الرئيسيةبحث

إحياء علوم الدين/كتاب الأذكار والدعوات/الباب الخامس



الباب الخامس
في الأدعية الماثورة عند حدوث كل حادث من الحوادث



إذا أصبحت وسمعت الأذان فيستحب لك جواب المؤذن وقد ذكرناه وذكرنا أدعية دخول الخلاء والخروج منه وأدعية الوضوء في كتاب الطهارة. فإذا خرجت إلى المسجد فقل "اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نوراً واجعل في سمعي نوراً واجعل في بصري نوراً واجعل خلفي نوراً وأمامي نوراً واجعل من فوقي نوراً اللهم أعطني نوراً، وقل أيضاً: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا إليك فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" فإن خرجت من المنزل لحاجة فقل "بسم الله رب أعوذ بك أن أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بسم الله التكلان على الله" فإذا انتهيت إلى المسجد تريد دخوله فقل "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم اللهم اغفر لي جميع ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك" وقدم رجلك اليمنى في الدخول فإذا رأيت في المسجد من يبيع أو يبتاع فقل "لا أربح الله تجارتك" وإذا رأيت من ينشد ضالة في المسجد فقل "لا ردها الله عليك" أمر به رسول الله ﷺ فإذا صليت ركعتي الصبح فقل "بسم الله اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي.. الدعاء إلى آخره كما أوردناه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ فإذا ركعت فقل في ركوعك "اللهم لك ركعت ولك خشعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين" وإن أحببت فقل "سبحان ربي العظيم - ثلاث مرات - أو سبوح قدوس رب الملائكة والروح" فإذا رفعت رأسك من الركوع فقل "سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وإذا سجدت فقل اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين اللهم سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي وهذا ما جنيت على نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أو تقول "سبحان ربي الأعلى - ثلاث مرات -" فإذا فرغت من الصلاة فقل "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام وتدعو بسائر الأدعية التي ذكرناها. فإذا قمت من المجلس وأردت دعاء يكفر لغو المجلس فقل "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فإذا دخلت السوق فقل "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير بسم الله اللهم إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها اللهم إني أعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يميناً فاجرة أو صفقة خاسرة فإن كان عليك دين فقل "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك فإذا لبست ثوباً جديداً فقل اللهم كسوتني هذا الثوب فلك الحمد أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له" وإذا رأيت شيئاً من الطيرة تكرهه فقل "اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت لا حول ولا قوة إلا بالله" وإذا رأيت الهلال فقل "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والبر والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى والحفظ عمن تسخط، ربي وربك الله" ويقول "هلال رشد وخير آمنت بخالقك اللهم إني أسألك خير هذا الشهر وخير القدر وأعوذ بك من شر يوم الحشر" وتكبر قبله أولاً ثلاثاً. وإذا هبت الريح فقل "اللهم إني أسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها ومن شر ما أرسلت به" وإذا بلغك وفاة أحد فقل "إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم اكتبه في المحسنين واجعل كتابه في عليين واخلفه في عقبه في الغابرين اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله وتقول عند التصدق "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" وتقول عند الخسران "عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون" وتقول عند ابتداء الأمور "ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشداً - رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري" وتقول عند النظر إلى السماء "ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار - تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً" وإذا سمعت صوت الرعد فقل "سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته" فإن رأيت الصواعق فقل "اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك" قاله كعب. فإذا أمطرت السماء فقل "اللهم سقيا هنيئاً وصيباً نافعاً اللهم اجعله صيب رحمة ولا تجعله صيب عذاب" فإاذ غضبت فقل "اللهم اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من الشيطان الرجيم" فإذا خفت قوماً فقل "اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم" فإذا غزوت فقل "اللهم أنت عضدي ونصيري وبك أقاتل" وإذا طنت أذنك فصل على محمد ﷺ وقل "ذكر الله من ذكرني بخير" فإذا رأيت استجابة دعائك فقل الحمد الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات" وإذا أبطأت فقل "الحمد لله على كل حال" وإذا سمعت أذان المغرب فقل "اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلواتك أسألك أن تغفر لي" وإذا أصابك هم فقل "اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء غمي وذهاب حزني وهمي" قال ﷺ "ما أصاب أحداً حزن فقال ذلك إلا أذهب الله همه وأبدله مكانه فرحاً فقيل له يا رسول الله أفلا نعلمها? فقال ﷺ بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها" وإذا وجدت وجعاً في جسدك أو جسد غيرك فارقة برقية رسول الله ﷺ "كان إذا اشتكى الإنسان قرحة أو جرحاً وضع سبابته على الأرض ثم رفعها وقال بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا" وإذا وجدت وجعاً في جسدك فضع يدك على الذي يتألم من جسدك وقل "بسم الله - ثلاثاً - وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" فإذا أصابك كرب فقل "لا إله إلا الله العلي الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم" فإن أردت النوم فتوضأ أولاً ثم توسد على يمينك مستقبل القبلة ثم كبر الله تعالى أربعاً وثلاثين وسبحه ثلاثاً وثلاثين واحمده ثلاثاً وثلاثين" ثم قل "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك اللهم إني لا أستطيع أن أبلغ ثناء عليك ولو حرصت ولكن أنت كما أثنيت على نفسك اللهم باسمك أحيا وأموت اللهم رب السموات ورب الأرض ورب كل شيء ومليكه فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين وأغنني من الفقر اللهم إنك خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها اللهم إن أمتها فاغفر لها وإن أحييتها فاحفظها اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة باسمك ربي وضعت جنبي فاغفر لي ذنبي اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك والجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت" ويكون هذا آخر دعائك فقد أمر رسول الله ﷺ بذلك وليقل قبل ذلك "اللهم أيقظني في أحب الساعات إليك واستعملني بأحب الأعمال إليك تقربني إليك زلفى وتبعدني من سخطك بعداً أسألك فتعطيني وأستغفرك فتغفر لي وأدعوك فتستجيب لي" فإذا استيقظت من نومك عند الصباح فقل "الحمد لله أحياناً بعد ما أماتنا وإليه النشور أصبحنا وأصبح الملك لله والعظمة والسلطان لله والعزة والقدرة لله أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد ﷺ وملة أبينا إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير اللهم إني أسألك أن تبعثنا في هذا اليوم إلى كل خير ونعوذ بك أن نجترح فيه سوءاً أو نجره إلى مسلم فإنك قلت "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم وما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى" اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً أسألك خير هذا اليوم وخير ما فيه وأعوذ بك من شره وشر ما فيه بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ما شاء الله كل نعمة من الله ما شاء الله الخير كله بيد الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد ﷺ نبياً - ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير - وإذا أمسى قال ذلك إلا أنه يقول "أمسينا" ويقول مع ذلك أعوذ بكلمات الله التامات وأسمائه كلها من شر ما ذرأ وبرأ ومن شر كل ذي شر ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم وإذا نظر في المرآة قال الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وكرم صورة وجهي وحسنها وجعلني من المسلمين وإذا اشتريت خادماً أو غلاماً أو دابة فخذ بناصيته وقل اللهم إني أسألك خيره وخير ما جبل عليه وأعوذ بك من شره وشر ما جبل عليه وإذا هنأت بالنكاح فقل بارك الله فيك وبارك عليك وجمع بينكما في خير وإذا قضيت الدين فقل للمقضي له بارك الله لك في أهلك ومالك إذ قال ﷺ "وإنما جزاء السلف الحمد والأداء".


فهذه أدعية لا يستغني المريد عن حفظها وما سوى ذلك من أدعية السفر والصلاة والوضوء ذكرناها في كتاب الحج والصلاة والطهارة. فإن قلت: فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له? فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة كما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان. وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله تعالى أن لا يحمل السلاح وقد قال تعالى "خذوا حذركم" وأن لا يسقي الأرض بعد بث البذر فيقال إن سبق القضاء بالنبات نبت البذر وإن لم يسبق لم ينبت. بل ربط الأسباب بالمسببات هو القضاء الأول الذي هو كلمح البصر أو هو أقرب وترتيب تفصيل المسببات على تفاصيل الأسباب على التدريج والتقدير هو القدر والذي قدر الخير قدره بسبب. والذي قدر الشر قدر لدفعه سبباً فلا تناقض بين هذه الأمور عند من انفتحت بصيرته. ثم في الدعاء من الفائدة ما ذكرناه في الذكر فإنه يستدعي حضور القلب مع الله وهو منتهى العبادات ولذلك قال ﷺ "الدعاء مخ العبادة" والغالب على الخلق أنه لا تنصرف قلوبهم إلى ذكر الله عز وجل وإلا عند إلمام حاجة وإرهاق ملمة فإن الإنسان إذا مسه الشر فذو دعاء عريض. فالحاجة تحوج إلى الدعاء والدعاء يرد القلب إلى الله عز وجل بالتضرع والاستكانة فيحصل به الذكر الذي هو أشرف العبادات. ولذلك صار البلاء موكلاً بالأنبياء عليهم السلام ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل لأنه يرد القلب بالافتقار والتضرع إلى الله عز وجل ويمنع من نسيانه وأما الغنى فسبب للبطر في غالب الأمور فإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى. فهذا ما أردنا أن نورده من جملة الأذكار والدعوات والله الموفق للخير. وأما بقية الدعوات في الأكل والسفر وعيادة المريض وغيرها فستأتي في مواضعها إن شاء الله تعالى وعلى الله التكلان. نجز كتاب الأذكار والدعوات، بكماله. يتلوه إن شاء الله تعالى كتاب: الأوراد. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.