الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 248/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 248/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 248
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 04 - 04 - 1938


محاضر ألماني في القاهرة

دعت كلية الآداب بالجامعة الأستاذ الدكتور أدولف جروهمان لإلقاء بعض محاضرات عن (الإدارة العربية في مصر في القرون الثلاثة الأولى للهجرة) والمحاضر من أعلام الاستشراق في ألمانيا، وأستاذ الثقافة الإسلامية واللغات السامية بجامعة براغ بتشكوسلوفاكيا، وهو يعنى بناحية دقيقة في التاريخ الإسلامي وهي دراسة أوراق البردي العربية، وعلى الرغم مما يكتنف هذه الناحية من البحث من الصعوبات الجمة فقد ذلها ببحوثه التي نشرها في مؤلفاته وفي المجلات الكبرى التي تعنى بالدراسات الشرقية. ومن ثم عهدت إليه الحكومة المصرية بدراسة أوراق البردي العربية المحفوظة في دار الكتب في القاهرة وهو ينوي إصدارها في سبعة مجلدات مع التعليق عليها، نشر منها حتى الآن ثلاثة باللغة الإنجليزية مع مقارنتها بأوراق البردي اليونانية المتعلقة بهذه الناحية الجديرة بالبحث في تاريخ مصر الإسلامية وقد ترجم الجزءين الأولين منها الدكتور حسن إبراهيم أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب.

وقد تناول الدكتور جروهمان في محاضرته الأولى كُوَرَ مصر كما كانت إبان مجيء العرب معتمداً في ذلك على ما جاء في المصادر اليونانية والسريانية وما عثر عليه في أوراق البردي العربية الموجودة في مصر وفي دور الكتب الأوربية ومكاتبها الكبرى كالمتحف البريطاني ومكتبة بودليان وأكسفورد وسُنْ وليبزج وغيرها

ومصر كما صورها الدكتور جروهمان في هذه المحاضرة تختلف عن مصر الحالية تمام الاختلاف في كورها وبلدانها، وتختلف عن مصر القديمة التي وصفها ستانلي ليبدبول في كتابه (سيرة القاهرة)

وألم الدكتور أدولف في المحاضرة الثانية بالجزية عند العرب وهو يسوق رأياً ظريفاً في الصلة بين كلمة (جزية) و (كسية) ويتناول فيها نظام الضرائب والحركة المالية في مصر في عهد عمرو ابن العاص ومن خلفه وفي العصر الأموي

والمحاضر الدكتور جروهمان واسع الاطلاع في الثقافات العربية والأوروبية الحديثة منها والقديمة، وقد ذلل له بحثه الشائك نظرُه في كثير من المصادر الجمة في مختلف اللغات الخاصة بهذه الناحية

ميزانية التعليم في إنجلترا لسنة 38 - 39

قدرت ميزانية التعليم في إنجلترا للعام الدراسي 38 - 39 بهذا الرقم العجيب: (51. 002. 330) أي بما يزيد على مجموع ميزانية الحكومة المصرية كلها بأحد عشر مليوناً من الجنيهات. . وبما يزيد على ميزانية التعليم في إنجلترا للعام المنصرم (37 - 38) بمبلغ 2. 161. 413 من الجنيهات؛ وهاك بعض الأرقام العجيبة في توزيع هذه الملايين الضخمة من الجنيهات

35. 513. 000للتعليم الأولي

11. 680. 000للتعليم العالي

7. 887. 000 لمعاشات المدرسين

514. 650للرياضة البدنية والرحلات

ولم يسبق أن أرصدت إنجلترا مبلغاً كهذا للتعليم إلا في سنة 1921 - 22 وبزيادة 12. 335 جنيهاً على المبلغ الحالي

مجلة لكلية الآداب

لا تكاد توجد جامعة في أوروبا أو أمريكا إلا ولجميع كلياتها مجلات راقية تمثل الحياة الجامعية وتحدد مدى النشاط الجامعي وتسجله؛ والجامعة الأمريكية المصرية تصدر مجلة التربية الحديثة مقتدية في ذلك بجامعات أوروبا، ولسنا ندري ماذا يمنع كلية الآداب المصرية من إصدار صحيفة دورية وهي بهذا العمل أولى دور العلم في مصر؛ وهذه صحيفة دار العلوم تصدر حافلةً بالبحوث القيمة وتتبارى فيها أقلام المجدين

أما كلية اللغة العربية فقد علمنا إنها جادة في إصدار صحيفة باسمها. . . ولا غرو، ففيها وفي دار العلوم تحيا العربية وتتجدد

ضرائب الأطيان في مصر الرومانية

لعل كثيرين من القراء يحسبون أن بدعة تعداد الأمم هي سنة مستحدثة لم تعرفها إلا الشعوب الحديثة. لا. ليس الأمر كذلك. فقد ثبت أن قدماء المصريين كانوا أول من وضع نظام التعداد، وكانوا يجرونه كل أربع عشرة سنة. ولم يكونوا يقتصرون على تعداد الأنفس فقط، بل كانوا يحصون كل شئ في الوطن المصري: الناس والحيوان والمنازل والحدائق ودور الصناعة والمدارس والعاهات. . . الخ، وكانوا يتخذون من هذا التعداد ميزاناً لفرض الضرائب التي كانت في الغالب قاصرة على الأرض وتجارة الوارد. وكانت ضرائب الأطيان في مصر القديمة مضبوطة عادلة، لكنها لم تبلغ الدقة المتناهية إلا في زمن البطالسة - فلما غزا الرومان مصر اعتمدوا في ربط الأموال على الأرض على النظام البطليموسي، وبهرهم هذا النظام فاستعملوه في إيطاليا وطبقوه في كل مستعمراتهم، مستعينين في ذلك بموظفين من المصريين. وقد تنبه العلماء العصريون إلى هذا الموضوع فألفوا فيه كتباً جيدة وأول هذه الكتب ألفه الأستاذ ولكن سنه 1899، وفي سنة 1936 خصص له الأستاذ جونس هوبكنز مجلداً من كتابه (التخطيط الاقتصادي في رومة القديمة). وقد صدر هذا الشهر كتاب (الضرائب في مصر - من عهد أغسطس إلى عهد ديوقليانوس) لمؤلفه العلامة شرمان لي روي ولاس. والكتاب يتناول غير هذا عصراً من أسود العصور التي رزحت تحتها مصر والتي تعتبر فيها بقرة حلوباً للدولة المستعمرة أو كما كان يتبجح الرومان فيقولون (القمح في مصر!)

فتاة إنكليزية تكتب عن مصر

تناولنا في عدد مضى كتاب المستر روم لاندو (البحث عن الغد) الذي تناول فيه مؤلفه أثر التدين في الشرق الأدنى، وبخاصة في مصر والأقطار العربية، والذي نقل منه الأستاذ العقاد صوراً سريعة لقراء الرسالة في عددها الهجري. . . وقد كنا نقرأ عنه فصلاً في إحدى المجلات الإنجليزية فراقنا من المحرر أن يستدرك على المؤلف أنه لم يندمج في الشعوب التي زارها، بل قصر مقابلاته على الفئة الراقية، أو أعلام المثقفين، الذين يهمهم بالطبع أن يعطوا لمحدثهم صورة جميلة عن بلادهم قد لا تكون صادقة. وأشارت المجلة بهذه المناسبة إلى كتاب طريف عن الفتاة المصرية يسد النقص الكبير الذي أخذته على كتاب المستر روم لاندو. والكتاب للمؤلفة الاجتماعية النابغة باربارا أتت إلى مصر لتشهد حفلات زفاف حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول، والتي لم تنزل في فنادق القاهرة الفخمة كما يفعل سائر السياح، بل نزلت ضيفة على عائلة من الفلاحين في بيت ريفي مطل على النيل فكانت تتغلغل منه في صميم الحياة المصرية التي تمثلها غالبية من المصريين الفلاحين. ثم ذهبت المؤلفة من ذلك البيت في رحلة طويلة إلى. . . الخرطوم! فاختلطت ببنات جنسها في جميع المدن والقرى المصرية، ووصفت طبائعهن وأفراحهن وأحزانهن، وتكلمت طويلا عن الفوكلور المصري وترجمت منه كثيراً من النكات والأغاني والمواويل وأغاني الزار وأناشيد الذكر وأغاني الكنائس البروتستنتية. . .

ولم تهمل المؤلفة نهضة الفتاة المصرية المتعلمة، بل تناولتها في إسهاب وإطناب وإعجاب

تيسير قواعد النحو وإشراك البلاد العربية فيه

اقترحت إحدى الدوائر المختصة بدراسات اللغة العربية في وزارة المعارف على الوزارة أن تعنى منذ الان، وقبل أن تمضي اللجنة التي تألفت لتيسير قواعد النحو والصرف وغيرها من علوم اللغة في عملها، بإشراك الأقطار العربية في أعمال تلك اللجنة منذ بدايتها

وبررت هذا المقترح بأن مسألة القواعد مسألة لا تتعلق بالمصريين وحدهم، وإنما هي مسالة جميع الأقطار العربية والمشتغلين بلغة العرب في متباين أنحاء العالم؛ وإذا أقدمت الوزارة على استدعاء أئمة اللغة، وذلك بتوجيه الدعوة الرسمية إلى وزارات المعارف في الأقطار التي يعنيها الاقتراح، فان الوزارة تكون قد وفرت على نفسها عناء عرض المقترحات التي تقرها لجنة التيسير على الناطقين بالضاد في المستقبل، وحتى إذا ما تم عرض القرارات يكون المشتغلون بمثل تلك الشؤون على بينة من الأبحاث والدراسات، وبهذا يتم تنفيذ ما يقترح في اقرب فرصة

وينتظر أن يكون هذا الاقتراح موضع النظر والدراسة حتى إذا وافقت الوزارة عليه وجهت الدعوة إلى الحكومات العربية بندب الذين يقع عليهم الاختيار لتمثيلها في اللجنة المشار إليها

حصة مصر!

من أمتع الكتب التي أخرجتها المطابع الإنجليزية في الأسبوع الفارط كتابان، أحدهما عن اليابان وعنوانه: (إلى أين أنت ذاهب: إلى اليابان؟) للكاتب اللبق وللاردبرس والآخر عن الولايات المتحدة واسمه (نهضة أمريكا نحو القوة) أو تاريخ حديث لأمريكا: للكاتب المحقق و. ا. وودوارد. والكتابان متشابهان من حيث الموضوع، وكل منهما يبشر بالوطنية الإنجليزية بين الإنجليز مع ضرب المثل من الخارج كما يعبرون. ومن أروع ما قرأناه في الكتاب الأول ما ذكره المؤلف عن طرائق وزارة المعارف اليابانية في بث روح الوطنية في نفوس النشء. واحسن ما ذكره في هذا الباب هو أن هذه الوزارة حتمت أن يكون في صلب جداول توزيع الحصص في المدارس اليابانية حصتان يطلق على كل منهما (حصة اليابان!) كما نقول حصة الحساب وحصة اللغة وحصة التاريخ. . . الخ. وفي هذه الحصة يتناول المدرس أحاديث حرة عن الوطن الياباني وعن روح التضحية وعن الإمبراطور وعن أعداء اليابان وعن الجيش وعن الأسطول والطيران. وقد لوحظ أن هاتين الحصتين صارتا احب الحصص إلى نفوس الطلاب لما يتناوله المعلمون من هذه الأحاديث الحرة، ولأن امتحاناً لا يعقد فيما يلقنه التلاميذ فيهما

فما قول رجال التربية عندنا في إدخال هذا النظام في المدارس المصرية فتكون في جداول توزيع الحصص (حصة لمصر؟)

الوعظ السلبي في المساجد المصرية

ما تزال طائفة كبيرة من خطباء المنابر في المساجد المصرية تخطب المصلين خطباً سلبية عقيمة تضيق بها نفوس المصلين، واقبح شيء في هؤلاء الخطباء انهم لا ينون يسبون المصلين الذين يخطبونهم سباً قد يصرف المتمردين منهم عن غشيان المساجد بسبب هؤلاء الخطباء الذين يتهمون المصلين بالزنا ومعاقرة الخمر وسوء الفهم وقلة الصلاة. . . الخ، ويبدو أن شيئاً من التبعة في هذا، إن لم يكن أكثرها، واقع على عواتق هذه الفئة المستنيرة المثقفة من وعاظ الأزهر العلماء. . . ذلك انهم لا يعنون بالاتصال بهؤلاء الخطباء أو جمعهم في صعيد واحد وتلقينهم مبادئ الوعظ الحديث وأساليب الخطابة وطرق الإلقاء، ثم معاونتهم في تحضير خطبهم ليلحظوا أن يتفوق الجانب الإيجابي فيها على الجانب السلبي. وحبذا لو تعاون الأزهر ووزارة الأوقاف فيعملا على تجديد عقلية هؤلاء الخطباء

الحسين بن علي

مقالة الأديب الشيخ ضياء الدين الدخيلي: (مقتل الحسين وأثره في الأدب العربي) في (الرسالة الغراء) - ذكرتني ببيتين من قصيدة لزيد الموصلي النحوي المعروف بـ (مَرْزَ كَّه) في أبي الضيم (الحسين بن علي) - رضى الله عنهما - فرأيت روايتهما في (الرسالة):

فلولا بكاء المزن حزناً لفقده ... لما جاءنا بعد (الحسين) غمامُ

ولو لم يشق الليل جلبابه أسىً ... لما إنجاب من بعد (الحسين) ظلام

(الإسكندرية)

مستشرق فرنسي كبير يحاضر بالجامعة المصرية

يلقي العلامة المستشرق الأستاذ ليفي بروفنسال أستاذ (تاريخ الغرب الإسلامي) بجامعة الجزائر والسوربون ونزيل مصر الآن محاضراته عن (الحضارة الإسلامية في أسبانيا) تحت رعاية كلية الآداب

والأستاذ بروفنسال متخصص في تاريخ المغرب والأندلس وله في ذلك عدة مؤلفات وبحوث قيمة نذكر منها (تاريخ أسبانيا في القرن العاشر) و (النقوش العربية في إسبانيا) وهما بالفرنسية و (فهرس المجموعة العربية بمكتبة الاسكوريال) كذلك وفق الأستاذ بروفنسال إلى إصدار طبعة جديدة لتاريخ دوزي الشهير عن الأندلس وإصدار الجزء الثالث من تاريخ البيان المغرب لابن عذارى، وهو الآن يعنى بنشر مؤلف أندلسي نفيس برعاية الجامعة المصرية هو (كتاب الذخيرة) لابن بسام عن نسخة كاملة وفق إلى اكتشافها

وسيبقى الأستاذ بمصر بضعة أسابيع أخرى إجابة لدعوة الجامعة المصرية

المجلس الدولي للاتحادات العلمية

طلب المجلس الدولي للاتحادات العلمية في لاهاي إلى الحكومة المصرية أن تتخذ التدابير لكي تكون الهيئات العلمية في مصر على اتصال به، تأييداً للروابط العلمية والثقافية، ورغبة في تبادل الآراء والنظريات

وقد أحيل هذا الطلب إلى وزارة المالية، فوقع اختيارها على الدكتور حسن صادق بك المدير العام لمصلحة المناجم والمساحة ليكون رابطة الاتصال العلمية بين مصر وهيئة هذا المجلس الدولي ومما يذكر أن هذه الهيئة تبحث في العلوم المختلفة كالفلك وطبقات الأرض والجغرافيا وغيرها

خطأ في نسبة شاهد نثري

ذكروا من شواهد الأسلوب الحكيم قول القبعثري للحجاج (مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب) وقد قال له الحجاج متوعداً (لأحملنك على الأدهم) يريد به القيد لا الفرس الأدهم، وأول من نسب هذا إلى القبعثري الخطيب القزويني في كتابيه (تلخيص المفتاح، والإيضاح) وتبعه في ذلك أصحاب الشروح والحواشي، وذكروا أن القبعثري كان من رؤساء العرب وفصحائهم، ومن جملة الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي رضي الله عنه

والحقيقة أن هذه النسبة خطأ، وان هذه المحاورة كانت بين الحجاج والغضبان بن القبعثري الشيباني، لا القبعثري نفسه، وقد ذكر هذا أبو العباس احمد بن عبد المؤمن الشريشي في شرح مقامات الحريري (127 ج2) وذكره الجاحظ في البيان والتبيين (200 ج1)

والحقيقة أيضاً أن الغضبان بن القبعثري لم يكن من الخوارج المعروفين، وإنما كانت تهمته عند الحجاج انه أرسله إلى عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث ليأتيه بخبره حينما بلغه خروجه عليه، وقد كان مع عبد الرحمن سعيد بن جبير والشعبي وغيرهما ممن لم يكن من أولئك الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي وغيره، فلما وصل عبد الرحمن قال له: ما وراءك يا غضبان؟ قال: شر طويل، تغد الحجاج قبل أن يتعشاك، ثم انصرف إلى الحجاج وكانت مقالته قد وصلته من جواسيسه قبل أن يصل إليه، فأمر به فوضع القيد في رجليه ثم سجنه

عبد المتعال الصعيدي

تصويب

وقع في قصة (هجرة معلم) للأستاذ علي الطنطاوي في العدد الممتاز أخطاء مطبعية غيرت المعنى هذا صوابها:

الصفحة العمود السطر 510229فيكون (صوابها) فيبلسون

5141 7 الصلداء (صوابها) الصلدة

515123بأشجارها المزهرة، وطيبها وعطرها (سقطت منها جملة

هذا صوابها): بأشجارها المزهرة المتعانقة، وأدواحها

الباسقة، وعيونها الدافقة، وأنهارها الرائقة، وورودها

وزهرها، وعنبها وخمرها، وطيبها وعطرها، وفتونها

وسحرها

516125الغاية الساذجة (صوابها) الغاية السامية

517226أين هذا من ذاك (صوابها) أين هذا من دارك