→ فصل: في لفظ الكفر والنفاق | مجموع فتاوى ابن تيمية فصل: في لفظ الصالح والشهيد والصديق ابن تيمية |
فصل: في لفظ المعصية والفسوق والكفر ← |
فصل: في لفظ الصالح والشهيد والصديق
وكذلك لفظ الصالح والشهيد والصديق، يذكر مفردا فيتناول النبيين، قال تعالى في حق الخليل: {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [1]، وقال: {وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [2]، وقال الخليل: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}[3]، وقال يوسف: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [4]، وقال سليمان: { وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }[5]، وقال النبي ﷺ في الحديث الصحيح المتفق على صحته لما كانوا يقولون في آخر صلاتهم: السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان فقال لنا رسول الله ﷺ ذات يوم: « إن الله هو السلام، فإذا قعد أحدكم في الصلاة، فليقل: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قالها أصابت كل عبد صالح لله في السماء والأرض» الحديث. وقد يذكر [6] مع غيره، كقوله تعالى: {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ} [7]. قال الزجاج وغيره: الصالح: القائم بحقوق الله وحقوق عباده. ولفظ [8] خلاف الفاسد؛ فإذا أطلق فهو الذي أصلح جميع أمره، فلم يكن فيه شيء من الفساد، فاستوت سريرته وعلانيته، وأقواله وأعماله على ما يرضى ربه، وهذا يتناول النبيين ومن دونهم. ولفظ [9] قد جعل هنا معطوفًا على النبيين، وقد وصف به النبيين في مثل قوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا } [10]، {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا} [11].
وكذلك الشهيد، قد جعل هنا قرين الصديق والصالح، وقد قال: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [12]. ولما قيدت الشهادة على الناس وصفت به الأمة كلها في قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[13]، فهذه شهادة مقيدة بالشهادة على الناس، كالشهادة المذكورة في قوله: {لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء} [14]، وقوله: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ} [15]. وليست هذه الشهادة المطلقة في الآيتين، بل ذلك كقوله: {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء} [16].
هامش
- ↑ [العنكبوت: 27]
- ↑ [النحل: 122]
- ↑ [الشعراء: 83]
- ↑ [ يوسف: 101 ]
- ↑ [النمل: 19]
- ↑ [الصالح]
- ↑ [ النساء: 69]
- ↑ [الصالح]
- ↑ [الصديق]
- ↑ [مريم: 41]
- ↑ [مريم: 56]
- ↑ [الزمر: 69]
- ↑ [البقرة: 143]
- ↑ [النور: 13]
- ↑ [البقرة: 282]
- ↑ [آل عمران: 140]