الرئيسيةبحث

كوستاريكا ( Costa Rica )



سان هوزيه عاصمة كوستاريكا، وأكبر مدنها. تقع هذه المدينة في واد بالمنطقة الجبلية الداخلية. وفي المدينة مزيج من الدكاكين الحديثة والمكاتب والمنازل المبنية على الطراز الأسباني.
كوستاريكا بلد جبلي صغير في أمريكا الوسطى. تَحدُّه نيكاراجوا من الشمال، والبحر الكاريبي وبنما من الشرق، والمحيط الهادئ من الجنوب والغرب. وتعبُر وسط كوستاريكا من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي سلسلة من الجبال الوعرة. توجد في قمم بعض هذه الجبال، وخاصة أكثرها ارتفاعَا، براكين نشطة. وتنمو في المنخفضات الساحلية للبلاد غابات استوائية.

لا يوجد بين جمهوريات أمريكا الوسطى كلها جمهورية أصغر مساحة من كوستاريكا سوى إلسلفادور، ولا أقل منها سكانًا سوى بنما. ولكن سرعة تزايد عدد السكان في كوستاريكا أكبر منها في أي دولة أخرى في أمريكا الوسطى.

وصل المكتشفون الأسبان إلى مايعرف الآن بكوستاريكا في أوائل القرن السادس عشر الميلادي. وروى لهم الهنود (السكان الأصليون) الذين كانوا يعيشون هناك قصصًا عن مخزونات الذهب والمعادن الثمينة الأخرى التي كان يتم تعدينها في المنطقة. أطلق الأسبان على هذه الأرض اسم كوستاريكا وتعني (الساحل الغني). لكن الرواد الأسبان وجدوا أن المنطقة تحتوي على كميات قليلة من الذهب.

واليوم يكاد يكون جميع سكان كوستاريكا من أصول أسبانية وهندية. ويعيش حوالي ثلاثة أرباع السكان على مرتفع خصب في الجبال الموجودة في أواسط كوستاريكا.

تقع سان هوزيه، وهي العاصمة وأكبر المدن، في هذه المنطقة. وتحيط بهذه المدينة التلال التي تغطي منحدراتها أشجارُ البن. ويُعتَبر البن الصادر الرئيسي للبلاد. بينما يعتبر الموز صادرًا رئيسيًا آخر وينمو في مزارع واسعة قرب السواحل.

نظام الحكم

أيقونة تكبير خريـــــطة كوستـــــــــاريكا
كوستاريكا جمهورية ديمقراطية. وقد تم وضع دستورها في عام 1949م. ويُمثِّل رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية ورأس الدولة. وينتخِب الشعب الرئيس لفترة أربع سنوات. ويتكوَّن مجلس الدولة من الرئيس وأعضاء الوزارة. ويتولىَّ المجلس تدبير الشؤون الخارجية وتطبيق القوانين الاتحادّية (الفيدرالية). ويَحِق له أيضًا الاعتراض على مشاريع القوانين التي تُقِرُّها الجمعية التشريعية وهي السلطة التشريعية في كوستاريكا.

تَضُم الجمعية التشريعية 57 نائيًا منتخبًا من قِبَل الشعب لدورات مدتها أربع سنوات. ولا يجوز انتخاب الرئيس أو النواب لفترتين متتاليتين. تضم محكمة العدل العليا وهي أعلى محكمة في البلاد، 17 قاضيًا تعينهم الهيئة التشريعية. وتم إلغاء الجيش في عام 1948م. لكن من الممكن تنظيم قوات عسكرية من أجل الدفاع عن الوطن إذا دعت الحاجة.

تتألف كوستاريكا من سبع مناطق إدارية وهذه المناطق مقسمة إلى 80 مقاطعة ولكل منطقة إدارية محافظ يعينه الرئيس. ويحكم كل مقاطعة مجلس ينتخبه الشعب.

وتقوم كل مقاطعة بتوفير الحماية من الحرائق والخدمات الصحية، والمياه وبقية الخدمات المحلية.

ويحق لجميع المواطنين ممن بلغوا 18 عامًا فأكثر أن يُدلوا بأصواتهم في الانتخابات الوطنية. ويوجد في البلاد حزبان سياسيان رئيسيان. وهما :حزب التحرر الوطني وحزب الوحدة الاشتراكي النصراني.

السكان

تتألف كوستاريكا من ثلاثة أقاليم برية. ويعيش معظم السكان في المرتفعات الوسطى، حيث درجات الحرارة أنسب منها في السهول المنخفضة على ساحل البحر الكاريبي والشريط الساحلي المطل على المحيط الهادئ.

عدد السكان وأصولهم:

يبلغ عدد سكان كوستاريكا حوالي 3,798,000 نسمة، ويتزايد بمعدل حوالي 2,5% سنويًا. وإذا استمرت هذه النسبة فإن عدد السكان سيَتضاعف كل 28 سنة.

تَزوّج كثير من المستعمرين الأسبان الذين استَقرّوا في كوستاريكا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر من الهنود سكان البلاد الأصليين. ويُدعى المنْحَدِرون منهم المستيزو وهم من العناصر الهجينة من البيض والهنود أو المولدين. ويُشكِّل المستيزو والبيض الخُلَّص هذه الأيام أكثر من 97% من السكان. وتوجد في كوستاريكا أيضًا جماعتان صغيرتان من الأقليات، عددها حوالي 70,000 من السُود، وحوالي 10,000 من الهنود. ويعيش السود على ساحل البحر الكاريبي. وقد قَدِم أسلافهم إلى كوستاريكا من جزيرة جامايكا في أواخر القرن التاسع عشر لكي يبنوا السكك الحديدية ويعملوا أيضًا في مزارع الموز الواسعة. ويعيش الهنود في جماعات منعزلة في المرتفعات وعلى طول شواطئ البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. وهم محافظون على أنماط الحياة التقليدية لقبائلهم.

يَفْخر الكوستاريكيون بتراث بلادهم من الحكم الديمقراطي والمساواة الاجتماعية. كما يولون أهمية لكرامتهم الشخصية وروابطهم العائلية المتينة. ويكاد جميع الكوستاريكيين ينطقون اللغة الأسبانية. وينتسب حوالي 90% من السكان إلى المذهب الكاثوليكي.

السكن:

يعيش حوالي نصف الكوستاريكيين في المزارع وفي مدن ريفية. ويسكن العديد من المزارعين في أكواخ من الطين مغَطّاة جدرانها بطبقة بيضاء سميكة من الجص، وأسقفها مغطاة بالقرميد الأحمر أو الزهري اللون. بينما يقطن المزارعون الآخرون بيوتًا من الخشب مطلِيَّة بطلاء لامع. ويعيش معظم سكان المدن في (بيوت مدرجة تبدو متشابهة فيما بينها إلى حد كبير) وهي متصلة ببعضها في صف واحد. يستخدم كثير من الكوستاريكيين النباتات والأزهار في تزيين بيوتهم. وتملك الأسر الغنية بيوتًا فسيحة تحيط بها الحدائق على الطراز الأسباني أو طراز المزارع الواسعة.

الغذاء:

يشمل الغذاء الفاصوليا، والقهوة، والذرة الشامية، والبيض، وبعض الثمار المدارية مثل : المُوز، والجوافة، والمانجو، والبرتقال، والأناناس. وتحتوي وجبات معظم الأسر على لحم البقر، والسمك، والدواجن، وأنواع عديدة من الحساء. وكثيرًا مايُحضِّرون التاماليز (لحم الخنزير المفروم) ودقيق الذرة المطبوخ على البخار في قشور الذرة (وهو خبز رقيق منبسط مصنوع من الذُّرة الشامية أو القمح).

التعليم:

يعرف حوالي 95% من شعب كوستاريكا القراءة والكتابة. وهي نسبة تزيد على مثيلاتها في أي بلد آخر من بلدان أمريكا الوسطى ؛ ذلك أن القانون في كوستاريكا يُلزِم كافة الأطفال الالتحاق بمدارس المرحلة الابتدائية. ويَحِقُّ للطلاب الناجحين مواصلة المرحلة الثانوية ومن ثَمّ دخول الجامعة حيث تُوجد في البلاد عدّة جامعات تَشْمَل الجامعة الوطنية في هيريديا وجامعة كوستاريكا قرب سان هوزيه.

الترويح:

يتمتع الكوستاريكيون بقضاء أوقات فراغهم خارج بيوتهم ؛ فكثير منهم يلعب كرة القدم، وهي الرياضة القومية، على أرض الملاعب المحلية. كما أن كرة السلة وكرة المضرب (التنس) والسباحة هي من الرياضات الشائعة بين سكان كوستاريكا كذلك. ويشارك كثير من الكوستاريكيين في مهرجانات مفعمة بالحيوية في الأعياد الدينية، حيث تجذب مصارعة الثيران والألعاب النارية، والمواكب التنكرية آلاف الكوستاريكيين والسياح الأجانب إلى سان هوزيه أثناء احتفالات عيد الميلاد.

يستمتع العديد من الكوستاريكيين والسياح من البلدان الأخرى بزيارة المتنزهات الوطنية في كوستاريكا. ويشمل نظام المنتزهات الوطنية الشواطئ الرملية التي تَقْصِدها السلاحف البرية لتضع عليها بيضها، والغابات الاستوائية المطيرة التي تقطنها القردة والعصافير الملوَّنة، وبها عدة براكين نشطة.

السطح والمناخ

هناك مجموعة سلاسل جبلية تدعى كوردييرا (أي السلاسل الجبلية) تَعبُر أواسط كوستاريكا من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. وتقسم السلاسل الجبلية البلاد إلى ثلاثة أقاليم هي: 1- إقليم المرتفعات الوسطى 2- إقليم أراضي الكاريبي المنخفضة 3- إقليم شريط ساحل المحيط الهادئ.

الهضبة الوسطى قلب الأراضي الزراعية في كوستاريكا حيث يزرع البن والذرة الشامية والأرز وقصب السكر في المنحدرات الجبلية. وتقع مدينة سان هوزيه على مقربة من هذه الهضبة.

إقليم المرتفعات الوسطى:

يتألّف هذا الإقليم من منطقتين كبيرتين من الأراضي الزراعية الخصبة، وهما الهضبة الوسطى، ووادي الجنرال. وتحيط بكل من هاتين المنطقتين سلاسل جبلية شاهقة. وتُعتبر الهضبة الوسطى بمثابة القلب النابض للبلاد، حيث يعيش فيها نحو 75% من السكان. كما أن التربة البركانية الخصبة في الهضبة، والمناخ المناسب السائد فيها المنطقة الرئيسية لزراعة البن في البلاد.

تتراوح درجات الحرارة نهارًا بين 24°م و 27°م على مدار السنة. يقع وادي الجنرال في الجزء الجنوبي الشرقي من هذا الإقليم، وهو منطقة زراعية تتألف من التلال والسهول. وتتراوح درجات الحرارة هناك أثناء النهار بين 27°م و32°م. ويبلغ معدل سقوط المطر السنوي حوالي 280سم.

إقليم أراضي الكاريبي المنخفضة:

وهو شريط عريض من الأدغال المدارية المستنقعية على طول الساحل الشرقي. ويبلغ معدل درجات الحرارة العالية أثناء النهار حوالي 38°م. ويتراوح معدل سقوط المطر السنوي بين 380 و 510سم.

إقليم شريط ساحل المحيط الهادئ:

هو إلى حد كبير منطقة من الأراضي المنخفضة على طول الساحل الغربي. وتمتد الجبال القليلة الارتفاع محاذيةً للجزء الأكبر من الساحل. وتتميز هذه المنطقة بمُناخ مثالي لزراعة الموز. وتتراوح درجات الحرارة أثناء النهار بين 25°م و 38°م، ويبلغ إجمالي المعدل السنوي لسقوط الأمطار نحو 330سم.


الاقتصاد

حبوب البن تجفف تحت الشمس، ويقوم العمال بتقليبها في أحد المصانع في الهضبة الوسطى. ويعتبر البن السلعة الرئيسية التي تصدرها كوستاريكا.
أعظم الموارد الطبيعية قيمة في كوستاريكا تربتها البركانية الخصبة وتغطي غابات البلوط والصنوبر، وأشجار الخشب المتين مثل الأرْز والماهوجني حوالي ثلث أراضي هذه الدولة. وتمتلك كوستاريكا ترسبات من البوكسيت والمنجنيز.

يشتغل حوالي ربع العمال في كوستاريكا بالزراعة ورعي الماشية. ويعتبر الموز، والماشية التي تربى من أجل لحومها، والكاكاو (بذور تستخدم لصنع الشوكولاتة)، والبن، والذرة الشامية، وقصب السكر، المنتجات الزراعية الرئيسية في البلاد. كما يزرع الفلاَحون البرتقال، والفاصوليا، والبطاطاس، والثمار والخضراوات الأخرى.

ويستخدم التصنيع حوالي خُمس القوى العاملة في كوستاريكا وهو في نمو مطرد. وتشمل منتجات التصنيع الرئيسية الإسمنت، والملابس، ومستحضرات التجميل، والسماد، والأثاث، والآليات، والأدوية، والأغذية المعالجة، والمنسوجات.

يعتمد اقتصاد كوستاريكا اعتمادًا كبيرًا على التجارة الخارجية. وتتضمن صادراتها الرئيسية الموز، ولحوم الأبقار، والبن، والسكر. أما وارداتها الرئيسية فتشمل النفط، والمواد الكيميائية، والبضائع المصنعة. وتعتبر الولايات المتحدة الشريك التجاري الرئيسي لكوستاريكا. تنتسب كوستاريكا إلى السوق المشتركة لأمريكا الوسطى، وهو اتحاد اقتصادي تم تشكيله لتشجيع التجارة بين دول أمريكا الوسطى.

يربط الطريق السريع الذي يمر عبر الأمريكتين بين جميع العواصم الإقليمية في كوستاريكا فيما عدا ليمون وبونتا أريناس.كما تربط السكك الحديدية الميناءين ليمون وبونتا أريناس بسان هوزيه. ويوجد في كوستاريكا ما معدله سيارة واحدة لكل 27 نسمة. وتقوم الخطوط الجوية الكوستاريكية بتنظيم رحلات طيران من سان هوزيه إلى المدن الأخرى في أمريكا الوسطى وإلى المكسيك والولايات المتحدة.

تملك غالبية الأسر الكوستاريكية جهاز مذياع. كما يوجد في البلاد جهاز تلفاز واحد لكل ستة أشخاص. ويتم طباعة جميع الصحف اليومية الكوستاريكية في سان هوزيه.

نبذة تاريخية

الهنود هم أوائل الذين عاشوا فيما يُعرف الآن بكوستاريكا. ولا يُعرف إلا القليل عن حياة هؤلاء السكان. لكن مع بداية القرن الحادي عشر استقرت قبيلة كوروبيسي في الوديان الشمالية، بينما هاجرت قبيلة بوروكا إلى الأراضي الواقعة في الجنوب. وصل هنود الكاريب وشوروتيغا وناهاو في القرن الخامس عشر. وكان معظم الهنود يعيشون على زراعة المحاصيل وصيد الحيوانات الصغيرة.

العهد الاستعماري:

وصل كريستوفر كولمبوس إلى كوستاريكا في عام 1502م. وقد أغرت الشائعات التي راجت عن وجود الذهب في المنطقة مئات الأسبان للذهاب إلى الأرض الجديدة.

عثر الأسبانيون على قليل من الثروات المعدنية. ولكن العديد منهم أقاموا وأصبحوا مزارعين في المرتفعات الوسطى. وأقام الحاكم خوان فاسكويز دي كورونادو أول مستوطنة دائمة في كارتاجو في عام 1564م. حاول كثير من الأسبان استرقاق الهنود، ولكن معظم القبائل حاربت بشراسة لكي تحافظ على حريتها.

الاستقلال:

بقيت كوستاريكا مستعمرة أسبانية حتى 1821م. وفي ذلك العام تحررت كوستاريكا والمستعمرات الأسبانية الأخرى في أمريكا الوسطى من الحكم الأسباني، ثم انضمت إلى الإمبراطورية المكسيكية في العام التالي. وفي عام 1823م انسحبت دول أمريكا اللاتينية من المكسيك وشكلت الأقاليم المتحدة بأمريكا الوسطى. وبدأ الاتحاد في الانهيار في عام 1838م وأعلنت كوستاريكا استقلالها.

في عام 1842م أطاح فرانسيسكو مورازان بالحكم الدكتاتوري للرئيس براوليو كاريلو وأصبح رئيسًا للبلاد. وحاول مورازان إحياء الاتحاد، ولكن أعداءه قتلوه بعد تَوليه منصبه بخمسة أشهر. حَكَم البلاد زعماء ضعفاء حتى 1849م عندما بدأ خوان رفائيل فترة عشر سنوات باعتباره رئيسًا. أسَّس مورا أول مصرف وطني في كوستاريكا، وأول شبكة إنارة للشوارع فيها، والعديد من المدارس العامة.

الثورة والإصلاحات:

حدثت عدة ثورات في كوستاريكا منذ أواخر القرن التاسع عشر. فقد أطاح الجنرال توماس غارديا بالحكومة في 1870م، وحكم البلاد حكمًا مطلقًا لمدة 12 عامًا.وكان يشجع على الزراعة واسعة النطاق وعلى تصدير البن بوفرة. وقد أدخلت حكومته تحسينات على نظام مدارس الدولة، وبنت سكة حديدية من سان هوزيه حتى ليمون. وفي عام 1917م تولىّ فدريكو تينوكو الرئاسة. وأجبرته الاضطرابات السياسية على الاستقالة في عام 1919م، فتولىّ الزعامة جوليو أكوستا وأصبحت كوستاريكا تحت زعامة أكوستا وخلفائه نموذجًا للديمقراطية والإصلاح الاجتماعي.

في عام 1948م فاز أوتيليو أولاتي في انتخابات الرئاسة ولكن المجلس الوطني أعلن أن النتائج غير قانونية. بعد ذلك قاد العقيد خوزيه فيغويريز تمرُّدًا تأييدًا لأولاتي للحيلولة دون ما قال عنه إنه تهديد بتولِّي الشيوعيين السلطة باعتباره رئيسًا مؤقتًا وأعاد تنظيم الحكومة، ووضع المصارف تحت السيطرة الاتحادية. كما استبدل بجيش كوستاريكا حرسًا وطنيًا تعداده 4,000 فرد، مع ضباط موالين له. وفي عام 1949م تم تنصيب أولاتي رئيسًا.

انتخب الكوستاريكيون فيغويريز رئيسًا في عام 1953م فرفع الحد الأدنى للأجور، ووسّع نظام المدارس الحكومية، وزاد الضريبة على الواردات. وفي عام 1955م قامت مجموعة من الكوستاريكيين في المنفى بتدبير غزو جوي وبري للبلاد من نيكاراجوا. وحاول الثوار قلب حكومة فيغويريز ولكنهم مالبثوا أن أحبطت محاولتهم. وسعى الرئيس ماريو إيشاندي الذي تولى الرئاسة من 1958م حتى 1962م إلى التخفيف من سيطرة الحكومة على الاقتصاد. ولكن الجمعية التشريعية اعترضت على العديد من مقترحاته. وفي عام 1962م تم انتخاب فرانسيسكو جيه أورلتش رئيسًا.

ومما يذكر أنه فيما بين عامي 1963م و 1965م ثار بركان إيرازو وأمطر سان هوزيه والمناطق المحيطة بها بوابل من الرماد. وتسبب ثوران البركان في إتلاف محصول البن واضطر آلاف السكان إلى هجر بيوتهم.

التطورات الحديثة:

فاز فيغويريز بالرئاسة من جديد في عام 1970م، حيث خلف خوزيه جواكين تريهوس ـ فيرنانديز ـ وتقاعد فيغويريز في 1974م، ثم توالت على كوستاريكا سلسلة من الحكومات الديمقراطية. وعمل الرؤساء الكوستاريكيون على المحافظة على الحياد التقليدي في القضايا الدولية في الوقت الذي حافظوا فيه على علاقات طيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

بدأ اقتصاد كوستاريكا في أوائل الثمانينيات في الانحدار. وكان من بين المشاكل الاقتصادية في البلاد ارتفاع معدل البطالة، وانخفاض عائدات الصادرات، وارتفاع الديون الأجنبية. وزادت الولايات المتحدة من مساعداتها المالية لكوستاريكا لمعالجة المشاكل. وفي نهاية الثمانينيات خَفَّضتَ كوستاريكا نسبة البطالة إلى 4,5%، وهي أقل نسبة في منتصف الكرة الأرضية. وأقامت شركات متعددة الجنسيات من دول كثيرة واقعة عبر البحار مشاريع تجارية وصناعية هناك.

أدّى أوسكار أرياس سانشيز الذي كان رئيس كوستاريكا منذ عام 1986م وحتى 1990م دورًا قياديًا في إيجاد خطة سلام إقليمية لأمريكا الوسطى. وفاز في عام 1987م بجائزة نوبل للسلام اعترافًا بجهوده.

★ تَصَفح أيضًا: أمريكا اللاتينية ؛ أمريكا الوسطى ؛ سان هوزيه.

إختبر معلوماتك :

  1. كيف اكتسبت كوستاريكا اسمها؟
  2. مانسبة القادرين على القراءة والكتابة بين سكان كوستاريكا؟
  3. ما الرياضة القومية المحببة لأهالي كوستاريكا ؟
  4. ما نسبة الزيادة السكانية في كوستاريكا؟
  5. لماذا قدم أجداد السود الكوستاريكيين إلى كوستاريكا من جزيرة جامايكا في أواخر القرن التاسع عشر؟
  6. ما الكوردييرا؟
  7. في أي الأقاليم يعيش معظم سكان كوستاريكا؟
  8. ما أهم صادرات كوستاريكا؟
  9. ما المورد الطبيعي الرئيسي في كوستاريكا؟
  10. اذكر أهم أعمال الرئيس الكوستاريكي أوسكار أرياس سانشيز. وما اسم الجائزة التي فاز بها هذا الرئيس؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية