الباب السادس | التحفة المكتبية لتقريب اللغة العربية الباب السابع في ألقاب الإعراب والبناء المؤلف: رفاعة رافع الطهطاوي |
الباب الثامن |
ألقاب الإعراب أربعة وهي الرفع والنصب والخفض والجزم فمثال الرفع في الاسم جاء زيد واعرابه جاء فعل ماضٍ وزيد فاعل مرفوع بضمة ظاهرة ومثال النصب في الاسم رأيت زيداً واعرابه رأيت فعل وفاعل وزيدا مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في اخره ومثال الخفض ولا يكون إلا في الاسم مررت بزيد واعرابه مررت فعل وفاعل وبزيد الباء حرف جر وزيد مجرور بالباء وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره
ومثال الرفع في الفعل المضارع يقوم زيد فيقوم فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وزيد فاعل مرفوع ومثال النصب في الفعل لن يقوم زيد فلن حرف نفي ونصب واستقبال ويقوم بفتح الميم فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ومثال الجزم في الفعل المضارع لم يقم زيد واعرابه لم حرف نفي وجزم وقلب ويضم فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره
فهذه القاب الإعراب الاربعة اثنان منها مشتركان بين الأسماء والأفعال وهما الرفع والنصب وواحد منها مختص بالأسماء وهو الخفض وواحد مختص بالأفعال وهو الجزم فلا خفض في الأفعال كما لا جزم في الأسماء
والقاب البناء أربعة أيضاً وهي الضم والفتح والكسر والسكون الذي هو الأصل في البناء وقد تقدمت أمثلته
ومما يبنى على السكون فعل الأمر نحو قم فقم فعل أمر مبنى على السكون لا محل له من الإعراب
ومما يبنى على الفتح الفعل الماضي نحو قام زيد فتقول قام فعل ماض مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب وزيد فاعل مرفوع بضم آخره
ومما يبنى على السكون من الأسماء اسم فعل الأمر نحو صَه ومَه فصَه عبارة عن اسكت ومَه عَبارة عن أكفف فتقول في إعرابهما صَه اسم فعل أمر مبنى على السكون ومَه كذلك ومثل صَه في البناء على السكون وَيْ اسم فعل مضارع بمعنى اتعجب
ومما يبنى على الفتح من أسماء الأفعال هيهات بمعنى بعد وشتان بمعنى افترق فكل منهما اسم لفعل ماض فتقول هيهات لقاء الاحباب فهيهات اسم فعل ماض مبنى على الفتح ولقاء فاعله مرفوع بضمة ظاهرة والاحباب مضاف إليه مجرور وإذا نونت صَه ومَه كانت حركة الكسر للتخلص من التقاء الساكنين وهما الهاء والتنوين واكثر البناء في الأسماء انما يكون لمشابهتها للحروف في الوضع أو في المعنى كالضمائر التي جاءت على حرف أو حرفين فهي اسماء مبنية اشبهت الحرف في الوضع وكأسماء الاشارة فقد اشبهت الحرف شبها معنويّا لأنها أدت معنى حقه أن يؤدى بالحرف
وكذلك أعرب الفعل المضارع مع أن حق الأفعال البناء لمضارعته أي لمشابهته للاسم فأن يضرب مثلاً يوازن ضاربا اسم فاعل ويحل محل الاسم في بعض الأحوال ولكل واحد من ألقاب الإعراب والبناء علامات