الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 110/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 110/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 110
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 12 - 08 - 1935


موسم الثقافة الإسلامية

فكرت رابطة الإصلاح الاجتماعي في اجتماعها الأخير - في القيام بدعاية واسعة النطاق لتنظيم (موسم للثقافة الإسلامية) يبتدئ من 20 أغسطس وينتهي في 20 من سبتمبر القادم وإعداد برنامج حافل يشتمل على ما يأتي:

1 - إصدار أعداد خاصة من الصحف الأسبوعية الإسلامية، تدعوا لفكرة الجامعة الإسلامية وتتحدث عن التاريخ الإسلامي وتشرح الثقافة الإسلامية الحق

2 - إصدار صفحات خاصة من الصحف اليومية تحتوي على آراء الزعماء والقادة في الدعوة للوحدة الإسلامية وحث الشباب الإسلامي على القيام بنشر الثقافة الإسلامية في مختلف الأقطار

3 - إعداد محاضرات يومية تلقى في المساجد والجمعيات والأندية والروابط وفي المذياع

4 - إقامة حفلات تعارف وإخاء بين شبيبة العالم الإسلامي

اللغات الأجنبية في الأزهر

بحثت لجنة تعديل قانون الأزهر في تعليم اللغات الأجنبية فيه فرأت بالإجماع وجوب تعليمها في كلية أصول الدين لمختلف السنين الدراسية، ولطلبة التخصص جميعا، واختلف في تقريرها على طلاب كليتي اللغة العربية والشريعة، ويقال إن ذلك الخلاف قد انتهى بتقريرها عليهم كذلك بحجة أن العالم الذي يتخرج في الأزهر وفقا لنظامه الحديث يجب أن يعد إعدادا اجتماعيا يؤهله لطلب الرزق في كل ميدان من ميادين العمل، ولا يكون هذا الإعداد صحيحا إلا إذا ألم بلغة أو لغتين من اللغات الأجنبية، أما اللغات التي ستقرر دراستها في كليات الأزهر الثلاث فهي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية واليابانية والصينية واللاتينية

نسبة بيتين

اطلعنا في العدد 105 من الرسالة: على مقال: (ساعات مع الكاظمي) للأستاذ كمال إبراهيم نسب فيه هذين البيتين: إلى ابن هانئ الأندلسي: ما ضرني أن لم أجئ متقدماً ... السبق يعرف آخر المضمار

وإذا اغتدى ربع البلاغة بلقعا ... فلرب كنر في اسار جدار

وهذا سبق قلم من الكاتب؛ والبيتان هما خاتمة قصيدة لشاعر المغرب والأندلس في وقته غير مدافع أبي عبد الله لسان الدين ابن الخطيب: دفين فاس؛ وقد أثبتهما معزوزين إليه معاصره وصديقه أبو القاسم محمد الشريف الغرناطي في شرحه لمقصورة (حازم)؛ وكذلك أثبتهما له من المتأخرين أبو العباس المقري في النفح؛ وابن الخطيب هذا أحد مفاخر المغرب وشعرائه المكثرين، وله من الشعر ما يملأ الدنيا على سعتها، توقن بهذا إذا ما علمت أنه جمع مطولاته خاصة في ديوان أسماه (الصيب والجهام، والماضي والكهام) في سفرين، وجمع مقطوعاته خاصة في ديوان سماه (فتات الخوان، ولقط الصوان)، واختار من مطالع ماله من الشعر سفرا دعاه (أبيات الأبيات)، وجمع موشحاته وغيرها من الموشحات التي عرضها في سفر أسماه (جيش التوشيح)

وقد نقبت فيما أعلمه من المكاتب العامة والخاصة علني أعثر على كنز من هاته الكنوز الثمينة فلم أفلح!

ثم دعاني هذا إلى أن أزمعت منذ حين على جمع ما يمكنني الوصول إليه من شعر هذا الشاعر، فاجتمع لدي من ذلك - بعد إفراغ الجهد وطول المراجعة - نحو الثلاثة آلاف بيت، جمعتها مما أمكنني الإطلاع عليه من كتب لسان الدين وغيره من الذين عاصروه أو شغفوا به فعنوا بجمع أخباره، والتقاط كتاباته وأشعاره، ما بين مخطوط منها ومطبوع؛ وسأتربص طويلا علني أصل إلى ما لم يمكني الوصول إليه من شعر هذا الشاعر فأضيفه إلى ما جمعته، وأطبع الجميع مع مقدمة أقصر فيها القول على تحليل شاعرية لسان الدين، وبهذا نصل إلى معرفة شاعر كبير قد جهلناه زمنا طويلا. . . .

فاس (المغرب الأقصى)

أحمد بن المليح

أرنولد تسفايج

يقيم منذ عامين في فلسطين كاتب من أعظم كتاب ألمانيا المعاصرين هو القصصي الأشهر أرنولد تسفايج وقد لجأ إلى فلسطين فرارا من عسف الطغيان الهتلري، لأنه يهودي تنكره ألمانيا الهتلرية؛ ونزل في ضيعة في جبل الكرمل على مقربة من حيفا، وكان مولد هذا الكتاب العظيم في كلوجاد سنة 1887؛ ودرس القانون وأمتهن المحاماة، ولكن جرفه تيار الأدب. وقد لفتت إليه الأنظار أولى قصصه: (مذكرات أسرة كلوبفر)، وهي تاريخ أسرة يهودية هاجرت من بولونيا إلى ألمانيا ويظن أنها أسرته الخاصة، ثم اتبعها برواية (أخبار كلوديا ثم هجر تسفايج القصة مدى حين وانقطع للتأليف المسرحي فنالت قطعه المسرحية نجاحا عظيما في ألمانيا والنمسا وفي كثير من الأمم الأخرى التي ترجمت قطعه إلى لغاتها. بيد أنه ترك التأليف للمسرح وعاد إلى القصة منذ عشرة أعوام فنجح فيها نجاحا عظيما، وأعظم قصصه هي بلا ريب (الجاويش جريشا) التي يصف فيها مناظر الحرب الكبرى في الميادين الشرقية وصفا قويا رائعا ويصور فيه قائدا ألمانيا يظن أنه لوندورف في صور لاذعة، ثم اتبعها برواية (عذراء سنة 1914) 1914، والتربية في فردون

وقد عاد أرنولد تسفايج أخيرا إلى معالجة التأليف المسرحي، وأخرج قطعة مسرحية جديدة أوحت بها إليه إقامته في مروج فلسطين عنوانها (بونابارت في يافا) ويقول الكاتب الشهير تعليقا على عوده التأليف المسرحي أنه شعر أثناء اشتغاله بكتابة القصة بأن شهوة المسرح تضطرم فيه مرة أخرى، وأنه في فترة فراغ وعزلة وضع قطعته الأخيرة في خمس فصول، ثم يلخص موضوعها وظروف كتابتها فيما يلي:

(وقفت بطريق المصادفة على رواية تتعلق بحملة بونابارت على مصر ومشروعه في غزو فلسطين وسورية، والذي سحرني بنوع خاص هو المشروع الهائل بل الجنوني الذي تصوره نابليون، وهو أن يشق لنفسه طريقا من عكا وحلب واستانبول ثم البلقان إلى فينا ومن ثم فرنسا، وذلك بعد أن حطم الإنكليزي سفنه في أبي قير، ولقد قرأت قصة الغزوة الفلسطينية باهتمام كبير خصوصا وأن مسرح الحوادث كله يبدو أمام عيني، من شرفة منزلي. فأمامي خليج حيفا، ثم عكا على قيد أميال قليلة، ثم جبل تابور الذي اضطرمت فيه المعارك، حتى خيل إلي وأنا أكتب أنني أرقب حركات الجنود بكل تفاصيلها. وأما عن باعث القصة، فأنا نعرف أن نابليون قد أسر في يافا ثلاثة آلاف من الأتراك؛ ولما لم يستطع إطعامهم أمر بقتلهم، ولكن الواقع أن الفرنسيين غنموا من الجيش التركي الذي قدم من دمشق وهزم في جبل تابور نحو ستة آلف قدر من المؤن، وهذه تكفي لإطعام ثلاثة آلف أسير مدى عشرين يوما. فإذا كان نابليون قد تصرف طبقا للضرورات العسكرية فان عمله مع ذلك يبقى بعيدا عن كل عاطفة إنسانية

(ولم اتبع في القطعة المسرحية التي وضعتها الأسلوب التاريخي؛ ولكني راعيت فيها الأسلوب الواقعي وعالجت مسألة العمل الوحشي (غير الإنساني) وإذا لم يكن من شأنه أن يقع على عاتق ذلك الذي يرتكبه رغما عن كل البواعث الواقعية. وفي الفصل الأخير الذي تقع حوادثه في يافا كباقي فصول القطعة، ولكن بعد هزيمة عكا، أتناول باعث مقتل الثلاثة آلاف تركي في أسلوب ساخر أرمي به إلى تصوير شخصيات الرواية. وقد حاولت أيضا أن أكشف عن أنانية نابليون، وكيف أن هذه الأنانية كانت متأصلة في أعماق روحه؛ وإذا كنت قد وفقت في صوغ الخاتمة، فان النظارة لابد أن يذكروا واترلو، وفشل نابليون، وخاتمته المحزنة)

مكتبة لموسى بن ميمون

يذكر القراء أنه قد احتفل أخيرا في مصر وفي كثير من الجامعات والهيئات العلمية الأوربية بذكرى الطبيب الأندلسي اليهودي الأشهر موسى بن ميمون وذلك لمناسبة مرور ثمانمائة عام على وفاته. وقد عاش ابن ميمون في قرطبة وفي مصر، وكان طبيبا خاصا للسلطان صلاح الدين؛ وكتب مؤلفاته بالعبرية والعربية معا، وفي أنباء فلسطين الأخيرة أن بلدية مدينة تل أبيب اليهودية قد قررت أن تنشئ مكتبة خاصة بموسى بن ميمون تودع فيها ما انتهى إلينا من مؤلفاته سواء بالعربية أو بالعبرية أو تراجمها اللاتينية، وكذلك جميع المؤلفات التي كتبت عنه في جميع اللغات وفي مختلف العصور