→ باب استحباب تكثير المصلين على الجنازة | رياض الصالحين باب ما يقرأ في صلاة الجنازة المؤلف: يحيى النووي |
باب الإسراع بالجنازة ← |
باب ما يقرأ في صلاة الجنازة
كبر أربع تكبيرات. يتعوذ بعد الأولى ثم يقرأ فاتحة الكتاب، ثم يكبر الثانية، ثم يصلي على النبي ﷺ فيقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
والأفضل أن يتممه بقوله: كما صليت على إبراهيم إلى قوله حميد مجيد، ولا يفعل ما يفعله كثير من العوام من قولهم: {إن اللَّه وملائكته يصلون على النبي} الآية (56 الأحزاب)
فإنه لا تصح صلاته إذا اقتصر عليه، ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت وللمسلمين بما سنذكره من الأحاديث إن شاء اللَّه تعالى، ثم يكبر الرابعة ويدعو. ومن أحسنه: اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله.
والمختار أنه يطول الدعاء في الرابعة خلاف ما يعتاده أكثر الناس؛ لحديث ابن أبي أوفى الذي سنذكره إن شاء اللَّه تعالى (انظر الحديث رقم 937) فأما الأدعية المأثورة بعد التكبيرة الثالثة فمنها:
935- عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: صلى رَسُول اللَّهِ ﷺ على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبد له داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار> حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
936- وعن أبي هريرة وأبي قَتادة وأبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه، وأبوه صحابي، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم عن النبي ﷺ أنه صلى على جنازة فقال: (اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ من رواية أبي هريرة والأشهلي. ورَوَاهُ أبُو دَاوُدَ من رواية أبي هريرة وأبي قتادة. قال الحاكم: حديث أبي هريرة صحيح على شرط البخاري ومسلم. قال الترمذي قال البخاري: أصح روايات هذا الحديث رواية الأشهلي. قال البخاري وأصح شيء في الباب حديث عوف بن مالك.
937- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول: (إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ.
938- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ في الصلاة على الجنازة: (اللهم أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئناك شفعاء له فاغفر له) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ.
939- وعن واثلة بن الأسقع رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: صلى بنا رَسُول اللَّهِ ﷺ على رجل من المسلمين فسمعته يقول: (اللهم إن فلان ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحمد، اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ.
940- وعن عبد اللَّه بن أبي أوفى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: أنه كبر على جنازة ابنة له أربع تكبيرات فقام بعد الرابعة كقدر ما بين التكبيرتين يستغفر لها ويدعو ثم قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ يصنع هكذا. وفي رواية: (كبر أربعاً فمكث ساعة حتى ظننت أنه سيكبر خمساً ثم سلم عن يمينه وعن شماله، فلما انصرف قلنا له: ما هذا فقال: إني لا أزيد على ما رأيت رَسُول اللَّهِ ﷺ يصنع، أو هكذا صنع رَسُول اللَّهِ ﷺ) رواه الحاكم وقال حديث صحيح.