الرئيسيةبحث

كوبا ( Cuba )



أحد الفلاحين يرعى ثيرانه في بينار ديل ريو، إحدى المقاطعات الغربية في كوبا المعروفة بخصوبة أرضها وتلالها المنخفضة المتموجة.
كوبا دولة في جزر الهند الغربية على بعد حوالي 140كم جنوبي ولاية فلوريدا الأمريكية. تتكون هذه الدولة من جزيرة كبيرة وحوالي 1,600 جزيرة صغيرة. تقطن قلة من السكان الجزر الصغرى باستثناء جزيرة يوث. هافانا هي العاصمة وأكبر مدينة في كوبا. تعد كوبا من أجمل جزر الأنتيل. ويطلق عليها الكوبيون اسم لؤلوة الأنتيل. وتُشكل الجبال الشامخة والتلال والوهاد ربع مساحة الجزيرة. أما بقية الجزيرة فهي منحدرات خفيفة ومروج واسعة خضراء. وتمتلك كوبا ساحلاً مهماً فيه خلجان عميقة، وشواطئ رملية، وشواطئ مرجانية ملونة. ويتميز مناخ كوبا بالاعتدال والصفاء والأمطار الغزيرة في موسم الصيف. وهذا المناخ، بالإضافة إلى التربة الخصبة، ساعد كوبا على أن تصبح أكبر مصدِّري سكر القصب في العالم.

لكوبا تاريخ طويل في الصراع من أجل الاستقلال والتغيير الاجتماعي. فقد حكمت أسبانيا كوبا حوالي 400 سنة، وخلال تلك الفترة قتل العديد من الكوبيين بسبب نضالهم ضد الأسبان. في عام 1898م ساعدت الولايات المتحدة كوبا في نضالها ضد الأسبان، وبالتالي تخلت أسبانيا عن كوبا. ثم حكمت إدارة أمريكية عسكرية جزيرة كوبا حتى عام 1902م. وفي ثلاثينيات القرن العشرين حُكمت كوبا من قبل فولهينسيو باتيستا.

نصب خوزيه مارتي يرتفع 135 مترًا فوق بلازا دي ريفوليوسيون في هافانا.
وفي عام 1959م، ظهر كاسترو ومعه جماعة من الثوار أطاحوا بالدكتاتور باتيستا. وشكّلوا حكومة اشتراكية برئاسة كاسترو الذي يسيطر على البلاد بإحكام. وتسمح الحكومة للحزب الاشتراكي الشيوعي فقط بممارسة النشاط السياسي.

تقدم الحكومة الكوبية خدمات كثيرة للسكان، منها خدمات طبية وخدمات تعليمية مجانية. ومن الملاحظ أن الاقتصاد الكوبي ينمو ببطء. كما أن إيرادات بعض الصناعات الكوبية تدهورت، ومحاولات الحكومة الكوبية لزيادة الإنتاج الزراعي في البلاد لم يحالفها النجاح إلا جزئيـًا.

ساءت العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة بعد ثورة كاسترو. وفي عام 1961م قطعت الولايات المتحدة علاقاتها مع كوبا. وللولايات المتحدة قاعدة بحرية على خليج غوانتانامو في كوبا. وعلى الرغم من أن وجود تلك القاعدة أمر يثير حفيظة الزعماء الكوبيين إلا أن الحكومة الأمريكية ترفض التنازل عنها لصالح كوبا.


نظام الحكم

في إطار الدستور الكوبي، غدت دولة كوبا عام 1976م جمهورية اشتراكية. وتحكم كوبا حكمـًا مطلقـًا بوساطة فيدل كاسترو والحزب الشيوعي. وفقـًا للدستور الكوبي، يعتبر الحزب الشيوعي أعلى سلطة في الدولة ويترأسه كاسترو، ينتمي للحزب حوالي 400,000 عضو. تسعى برامج الحكومة الكوبية إلى تحقيق هدفين هما، التنمية الاقتصادية في الدولة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين السكان. وعلى الرغم من أن التنمية الاقتصادية ضعيفة في البلاد ؛ إلا أن الحكومة الكوبية قد حققت تطورًا باتجاه تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

فيدل كاسترو يخاطب جمعًا حاشدًا في هافانا. وفي الخلفية ملصق جداري ضخم يمثل تشي جيفارا وكاميلو سيانفيجوس من زعماء ثورة 1959م.

الحكومة الوطنية:

مركز رئيس مجلس الدولة هو أقوى مركز في الحكومة الكوبية ويقوم بمهام رئيس الدولة ورئيس الحكومة. كما أن رئيس المجلس يترأس مجلس الوزراء الذي يصدر القوانين، ويحكم المؤسسات الحكومية ويضع سياسة كوبا الخارجية. ومجلس الدولة له السلطة في تشريع قوانين خاصة، تسمى بالمراسيم التشريعية، وذلك عندما تكون الهيئة التشريعية غير منعقدة، وجميع المراسيم التشريعية تخضع لمراجعة وموافقة الهيئة التشريعية.

ويُطلق على الهيئة التشريعية اسم المجلس الوطني لسلطة الشعب. ويتكون من 589 عضواً ينتخبون لمدة خمس سنوات من قبل المجالس المحلية. وينعقد المجلس الوطني لسلطة الشعب مرتين سنويا بانتظام، ولكنه قد ينعقد بصورة استثنائية بدعوة من مجلس الدولة. وينتخب المجلس الوطني من بين أعضائه البالغ عددهم 31 عضوًا، أعضاءً لمجلس الدولة بمن في ذلك الرئيس، وبعد ذلك يقوم رئيس الجمهورية، وبموافقة المجلس الوطني، بتعيين أعضاء مجلس الوزراء.

الحكومة المحلية:

تنقسم كوبا إلى 14 مقاطعة إدارية ونحو 170 دائرة بلدية. وإحدى الدوائر البلدية، المعروفة باسم جزيرة الشباب، لاتخضع لأية مقاطعة إدارية، وإنما تتبع الحكومة المركزية. ولكل مقاطعة إدارية أو دائرة بلدية مجلسها الذي يجيز القوانين المحلية ويعيّن الإداريين.

ويحق التصويت لكل مواطن كوبي بلغ 16 سنة من عمره وينتخب السكان أعضاء المجالس البلدية لمدة سنتين ونصف السنة، وتنتخب المجالس البلدية في كل مقاطعة إدارية أعضاءً لمجالس المقاطعات، وبعض هؤلاء الأعضاء يصبحون نوابـًا في المجلس الوطني.

المحاكم:

تعتبر محكمة الشعب العليا أعلى محكمة في كوبا. ويسمح الدستور الكوبي بإقامة محاكم أخرى بشرط أن تكون تحت سيطرة مجلس الدولة، وتطبق محاكم أمن الدولة القوانين الخاصة بحظر المعارضة السياسية.

القوات المسلحة:

تملك كوبا أقوى وأكبر جيش مجهز بشكل ممتاز في دول أمريكا اللاتينية. ويبلغ مقدار هذا الجيش حوالي 105,000 جندي نظامي، وحوالي 135,000 رجل وامرأة من قوات الاحتياط. ويقوم الجيش بأعمال مدنية مثل جني محصول قصب السكر، وتطهير الأراضي الزراعية من الأشجار والأعشاب. وهناك خدمة عسكرية إجبارية لمدة ثلاث سنوات لكل كوبي بلغ 17سنة من عمره. ويُعفَى الأفراد الذين يتطوعون للعمل في المزارع لمدة ثلاث سنوات من الخدمة الإجبارية.

السكان

السكان وأصولهم:

يقدر عدد سكان كوبا بنحو 11,385,000 نسمة ؛ 74% من السكان يقطنون في الحَضر. ومدينة هافانا هي العاصمة وكبرى المدن حيث يصل عدد سكانها إلى 2,119,059 نسمة، والمدينة الثانية سانتياجو دي كوبا التي يصل عدد سكانها إلى نحو 418,721 نسمة. تشير السجلات الكوبية الحكومية، إلى أن 40% من السكان هم من اللون الأبيض ومن أصل أسباني، و10% من السكان من أصحاب البشرة السوداء، و50% من السكان من المولدين الخلاسيين، وهم نتاج تزاوج بين البيض والسود. وجميع السكان يتكلمون الأسبانية، كما أن بعض سكان المدن يتكلمون الإنجليزية.

تكثر سقوف المنازل المشيدة من القش في المناطق الريفية في كوبا. وكثير من الأسر تستخدم أوراق أشجار النخيل في تسقيف بيوتهم.

أنماط المعيشة:

يعيش حوالي 26% من سكان كوبا في الريف ويقاسي بعض هؤلاء الفقر. وقد استخدمت الحكومة الكوبية قبل ثورة كاسترو الكثير من مواردها للرقي بمدينة هافانا لتصبح من أفضل المراكز السياحية في العالم، في حين أن القليل قد بُذل لتطوير الريف، الذي يعيش نسبة كبيرة من سكانه على البقوليات، والأرز، وقصب السكر والدرنيات مثل البطاطا الحلوة والمنيهوت. وقد خففت حكومة كاسترو من اهتماماتها بالعاصمة هافانا، وتنفق الحكومة اليوم أموالاً كثيرة على الطعام والمساكن والتعليم في المناطق الريفية.

وفي كوبا نقص كبير في المساكن. ففي المدن تعيش مجموعات كبيرة من السكان في بنايات مكتظة تحتاج إلى إصلاح كبير. فقد تسكن عائلتان أو أكثر في منزل واحد، وتعيش نسبة كبيرة من السكان في بيوت سقوفها من القش وأرضياتها من الإسمنت. وقد قامت الحكومة ببناء بيوت جديدة، ولكنها لم تف بحاجات السكان. وتمثل أجور المساكن الحكومية نحوًا من 6 إلى 10% من دخل الفرد.

ويندر وجود أنواع عديدة من الطعام في كوبا، والدولة لها نظام خاص في تأمين حاجات المواطنين من الغذاء ؛ حيث تصدر الدولة بطاقات خاصة تسمح للسكان بشراء احتياجاتهم بأسعار مخفضة. ومنها البقوليات، واللحوم، والحليب، والأرز. وهذا النظام يضمن للفقراء شراء احتياجاتهم الأساسية، أما بقية أنواع السلع الغذائية فليست مدعومة من قِبَل الدولة، ولذلك تباع بأسعار مرتفعة. وتقدم لطلبة المدارس وجبتان مجانًا.

وتبث الحكومة في المواطنين المشاعر الوطنية، من خلال الصور والاحتفالات. ويهوى معظم الكوبيين الغناء والرقص، وخصوصًا الموسيقى الشعبية الشائعة في جزيرتهم. ويطلق على أشهر رقصة كوبية تشا ـ تشا ـ تشا. ويحب الشباب موسيقى الغرب الصاخبة. ويزاول الشباب الكوبيون، بوجه عام، الرياضة مثل البيسبول (كرة القاعدة) والسلة.

غداء مجاني ساخن مكون عادة من الأرز والفاصوليا واللحم يقدم إلى أطفال المدارس في كوبا يوميًا.

التعليم:

طبقـًا للقانون الكوبي، يدخل الأولاد المدرسة في سن السادسة. وتشرف الحكومة على المدارس، والتعليم مجاني للجميع. ويذهب حوالي 35 ألف طالب إلى الجامعات الحكومية في هافانا وسانتا كلارا وسانتياجو دي كوبا.

وقد قامت الحكومة الكوبية بتأسيس مدارس لتعليم الكبار. فخلال ستينيات القرن العشرين قامت الحكومة بتأسيس مدارس لمحو الأمية لتعليم القراءة والكتابة. ويستطيع حوالي 96% من البالغين القراءة والكتابة، ويذهب البعض إلى المدارس الليلية وإلى مراكز التدريب على الأعمال الحرفية.

الدين:

يتبع نحو 40% من الكوبيين الكنيسة الكاثوليكية. وتوجد طوائف نصرانية أخرى في كوبا مثل أتباع كل من الكنيسة الأسقفية البروتستانتية والميثوديست. تشرف الحكومة على جميع المدارس الدينية، وأجبر العديد من الكهنة على ترك البلاد ولا يحصل المتدينون على أعمال جيدة، ولايسمح لهم بالانضمام إلى الحزب الشيوعي.

الفنون:

تقدم الحكومة الكوبية تشجيعـًا كبيرًا لجميع أنواع الفنون ومنها الباليه والموسيقى، وتقيم المناسبات والاحتفالات الفنية بالمجان في طول البلاد وعرضها. وتقدم الحكومة الكوبية المنح الدراسية للطلاب الموهوبين في هذا المجال لمواصلة دراساتهم في المعاهد الفنية في هافانا. وقد ألهمت فترة النضال ضد الاستعمار الأسباني في القرن التاسع عشر الميلادي بعض كبار الكتاب الكوبيين الذين هاجموا بشدة الظلم السياسي والاقتصادي في كوبا، ومن أمثال هؤلاء خوزيه مارتي ورافائيل منديف، والكاتب فيرناندو أورتيز الذي كتب في عادات الكوبيين السود وصناعتي قصب السكر والتبغ. وقد استطاع الفنان الكوبي أن يدمج الموسيقى الإفريقية بالموسيقى الأوروبية. حيث يستخدم الموسيقيون الأجراس، والزجاجات، والطبول.

السطح

أيقونة تكبير خريطة كوبا السياسية
تقع كوبا إلى الجنوب من فلوريدا على مسافة تصل إلى حوالي 140كم. وتعتبر كوبا كبرى جزر الأنتيل، وتبلغ مساحتها 110,861كم².

معالم السطح:

تتنوع مظاهر السطح في كوبا ؛ فالجبال والتلال تغطي ربع مساحة الجزيرة، أما البقية فهي أراضٍ قليلة الانحدار، بها مروج وأحواض نهرية خصبة.

توجد في كوبا ثلاث سلاسل جبلية، إلى الشمال الغربي: جبال سيرا دي لوس أورجانوس، وفي وسط كوبا: جبال سيرا ترينيداد، وفي الجنوب الشرقي : جبال سيرا مايسترا، وقمة جبل تيركينو المعروفة باسم بيكو تيركينو التي ترتفع عن مستوى سطح البحر بمقدار 1994م وهي أعلى ارتفاع في البلاد.

تقع المزارع الخصبة بين السلاسل الجبلية، تتكون تربتها من الطين الأحمر، في حين يتكون غربي كوبا ووسطها من تربة رملية، كما أن وسط كوبا يتكون من التربة الجيرية.

الأنهار:

يوجد في كوبا أكثر من 200 نهر وجدول معظمها يمثل مجاري مائية قصيرة وضيقة لاتصلح للملاحة. وأطول نهر هو كوتو الذي يجري لمسافة 240كم، ويصلح منه حوالي 120كم فقط للملاحة.

الشواطئ والجزر:

طول شواطئ كوبا نحو 3,380كم، وتتميز بأنها ذات خلجان عميقة وشطوط رملية وحواف وشعاب وجزر مرجانية. وتقع على السواحل الكوبية حوالي 200 ميناء تتميز معظمها بمداخل ضيقة لتحمي المنطقة الداخلية من الرياح والأمواج. وأكبر ميناء بحري، هو هافانا، ثم سانتياجو دي كوبا.

تبلغ عدد الجزر الكوبية نحو 1,600 جزيرة، وأكبرها جزيرة الشباب التي تبلغ مساحتها حوالي 3,055كم² تغطي الغابات معظمها.

المناخ

تقع كوبا في الإقليم المداري الشمالي ومناخها شبه مداري، وتهب على البلاد تيارات باردة من المحيط خلال الصيف، وتيارات دافئة خلال فصل الشتاء، مما يجعل مناخ الجزيرة معتدلاً طوال العام. تتراوح معدلات الحرارة بين 21°م في الشتاء إلى 27°م في الصيف. في المناطق الداخلية يكون الفارق الحراري أكبر مما في المناطق الساحلية. وفي الغالب فإن درجة الحرارة هناك نادرًا ما تصل إلى أكثر من 32°م أو تنخفض إلى أقل من 10°م، ويحل الصقيع أحيانـًا في المناطق الجبلية.

وفي كوبا فصلان، الفصل الجاف الذي يبدأ من نوفمبر وحتى إبريل، أما الفصل الممطر فيمتد من شهر مايو وحتى أكتوبر. ويبلغ معدل هطول الأمطار نحو 135سم سنويـًا. وتحدث العواصف الرعدية في العادة يوميـًا في فصل الصيف. كما تصيب بعض الأعاصير العنيفة الممطرة من آن لآخر الجزء الغربي من الجزيرة وذلك خلال أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر. وكثيرًا ما تدمر العواصف المباني والمحاصيل مما يؤدي إلى ارتفاع الأمواج التي تسبب فيضانات في الأراضي الساحلية والمنخفضة.

الاقتصاد

إنتاج كـوبــا يعادل صافي الناتج الوطني في بلد ما قيمة السلع والخدمات المستخدمة في إنتاج ذلك البلد في سنة واحدة وتدخل فيها الاتصالات والتجارة والنقل. ولا تتضمن الخدمات المالية والخدمات الحكومية والاجتماعية والشخصية. وقد بلغ صافي الناتج الوطني للمواد في كوبا 15,000,000,000 دولار أمريكي سنة 2000م.
تشرف الحكومة وتخطط للاقتصاد الكوبي حيث تملك المصانع، والمصارف، والأعمال الصغيرة. كما تملك أكثر من 70% من الأراضي الزراعية، أما البقية فيملكها القطاع الخاص. وكانت كوبا عضوًا في مجلس التعاون الاقتصادي أو الكوميكون، وهو اتحاد اقتصادي كان يتزعمه الاتحاد السوفييتي سابقـًا.

ينمو الاقتصاد الكوبي ببطء. وبدأت الحكومة في ستينيات القرن العشرين برنامجـًا لتصنيع الدولة ولم تحقق الخطة نجاحـًا كاملاً بسبب نقص المواد الأولية. ثم غيرت الدولة خطتها نحو دعم الزراعة وخاصة قصب السكر. وهناك عوامل عديدة تعوق نجاح الزراعة ؛ مثل فترات الجفاف التي تتعرض لها كوبا والأعاصير التي تدمر الإنتاج. وقد أجرت الحكومة الكوبية في أوائل تسعينيات القرن العشرين، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وحكومات دول أوروبا الشرقية الشيوعية، عددًا من الإصلاحات الاقتصادية إلا أن اقتصادها لايزال يواجه الكثير من الأزمات.


الإنتاج والعمال في كوبا حسب النشاط الاقتصادي

النشاط الاقتصاديالناتج الوطني % (العدد)العمالة المستخدمة (نسبة%)العمالة المستخدمة
الصناعة والتعدين والمنافع37757,20022
التجارة34436,50013
الزراعة12662,10019
البناء9322,6009
المواصلات8242,2007
الخدمات*-1,024,80030
المجموع1003,445,400100

المصدر: منظمة العمل الدولية ؛ الأمم المتحدة.
* تشمل الخدمات الحكومية والمالية.

عامل زراعي في كوبا يقوم بقطف ثمار الأناناس. تنتج المنطقة الوسطى في كوبا الجزء الأكبر من محصول الأناناس في البلاد.

الموارد الطبيعية:

تشمل الثروات الطبيعية في كوبا التربة الخصبة والكميات الهائلة من الخامات المعدنية. توجد التربة الخصبة في وسط الجزيرة، حيث يقوم المزارعون بزراعة الحمضيات، والأرز، وقصب السكر، والخضراوات.

كما تتطور أعمال التعدين بصورة طيبة، وخاصة استخراج معدن النيكل، والجير، والفحم الحجري، والنحاس والفضة.

الزراعة:

تملك الحكومة معظم المزارع. وقبل ثورة كاسترو كانت هناك بعض الشركات الأمريكية التي توجه استثماراتها للزراعة. أما القطاع الخاص فتوجد عليه قيود كبيرة مثـل ضرورة بيع إنتاجه للدولة، وتحديد مساحة المزرعة بحيث لاتزيد عن 67 هكتارًا. تعتبر صناعة السكر، منذ زمن بعيد الإنتاج الزراعي الرئيسي، يليها التبغ، ثم الموز والحمضيات والفواكه والبن والأناناس والخضراوات. بدأت تربية قطعان الماشية تتزايد من أجل الحليب واللحوم.


سيجار هافانا ذو الشهرة العالمية يندرج ضمن الصادرات الرئيسية لكوبا. ويصنع أفضل أنواع السيجار من التبغ الذي ينمو في إقليم فيولتا أباجو. ويظهر في الصورة بعض العمال المهرة وهم يلفون السيجار يدويًا. وهي الطريقة التقليدية المتبعة في صنع السيجار الفاخر.

الصناعة:

كانت الشركات الأمريكية قبل الثورة تشرف على الصناعة في كوبا، وعندما جاءت الثورة جمدت كل الشركات الأمريكية، وقُطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويتمثل الإنتاج الرئيسي في تصنيع المواد الغذائىة، مثل السكر والمنتجات الحيوانية والدقيق، وتكرير النفط وتصنيع الإسمنت، والأدوات الزراعية وصناعة النسيج والتبغ والأخشاب.

صيد الأسماك:

تتطور صناعة الأسماك بشكل ملحوظ. وتملك الحكومة أسطول زوارق صيد كبيرًا، وتقوم جمعيات تعاونية لصيد السمك بتنظيم عمليات الصيد والتسويق، حيث يتسلّم كل عضو من أعضائها مايخصه من أرباحها. ومن أبرز موانئ صيد السمك سيانفيجوس وهافانا.

التجارة:

أهم صادرات كوبا تتمثل في السكر وخام النيكل النقي، والسيجار، والفواكه والأسماك. وخلال ثمانينيات القرن العشرين كان أكثر من 85% من التجارة الخارجية لكوبا يتم مع الاتحاد السوفييتي وبقية دول الكتلة الشيوعية. وبعد عام 1991م أصبح التبادل التجاري يتم مع الصين وبلغاريا وكندا وروسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وأسبانيا وأوكرانيا وفنزويلا. وتنفق الدولة على الواردات أكثر مما تحصِّله من الصادرات.

النقل والاتصالات:

تملك كوبا نظامـًا متطورًا من الطرق يبلغ طوله 29,000كم. ويستخدم معظم الناس الحافلات والقطارات، ويوجد مطار دولي في هافانا بالإضافة إلى شبكة اتصالات تربط المدن الرئيسية بالهاتف والبرق، ويبلغ معدل امتلاك أجهزة المذياع جهازًا واحدًا لكل خمسة أشخاص، وحوالي جهاز تلفاز لكل 13شخصـًا. وتبلغ الصحف حوالي 15 صحيفة يومية في البلاد. وتسيطر الحكومة على الصحف والإذاعة والتلفاز، ويمكن التقاط محطات الإذاعة والتلفاز من الولايات المتحدة الأمريكية. وتوجد في ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية محطة إذاعة أمريكية حكومية. هذه المحطة تبث برامج موجهة للشعب الكوبي منذ عام 1985 م.

نبذة تاريخية

عندما رست سفن كريستوفر كولمبوس على شواطئ كوبا عام 1492م ؛ أعلن ملكية الجزيرة للتاج الأسباني. ثم بدأت عملية الاستيطان الأسباني هناك عام 1511م، وسرعان ما أصبحت كوبا واحدة من أغنى مستعمرات جزر الهند الغربية. عمل معظم المستعمرين في الزراعة، حيث سخروا سكان البلاد الأصليين من الهنود الحمر للعمل في مزارعهم. وعامل الأسبان أولئك الهنود بقسوة بالغة أدت، بالإضافة إلى الأمراض التي نكبوا بها، إلى فناء أعداد كبيرة منهم. ولما تضاءلت أعداد الهنود لجأ الأسبان إلى استرقاق الأفارقة للعمل في المزارع. وكان وصول أول دفعة من هؤلاء الأفارقة إلى كوبا عام 1517م. ومع مرور الزمن تزايدت أعداد الرقيق القادمين إلى كوبا، وخاصة في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وبداية القرن التاسع عشر الميلادي. وكثير من أصحاب المزارع الأسبان كانوا يعاملون الرقيق بقسوة بالغة ووحشية فائقة. وفي عام 1812م قامت مجموعة من هؤلاء الرقيق بزعامة خوزيه أنطونيو أبونتيه بالتخطيط للقيام بثورة ضد الأسبان. وعندما اكتشف الأسبان خطة هؤلاء ؛ أرسلوا أبونتيه وجماعته إلى المقصلة حيث شنقوا جميعـًا.


تواريخ مهمة في كوبا

1492م اكتشاف كريستوفر كولمبوس لكوبا
1517م وصول أول مجموعة من المستعبدين الأفارقة إلى كوبا
1868م - 1878م ثورة الكوبيين ضد الأسبان
1898م انتصار الجيش الأمريكي على الجيش الأسباني في كوبا
1898م - 1902م جيش أمريكا يسيطر على كوبا
1902م أول رئيس كوبي هو توماس إسترادا بالما
1906م - 1909م احتلال الجيوش الأمريكية لكوبا
1933م مجموعة ثورية بقيادة باتيستا تسيطر على الحكومة
1934م - 1959م سيطرة باتيستا على الحكم في كوبا
1953م أول محاولة ثورية لفيدل كاسترو
1959م ثورة كاسترو تنجح في الإطاحة بالرئيس باتيستا
1963م إزالة المعدات الروسية من كوبا بطلب من الولايات المتحدة
1971م انسحاب الاتحاد السوفييتي (السابق) من قواعد عسكرية في كوبا
1976م دستور جديد يعلن النظام الجمهوري الاشتراكي في كوبا
1991م تفكك الاتحاد السوفييتي الشريك الاقتصادي الأكبر لكوبا
1993م أجرت كوبا عددًا من الإصلاحات الاقتصادية سمحت بموجبها لبعض العمال بمزاولة الأعمال الخاصة

السفينة الحربية الأمريكية مين كانت قد وصلت إلى هافانا سنة 1898م لحماية الأمريكيين خلال المعارك التي خاضها الكوبيون ضد الأسبان في سبيل الحرية. وقد انفجرت السفينة لسبب غير معروف، فاشتعلت نار الحرب الأسبانية الأمريكية.

الصراع ضد الأسبان:

خلال القرن التاسع عشر الميلادي ثار الكوبيون ضد الأسبان، وفي عام 1821م كانت أول ثورة تزعمها خوزيه فرانسيسكو ليموس، ولكنها فشلت عام 1826م. وفي الوقت نفسه نظم سيمون بوليفار وبعض زعماء من المكسيك جيشـًا لتحرير كوبا وبورتوريكو من أسبانيا، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية حذرتهم بأنها ستقف إلى جانب أسبانيا إذا ما أقدموا على تنفيذ خطتهم، وبذلك أجهضت عملية التحرير. ونشب خلاف كبير بين السكان والأسبان حول مسألة الرق وازدادت حدته، ومما أدى إلى إلغاء نظام العبودية عام 1886م. وقد اعتقد الرئيس الأمريكي وليم ماكينلي أن استمرار الصراع في كوبا يهدد المصالح الأمريكية، وطلب من الأسبان إما السيطرة على الثورة وسحقها وإما تسليم الجزيرة لأمريكا. ثم مالبثت الولايات المتحدة الأمريكية أن أرسلت البارجة مين إلى هافانا في فبراير عام 1898 م. وفي ظل ظروف غامضة انفجرت البارجة المذكورة واتهمت أسبانيا بأنها المدبرة لذلك الانفجار. وفي شهر أبريل من العام نفسه، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على أسبانيا، حيث دارت الدائرة على الجيش الأسباني الذي استسلم في شهر أغسطس عام 1898 م. وأقامت الحكومة الأمريكية حكومة عسكرية في كوبا مما أثار حفيظة بعض الكوبيين والأمريكيين. وقد قررت الولايات المتحدة نتيجة الضغوط الشديدة من جانب الشعب الكوبي الذي كان يتوق للاستقلال سريعًا، قررت الانسحاب من كوبا. وتبنى الكوبيون بعد ذلك دستورًا تضمن مجموعة من الشروط المجحفة اعتبرتها الولايات المتحدة جزءًا من وثيقة الدستور. وقد حدَّت هذه الشروط من استقلال الكوبيين بسبب سماحها للولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الكوبية، كما سمحت لها بشراء أو استئجار الأراضي لإقامة قواعد بحرية.

وفي عام 1902م، انتخب الكوبيون توماس إسترادا بالما أول رئيس لجمهورية كوبا. بعد ذلك خرجت القوات الأمريكية من كوبا، ولكنها عادت ثانية عام 1906م لتقيم حكومة مدنية عسكرية يرأسها تشارلز ماجون الأمريكي الذي حكم كوبا من 1906م إلى 1909م.

وفي عام 1909م، أسست الجمهورية الثانية في كوبا بعد خروج القوات الأمريكية. ولكن الحكومة الجديدة لم تقدم للطبقات الفقيرة إلا القليل. وتفجرت الاضطرابات العمالية مما جعل الولايات المتحدة ترسل قوات جديدة لحماية الرعايا الأمريكيين هناك.

وفي عام 1924م، انتخب جيراردو ماتشادو رئيسًا جديدًا ووعد بإجراء الإصلاحات. ولكنه كان يحكم كوبا بوصفه دكتاتورًا. وفي عام 1933م أبعده الجيش من السلطة، وبعد ذلك بشهرين قام فولهينسيو باتيستا، وهو ضابط كبير في الجيش بإقالة الحكومة الجديدة وتعيين لجنة من خمسة أشخاص لتدير دفة الحكم، وذلك بزعامة غروسان مارتين الذي نحّاه باتيستا أخيرًا. وقد ظل باتيستا مسيطرًا على الأمور من خلال عدد من رؤساء الجمهورية حتى عام 1940م. وكانت الولايات المتحدة تدعم حكومته. وفي عام 1934م، عقدت الولايات المتحدة معاهدة جديدة ألغت معظم الشروط المجحفة التي فرضتها الولايات المتحدة على كوبا سابقًا. واستمر باتيستا في الحكم حتى عام 1952م واستمر الشعب الكوبي يعاني الفقر.

فولهينسيو باتيستا المعروف بخطبه النارية، حكم كوبا حكمًا ديكتاتوريًا من عام 1934م إلى 1944م ومن عام 1952م إلى عام 1959م.

ثورة كاسترو:

وبدأ فيدل كاسترو، وكان محاميًا شابًا، الثورة ضد باتيستا في يوليو 1953م ولكن، قبض عليه وعلى رفاقه وسجنوا. وبعد إطلاق سراحه أسس حركة 26 يوليو التي بدأت العمل ضد حكومة باتيستا. وقد نجحت هذه الحركة في منتصف عام 1958م حيث سيطرت على الأوضاع، وفّر باتيستا خارج البلاد. وأصبح كاسترو رئيسًا للحكومة.

حاولت الولايات المتحدة دعم حكومة كاسترو في البداية ولكن القيادات الثورية لم ترحب بذلك الدعم. ومما زاد العلاقات بين الطرفين سوءًا قيام الحكومة الكوبية بالسيطرة على مصالح الأمريكيين هناك خلال عامي 1959-1960م.

وفي أواخر 1959م، قام عدد كبير من الكوبيين المعارضين لكاسترو، الذين غادروا بلادهم إلى الولايات المتحدة، بعمليات إلقاء قنابل حارقة ومنشورات فوق كوبا سابقًا مستخدمين بذلك طائرات أمريكية مستأجرة. ولم تحاول الولايات المتحدة منعهم مما دفع كوبا إلى التحول نحو الاتحاد السوفييتي (السابق) لشراء الأسلحة لمواجهة المعارضين. ووقعت كوبا أول اتفاقية لها مع الاتحاد السوفييتي (السابق) في فبراير 1960م.

وبدأ الاتحاد السوفييتي (السابق) بتزويد كوبا بالمعدات العسكرية، وخصوصًا بعد إقامة قاعدة صواريخ روسية بها، التي اشعلت أزمة الصواريخ الكوبية، وخشيت الولايات المتحدة أن تكون هناك معدات نووية، وحذرت الولايات المتحدة الاتحاد السوفييتي (السابق) من نشوب حرب نووية، ولكن سرعان ماتم سحب المعدات والصواريخ دون حدوث مواجهة

التنمية المعاصرة:

صارعت كوبا بشدة لتضمن استقلالها بعيدًا عن الاتحاد السوفييتي شريكها الاقتصادي والعسكري السابق، وعلى الرغم من الحصار الأمريكي المحيط بها حاليًا. وحاول كاسترو أن ينشر ثورته في أمريكا اللاتينية، حيث ساند الثورة في بوليفيا عام 1967م. وفي عام 1970م درّب أفرادًا من جيش الساندينيستا، وكذلك تم تدريب أفراد من نيكاراجوا. ولازالت كوبا تدعم بعض الدول مثل إلسلفادور وكولومبيا.

لازالت العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة متوترة مع تخفيف بعض القيود. ففي عام 1977 م خففت الولايات المتحدة من قيود سفر الأمريكيين إلى كوبا، وبدأت بعض العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1977 م.

ومنذ بداية الثورة غادر كوبا العديد من السكان المعارضين لحكومة كاسترو، حيث هاجر قسم منهم إلى الولايات المتحدة، والبعض إلى المكسيك وأسبانيا. ففي عام 1980م هاجر نحو 125 ألف مواطن كوبي إلى الولايات المتحدة في الفترة الواقعة مابين شهري أبريل وسبتمبر. وفي نهاية الثمانينيات، بدأ الاتحاد السوفييتي (السابق) وبعض دول أوروبا الشرقية بالتخفيف من قبضة الحكومات على الشؤون السياسية والاقتصادية، ولكن كوبا لم تستجب إلى هذا النوع من التغيير. وفي عام 1990م بدأت بعض مظاهرات الاحتجاج ضد الحكومة الكوبية، وقبض على العديد ممن قاموا بتلك الاحتجاجات.

وبتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991م فقدت كوبا شريكها الاقتصادي الكبير والمصدر الأساسي للمساعدات الخارجية. وفي نفس العام تقلصت الصادرات الكوبية من 8,1 بليون عام 1989م، دولار أمريكي إلى 1,7 بليون دولار أمريكي، ودخل الاقتصاد في أزمات عديدة. عملت الحكومة على ترشيد استهلاك المواد الغذائية والوقود وعزت النقص الكبير في الأغذية وغيرها إلى الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا. حاول عدد كبير من الكوبيين الهجرة خارج بلدهم وخاصة إلى الولايات المتحدة التي وعدت عام 1994م بقبول 20,000 مهاجر كوبي كل عام مقابل أن تحد كوبا من الهجرة غير المشروعة.

إختبر معلوماتك :

  1. اذكر هدفين رئيسيين من أهداف حكومة كوبا.
  2. ما أشهر المحاصيل في كوبا ؟
  3. ما النظم التعليمية التي تتبعها كوبا ؟
  4. ماالمقصود بدولة الزراعة ؟
  5. لماذا تتمتع كوبا بمناخ معتدل طوال العام ؟
  6. لماذا كان تقدم الاقتصاد في ظل كاسترو بطيئـًا
  7. وضح باختصار صراع الكوبيين ضد الأسبان.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية