جمل اللامات | الجمل في النحو تفسير جمل الهاءات المؤلف: الخليل بن أحمد الفراهيدي |
جمل التاءات |
|
وَهِي عشرَة هَاء سنخ وهاء استراحة وتبيين وهاء التَّنْبِيه وهاء الترقيق وهاء الضَّمِير وهاء الْمُبَالغَة والتفخيم وهاء التَّأْنِيث وهاء تقع على الْمُذكر والمؤنث وهاء تتحول تَاء وهاء تكون فِي نعت الْمُذكر وهاء الْوَصْل وهاء الْأَمر
فهاء السنخ
هَاء الْوَجْه وهاء الشّبَه والسفه لَيست تَتَغَيَّر على كل حَال
وهاء الاسْتِرَاحَة والتبيين
كَقَوْل الله جلّ وَعز {مَا أغْنى عني ماليه هلك عني سلطانيه} وَمِنْه قَول بشر بن أبي خازم) (مهما لي اللَّيْلَة مهماليه ... أودى بنعلي وسرباليه) (يَا أَوْس لَو نالتك أرماحنا ... كمت كمن تهوي بِهِ الهاوية) (ألفيتا عَيْنَاك عِنْد الْقَفَا ... أولى فَأولى لَك ذَا واقية)
وهاء التَّنْبِيه
مثل هَذَا وَهَذِه وَهُوَ قَالُوا هُوَ قَائِم فالهاء وَحدهَا اسْم وَالْوَاو عَلامَة الرّفْع وَقَالُوا هما فحذفوا الْوَاو الزَّائِدَة وَأتوا بِالْمِيم لما كَانَت من الزَّوَائِد وكرهوا أَن يعربوه من وَجْهَيْن وَأما هَذَا فَإِنَّهُ كَانَ فِي الأَصْل هذاي فَكثر الِاسْتِعْمَال فحذفوا الْيَاء وَجعلُوا رَفعه ونصبه وجره بِمَنْزِلَة وَاحِدَة وَمِمَّا جَاءَ على الأَصْل (هذايه الدفتر خير دفتر ... بكف قرم ماجد مُصَور) وَإِنَّمَا أدخلت الْهَاء هَهُنَا للاستراحة والتبيين وَهُوَ يُقَال بِالْمدِّ وَالْقصر وَيُقَال هَذِه وهذي يَقُولُونَ هم ضاربون زيدا فَإِذا أضمروا قَالُوا هم ضاربوه وهم قَاتلُوهُ الا فِي الشّعْر اضطرارا قَالَ الشَّاعِر (هم الفاعلون الْخَيْر والامرونه ... إِذا مَا خشو من حَادث الْأَمر مُعظما) أَرَادَ والأمرون بِهِ وَفِي هُوَ ثَلَاث لُغَات يُقَال هُوَ وَهُوَ وَهُوَ فَأَما من قَالَ هُوَ فَإِنَّهُ حرك الْوَاو وَطلب التثقيل وَأما من قَالَ هُوَ فَإِنَّهُ كره أَن يكون الِاسْم على حرفين فعمده بِالتَّشْدِيدِ وَقَالَ الشَّاعِر (وَإِن لساني شهدة يشتفى بهَا ... وَهُوَ على من صبه الله علقم) وَأما من قَالَ هُوَ بتسكين الْوَاو فَإِنَّهُ أخرجه على مِثَال من وَعَن وَأَشْبَاه ذَلِك وَقَالَ الحطيئة يمدح سعيد بن الْعَاصِ {سعيد وَمَا يفعل سعيد فَإِنَّهُ ... نجيب كمن هُوَ فِي الغلاة نجيب} وَبَعْضهمْ يسكن الْهَاء إِذا تقدمها وَاو كَمَا يقْرَأ {وَهُوَ الله فِي السَّمَاوَات وَفِي الأَرْض يعلم سركم وجهركم} الْآيَة وَمن هَاء التَّنْبِيه مثل قَول الله جلّ وَعز {هاؤم اقرؤوا كِتَابيه} وَقَالَ {هَا أَنْتُم هَؤُلَاءِ} وَقَالَ الشَّاعِر (وَنحن اقْتَسَمْنَا الْحبّ نِصْفَيْنِ بَيْننَا ... فَقلت لَهَا هَذَا لَهَا هَا وذاليا)
وهاء الترقيق
نَحْو قَول ابْن قيس الرقيات (إِن الْحَوَادِث بِالْمَدِينَةِ قد ... أوجعتني وقرعن مروتيه) (تبكيهم أَسمَاء معولة ... وَتقول سلمى وزريتيه) وَهِي ضرب من الندبة تندب بِالْيَاءِ فِي أول الْكَلِمَة نَحْو قَوْلك يَا زيداه وَهَذِه تندب بِالْوَاو وَالْيَاء كَقَوْلِك واصاحباه واأماه واأختاه
وهاء الضَّمِير
مثل كَلمته ولقيته وَنَحْوه
وهاء الْمُبَالغَة والتفخيم
مثل قَوْلهم رجل عَلامَة ونسابة ولحانة إِذا كَانَ كثير اللّحن وَزَعَمُوا أَن قَول الله جلّ وَعز {بل الْإِنْسَان على نَفسه بَصِيرَة} على هَذَا الْمَعْنى وَمثله قَوْله تَعَالَى {وَقَالُوا مَا فِي بطُون هَذِه الْأَنْعَام خَالِصَة لذكورنا ومحرم على أَزوَاجنَا} فالهاء هَاء الْمُبَالغَة والتفخيم وَمِنْه قَوْله عز وَجل {لأملأن جَهَنَّم من الْجنَّة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ} ألحقته الْهَاء للبالغة وَإِنَّمَا هُوَ الْجِنّ وخالص وَقَالَ الشَّاعِر يصف السَّيْف (وَلَو شهِدت غَدَاة الكوم قَالَت ... هُوَ العضب المهذرمة الْعَتِيق) وَإِنَّمَا هُوَ المهذرم
وهاء التَّأْنِيث
مثل كلمة وضربة وجنة وشجرة وقلنسوة وَأما قَول الله عز وَجل {وَذَلِكَ دين الْقيمَة} فأنث لِأَن مَعْنَاهُ وَذَلِكَ دين الحنيفية الْقيمَة
وهاء الْعِمَاد
مثل قَوْلهم إِنَّه قَائِم فِيهَا أَخُوك وَإنَّهُ قَائِم فِيهَا أَبوك وَإنَّهُ قَائِم فِيهَا أختك وَإنَّهُ قَائِم فِيهَا أختاك وَإنَّهُ قَائِمَة فِيهَا أخواتك وَلَيْسَت هَذِه الْهَاء فِي هَذَا الْموضع اسْما وَلَو كَانَ اسْما لَقلت إنَّهُمَا وإنهن ولأنثت فِي الْمُؤَنَّث قَالَ الله جلّ وَعز {إِنَّه مصيبها مَا أَصَابَهُم} و {قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ} وَقَالَ الشَّاعِر (فَلم تَرَ عَيْني مثل سرب رَأَيْته ... خرجن علينا من زقاق ابْن وَاقِف) وَلم يقل رأيتهن
وَالْهَاء الَّتِي تقع على الْمُذكر والمؤنث
كَقَوْل الشَّاعِر (فطافت ثَلَاثًا بَين يَوْم وَلَيْلَة ... ) قَالَ ثَلَاثًا وَلم يقل ثَلَاثَة وَقد ذكر الْأَيَّام وَإِنَّمَا قَالَ ثَلَاثًا على اللَّيَالِي لِأَن الْأَيَّام دَاخِلَة فِي اللَّيَالِي لكثر استعمالهم اللَّيَالِي أَلا ترى أَنهم يَكْتُبُونَ فِي كتبهمْ بَقينَ ومضين وصمنا عشرا من الشَّهْر يَعْنِي اللَّيَالِي وَأما قَول الشَّاعِر (وَإِن كلابا هَذِه عشر أبطن ... وَأَنت بَرِيء من قبائلها الْعشْر) الْبَطن مُذَكّر وَإِنَّمَا عَنى الْقَبَائِل وَأما قَول الآخر (ثَلَاثَة أنفس وَثَلَاث ذود ... لقد جَار الزَّمَان على عيالي) قَالَ ثَلَاثَة أنفس لِأَنَّهُ أَرَادَ ثَلَاثَة أشخص وشخص الرجل نَفسه قَالَ الشَّاعِر (فَكَانَ مجني دون مَا كنت أتقي ... ثَلَاث شخوص كاعبان ومعصر) قَالَ ثَلَاث شخوص فأنث والشخص مُذَكّر
وَالْهَاء الَّتِي تتحول تَاء
وَهِي لُغَة فِي بعض لُغَات الْعَرَب يَقُولُونَ وَضعته فِي المشكات وَهَذِه جمرت وجنت قَالَ الله جلّ وَعز {يَا أَبَت} و {أَن شَجَرَة الزقوم} وَمثله {وجنة نعيم} و {إِن رَحْمَة الله قريب من الْمُحْسِنِينَ} قَالَ الشَّاعِر (من بَعْدَمَا وَبَعْدَمَا وبعدمت ... صَارَت نفوس الْقَوْم عِنْد الغلصمت) (وكادت الْحرَّة أَن تدعى أمت ... ) أَرَادَ الغلصمة وَالْأمة فَوقف على الْهَاء بِالتَّاءِ على اللُّغَة وَهِي حميرية وَيُقَال لبَعض بني أَسد بن خُزَيْمَة
وَالْهَاء الَّتِي تكون فِي نعت الْمُذكر
كَقَوْل الشَّاعِر (وَأمرهمْ مركودة فِي نزالهم ... وَمَا بهم حيد إِذا الْحَرْب هرت) (بِكُل قناة صَدَقَة يزنية ... إِذا أكرهت لم تنأظر واشمأزت) مَعْنَاهُ أَمرهم أمرة مركودة قَالَ الله جلّ ذكره {وَمَا أمرنَا إِلَّا وَاحِدَة كلمح بالبصر} مَعْنَاهُ أمرنَا أمرة وَاحِدَة قَالَ الشَّاعِر (لَو أَنَّهَا عرضت لأشمط رَاهِب ... عبد الْإِلَه صرورة متعبد)
وهاء الندبة
وازيداه واعمراه قَالَ الشَّاعِر (يارب يارباه إياك أسل ... عفراء من قبل اقتراب الْأَجَل) مضى تَفْسِير جمل الهاءات وَهَذِه
الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي | |
---|---|
المقدمة • وجوه النصب • وجوه الرفع • تفسير وجوه الخفض • تفسير إعراب جمل الجزم • جمل الألفات • جمل اللامات • تفسير جمل الهاءات • جمل التاءات • جمل الواوات • تفسير جمل اللام ألفات • اختلاف ما في معانيه • تفسير الفاءات • تفسير النونات • تفسير الباءات • تفسير الياءات • فصل في رويد • فصل في الفرق بين أم وأو |