مجلة الرسالة/العدد 242/في المؤتمر الطبي ببغداد
→ الترجمة | مجلة الرسالة - العدد 242 في المؤتمر الطبي ببغداد [[مؤلف:|]] |
وحي الشاعرية ← |
بتاريخ: 21 - 02 - 1938 |
بغداد
للأستاذ علي الجارم بك
بغداد! يا بلد الرشيدِ ... ومنارة المجد التليدِ
يا بسمة لما تزل ... زهراء في ثغر الخلود
يا موطن الحب المق ... يم ومضرب المثل الشرود
يا سطر مجد للعرو ... بة خُط في لوح الوجود
يا راية الإسلام والإ ... سلام خفاق البنود
يا مغرب الأمل القد ... يم ومشرق الأمل الجديد
يا بنت دجلة قد ظمئ ... ت لرشف مبسمك البرود
يا زهرة الصحراء رد ... ي بهجة الدنيا وزيدي
يا جنة الأحلام طا ... ل بقومنا عهد الرقود
يا بهرة الملك الفسي ... ح وصخرة الملك الوطيد
يا زورة تحيي المنى ... إن كنت صادقة فعودي
بغداد يا دار النهى ... والفن، يا بيت القصيد
نبت القريض على ضفا ... فك بين أفنان الورود
سرق التدلل من (عنا ... ن) والتفنن من (وحيد)
يشدو كأن لهاته ... شُدَّت على أوتار عود
بغداد أين البحتري وأي ... ن أين ابن الوليد؟
ومجالس الشعراء في ... بيت ابن يحيي والرشيد
أين القيان الضحكا ... ت يَمسِن في وشي البرود
الساحرات الفاتنا ... ت الحسن من هِيف وغيد
الساهرات مع النجو ... م الآنفات من الهجود
من كل بيضاء الطلى ... مهضومة الكشحين رُود
يخطرن حتى تعجب الأغ ... صان من لين القدو وإذا سفرن فأين ضو ... ء الشمس من شفق الخدود
يعبثن بالأيام وال ... أيام أعبث من وليد!
خبأَ الجمال لهن ... كنزاً بين سالفة وجيد
كم جاش جيشك بالفوا ... رس من أساورة وصيد
للنصر في أعلامهم ... صلة بأبناء الغمود
مجد إذا صورته ... عجز الخيال عن الصعود
وجهود جبارين تص ... غر دونها شم الجمود
الرسل تتلو الرسل م ... ن بيض صقالبة وسود
ساروا (لقصر الخلد) يع ... شي طرفهم وهج الحديد
يتعثرون كأنهم ... يمشون في حلق القيود
الجو يسطع بالظُّبا ... والأرض تزخر بالجنود
حتى إذا رجعوا بدا ... بجباههم أثر السجود
الفلسفات عرفتها ... والعلم طفل في المهود
والغرب ينظر في خمو ... د نحو قاتلة الخمود
كم موئل للمستج ... ير ومنهل للمستفيد
(والجاحظ) المرح اللعو ... ب يغوص للدر الفريد
بغداد يا وطن الأدي ... ب وأيكة الشعر الغريد
جددت أحلامي وكن ... ت صحوت من عهد عهيد
جمع الخيال فما اطم ... أن ولا استقر إلى خلود
جاز القرون النائيا ... ت وفك أسرار العقود
ذكر العهود فأنَّ للذ ... كرى وحن إلى العهود
واهتاجه الطيف البعيد ... فجن للطيف البعيد
وصبا إلى ظل العرو ... بة في حمى الملك العتيد
يا أمة العرب اركضي ... ملء العنان ولا تهيدي
سودي. فآمال المنى ... والعبقرية أن تسودي هذا أوان العدو لا الإ ... بطاء والمشي الوئيد
المجد أن تتوثبي ... وإذا وثبت فلا تحيدي
وتحلقي فوق النجو ... م بلا شبيه أو نديد
وإذا شدا الكون المفا ... خر كنت عنوان النشيد
لا تخطئي حد العلا ... ما للمعالي من حدود
من يصطد النمر الوثو ... ب يعف عن صيد الفهود
هذي طلائع نهضة ... ذهبت بآثار الركود
بغداد أشرق نجمها ... وبدا بها سعد السعود
سلكت إلى المجد القديم ... محجة النهج السديد
وزهت بأقصار الهدى ... وسطت بأظفار الأسود
بغداد إنا - وفد مصر ... نفيض بالشوق الأكيد
جئنا نحيي العلم والْ ... آداب في العدد العديد
لقياك عيد للمنى ... فزنا بها في يوم عيد
أهلوك أهلونا وأب ... ناء العشيرة والجدود
بين القلوب تشوف ... كتشوف الصب العميد
حتى يكاد يحب نَخْ ... لك نخل أهلي في (رشيد)
شطت منازلنا وما احت ... اج الفؤاد إلى بريد!
الرافدان تمازجا ... في الحب بالنيل السعيد
وتعانق الظلان: ظ ... لا (الطاق) والهرم المشيد
جئناك نستبق الخطى ... أنضاء أودية وبيد
طالت بنا الصحراء حتى ... خلتها أبد الأبيد
يتلخص المرمى المديد ... بها إلى مرمى مديد
كتخلص الحسناء من ... وعد طوته إلى وعود
بحر بلا شُطآن يز ... خر بالتنائف والنجود
وسفينتي (نون) بها ... ما في فؤادي من وقود جئنا إلى الغازي سليل ... العُرب والحسب المجيد
نختال بين هباته ... في ظل إحسان وجود
أحيا المنى بالعزم والتد ... بير والسعي الحميد
وغدت به سوح العر ... وبة منهلا عذب الورود
في نهضة الفاروق والغ ... ازي غنى للمستزيد
فاروق منبثق الرجا ... ء وملتقى الركن الشديد
ما عاش عاش الشرق في ... عز وفي عيش رغيد
علي الجارم