الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 225/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 225/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 225
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 25 - 10 - 1937


معرض عظيم للحضارة الرومانية

احتفل أخيراً في رومة بافتتاح معرض عظيم إحياء لذكرى الإمبراطور أوغسطوس (أوكتافيوس) منشئ الإمبراطورية الرومانية، وذلك لمناسبة انقضاء ألفي عام على وفاته، وسيبقى المعرض مفتوحاً مدى عام كامل؛ وقد جمعت جميع الآثار والتحف الفنية المتعلقة بالإمبراطور أوغسطوس وعصره وأصلحت، وأقيمت في مواقع مناسبة، وساهمت في ذلك العمل العلمي الجليل جميع المتاحف الإيطالية، ومعظم المتاحف الخارجية التي تحتفظ بآثار من عصر أوغسطوس، وفي مقدمتها المتحف البريطاني؛ وأصلح أثر أوغسطوس العظيم في رومة وهو (الأوغسطيو) أو قبر أوغسطوس الذي يضم رفاته ورفات زوجه وأخته وبعض خلفائه، وغدا أعظم مناظر هذا المعرض. وقد استغرق العمل لإعداد هذا المعرض العظيم خمسة أعوام، وأشرف على تنظيمه من الناحية العلمية العلامة الأثري الأستاذ جليو جليولي، وبذل جهوداً عظيمة ليحقق أمنية (الدوتشي) في أن يكون المعرض صورة عظيمة خالدة من الحضارة الرومانية؛ وقسم المعرض إلى خمسين قسماً، وجمع فيه نحو ثلاثة آلاف تمثال وصورة ونقش من آثار العصر، ومائتي نموذج تمثل الأثاث الروماني، ومجموعات كثيرة من الأنواط والنقود الرومانية؛ والمقصود أن تقدم هذه الأقسام المختلفة صورة بارزة من الحياة الرومانية في مختلف نواحيها، من الأسرة والحياة الخاصة إلى الدولة والحياة العامة، والجيش والبحرية والتجارة والصناعة والزراعة والعلوم والفنون. وقد أقيم نموذج كامل لمنزل روماني في هذا العصر، مؤثث بنماذج من أثاث العصر وحفل القسم الحربي بنماذج من السلاح والعدد المعاصرة؛ وأفرد قسم خاص للدين جمعت فيه تماثيل الآلهة الرومانية، وآلهة الأمم التي كانت خاضعة للدولة الرومانية؛ وللنصرانية قسم خاص بها جمعت به نماذج وتماثيل تمثل حياة المسيح والرسل والشهداء حتى عصر قسطنطين، هذا وستلقى خلال العام الذي يقوم فيه المعرض سلسلة قيمة من المحاضرات العلمية والأثرية عن الإمبراطورية الرومانية وعصر أوغسطوس والحضارة الرومانية، ويشترك في إلقائها أعظم الأساتذة الإيطاليين

ولما كانت إيطاليا الفاشية تضطرم اليوم بروح إمبراطورية فهي تريد أن تحيي مناظ رومة الإمبراطورية؛ وقد عمل السنيور موسوليني كثيراً في هذا السبيل، وبذل عناية خاصة لتجميل رومة، وإقامة الأبنية الجديدة الضخمة، وشق الشوارع العظيمة وإصلاح الآثار والهياكل والقناطر الرومانية القديمة، وإعادة كثير من الأسماء اللاتينية؛ وشجع السنيور موسوليني أيضاً كل الأبحاث الأثرية والعلمية المتعلقة برومة القديمة وحضارتها، وصهرت في هذا الباب في الأعوام الأخيرة كتب ومباحث قيمة وقد كان عصر الإمبراطور أوغسطوس أعظم عصور رومة، وكانت رومة في عصره حاضرة العالم السياسية والفكرية، وكانت ملاذ العلوم والآداب، فلا غرو أن تتخذ إيطاليا الفاشية عصره رمزاً للعظمة الرومانية وأن تعمل لإحياء ذكراه بكل ما وسعت من حماسة وتكريم

ضوء جديد على تطور الأجناس

اشتهر العلامة الإنكليزي السير جيمس فرازر منذ ربع قرن بمباحثه ونظرياته عن تطور الأجناس البشرية، وله مؤلف جليل كبير في هذا الفن عنوانه ولكن نظريات الأجناس البشرية تطورت في العصر الأخير تطوراً عظيماً، واستطاع السير فرازر أن يخرج من دراساته ومباحثه المختلفة في هذا الميدان بنظريات جديدة يضمنها اليوم مؤلفاً جديداً تحت عنوان وهذا المؤلف الجديد يعتبر في بابه مجهوداً بديعاً سواء من حيث الوضوح في عرض الآراء والنظريات، ومن حيث الدقة العلمية والفنية. وللسير فرازر ثلاث نظريات شهيرة في تطور الأنواع البشرية ومؤثراتها تتلخص فيما يأتي: الأولى نظرية الروح الخارجية، والثانية نظرية الرسوم السحرية التي تجري لزيادة محصول الغذاء، والثالثة نظرية التجاذب غير الزوجي لإنتاج النوع البشري. والسير فرازر يلقي ضوءاً جديداً على هذه النظريات، وعلى تفاعلها في تطور الأجناس، وهو لا زال على رأيه القديم من أن الإنسان الأول كان يعمل عامداً لاجتناب مساوئ الازدواج وأن الإنسان المتوحش له آراء معينة في ضرورة الزواج، ويلجأ السير فرازر في التدليل على نظرياته إلى العوامل الجغرافية، ويقول لنا إن الشعوب المتجاورة تمكن المقارنة بينها، ويمكن تقدير الظروف التي أثرت فيها نظم كل في الآخر. وهو لا يسلم بالرأي الحديث القائل بأن التفاعل الثقافي بين الأمم أشد تأثيراً في تطورها من الاختراع المستقل. ومن رأيه أنه مع التسليم بأهمية الصفات الفردية أو صفات الجماعات، ومع التسليم بأن الإنسان يستطيع الاضطلاع بمقدار من الاختراع المستقل، فإن الأمم مدينة في تطورها على الأغلب إلى عامل التقليد؛ ولنا في اللغات القومية المختلفة أكبر شاهد على ذلك

ويرى العلامة فرازر في أوستراليا أصلح معهد لدراسة التطورات البشرية، ففي هذه القارة الساذجة لا تزال تمثل عادات الإنسان الأول والعصر الحجري، وهي العادات التي عرفتها أوربا وعرفها العالم قبل فجر التاريخ؛ كذلك في جزر المحيط والهند وأفريقية وأمريكا لا تزال تمثل آثار بارزة من ذلك العهد الذي هو أول عهد لتطور النوع الإنساني

تمثال لبلزاك

لم يحظ الكاتب الأشهر أنوريه دي بلزاك كمعظم الكتاب الأعلام من معاصرين ولاحقين بتمثال يخلد ذكره في باريس، تلك العاصمة العظيمة التي أحبها وخلد حياتها الاجتماعية في أوائل القرن الماضي في كتبه ورواياته. وكان المثال رودان قد تقدم منذ سنة 1898 بنموذج برونزي لتمثال لبلزاك ولكنه رفض يومئذ. وأثار رفضه جدلاً عظيماً في الصحف والدوائر الأدبية، ومنذ العام الماضي تألفت في باريس جمعية كبيرة تضم نحو خمسمائة من أقطاب الأدباء والعلوم والفنون لتقوم ببذل المساعي اللازمة لإقامة تمثال لبلزاك من أصل نموذج رودان، وبالفعل استطاعت أن تحصل على موافقة مجلس بلدية مدينة باريس على أن تعين بذاتها ميداناً يصلح لإقامة تمثال الكاتب الكبير، ثم اقترحت أن يكون هذا الميدان هو شارعي ملتقى بومبارناس وراسباي وهما في أعظم شوارع باريس. وسيعرض نموذج رودان أولاً في بهو الفنون الجميلة، ثم يصنع تمثال لبلزاك على نمطه، ويقام بعدئذ في الميدان المذكور، وبذلك يحظى بلزاك بتمثاله بعد مضي أكثر من ثمانين عاماً على وفاته، وتزدان العاصمة الكبيرة بتمثال كاتبها العظيم

أفريقية مستودع الماس

كان المعروف حتى الآن أن إقليم الترنسفال وناتال في جنوب أفريقية يضم أعظم مناجم للماس في العالم، ولكن المباحث الأخيرة دلت على أن مستعمرة (سيراليوني) البريطانية في غرب أفريقية قد تصبح في المستقبل القريب مورداً من أعظم موارد الماس في العالم. ففي سنة 1930 عثر المستر بوليت أحد مندوبي القسم الجيولوجي على قطعة كبيرة من الماس في إحدى بقاع المستعمرة؛ فاهتم المعهد الإمبراطوري بالأمر، وأجريت في هذه البقعة مباحث فنية أسفرت عن نجاح مدهش إذ بلغ المستخرج من الماس من هذا المنجم الجديد في سنة 1936 أكثر من نصف مليون جنيه. والمنجم الآن في يد إحدى شركات الماس الكبيرة تستغله طبقاً للامتياز الممنوح لها في مساحة تقدر بنحو أربعة آلاف ميل في شرق سيراليوني.

ويقول مستر بوليت مكتشف المنجم إن أصناف الماس التي استخرجت تضم جميع الأنواع المعروفة من الأنواع الرديئة إلى أثمن وأبدع الأنواع، وقد استخرج المنقبون ذات مرة ياردة مربعة فقط نحو مائتين وخمسين قيراطاً من الماس، وهي نسبة مدهشة. وتزن القطع المستخرجة عادة من 12 إلى 144 قيراطاً، وقد وقع المنقبون ذات مرة على قطعة زنتها 78 قيراطاً من أفخر أنواع الجواهر وبلغت قيمتها نحو خمسة آلاف جنيه. والمنظور أن يكون لهذه المناجم الجديدة في المستقبل القريب شأن عظيم في إنتاج الماس، وربما غدت مثل مناجم الترنسفال مورداً من أعظم موارد الماس في العالم.

ذريعة وباريكاد

الذريعة لغةً الوسيلة. يقال فلان ذريعتي بمعنى وسيلتي. والذريعة أيضاً عند العرب الناقة التي كانوا يختفون وراء جنبها لصيد الحيوانات المفترسة. كان الصياد يعين الموضع الذي ربما تأتي منه الفريسة، فينيخ ناقته في مكان قصيّ ويختفي وراء جنبها حتى تأتي وتهجم على الناقة. فإذا دنت منها صوّب الصياد نبلته إليها فيصيبها

فاختفاء الصياد وراء جنب الناقة للوقاية من هجوم الوحش وانتظاره إياه في شيء من الأمن ومحاربته عن بعد، ثم هجوم الحيوان الوحشي على الناقة وتعرضه للخطر الكامن وراءها وهي رابضة، ينبهنا إلى حيلة من حيل الإفرنج في حروبهم الداخلية إذ يسدون الطرق بأكداس من أثاث بيوتهم كموائد ومقاعد تحول بين ناصبي الحيلة وبنادق أعدائهم فيطلقون على تلك الأكداس الواقية لفظة (برِّكاد) وإقامة الأكداس لها عبارة مشهورة وهي

فهل من الجائز ترجمة اللفظة الفرنسية (بركاد) بلفظة (ذريعة) وعبارة بعبارة (نصبوا الذرائع؟) فإلى أرباب اللغة وحماتها أوجه هذا السؤال راجياً الجواب عنه على صفحات الرسالة الغراء ولهم جزيل الشكر

احمد العربي

طالب بكلية الآداب بباريس

الصلات الثقافية بين مصر وجاراتها الشرقية

دأبت وزارة المعارف المصرية في السنوات الأخيرة على تقديم المساعدة إلى جاراتنا الشرقية، رغبة في توسيع الثقافة المصرية

وقد عاونت وزارة المعارف المدارس الحجازية في العام الدراسي الماضي، إذ مدت بعض مدارسها بمدرسين مصريين أكفاء على نفقتها الخاصة

وقد تلقت الوزارة نبأ من جدة جاء فيه إن إحدى المدارس الأهلية تلقى ضيقاً مالياً، وأن بها مدرسين مصريين يقومان منذ أمد غير قريب بالتدريس فيها وأن المدرسة تطلب إلى وزارة المعارف المساهمة في دفع نصيب من مرتبيهما

وقد أصدر معالي وزير المعارف قراراً بإعانة هذين المدرسين رغبة من الوزارة في السير على خطتها المرسومة

تصويب

جاء في قطعة (الدمام) في العدد (224) في الصفحة (1694) في السطر (19): (زير الغواني) بفتحة على الياء، وهذا تطبيع، وفي مثل هذه الكلمة (الغواني) تقدر الحركة في حالتي الرفع والجر، وتظهر في حالة النصب، وهي هنا مجرورة بالإضافة

(ن)