جيوشها الآخذة من شمال الأرض وجنوبها وشرقها وغربها في قاراتها الخمس وبحارها السبعة ومن وراء كل أولئك عقول جبابرتها وأساطين علمائها، ومعاملها الساهرة ومناجمها الحافرة، ومحادثاتها السرية والجهرية ومؤامراتها والدماء والأرواح المبذولة فيها من الجيوش البيضاء والسوداء والصفراء والحمراء، والعروش المقوضة والصوالج والمقاليد المحطمة، والحديث عنها بكل لسان وبين كل قبيل من المتحضرين والهمج. . .
ألا إن الحياة تنقل أقدامها بهذه الحرب إلى المجاهل حينما رأت أن كثيراً من بينها لم ينهضوا بعد من مراقدهم في الكهوف والغابات لمشاهد مواكبها الحديثة التي دقت نواقيسها في الآفاق ولم يشتركوا في حمل قوائم عروشها العظيم الذي من لم يره ويدرك أسراره لا يمكن أن يقال عنه إنه ابن زمانه وإنه حقق الغاية المنشودة من إخراجه للحياة في زمن بعينه. . .
ولما رأت أن نورها في دور السلام والاستقرار استأثر به جماعة من الأوصياء الأنانيين، وتركوا غيرهم من القاصرين يخوضون في الظلام والجهل، حولت ذلك النور إلى شعل ذات لهب وحريق يأكل هذه الصدور الأثرة الأنانية التي ما عرفت قصد الحياة من وضع مصابيح النور في أيديها وخانت أمانات الاستخلاف
فمن الذي لا يستيقظ وينبه بد كل هذه الضجة النكراء ويسرع إلى موكب الحياة العظيم بالجسم الخفيف القوي الصحيح والفكر اللطيف اللماح العام، والقلب المؤمن العارف الحامل لأمانات الحياة؟!
وإذا أعرضت الإنسانية ونسيت آلامها الحاضرة وبؤسها وشقاءها بهذه الحرب وتركت الأنظمة الجائرة الغاشمة تتحكم فيها فويل لها ثم ويل لها! وويل للذين يقودونها! وتعساً للمكتوين بنار الحرب من العمال والصناع والجنود إن لم يقفوا في وجه اللاعبين بالشعوب!
ما اجمل إخاء العالم الإنساني! وما أقربه في القلوب البريئة أكثر الناس! لولا الذين يؤرثون في صدورهم نار الحرب والحقد ببعض الأناشيد وإثارة الذكريات الجاهلية والخيلاء العسكرية والألوان الدموية المهيجة!
إن الثيران تظل هادئة مستأنسة حتى يثيرها مثير باللون الأحمر فيحولها إلى وحوش فاتكة. . .
وكذلك قطعان ابن آدم تريد الهدوء والاستئناس حتى يثيرها مثير بالكلمات الحمراء والحماس الكاذب وحب الشهرة عن طريق الحرب والتخريب حين لا يوجد مجال لبعض الرجال للشهرة عن طريق السلم والعمران وإضافة شيء إلى بناء الحياة
وما أعظم خسارة الإنسانية في أنباء السلم الذين ذهبوا في ضحايا هذه الحرب؟
إنهم إنسانية عالمة عاملة مدربة ماهرة قد نجت من عوامل الموت والجهل والجفوة في تربيتها ثقافات السلام التي استحدثت بعد الحرب العظمى الماضية
إنهم ثمار كبيرة في جمال وصحة ولكنهم الآن يموتون في جفاف الصحاري وزمهرير الثلوج، وعلى أذرع الموج الفاغر والهواء المخلل وتحت أثقال الحديد وبين صعق القذائف! وهكذا يذهبون طعمة لوحوش الفلوات وأسماك البحار وتتساقط أعضاؤهم بين ركام الثلوج كأنهم عصف مأكول أو هباء منثور
فما أعظم خسارة السلم فيهم بعد انتهاء الحرب حين تفتقد العناصر العالمة العاملة الفتية فلا يوجد إلا بعد حين!
ولكنهم قربان لا بد من تقديمه في سبيل مطلب عظيم!
وقد مات الميت فليحي الحي!
وما أعظم ما تحتمل أعصاب البشر! إنهم برهنوا على أن أرواحهم أقوى من الفولاذ والديناميت؛ إذ رضوا أن يغدوا ويروحوا على مواقع هذا الموت الفظيع والعذاب الوجيع، وهم مع ذلك يطيعون وينشدون. . . وإذا رضوا أن تهدم ديارهم وأموالهم وتنسف أطفالهم وحبيباتهم. . .
ذلك تحرر وانطلاق في سبيل العزة وصيانة العقائد
أين صور الأهوال ووقعها في القديم؟ من كان يضن أن يعيش فترة ينتظر فيها نزول الصواعق والنواسف كل لحظة من السماء وهو مع ذلك يأكل ويباعل ويرقص ويغني ويقتني الأموال وينشد الرفاء والأطفال؟
من كان يظن أن يفعل الناس هذا وهم في ساحات هذه القيامة؟! ما أوثق ما ربط الله الإنسان بالأرض!
هذه النفس البشرية أقوى وأبقى من هذه الأهوال لأنها هي التي صنعتها ولذلك لا تخشاها.
ألا يجوز أن يكون هذا الاحتمال الصابر الذي بدا من النفوس البشرية تحت آلام النار والحديد تدريباً لها من الأقدار العليا وإعداداً لمستقبل مجهول ستحتمل فيه آلام اختراق الحجب الكثيفة التي تحول بينها وبين علم الكثير من غيب السموات والأرض؟!
ألا يجوز أن يكون هذا التسابق العنيف بين الدول المتحاربة في اختزال البعاد والمسافات واقتحام العقبات إنما هو حَبْوٌ على عتبات باب من الانطلاق والتحرير؟
ألا إنها الطبيعة الجامدة الميتة تلبس هذه الأجساد الحية الثائرة المترعة بالحياة المتجددة، الآخذة من موارد علم الله وقوته وقدرته!
ألا إنها القوى التي طال سجنها وكمونها في صدر الأرض، وجدت سبيلها إلى الانطلاق والظهور على يد الابن البكر للأرضّ
ألا إنها جنٌّ خفية تركب مراكبها وتتدافع منطلقة من سجونها في التراب. . .
أطلقها يد الإنسان الذي لا يزال ذاهلاً عما يصنع ذهول النحل عما تمزج، أو دودة القز عما تنسج!
هذه الحرب عملية هدم ما على الأرض وما في نفس الإنسان ليحدث الله بعد ذلك أموراً. . . ولن تنتهي إلا بعد أن تشمل موجتها كل البقاع. . . استيقظ على قوارعها سكان خط الاستواء في مجاهل القارة السوداء، وسكان الأراضي البيضاء وما بينها وسكان الجزر النائية المنثورة في المحيطات وامتزجت منهم جميعاً جيوش في جميع البقاع تقتل في سبيل غاية واحدة. . .
وأن الأقدار تحررهم من التاريخ السيئ و (تصفي) ميراث الشراهة والحقد
فهذه آثار لندن العزيزة على أهلها تهدم. . . هدمها الإنجليز لا الألمان! لأنهم لم يسلموها لهم كما سلم الفرنسيون باريس. . . بل تحرروا من حبها وقدموها دون حرية نفوسهم وعقائدهم في الحياة. . . ولا بد أنهم قد علموا بعد أن خوت مدينتهم على عروشها أن النفس هي الباقية أو هي الجديرة بحرص المرء على بقائها سالمة كريمة وما عداها ففداء لها. وتلك حقيقة من حقائق الإيمان كان الإنجليز قد فقدوها حينما تدفقت عليهم سيول الأموال من بقاع الإمبراطورية قروناً طويلة ولا بد أنهم تذكروا كذلك أن حرية كل شعب محكوم لهم يجب أن تكون أعز عليه من كل شيء، بعد أن هددت حريتهم من عدو غاشم جبار فعرفوا ذلك وكانوا قد نسوه أيضاً في تلك الفترة الطويلة التي حكموا أمماً ولم تحكمهم أمة. . . وبالطبع سيكون لعلمهم وتذكرهم هاتين الحقيقتين من حقائق الإيمان أكبر الأثر في عملهم على إقامة عالم سعيد على أنقاض القديم. وإذا نسى الإنجليز أو تناسوا تلك الحقائق بعد هذه الحرب فسوف لا ينسى الأمريكان الذين كانوا بنجوة من الحروب الحديثة وويلاتها بعد أن تحرروا من وثنيات الأجناس والدماء المختلفة ونعرات القوميات المفرقة وُعَار الاحتكار والاستعمار. . .
أجل إن الأقدار ذات الحفاوة بالإنسان ما كانت لتترك هذه المجموعة الكبرى من الأمم التي تتكلم الإنجليزية ومن يرتبط بها في أكثر بقاع العالم دون أن توحدهم وحدة تامة بأية وسيلة لتتخذ منهم خميرة لوحدة أو شبه وحدة بين بني البشر. وقد خابت مساعي توحيدهم عن طريق السلم، إذ عز على الإنجليز المحافظين أن ينزلوا عن كثير من تقاليد إمبراطوريتهم العظيمة، وعن حقوق الغلبة والفتح فيها، وكانوا أولي الناس باتباع ذلك بعد أن خرجوا من الحرب الماضية منصورين. وإذ عز كذلك على الأمريكان الأحرار أن يسيروا مع الإنجليز في نظرياتهم المحافظة فيرتدوا عن مبادئ عالمهم الجديد وثوراتهم العظيمة التي قضوا بها على خمائر الأحقاد ومواريث التاريخ السيئ في القارات القديمة، فعاشوا حياة جديدة في أرض جديدة. . .
فكانت هذه الحروب الحالية رداً سريعاً من الأقدار وعقاباً للأمم الناطقة بالإنجليزية لأنها أهملت وتوانت في السعي المشترك المسلح لإقامة عالم أسعد وأعدل، وكانت وحدها - ولا تزال - هي التي تستطيع أن تنهض بأعباء ذلك العالم المنشود
ولم أكد أفرغ من كتابه هذا المعنى حتى ساقت لي الأقدار
دليلاً يؤيده من أقوال أحد أساطين الأمريكيين وهو المستر
(وندل ويلكي) منافس (روزفلت) في الانتخابات السابقة. . .
قال كما ورد في (أهرام) 1411942: (إننا جميعاً نلوم هتلر
وحده، بيد أن هذه الفكرة السطحية ليست صحيحة. فاللوم لا يقع على هتلر وحده بل ينصب علينا إلى حد ما. فلقد سمحنا
في الماضي لإنتاجنا الصناعي العظيم أن يتحكم فينا وأن
يتغلب على مثلنا العليا. . .)
أجل، هذا هو موضع الداء، وضع (ويلكي) إصبعه عليه. . فإن أمريكا كان يجب أن يكون موقفها بعد الحرب الماضية موقف (بوليس) العالم بعد أن كان انضمامها للحلفاء في تلك الحرب أعظم مرجع لكفتهم، وبعد أن تلقى المعسكران المتحاربان مبادئ الرئيس (ويلسن) الأربعة عشر باللهفة والقبول والاستبشار. وكان فيها المثل الأعلى المنشود، وكان شرف أمريكا يقضي عليها أن تقوم على تنفيذ تلك المبادئ التي قدمها رئيسها باسمها، وأن تعلن حرباً على من يخالفها حتى يفئ إلى أمرها
ولكن ما شغل به العالم بعد الحرب من التهافت على المتاع المادي للتعويض عما أصابه من آلامها، وما رأته أمريكا من عودة ذوي النزعات المحافظة إلى أساليبهم القديمة في مزالة السياسة الدولية، وما قضت به مساعي الرأسماليين والاستعمار الأنانيين من بقاء العالم في أدوائه القديمة. . كل هذا ثبط من عزيمة أمريكا وجعلها تترك العالم القديم في شقائه وتقنع هي بعزلتها السعيدة
ولكن هاهي ذي يد الأقدار تمتد لتنتزعها من هناء عزلتها وتحشرها مع بني عمومتها وتدفعها في معهم في هذه الحرب الزبون برجالها وأموالها وقضها وقضيضها. . . وما أظنها ستنسى واجبها مرة ثانية حين يعود السلام. ومن هنا ينبعث نور الأمل، لأن أمريكا عمل عظيم في طريق أمل أعظم!
وبعد، فإن ذكرى هجرة الرسول الأعظم محمد بن عبد الله ﷺ ينبغي أن تبعث في قلوب المسلمين روح الاستعداد لانتقال عظيم يجب أن يقدموا عليه بعد هذه الحرب للوقوف في صفوفهم الأمم التي ستشترك في إقامة الحياة العادلة السعيدة التي تخدم أهداف الإنسانية جميعاً. وإنهم لجديرون أن يقدموا للعالم أعظم المبادئ التي تقوم عليها السلامة الاجتماعية والمساواة الفردية والدولية التي تنشدها الأمم وتنادي في كفاحها
فليهاجروا إلى حياة الحق والعدالة التي في دينهم بأرواحهم وأفكارهم حتى يكونوا نماذج مجسمة لما سيقدمونه العالم بعد الحرب من مبادئ وحلول للعقد والمشكلات
وليعلموا أن هذا هو أوان التبشير والدعوة إلى مبادئ دينهم العالمي الذي قام على أصول أديان الحق التي ارتضتها البشرية في المشرق والمغرب. . .
(ولقد كَتبنا في الزَّبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديَ الصالحون)
عبد المنعم محمد خلاف