مجلة الرسالة/العدد 242/وحي الشاعرية
→ في المؤتمر الطبي ببغداد | مجلة الرسالة - العدد 242 وحي الشاعرية [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 21 - 02 - 1938 |
عصريات
للأستاذ حسن القاياتي
الكيدُ ما تُعْلِن السَّجَاياَ ... والحقدُ ما تضمرُ الطوايا!!
يا عصرُ ما فيك من عَوَادٍ ... يا عهدُ ما فيك من خفايا؟؟
ما للثنايا تَرِفُّ بِشْرا ... على الجوى يصدَعُ الحنايا؟
لا قُدس العصرُ من أَوَانٍ ... تُذَمُّ في حمده التحايا!!
عَلاَمَ نُزْهىَ بفجر علمٍ ... كأنه للدجى بقايا؟؟
لدى البغاياَ لنا خلالٌ ... وما لنا فتنةُ البغايا!!
نُطالعُ الحفْلَ بالمخازي ... يا قُبحُ لا تنظرِ المَرَاياَ
لو شِمْتَ - نُزِّهتَ - ما نُواري ... أقمتَ في مرقص العرايا!!
إنَّا لَفي الخُلْد من زمانٍ ... تُنِيل فِرْدَوْسَهُ الخطايا
جِيلٌ تبَاَهى بلُبِّ حُرٍّ ... وظلَّ عبداً لدى العطايا!!
رَغِّبْ وأَوْعِدْ فسوى تحوى ... ضمائر الصيد في الهدايا!!
مَن أدَّعى أنهُ طليقٌ ... إلام يختال في السبايا؟؟
يا عصرُ ما فيك من فُتُونٍ ... لا رشُد فيه سوى المنايا؟؟
سَلِ الأضاليل كيف لاقَتْ ... حُنوَّ موسى على الوصايا؟؟
شَقِتَ بالحق فلتَرُمْهُ ... بحيث تشقى به القضايا
صباحةُ الحق حجبَّتْهُ ... فقَرَّ والحسنَ في الخبايا!!
لا يحسنُ العدلَ من تولَّى ... فَغَادَرَ العدلَ في الشكايا
جَزَالةُ الرأي من فؤادي ... يطير من فتنةٍ شظاياَ
جاذَبتُ عصري مُنَى سَرِيٍّ ... فَعَرْبدَ العصرُ في مُناَياَ
شدا فأشجى بكل وَاهٍ ... لبُلبُل العصر مشتكايا
قيل: انتخابٌ. فقلت: سَبْقٌ ... إلى الكرامات بالدنايا
وَقيعةٌ والخنا قِسيٌّ ... وهدنة والنُّهى رم هَوَى الكراسيِّ والغواني ... أسىً تَغَنَّتْ به الضحايا
حديث ندْبٍ لناخبيه ... شكاة آسٍ إلى البلايا
سُرىً تُباعُ القلوبُ فيه ... سوافر الهون أو نقايا
من شام فالنقد والتَّهادِي ... أو شَمَّ فاللحم والقلايا
صِلْنِي بدينارك المرجَّى ... أَهَبْكَ خيرَ الورى مَزَاياَ
لعيني النبل حين أغزو ... قُوَى مباريَّ في سرايا
مشوا إلى الكيد في الغواني ... فلا سراةٌ ولا سَرَايا
شكا من الجوع فاشتكاني ... مُرَفَّهُ العيش في حمايا
للخبز دون الجلال تُسْبَى ... فَوَاتِنُ المال والصفايا
بكى عدوي إلى صَفيِّي ... فردَّه الدمعُ من عِدَايا
ضَعْفٌ ترامى عليه ضعفٌ ... كالغيد مالت على الحشايا
لَدَى العشايا حمدت رأياً ... فسَلْهُ ما أنتَ في الغدايا؟؟
سَماَ بِطِفل الجلال شعبٌ ... ثَوَى بمْعِله في الزَّوايا
سمَاَ وما لَقَّنوهُ حرْفاً ... كوثبة الميْت إن تحايا!!
من سوّد النذل في الأعالي ... فَهَدَّ للحفرة الثنايا؟؟
هي السجايا فحيثُ جارت ... تَرَقَّبْ الجور في القضايا
هَوَى بيانٌ كما تَلاشَى ... تبسُّمُ الدّلِّ في الثنايا!!
بيان هادٍ غذته آيٌ ... من المثاني فرق آيا
يراعةٌ صُرِّفَتْ جماَلاً ... كما يشق اليراع نايا
يا سقطة والفنون ليلٌ ... كسقطة الشمس في العشايا
إن عزَّني بالنجاح نذْلٌ ... فرُبّ لكعاء في الحظايا
أَدَلَّ شعْبٌ على فتَاهُ ... ليضحك المجد من فتايا!!
على قطيعٍ سَرَى غبيُّ ... بلغتَ يا راكب المطايا
بالعلم فليصحب الليالي ... من صَاحَبَ القَفْرَ بالرّوايا
تَبّاً لعصر الجلال يمشي ... لسُدّة الجهل في الرعايا يا مُنصف اللُّبِّ كم أجارِي ... بصبيةٍ ألَّبت صبَاَيا؟؟
أنصف بوزني ومن يُباري ... فلا هواهُ ولا هَوَايا
باعد سجاياه من خلالي ... وقس حجاه على حجايا
من اعتلى والهدي حُلاه ... شأَوْتُهُ والهدي حُلايا
العزُّ في النفس، رُبَّ وَغْدٍ ... بجده تشرف البرايا
وَيْحَ الأمانيّ كم تُعادِي ... حلو الأمانيِّ والسجايا؟؟
إني وللحمد ما أعانيّ ... كالبدر في ظلمة سُرَاياَ
بَرٌّ إذا حَفَّتِ العوادي ... تَنَهَّدَ الناسُ من حشايا
أصُدُّ والحظ يبتغيني ... أقول باسمي دعا سوايا
الحُرُّ يمشي إلى المساعي ... كمشية النحل في الخلايا
(السكرية - دار القاياتي)
حسن القاياتي