الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 386/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 386/البريد الأدبي

بتاريخ: 25 - 11 - 1940


كتب لم أقرأها

تفضلت الآنسة سناء محمد فأرشدتني إلى مرجع قيم لموضوع كنت قد ألممت به في كلمة لي نشرتها الرسالة. أما المرجع فهو شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل، وأما موضوعي فيتعلق بالكلمات العامية. وسيرى القارئ أي فضل أسدته إلي الآنسة حين نبهتني في رفق ولين إلى وجوب البحث في المراجع قبل تناول ما يتصل بها من الموضوعات

على أني إن شكرت لها هذا الفضل فإنها قد أوحت إلي بخاطر سأظل معترفاً لها بالعجز عن الشكر عليه. وهذا الخاطر هو أن أنشر كتاباً عنوانه (كتب لم أقرأها)

أقسم إنه لعنوان رائع. . . ولئن وفق كاتب إلى الإتقان في وضع كتاب كهذا فهو بالغ به الذروة في عالم التأليف! ألا يتاح له بث مشاعره كلها نحو المجهول؟ (كتب لم أقرأها). . . إنها لملايين وإن لدى الكاتب من الشوق إلى بعضها ومن العلم بشيء عن البعض، ومن الأوهام والجهالات عن أكثرها، ما تتسع له طوال الأعمار وطوال الأسفار

وفي غير هذا المكان من الرسالة كلمة عن أحد الكتب التي لم أقرأها، ويبين منه أسلوبي في تناول هذا الموضوع فلن أغرب وإن لم أعجب، ولن أتبع طريقاً غير مألوف بل سأتحدث عن كتب قرأت عنها في لغة أخرى وهي مكتوبة عنا ونحن أحوج إلى قراءتها

فإلى التي أوحت إلي بهذا الخاطر أهدى هذا المقال وما يتبعه تحت عنوانه - إن أفسحت الرسالة صدرها لهذه الرسائل

وإلى الرسالة وإليها أهدي خالص التحية.

عبد اللطيف النشار

حول الحرب والشعر

يؤسفني أنني أغضبت الأستاذ العقاد بملاحظات متواضعة على ترجمته لقصيدة سهول الفلاندر المشهورة للشاعر الكندي جون ماك كراي

وإذا كان الأستاذ تفضل فأسعفني بالنص الإنجليزي من كتاب (بعد عشرين عاماً) الذ أعتمد عليه في كتابه مقاله، فإنني أهدي إليه النص الإنجليزي من مقال الأديب الأمريكي المشهور برنهارد راجز وهو في مجلة نيويورك تيمس يناير سنة 1938والنص هكذا

, - ,

وترجمة هكذا (ولما أدرك محرر البنش ما في القصيدة من جمال نشرها في حروف كبيرة لا تستعملها الصحيفة إلا في المناسبات العظيمة) وهذا الكلام هو ما قلناه بعينه في خطابنا المنشور بالرسالة في صلب مقال الأستاذ للعقاد

أما ترجمة كلمة بالعنان فلا زلت أخالف الأستاذ العقاد فيها لأنه كان الأصح أن يقول:

خذوا بأيديكم عنان النضال مع الأعداء

أيدينا المتخاذلة ألقت إليكم (بالشعلة)

فارفعوها أنتم أنفسكم عالية

أما ترجمته بقوله: (كنا أحياء وكنا نحيا) فهو تكرار لا وجود في الأصل كما قلتُ

وأما ذكر الجملة الشرطية في ترجمة الأستاذ بقوله (ارفعوها ولو بقيت في أيديكم) فهو شرط لم يرد في الأصل

بقيت نصيحة الأستاذ المخلصة لي بأن (أتعلم قبل أن أتهجم) وهي نصيحة سأعمل بها، وأجد من الشرف دائماً أن يكون الإنسان محتاجاً إلى العلم في كل لحظة وعليه منا ألف تحية وسلام.

محمد عبد الغني حسن

تقسيم الجيش الحديث

تنشر هذا التقسيم لنساعد القارئ على فهم المصطلحات العسكرية التي ترد في البرقيات اليومية، وهي لا تكاد تختلف في مختلف الجيوش

مجموعة جيوش جيشان فأكثر

فأكثر

فأكثر

الفرقة جيش صغير كامل العدة (1) أو ثلاثة (2)

الآلاي كتيبتان أو ثلاث أو أربع

أربعة أو ستة مدافع بمعداتها

الكتيبة (مشاة) 3 أو 4 أو 5 سريات

الكتيبة 3 أو 4 أو 5 سريات

أو 4 فصائل

سرية خيالية أو 4 فصائل

أو 4 جماعات

الجماعة (الصنف) أصغر وحدة عسكرية

إلى الأستاذ الباجوري

1 - شرحنا البيتين يا أخي شرحاً أيدتنا به كتب التصوف التي بأيدينا ووافقنا عليه أديبان في العدد 383، وإليك اليوم بعض أقوال الصوفية لتكون الحجة:

قال الشاعر:

(بذكر الله تزداد الذنوب ... وتحتجب البصائر والقلوب)

(وترك الذكر أفضل منه (حالاً) ... فإن الشمس ليس لها غروب)

والشطر الأول من البيت الأول يفسره قول الجنيد: (من قال (الله) عن غير مشاهدة فقد افترى)، وقول الشاعر:

(وذكر يعزي النفس عنها لأنه ... لها متلف من حيث تدري ولا يدري)

ويقول ثالث: (. . . معناه أن التقرب إليه بالأعمال تفرقة). وسخر شاعر من (الذاكرين) فقال:

(هبني أراعيك بالأذكار ملتمساً ... ما يبتغيه ذوو التلوين بالغير)

ويفسر الشطر الأخير منه، ويبين كيف الذكر باللسان (يحجب البصائر ويغلف القلوب) قول القائل: (إنما يحجب العبد عن مشاهدة مولاه (أوصافه))

وفي البيت الثاني أنتقل الشاعر من الذكر اللفظي إلى الترغيب في الحال الذي هو الغيبوبة عن هذا الوجود، والاتصال بالله تعالي مباشرة، وإلى هذا يشير (محمد بن إسحاق) في كتابه (التعرف لمذهب أهل التصوف) قال: (فكأن جمعي به فرقني عني فيكون حالة الوصل هو أن يكون الله عز وجل مصرفي، فلا أكون أنا في أفعالي، فهو الله لا أنا، كما قال لنبيه: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى). وهذا لسان الحال ولسان العلم. . . الخ) ويشير إليه أيضاً بقوله: (يكون فانياً عن أوصافه باقياً بأوصاف الحق) والحال هذا هو الذي يفسرونه أحياناً بالمعرفة الحقة: (المعرفة إذا وردت على السر ضاق السر عن حملها كالشمس يمنع شعاعها من إدراك نهايتها وجوهرها)

وهنا أحب أن أقول للأديب (الباجوري) إنه ذكر أن (أصحاب البصائر والقلوب حال)، وليس الأمر كذلك، وإلا لما اضطر إلى النص في البيت الثاني على (الحال)، ولاكتفي بدلا عنه بالضمير

2 - نحن لم نتهمكم بما لا تعلمونه يا سيدي، وأنت وإن كنت صوفياً لا تقول (بالحلول) إلا أن غيرك من السادة آمن به وقال عنه بل وأستشهد في سبيله، وصنف له الكتب. وما (الظرفية) التي تتحدث عنها إلا السلاح الذي يشهره أعداء الصوفية في وجوههم، ولنقرأ معاً بعض ما نقلوه وقالوه عن مذهبهم في (الحلول)

نقلوا عن أبن عمر أنه قال: (كنا (نتراءى الله) في ذلك (المكان) يعني الطواف) ونقلوا قول محمد بن واسع: (ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه)، ونقلوا قول الرسول ﷺ (كنت له سمعاً وبصراً ويداً في يسمع وبي يبصر)، كل هذا نقلوه ليقولوه: (من أدعى شيئاً من ملكه - وهو ما سكن في الليل والنهار - من خطرة وحركة أنها له، أو به، أو إليه أو منه فقد جاذب القبضة، وأوهن العزة) وليقول الجنيد: (هو العارف والمعروف)، وليقولوا ما تقدم: (فهو الله تعالى لا أنا فيكون (المعبود والعبد))

وبعد كل هذا أحيل الأديب على الدكتور زكي مبارك الذي دون في كتابه (التصوف) ما يقرب من نحو سبعين صفحة في تحليل هذا المذهب - مذهب الحلول - وهو يفاخر بأنه استطاع أن يحصره

السعيد جمعة

بين الرسالة والكتاب كَثُر ما يرد على الرسالة مقالات وملاحظات لأسماء مستعارة فلا نستطيع نشرها لأن كتابها الأفاضل ينسون أن يذكروا أسمائهم الحقيقية بجانب أسمائهم الاصطلاحية ثم يلوموننا على إغفال النشر. وقد رجوناهم من قبل ألا يقفونا موقف المحرج بين رغباتهم الأدبية وبين واجباتنا الصحفية، ولا بأس أن تكرر اليوم هذا الرجاء.

حول كتاب

كنت أتصفح عرضاً كتاب (شرح المحفوظات والنصوص العربية) للمدارس الثانوية (الجزء الثاني - الطبعة الرابعة)، فاستوقفني شرح المؤلفين شرح لبيت المتنبي:

ولو أن الحياة تبقى لحي ... لعددنا أضلنا الشجعانا

فقد جاء في شرحه: (لو فرض أن إنساناً يخلد حياً لكان هذا الإنسان من الجبناء الذين يفرون من مواقف الخطر على النفوس دون الشجعان الذين يحافظون على كرامتهم وشرفهم في أحرج المواقف التي تعرضهم للهلاك. والواقع أن كل نفس ذائقة الموت متى حل أجلها)

ورأيت أن شرح البيت على الصورة المتقدمة لا ينطبق على معناه. والذي يدل عليه البيت هو أنه لو كان هناك خلود وان الإنسان يبقى حياً مهما أمتد به العمر لا يموت موته طبيعية لكان بالغ الطيش وعين الحماقة ومنتهى الظلال أن يكون شجاعاً يواجه الموت مختاراً. ولكن لما كان الموت مصير كل حي فإن في التشبث بالحياة والتنحي عما يمليه الواجب مذلة وهوناً. ويتم هذا المعنى البيت الذي سبق البيت المذكور والبيت الذي تلاه

وقد عن لي أن أطلع على شرح ديوان المتنبي للأستاذ عبد الرحمن البرقوقي فرأيته قد أورد شرحاً للبيت ما يلي:

(لو كانت الحياة باقية لكان الشجاع الذي يتعرض للقتل أضل الناس؛ يعني أن الحياة لا تبقى وإن جبن الإنسان ولزم عقر داره وحرص على البقاء، ثم أكد هذا بالبيت التالي

ولعله لا يسوء الأساتذة الشارحين هذا التعليق ودافعي عليه وجه الحق وحدَه

محمود أحمد وصيف

أمة التوحيد تتحد

سيدي الأستاذ صاحب الرسالة الغراء كان لافتتاحيتكم البليغة في العدد 384 تعليقاً على ما نشرته الأهرام عن مشروع تحالف بين الدول العربية رنة استحسان عظيمة في الأوساط كلها لأنها عبرت عما يتمناه كل مسلم وعربي من لم شمل العربية والمسلمين وجمع كلمتهم وتوحيد قوتهم حتى يتألف منهم حلف يستطاع الانتفاع به في هذه الظروف المدلهمة

وفي الأهرام الصادرة في 7 الجاري خلاصة لخطبة العرش التي ألقاها سمو الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق يوم 5 الجاري وقد جاء فيها: (إن الأحوال العالمية لم تزل تتطور تطوراً خطيراً يدعوا إلى أشد اليقظة والانتباه إلا أنه مما يستدعي ارتياحنا أن تكون حكومتنا ساهرة على مصالح البلاد واضعة نصب عينيها صيانة سلامة المملكة باتخاذها كل التدابير الممكنة، كما أنها لا تنفك عن مواصلة الجهود في سبيل ما تصبو إليه الأقطار العربية المجاورة من الأماني القومية. أما علاقتنا الحسنة مع المملكتين الشقيقتين العربية السعودية واليمن وكذلك مع جارتينا العزيزتين تركيا وإيران فتزداد وثوقاً ولا سيما في الظروف العصيبة هذه)

وللعراق فضل كبير في سبيل توحيد كلمة العرب منذ ما تبوأ مقعده بين الدول المستقلة ومنذ بدأ بعقد أواصر الإخاء والمودة مع جارته وأولاها المملكة العربية السعودية وكان بينهما جفاء شديد فعقد معها محالفة ثم عقد مثلها مع دولة اليمن وشرق الأردن، ثم دخل العراق في حلف سعد آباد فعقد أواصر الإخاء مع جاراته كلها، ولم يقتصر على ذلك بل سعى في بلاده وفي لندن وباريس وتركيا لخدمة فلسطين وسوريا

إن أول نواة كان لها أفعل الأثر في كيان العرب هو عمل جلالة الملك فيصل - رحمه الله - مؤسس مملكة العراق إذ سعى سعيه المشكور للاجتماع بجلالة الملك عبد العزيز آل سعود، ذلك الاجتماع التاريخي على ظهر باخرة بريطانية، فقد أظهر الرجولة الملك فيصل في كل تضحية في سبيل نسيان العداء، وتأسيس وحدة عربية قوية فعلت فعلها، والعمل على ما فيه خير العرب والمسلمين، وهاهو ذا خطاب العرش في عهد جلالة الملك فيصل الثاني حفيد مؤسس العراق يشير إلى خدمة العروبة في هذه الظروف المدلهمة وهو صادق في إشارته

فإذا تحققت الوحدة العربية والإسلامية كان العراق أفعل الأثر في هذا المضمار العظيم.

وسيدي الأستاذ الزيات من أعلم الناس بفضل العراق على البعثات العربية في بلاده وكيف يرسل البعثات العسكرية والعلمية والعملية إلى جاراته مثل اليمن والمملكة العربية السعودية للخدمة الفعالة في الأقطار الشقيقة. وهذه كلها مقدمات لوحدة عربية عملية سريعة.

نسأل الله أن يحقق للعرب والمسلمين وحدة تزيدهم قوة وأن يتولانا بلطفه وكرمه وينقذنا مما حولنا، إنه خير مسئول.

(القاهرة)

محي الدين رضا