الرئيسيةبحث

التحفة المكتبية لتقريب اللغة العربية/الباب الثامن في علامات الإعراب



الباب الثامن في علامات الإعراب


علامات الإعراب أربعة عشر وهي قسمان أصول وفروع فالأصول منها أربعة والفروع عشرة


فعَلامات الرًّفع أرْبَع


العلامة الأولى الضمّة وهي العلامة الأصلية في الرفع وموضعها أربعة الأول الاسم المفرد نحو جاء زيد وعمرو والرجل والظريف والثاني جمع التكسر نحو جاء الزيود والرجال والظرفاء والثالث جمع المؤنث السّالم وهو ما جُمع بألف وتاءٍ مزيدتين نحو الهندات قائمات والرابع الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء من نون توكيد ومن نون انَاث ومن واو جمع ومن ألف اثنين ومن ياء المؤنثة المخاطبة مثاله يقوم ويجلس من قولك يقوم زيد ويجلس عمرو

العلامة الثانية من علامات الرفع الواو وهي أحدى العلامات الفرعية التي يكون الرفع بها بالنيابة عن الضمة في موضعين الأول جمع المذكر السّالم نحو الزيدون والصّالحون من قولك جاء الزيدون الصّالحون فالزيدون جمع زيد والصالحون جمع صالح ويلحق بجمع المذكر السَّلم الفاظ منها عشرون وتسعون وما بينهما كقولك جاءني عشرون رجلاً ومنها اؤلوا بمعنى اصحاب نحو أنما يتذكرا اؤلوا الالباب وأنما كانت هذه الكلمات ملحقة بجمع المذكر لانها لا واحد لها من لفظها.

الثاني مما يُرفع بالواو الأسماء الخمسة وهي أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال تقوك جاء أبو بكر وأخو زيد وحمو عمرو ولا فض فو خالد والله ذو الفضل العظيم

العلامة الثالثة من علامات الرفع الألف وهي احدى العلامات الفرعية ويكون الرفع بها بالنيابة عن الضمة في موضع واحد وهو المثنى خاصة في قولك جاء الزيدان الظريفان ويلحق بالمثنى كلا وكلتا مضافين إلى مضمر تقول قام الزيدان كلاهما وقامت الهندان كلتاهما ويلحق بالمثنى أيضاً اثنان واثنتان نحو جاءني اثنان من الرجال واثنتان من النساء ويلحق به اللذان واللتان وذان وتان

العلامة الرابعة النون وهي أحدى العلامات الفرعية ويكون الرفع بها بالنيابة عن الضمة في موضعٍ واحد وهو الأفعال الخمسة وهي كل فعل مضارع اتصل به ضمير تثنية لمخاطب نحو انتما تنصران أو لغائب نحوهم ينصُرون أو ياء المؤنثة المخاطبة نحو انت تنصرين فتنصران وينصران وتنصرون وينصُرون وتنصرين افعال خمسة مرفوعة بثبوت النونِ ويقاس عليها نظائرهَا


عَلامات النصب خمس


العلامة الأولى الفتحة وهي العلامة الاصلية للنصف ومواضعها ثلاثة

الأول الاسم المفرد نحو زيدا مِن قولك نصَرت زيداً

الثاني جمع التكسير نحو الزيود من قولك نصَرت الزيود

الثالث الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصبُ ولم يتصل بآخره شيء مما تقدم في علامة الرفع نحو لن يضرب زيد فيضرب مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة

العلامة الثانية الألف وهي فرعية وموضعها واحد وهو الأسماء الخمسة نحو رأيت اباك واخاك وحماك وفاك وذا مال

العلامة الثالثة الكسرة وهي فرعية أيضاً وكذلك موضحها واحد وهو جمع المؤنث السّالم نحو اكرمت الهندات المتصدقات فالهندات والمتصدقات منصوبان بالكسرة والأول منهما مفعول والثاني نعت

العلامة الرابعة الياء وهي فرعية أيضاً نائبة عن الفتحة ولها موضعان الاول المثنى وما الحوبه نحو رأيت رجلين اثنين وامراتين اثنتين فرجلين وامرأتين مفعولان واثنين واثنتين كل منهما بدل والنصب في هذه الأسماء بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ومثله رأيت الرجلين اللذين قاما والمرأتين اللتين قامتا

الثاني جمع المذكر السَّالم نحو ظننت الزيدين عشرين رجلا فالزيدين مفعول أول وعشرين مفعول ثان وكلاهما منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها


العلامة الخامسة حذف النوّن


وهي علامة فرعيّة ولها موضع واحد وهو الأفعال الخمسة المضارعة التي رفعها بثبات النون فتنصب بحذفها نحو لن ينصرا ولن تنصرا ولن ينصروا واو لن تنصروا ولن تنصرى فهذه كلها منصوبة بحذف النون والألف أو الواو أو الياء فاعل في محل رفع


وعلامات الخفض ثلاث


العلامة الأولى الكسرة وهي العلامة الاصلية ومواضعها ثلاثة

الاول الاسم المفرد المنصرف نحو القلم من قولك كتبت بالقلم مخفوض بالكسرة

الثاني جمع التكسير المنصرف نحو الكتب

الثالث جمع المؤنث السالم وما الحق به نحو نظرت إلى هندات وحمامات واصطبلات

العلامة الثانية الياء وهي علامة فرعية نائبة عن الكسرة ومواضعها ثلاثة

الأول الأسماء الخمسة نحو مررت بأبيك وأخيك

الثاني المثنى وما الحق به نحو مررت برجلين اثنين وبمرأتين اثنتين

الثالث جمع مذكر السّالم وما الحق به نحو احسنت إلى الزيدين بعشرين درهماً

العلامة الثالثة الفتحة وهي علامة فرعية نائبة عن الكسرة وموضعها واحد وهو الاسم الذي لا ينصرف بشرط أن لا يكون مضافاً ولا مقرونا بأل وإلا فيرجع إلى الخفض بالكسرة على أصله

مثال الاسم الذي لا ينصرف المخفوض بالفتحة مررت بأحمد فتقول فيه الباء حرف جر واحمد مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لانه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل


بيان موانع الصّرف


موانع الصرف مجموعة في قول بعضهم

موانع الصرف تسع كلما اجتمعت ثنتان منها فما للصرف تصويب
عدْل ووصف وتأنيث ومعرفة وعُجْمة ثم جمع ثم تركيب
والنون زائدة من قبلها ألِفٌ ووزن فِعْلٍ وهذا القول تقريب

والاسم الذي لا ينصرف هو الاسم المعرب الذي فيه علتان من هذه العلل التسع أو فيه علة واحدة تقوم مقام علتين ثم أن نحو عمر في قولك مررت بعمر منع من الصرف للعملية والعدل لأنه معدول عن عامر ونحو اخر من قولك مررت باخر لانه معدول عن آخرين ونحو أحمد في قولك مررت بأحمد منع من الصرف للعلمية ووزن الفعل ونحو أحمر في قولك بأحمر منع من الصرف الموصفية ووزن الفعل ونحو عثمان في قولك مررت بعثمان منع من الصّرف للعلمية وزيادة الألف والنون ونحو سكران من قولك مررت بسكران منع من الصّرف للوصفية وزيادة الألف والنون ونحو طلحة منع للتأنيث اللفظي والعلمية ونحو زينب للتأنيث المعنوي والعلمية ونحو إبراهيم للعلمية والعجمة ونحو بعلبك للتركيب الترجى والعلمية فهذا مثال ما اجتمع فيه علتان.

وأما الذي فيه علة واحدة تقوم مقام العلتين فهو قسمان: القسم الاول ما كان فيه ألف التأنيث المقصورة كحبلى من قولك مررت بحبلى والماودة كصحراء من قولك مررت مررت بصحراء فحبلى مخفوض بفتحة مقدرة على الألف نيابة عن الكسرة وصحراء مخفوض بفتحة ظاهرة نيابة عن الكسرة فالتأنيث في حبلى وصحراء بمنزلة علة وكونه لازماً لا ينفك علة اخرى فألف التأنيث بهذا الاعتبار علة قامت مقام علتين

القسم الثاني صيغة منتهى الجموع أي الجمع الذي لا نظير له في الآحاد أي لا مفرد له على وزنه وضابطه كل اسم على وزن مفاعل أو مفاعيل نحو مساجد ومصابيح من قولك مررت بمساجد ومصابيح فهما مخفوضان بالفتحة نيابة عن الكسرة ومنعا من الصرف لصيغة منتهى الجموع وهي علة تقوم مقام العلتين لان الجمع بمنزلة علة وكونه على هذه الصيغة التي لا تجتمع ابداً بمنزلة علة اخرى

وحكم الاسم الذي لا ينصرف انه لا يدخله كسر ولا تنوين تمكين إلا لتناسب الكلام نحو سلاسلاً واغلالاً أو لضرورة الشعر كقول الشاعر

أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره هو المسك ما كررته يتضوّع


وعلامات الجزم اثنتان


العلامة الأولى السّكون أى حذف الحركة وهو الاصل وموضعه واحد وهو الفعل المضارع الصحيح الأخر كقولك في يضرب لم يضرب فيضرب مجزوم وعلامة جزمه سكون آخره

العلامة الثانية الحذف وهي فرعية وموضعه اثنانِ:

الأول الفعل المضارع المعتل الآخر بالواو أو الألف أو الياء كقولك في يغزو ويخشى ويرمي لم يغز ولم يخش ولم يرم فهذه الأفعال الثلاثة مضارعة مجزومة بلم وعلامة جزمها حذف آخرها نيابة عن السكون بدلالة الحركات على الحرف المحذوف

الثاني الأفعال الخمسة التي ترفع بثبات النون فتجزم بحذفها كما نصبت بحذفها أيضاً فتقول لم ينصرا ولم ينصروا ولم تنصروا ولم تنصرى فهي مجزومة بلم وعلامة جزمها حذف النون نيابة عن السكون وقد اجتمع الجزم والنصب في قوله تعالى ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾

فهذه علامات الإعراب الاربعة عشر منها أربعة أصول وعشرة فروع يجمعها هذا الجدول

جدول علامات الإعراب
الاعداد نوع العلامة نوع الإعراب عدد مواضع العلامات
1 الضمة أصلية رفع 1 اسم مفرد
2 جمع تكسير
3 جمع مؤنث سالم
4 فعل مضارع لم يتصل بآخره شيء
2 الواو فرعية رفع 1 جمع المذكر السَالم
2 الأسماء الخمسة
3 الألف فرعية رفع 1 المثنى
4 النون فرعية رفع 1 الأفعال الخمسة
5 الفتحة أصلية نصب 1 الاسم المفرد
2 جمع التكسير
3 الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء
6 الألف فرعية نصب 1 الأسماء الخمسة
7 الكسرة فرعية نصب 1 جمع المؤنث السالم
8 الياء فرعية نصب 1 المثنى
2 جمع المذكر السالم
9 حذف النون فرعية نصب 1 الأفعال الخمسة
10 الكسرة أصلية خفض 1 الاسم المفرد المنصرف
2 جمع التكسير المنصرف
3 جمع المؤنث السالم
11 الياء فرعية خفض 1 الأسماء الخمسة
2 المثنى
3 جمع المذكر السالم
12 الفتحة فرعية خفض 1 الاسم الذي لا ينصرف
13 السكون اصلية جزم 1 الفعل المضارع الصحيح الآخر
14 الحذف فرعية جزم 1 الفعل المضارع المعتل الآخر
2 الأفعال الخمسة

ثم أنّ المعرب قسمان فالأول ما يظهر إعرابه لفظاً وهو ما كان صحيح الآخر من الأسماء أو الأفعال المضارعة كزيد وكيضرب والثاني ما يقدر فيه الإعراب كالقاضي والفتى وغلامى ويخشى ويدعو ويرمى

وما يقدر فيه الإعراب قسمان الأول ما تقدر فيه حركة والثاني ما يقدر فيه حرف فمثال ما تقدر فيه حركة من الأسماء الفتى وغلامى ومررت بالفتى وغلامى والقاضي فتقدّر الحركات الثلاثة في الفتى على الألف للتعذر وفي غلامى على ما قبل ياء المتكلم للمناسبة وتقدر الضمة والكسرة في القاضي للاستثقال وتظهر فيه الفتحه لخفتها ومثال ما تقدر فيه الضمة في الأفعال المضارعة نحو يخشى ويدعو ويرمى من قولك يخشى زيد ويدعو عمرو ويرمى بكر فالضمة مقدرة على الألف في يخشي للتعذر وفي يدعو ويرمى للاستثقال وتقدر الفتحة في يخشى من قولك لن يخشى زيد للتعذر وتظهر في يدعو ويرمى من قولك لن يدعو ولن يرمى عمرو لخفتها

ومثال ما يقدر فيه حرف من الأسماء المعربة جمع المذكر السالم المضاف إلى ياء المتكلم في حالة الرفع فإنه يقدر فيه الواو في نحو جاء مسلميَّ فان أصله مسلموى أجتمعت الواو والياء وسبقت أحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء على القاعدة

ومثال ما يقدر فيه الحرف من الأفعال المضارعة المضارع المرفوع المتصل به واو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المخاطبة اذا اكد بالنون فانه يقدر فيه نون الرفع نحو لتضربن بازيدون ولتضربان بازيدان ولتضربن باهند فقد حذفت نون الرفع لتوالى الأمثال والواو ولالتقاء الساكنين وقدر ثبوت النون للاعراب

وأما النون الباقية في الفعل فهي التي التأكيد