الرئيسيةبحث

الجمل في النحو/اختلاف ما في معانيه


المَاء مَمْدُود وَهُوَ مَاء السَّمَاء وَغير ذَلِك من الْمِيَاه وَمَا جحد وَمَا فِي مَوضِع الِاسْم وَمَا فِي مَوضِع ظرف وَمَا فِي وضع المجازاة وَمَا فِي مَوضِع حَشْو مَا صلَة وَمَا للتكرير وَمَا الَّذِي لَا بُد لَهُ من فَاء تكون عمادا

فالماء

الَّذِي يشرب من مياه الأَرْض والمطر قَالَ الله جلّ اسْمه {وأنزلنا من السَّمَاء مَاء بِقدر}

وَمَا فِي مَوضِع الْجحْد

كَقَوْلِك مَا زيد أخانا وَمَا عَمْرو عندنَا قَالَ الله جلّ وَعز {مَا هَذَا بشرا} وَمثله {وَمَا أَنا عَلَيْكُم بوكيل} {وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم} وَلَا يقدمُونَ خبر مَا عَلَيْهِ لَا يَقُولُونَ قَائِما مَا زيد لِأَنَّهُ لَا يقدم منفي على نفي وَتَمِيم ترفع على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر يَقُولُونَ مَا زيد قَائِم أَي زيد قَائِم وَقَالَ الشَّاعِر (فَلَا تأمنن الدَّهْر حرا ظلمته ... وَمَا ليل مظلوم إِذا هم نَائِم) فَرفع على الِابْتِدَاء وَخَبره وَتقول مَا كل سَوْدَاء تَمْرَة وَلَا كل بَيْضَاء شحمة لِأَن فعل مَا نصب وَفعل لَا رفع لِأَن النَّافِي فِي مَا أقوى مِنْهُ فِي لَا وَإِذا قدمُوا خبر مَا كَانَ فِي تَقْدِيم الْخَبَر رفع وَنَصّ الرّفْع مَا قَائِم زيد وَالنّصب مَا قَائِما زيد فالرفع على الِابْتِدَاء وَخَبره وَالنّصب على تَحْسِين الْبَاء قَالَ الشَّاعِر (فَمَا حسن أَن يمدح الْمَرْء نَفسه ... وَلَكِن أَخْلَاقًا تذم وتمدح) وَينصب قَالَ الشَّاعِر (مَا الْملك منتقلا مِنْكُم إِلَى أحد ... وَمَا بناؤكم العادي مهدوم) فَإِذا قلت مَا زيد قَائِم وَلَا عَمْرو منطلق رفعت عمرا ومنطلقا وزيدا وَقَائِمًا على الِابْتِدَاء وَخَبره وَقَالَ الشَّاعِر (مَا أَنْت لي قَائِما فتجبرني ... وَلَا أَمِير عَليّ مقتلد) وَإِذا قلت مَا زيد قَائِما وَلَا منطلق عَمْرو رفعت على الِابْتِدَاء لِأَنَّهُ لَيْسَ من سَبَب الأول فَتحمل عَلَيْهِ فَإِذا قلت مَا زيد قَائِما وَلَا مُنْطَلقًا أَخُوهُ نصبت مُنْطَلقًا لِأَنَّهُ من سَبَب الأول وَكَذَلِكَ قَائِما من سَبَب الأول كَأَنَّك قلت مَا زيد قَائِما وَلَا مُنْطَلقًا

وَمَا فِي مَوضِع الِاسْم

كَقَوْلِك مَا أكلت تمر وَمَا شربت نَبِيذ مَعْنَاهُ الَّذِي أكلت تمر وَمثله قَول الله جلّ اسْمه {مَا جئْتُمْ بِهِ السحر إِن الله سيبطله} وَتقول مَا أكل زيد خبز عَمْرو مَا وَأكل اسْم وَاحِد وَزيد فَاعل وَعَمْرو منادى وَتقول مَا ضرب زيد عَمْرو بكر زيد فَاعل وَعَمْرو مَرْفُوع على الِابْتِدَاء وَالْمعْنَى وَاحِد وَبكر منادى وَكَذَلِكَ إِن مَا ركبت فرسك وَإِن مَا دخلت دَارك لِأَن مَا فِي الْمُذكر مثل الَّذِي وَفِي الْمُؤَنَّث مثل الَّتِي

وَمَا فِي مَوضِع حَشْو

قَالَ الله تَعَالَى {فبمَا رَحْمَة من الله} أَي فبرحمة وَمثله {عَمَّا قَلِيل} أَي عَن قَلِيل وَمَا حَشْو وَمثله قَول الشَّاعِر (وَقد خفت حَتَّى مَا تزيد مخافتي ... على وعل فِي ذِي المطارة عَاقل) الوعل بِكَسْر الْعين تَيْس الْجَبَل يَعْنِي حَتَّى تزيد مخافتي وَمَا صلَة وَقَالَ مخافتي وَإِنَّمَا أَرَادَ خوفي فَأَقَامَ الْمصدر مقَام الِاسْم كَقَوْل الله جلّ وَعز {لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا وُجُوهكُم قبل الْمشرق وَالْمغْرب وَلَكِن الْبر من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر} يَعْنِي وَلَكِن الْبَار من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَقَالَ تزيد مخافتي على وعل أَي على خوف وعل

وَمَا فِي مَوضِع الظّرْف

قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {مَا دَامَت السَّمَاوَات وَالْأَرْض} أَي بَقَاء السَّمَاوَات وَالْأَرْض وموضعها النصب

وَمَا فِي المجازاة

قَوْلهم مَا تفعل أفعل وَمَا تقل أقل جزم بالمجازاة وجوابها قَالَ الله تَعَالَى {مَا يفتح الله للنَّاس من رَحْمَة فَلَا مُمْسك لَهَا وَمَا يمسك فَلَا مُرْسل لَهُ من بعده} وَصَارَ جَوَابه بِالْفَاءِ

وَمَا الِاسْتِفْهَام

مثل قَوْلك مَا لَك وَمَا لزيد وَمَا يعْمل قَالَ الله جلّ ذكره {مَا يفعل الله بعذابكم إِن شكرتم وآمنتم} وَإِن كَانَ الله تبَارك وَتَعَالَى لَا يستفهم وَلَا يستفهم وَتقول مَا أَنْت وَالْمَاء لَو شربته مَا أَنْت وَحَدِيث الْبَاطِل رفع كُله لِأَن مَا هَهُنَا اسْم وَلَو كَانَ أضمر فعلا لنصب قَالَ الشَّاعِر يازبرقان أَخا بني خلف مَا أَنْت ويل أَبِيك وَالْفَخْر وَقَالَ آخر (تكلفني سويق الْكَرم جرم ... وَمَا جرم وَمَا ذَاك السويق) رفع لِأَن مَا هَهُنَا اسْم أَلا ترى أَنَّك لَا تَقول مَا أَنْت مَعَ السويق وَلَا مَا أَنْت مَعَ الْفَخر وَأما قَول الآخر (أتوعدني بقومك با بن حجل ... أشابات تخالون العبادا) (نعما جمعت حصن وَعَمْرو ... وَمَا حصن وَعَمْرو والجيادا) فَإِنَّهُ حذف مَعَ وأضمر كَانَ وَنصب

وَمَا الْوَصْل

وصل بلم فتثقل مثل قَوْلهم لما يذهب زيد وَلما يخرج مُحَمَّد وَلما يعلم عَمْرو مَعْنَاهُ لم يذهب وَلم يخرج وَلم يعلم وَمَا صلَة قَالَ الله جلّ ذكره {كلا لما يقْض مَا أمره} جزم يقْض ب لم وَمَا صلَة

وَمَا التكرير

مثل قَوْلهم إِمَّا زيدا رَأَيْت وَإِمَّا عمرا وَإِمَّا زيد أَتَانِي وَإِمَّا عَمْرو ومررت إِمَّا بزيد وَإِمَّا بِعَمْرو لَا بُد من أَن تكَرر إِمَّا وَالْكَلَام يجْرِي على مَا يُصِيبهُ الْإِعْرَاب

وَأما بِفَتْح الْألف

فَلَا بُد لَهُ من فَاء تكون عمادا تَقول أما زيد فعاقل وَأما مُحَمَّد فلبيب فالفاء عماد والعاقل خبر الِابْتِدَاء قَالَ الله جلّ ذكره {أما السَّفِينَة فَكَانَت لمساكين} ) وَقَالَ {فَأَما الْيَتِيم فَلَا تقهر وَأما السَّائِل فَلَا تنهر} نصب الْيَتِيم والسائل بِرُجُوع الْفِعْل عَلَيْهِمَا وَالْفَاء عماد مضى تَفْسِير جمل الْوُجُوه فيا أَتَيْنَا على ذكره من النَّحْو تمّ الْكتاب بِحَمْد الله وَمِنْه وَحسن توفيقه وَصلى الله على مُحَمَّد النَّبِي وَآله الطاهرين وَسلم كثيرا وَلذكر الله أكبر وجدت مَكْتُوبًا فكتبته لما استحسنته (أَبَا قَاسم أكرمتنا ووصلتنا ... فَلَا زلت للمعروف وَالْعلم معدنا) (وَلَا برح الإقبال تهمي سماؤه ... عَلَيْك ويمن الله يَأْتِيك بالغنى) (وبدلت بعد الْعسر يسرا ورفعة ... وعشت مدى الْأَيَّام للجود موطنا) (وَهَذَا قَلِيل من كثير أكنه ... وَإِن كَانَ نطقي فِيهِ بالشكر مُعْلنا) تمت الأبيات الْحَسَنَة تمّ كتاب وُجُوه النصب بتاريخه الْمَذْكُور فِيهِ