الرئيسيةبحث

جزر الهند الغربية ( West Indies )



جزر الهند الغربية منطقة ذات جمال طبيعي رائع. فالسواحل الرملية وأشجار النخيل العلية تمتد على شواطئ الكثير من الجزر. وفي هذه الصورة نرى خليجا منعزلا في جزيرة باربادوسز تبدأ جزر الهند الغربية قريبا من جنوبي فلوريدا، وتمتد حتى شاطئ فنزويلا الشمال.
جزر الهند الغربية سلسلة الجزر التي تفصل البحر الكاريبي عن بقية المحيط الأطلسي. تمتد الجزر نحو 3,200كم، على مقربة من جنوبي فلوريدا وحتى الشاطئ الشمالي لفنزويلا.

وهناك ثلاث مجموعات جزر رئيسية تشكل جزر الهند الغربية، وهي : 1- البَهَاما في الشمال 2- الأنتيل الكبرى قرب الوسط 3- الأنتيل الصغرى في الجنوب الشرقي. وتتألف البهاما من نحو ثلاثة آلاف جزيرة صغيرة وشُعَب مرجانية، بينما تشمل الأنتيل الكبرى الجزر الكبيرة: كوبا، وجامايكا، وهسبانيولا، وبورتوريكو. وتنقسم هسبانيولا سياسيًا إلى قسمين: جمهورية الدومينيكان و هاييتي. أما الأنتيل الصغرى فهي الجزر الأصغر الواقعة جنوبي شرق بورتوريكو. وجميع الجزر باستثناء البهاما تُدعى أحيانا الأنتيل.

تشكلت معظم جزر الهند الغربية نتيجة ثوران البراكين، والبقية منها ذات تشكيلات مرجانية وكلسية. ويجذب السياحَ المناخ الدافئ فيها، والشواطئ الجميلة، والمناظر الطبيعية الاستوائية. ومعظم سكانها من أُصول إفريقية سوداء أو أوروبية أو مزيج إفريقي أوروبي. وتعيش غالبية السكان في الريف، وتعتمد في معيشتها على الزراعة.

أما السكان الأوائل في جزر الهند الغربية فهم من الهنود الأمريكيين. في عام 1492م وصل كريستوفر كولمبوس إلى الجزر، وهو أول أوروبي، نزل على البر في سان سلفادور في البهاما.

وقد أطلق عليها اسم جزر الهند لاعتقاده أنها جزر الهند الشرقية في آسيا . وفيما بعد، أُطلق على الجزر اسم جزر الهند الغربية لتمييزها عن الجزر الآسيوية. بعد أن زار كولمبوس المنطقة بسطت العديد من البلدان سيطرتها على جزر الهند الغربية. أما في الوقت الحاضر فتشكل معظم الجزر دولاً مستقلة بذاتها أو أجزاء من دول مستقلة، والبقية منها مرتبطة إمّا بفرنسا أو ببريطانيا، أو بهولندا أو بالولايات المتحدة. لمعرفة لوائح البلدان المستقلة والوحدات السياسية الأخرى في جزر الهند الغربية، ★ تَصَفح: الجداول في هذه المقالة.


البلدان المستقلة في جزر الهند الغربية

الاســــــــمالمساحة
كم²
السكانالعاصمةاللغةتاريخ الاستقلال
أنتيجوا وباريودا44269,000سانت جونزالإنجليزية1981
باربادوس430272,000بريجتاونالإنجليزية1966
البهاما13,878317,000ناساوالإنجليزية1973
ترينيداد وتوباجو5,1301,309,000بورت أوف سبَيْنالإنجليزية1962
جامايكا10,9902,628,000كنجستونالإنجليزية1962
جرينادا34495,000سانت جورجزالإنجليزية1974
جمهورية الدومينيكان48,7348,740,000سانتو دومينجوالأسبانية1844
دومينيكا75171,000روسوالإنجليزية1978
سانت فينسنت والجرينادين388116,000كنجستاونالإنجليزية9197
سانت كيتس ونيفيس26138,000ياستّيريالإنجليزية1983
سانت لوسيا622158,000كاستريسالإنجليزية1979
كوبا110,86111,268,000هافاناالأسبانية1898
هاييتي27,7508,136,000بورت أوبرنسالفرنسية1804


الدول التابعة لغيرها في جزر الهند الغربية

الاســــــــمالمساحة كم²السكانالوضع
أروبا193112,000جزء من هولندا، ذات حكم ذاتي
الأنتيل الهولندية798221,000منطقة هولندية ذات حكم ذاتي
أنجويلا969,000تابعة لبريطانيا بشيء من الحكم الذاتي
بورتوريكو9,1033,930,000كومنولث الولايات المتحدة
جزر تيركس وكايكوس43018,000تبعية بريطانية
جزر الكيمن25941,000تبعية بريطانية
فيرجين أيلاندز الأمريكية34292,000بلاد غير مندمجة، تابعة للولايات المتحدة
فيرجين أيلاندز البريطانية15321,000تبعية بريطانية، شيء من الحكم الذاتي
غوادالوب1704467,000إدارة فرنسا لما وراء البحار
المارتنيك1100392,000إدارة فرنسا لما وراء البحار
مونتسيرات102 كان عدد السكان 13,000نسمة قبل ثوران البركان في عام 1995م وذلك قبل أن يهجر معظمهم الجزيرة.تبعية بريطانية
* الإحصاءات السكانية وفقًا لتقدير عام 2002م.
* المصدر : الجهات الحكومية الرسمية بالولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة.

السكان

مواطنو جزر الهند الغربية ينحدرون من سلالات إفريقية أو أوروبية. وبعضهم ينحدر من سلالات آسيوية. تعطي الصور التالية فكرة عن السلالات العديدة التي تستوطن المنطقة.

عدد السكان وأصولهم:

يبلغ سكان جزر الهند الغربية نحو 39 مليون نسمة، ثلثهم تقريبًا يعيش في جزيرة كوبا التي هي أكبر جزر الهند الغربية، وتعد بعض جزر الهند الغربية من بين أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم. ويعيش حوالي 40% من السكان في المناطق الريفية وحوالي 60% في مناطق المدن.

وينحدر أغلب سكان جزر الهند الغربية من أصول إفريقية سوداء أُحضروا إلى الجزر للعمل في مزارع السكر والتبغ، وانحدرت البقية من أصول بريطانية، أو هولندية، أو فرنسية، أو برتغالية، أو أسبانية، أو مزيج من أصول إفريقية سوداء وأوروبية، و ينحدر بعض السكان من أصول صينية أو هندية شرقية، وهم العمال الزراعيون الذين وصلوا إلى المنطقة في القرن التاسع عشر الميلادي، بعد إلغاء الرق.

أما سكان المنطقة وهم الهنود الأصليون فقد انقرضوا باستثناء مجموعات صغيرة من هنود الكاريبي الذين يعيشون في مناطق دومينيكا الجبلية البعيدة.

اللغات:

تعكس كثير من اللغات واللهجات المحلية في جزر الهند الغربية التراث الثقافي للفئات الأوروبية التي استعمرت المنطقة.

فعلى سبيل المثال نجد أن معظم سكان كوبا، وجمهورية الدومينيكان، وبورتوريكو يتكلمون الأسبانية، أما الهولندية فهي اللغة الرئيسية في الأنتيل الهولندي وأنتيل أروبا، في حين أن الفرنسية اللغة الرسمية لهاييتي، وغوادالوب، والمارتنيك، والإنجليزية اللغة الرئيسية لبقية جزر الهند الغربية.

يستخدم كثير من سكان جزر الهند الغربية لهجة تُدعى الباتوا، وهي مزيج من كلمات إفريقية ومعها عدد كبير من كلمات إنجليزية أو فرنسية. أما اللهجة التي تُدعى بابيامنتو، التي هي تركيبة من الهولندية بشكل رئيسي والإنجليزية، والبرتغالية، والأسبانية، فإنها تُستخدم على نطاق واسع في أروبا، والأنتيل الهولندي.

شارع مزدحم في أحد أسواق هاييتي. يعرض السوق مواد غذائية وملابس، وسلعًا منزلية. الأسواق في الهواء الطلق عادة شائعة في كثير من المدن في جزر الهند الغربية.
كثير من المنازل الريفية في الهند الغربية مبان خشبية مكونة من غرفة واحدة أو من غرفتين، المشهد أعلاه من جامايكا. ومعظم سكان جزر الهند الغربية يكسبون معيشتهم من الزراعة.

أنماط المعيشة:

يعمل نصف سكان جزر الهند الغربية تقريبًا في الزراعة ويكسبون معيشتهم منها، وكثير منهم يعملون في مزارع السكر أو البن الكبيرة التي يملكها الأثرياء.

ويملك بعضهم أو يستأجر قطعًا صغيرة من الأرض يزرعون فيها المحاصيل ويُربّون عليها الماشية. و يجب على الكثير من العائلات الزراعية أن تكافح لإنتاج ما يقيم أودها من الغذاء. ويسكن معظم الريفيين في أكواخ مكونة من غرفة واحدة أو من غرفتين مسقوفتين بالقش. أما المالكون الأغنياء فيقطنون في بيوت خشبية أو إسمنتية واسعة ذات سقوف من القرميد أو الإسمنت المسلح.

وتقع معظم مدن وقرى جزر الهند الغربية في المناطق الساحلية، ويعمل كثير من سكان المدن في الفنادق أو المهن الأخرى ذات العلاقة بالسياحة، أما بعضها الآخر فيعمل في المصانع، والحوانيت أو الوظائف الحكومية. وتعيش كثير من عائلات المدن الفقيرة في أكواخ خشبية في مناطق الأحياء الفقيرة المزدحمة ؛ أما السكان ذوو الدخل المحدود فيعيشون في شقق حديثة أو في بيوت صغيرة في الضواحي. ولدى الكثير من الأغنياء منازل جميلة على الروابي المطلة على البحر.

يشبه اللباس في جزر الهند الغربية اللباس السائد في أوروبا الغربية في الجو الدافئ. و يلبس الكثير من المزارعين قبعات القش لاتقاء الشمس. أما غذاء معظم ا لسكان فيتضمن الفاصوليا، وسرطان البحر، والسمك، والأرز، والبطاطا الحلوة، والفواكه الاستوائية مثل الموز، والمانجو، والبرتقال.

الدين:

معظم سكان جزر الهند الغربية من النصارى، والمذهب الرئيسي في الجزر الناطقة بالأسبانية والفرنسية هو المذهب الروماني الكاثوليكي. أما الجزر الناطقة بالإنجليزية والهولندية ففيها مزيج من الكاثوليك والبروتستانت. تعيش في جزر الهند الغربية فئات قليلة من المسلمين والهندوس واليهود، ويعتنق كثير من الناس في عدة جزر الديانات الإفريقية التقليدية، والوودووية واحدة من أشهر هذه الديانات وأكثرها انتشارًا في هاييتي. أما الراستفارية، وهي مجموعة دينية يعبد أتباعها هيلاسيلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا، فلها أتباع كثيرون في جامايكا وعدة جزر أخرى. ★ تَصَفح: الوودووية، طقوس ؛ جامايكا.

التعليم:

تتكفل الحكومة بالتعليم الابتدائي والثانوي، وهو متاح في كافة أرجاء جزر الهند الغربية، لكن غالبًا ما تُعاني المدارس في المناطق الريفية من نقص في المعلمين والتجهيزات، وكثيرًا ما يتسرب منها التلاميذ ليلتحقوا بأعمال تساعد في إعالة أسرهم. وفي جزر الهند الغربية عدد من المعاهد والجامعات، وتوجد في كثير من الجزر مدارس فنية تُعدّ الطلاب لمهن الزراعة والهندسة والميادين الأخرى.

الترويح:

من الرياضات الشائعة في جزر الهند الغربية الألعاب الرياضية، والبيسبول (كرة القاعدة)، وكرة السلة، والكريكيت، وكرة القدم. كما أن مصارعة الدّيكة شائعة في معظم الجزر. والموسيقى أحب وسائل الترويح، ويستمتع معظم الناس بحفلات الأغاني والرقص التقليدية. ويعزف الكثير منهم على الأدوات الموسيقية.

السطح والمناخ

أيقونة تكبير خريطة جزر الهند الغربية
تغطي جزر الهند الغربية من الأرض ما مساحته 235,000كم²، وهي جزء من سلسلة جبلية تحت الماء كانت تربط ما بين جنوبي أمريكا وشماليها في عصور ما قبل التاريخ. وقد تشكّلت كثير من الجزر من البراكين، أما البقية فقد تشكلت نتيجة التآكل الذي تحدثه الرياح والأمطار لقمم الجبال، وهذه الجزر شرائط مستوية ومعظمها من الحجر المرجاني والكلسي.


الجبال الوعرة ترتفع في كثير من جزر الهند الغربية. أما معظم تجمعات المدن ـ مثل بورت إليزابيث في سانت فينسنت والجرينادين، أعلاه ـ فتقع في المناطق الساحلية.

التضاريس:

ترتفع الجبال البركانية في عدد من جزر الهند الغربية. وما تزال عدة براكين، بما في ذلك جبل بيليه في المارتنيك، وجبل سوفريير في سانت فينسنت، نشطة حتى اليوم. ويبلغ ارتفاع أعلى قمة في جزر الهند الغربية، وهي قمة دوارت في هسبانيولا، 3,175م فوق سطح البحر. وتحاذي شواطئ الكثير من الجزر سهول خصبة وسواحل رملية بيضاء.

ترتفع بعض الجزر المرجانية بضع مئات من الأمتار فوق سطح البحر، وفيها مناطق واسعة من المراعي وقليل من الأشجار.

وفي جزر الهند الغربية عدد من المرافئ الجيدة. ويوجد في كثير من الجزر العديد من الخلجان والألسنة البحرية علي طول شواطئها. وتجري في أغلبها أنهار سريعة التدفق معظمها غير صالح لحركة الزوارق ما عدا زوارق الكنو (زورق خفيف طويل ضيق يقاد بمجداف). ويعد خندق بورتو ريكو، الذي يقع قريبًا من الشاطئ الشمالي لبورتوريكو واحداً من أعمق النقاط في محيطات العالم كلها، حيث يبلغ عمق هذا المكان، ويدعى عمق ميوركي، 8,648م تحت سطح الماء.

الحياة النباتية والحيوانية:

تغطي النباتات الاستوائية المورقة كثيرًا من جزر الهند الغربية. فتنمو أشجار الخيزران والأرز، والماهوجني والصنوبر في الغابات الكثيفة. أما أشجار الحمضيات والنخيل فتزدهر بمحاذاة الشواطئ. وهناك أنواع كثيرة من النباتات المزهرة، منها البوجنفيلية والخبازى والسحلبية والبوينستيا. وتعيش في الجزر حيوانات الإجوانة (نوع من العظايات)، والأوبوسوم (نوع من الحيوانات الجرابية) والأفاعي، وكذلك الكثير من أنواع الطيور. أما الحيوانات البرية الكبيرة فهي غير موجودة في جزر الهند الغربية. وتكثر في المياه الزرقاء ـ المخضرة المحيطة بالجزر، الأسماك الاستوائية، وأسماك الصيد، مثل البركودة (سمك مفترس)، والمرلين، والسمكة الشراعية (وهي سمكة ضخمة لها زعانف ظهرية كبيرة).

المناخ:

تتمتع جزر الهند الغربية بمناخ استوائي دافئ، وتحافظ رياح البحر المنتظمة على درجات حرارة لطيفة على مدار العام تتراوح ما بين 27°م صيفًا و 24°م شتاءً.

يبلغ معدل الأمطار التي تسقط في جزر الهند الغربية 150سم سنويًا، بينما تتلقى بعض المناطق الجبلية كميات من الأمطار تصل إلى 500 سم، وغالبًا ما تضرب الأعاصير الجزر، خاصة في أواخر الصيف وأوائل الخريف، ولأن الأمطار الغزيرة والرياح العاصفة تسبب أحيانًا الكثير من الوفيات والأضرار الفادحة التي تلحق بالبيوت والمحاصيل، إلا أن علماء الأرصاد الجوية يحذرون من العواصف قبل ساعات أو أيام كي يتيحوا للناس فرصة الانتقال إلى أماكن آمنة.

الاقتصاد

ظل اقتصاد جزر الهندالغربية منذ نشأتها اقتصادًا زراعيًا، إلا أن القرن العشرين شهد تدهورًا مريعًا في النشاط الزراعي في عدة مناطق من الجزر. ونتيجة لهذا استحوذت الصناعة والسياحة على الأهمية الاقتصادية بدلاً من الزراعة.

عامل زراعة كوبي يجمع قصب السكر يدويًا. وقصب السكر أهم محصول في جزر الهند الغربية، ويزرع بشكل رئيسي في مزارع كبيرة.

الزراعة:

ظلت الزراعة أهم القطاعات الاقتصادية في هاييتي ودمينيكا وسانت فينسنت والجرينادين. وتؤدي الزراعة دورًا مهمًا في بعض الجزر مثل كوبا. يعد قصب السكر محصول المنطقة الرئيسي، ويزرع بشكل رئيسي في مزارع كبيرة من أجل التصدير. وتنتج كوبا بمفردها نحو 3,744,000 طن متري. وهناك محاصيل أخرى مهمة للتصدير أيضًا، منها: الموز، والحمضيات والبن و القطن و التبغ والتوابل. كما ينتج المزارعون في جزر الهند الغربية الملفوف، والجَزَر، والبطاطا الحلوة والطماطم والمحاصيل الغذائية الأخرى، كما يربون الماشية، والخنازير والدواجن، ومع ذلك فإن الجزر لا تنتج ما يكفي من المواد الغذائية لإطعام السكان، ويتعيّن عليها أن تستورد كميات كبيرة من المواد الغذائية.

السياحة:

تأتي السياحة في المرتبة الثانية بعد الزراعة في تصنيف الأنشطة الاقتصادية في جزر الهند الغربية. إذ يزور الجزر أكثر من 8 مليون نسمة كل عام يستمتعون بالمناخ المشمس، والشواطئ، والمناظر الطبيعية الاستوائية. ويقوم الكثير من الناس بالسياحة إلى الجزر في السفن الطوافة.

الصناعة والإنتاج:

تشمل الأنشطة الصناعية بجزر الهند الغربية إنتاج الإسمنت، والملابس، والقطع الكهربائية، والأدوية والعقاقير، ومشروب الرَّم، والملح، كما تعالج مصافي النفط في أروبا، وكوراساو النفط الخام المستورد من فنزويلا والبلدان الأخرى. وقد بدأت الصناعة في الجزر منذ أربعينيات القرن العشرين عندما عملت حكوماتها على جذب تشجيع الاستثمار الأجنبي.

التعدين:

وهو من الأنشطة الاقتصادية غير المهمة نسبيًا في معظم جزر الهند الغربية، ومع ذلك فإن بعض آبار الغاز الطبيعي والنفط المهمة في تزايد. وتُعد جامايكا واحدة من البلدان الرئيسية في العالم المنتجة للبوكسيت، كما يوجد في كوبا مخزونات كبيرة من فلزات الحديد والنيكل.

صيد الأسماك:

تعيش أسماك البينيت، والقرش، والتونا وكذلك المحاريات مثل البطليوس، وسرطان البحر، والكركند، في المياه المحيطة بجزر الهند الغربية. وتباع الأسماك التي تصاد كلها تقريبًا في الأسواق المحلية.

التجارة:

في عهد الاستعمار، كانت جزر الهند الغربية تتبادل التجارة مع أوروبا وبعض أقطار إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وعندما ظهرت الولايات المتحدة بوصفها قوة اقتصادية عظمى في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، أصبحت شريكًا تجاريًا لهذه الجزر. وبعد نجاح الثورة الكوبية عام 1959م، بدأت تقيم علاقات تجارية مع الدول الشيوعية في شرقي أوروبا وتبعتها دول أخرى في هذا النهج مثل جامايكا. وبعد انهيار الشيوعية في بداية التسعينيات من هذا القرن أرغمت هذه الدول على إقامة علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية.

النقل والاتصالات:

يوجد في معظم مدن جزر الهند الغربية الرئيسية مطارات دولية. وتقوم الخطوط الجوية الإقليمية بخدمة الجزر الصغرى. وترسو سفن الشحن والركاب القادمة من أنحاء العالم في مرافئ جزر الهند الغربية، وتصل الطرق المعبدة المدن الرئيسية بالمناطق الريفية في كثير من الجزر. كما تبث الأقمار الصناعية البرامج التلفازية والإذاعية من أوروبا والولايات المتحدة إلى جزر الهند الغربية، وتوجد في كل واحدة من هذه الجزر صحيفة يومية واحدة على الأقل.

نبذة تاريخية

أول من سكن جزر الهند الغربية، هم الهنود السيبوني. فقد بدأوا العيش هناك خلال عصور ما قبل التاريخ. ثم بدأ هنود الأرواك ينتقلون من أمريكا الجنوبية إلى جزر الهند الغربية حوالي عام 1000م حيث استقروا أخيرًا في جزر الأنتيل الكبرى.

وتبعهم هنود الكاريب الذين استوطنوا معظم جزر الأنتيل الصغرى. وكان الأرواك شعباً مسالماً يزرع المحاصيل في الحقول المحيطة بقراه، أما الكاريب الأكثر ميلاً للحرب فكانوا يعيشون على القنص وصيد الأسماك.

فترة الاستعمار:

نزل كريستوفر كولمبوس على البر في جزيرة سلفادور في البهاما عام 1492م ثم وصل، خلال السنوات العشر التالية إلى كافة جزر الهند الغربية تقريبًا، وادعى حق ملكيتها لأسبانيا. وقد أقام الأسبان مستوطنتهم الأوروبية الدائمة الأولى في جزر الهند الغربية عام 1496م في سانتو دومينيكا في هسبانيولا.

لقد جذب البحث عن الذهب والثروات الأخرى آلاف الأوروبيين إلى جزر الهند الغربية، وفي مطلع القرن السادس عشر أقام الأسبان مستعمرات لهم في كوبا وجامايكا و بورتوريكو. كما استعبدوا الهنود، وأرغموهم على العمل في مناجم الذهب. وقد قضى المرض والعمل الشاق والمعاملة القاسية على جميع الهنود تقريبًا.

وعندما علم الأوروبيون الآخرون بثروات الهند الغربية هجم قراصنة من إنجلترا، وفرنسا، وهولندا على الموانئ والسفن الأسبانية، ووضعوا أيديهم على حمولاتها الثمينة. وفي القرن السابع عشر الميلادي، أقام الدنماركيون والهولنديون والإنجليز والفرنسيون مستعمرات لهم في الجزر الصغرى. وفي عام 1655م فتح الإنجليز جامايكا، بينما بسط الفرنسيون سيطرتهم على جزء من هسبانيولا سنة 1697م.

بدءًا من أواخر القرن السابع عشر الميلادي وطوال القرن الثامن عشر الميلادي كانت القوى الاستعمارية تحصل على ثروات كبيرة من السكر الذي كان يُزرع في جزر الهند الغربية. وقد جلب الأوروبيون الملايين من الأفارقة السود إلى الجزر للعمل في المزارع.

حركات الاستقلال:

خلال القرن السابع عشر الميلادي أضعفت الثورات القبضة الاستعمارية على عدة جزر ؛ ففي عام 1804م، أصبحت هاييتي أول دولة مستقلة في جزر الهند الغربية، بعد أن ثار العبيد في هسبانيولا، بقيادة توسان لوفيرتوري، على حكامهم الفرنسيين، كما انفصلت جمهورية الدومينيكان عن هاييتي وأعلنت استقلالها عام 1844م. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي أُلغي الرق في كافة أنحاء جزر الهند الغربية. أصبح نظام المزارع الكبيرة، منذ ذلك الوقت، أقل نفعاً نظرًا لأن أصحاب المزارع قد فقدوا الأيدي العاملة الرخيصة. ونتيجة لذلك تضاءل اهتمام الأوروبيين بجزر الهند الغربية. ومنذ عام 1898م بدأت الولايات المتحدة تؤدّي دورًا فعالا ً في جزر الهند الغربية. ففي ذلك العام جرّت الثورة التي قامت في كوبا الولايات المتحدة إلى الحرب الأسبانية الأمريكية التي خاضتها ضد أسبانيا. وبعد أن كسبت الولايات المتحدة الحرب، أصبحت كوبا دولة مستقلة، وبورتوريكو مستعمرة أمريكية. وفي عام 1917م اشترت الولايات المتحدة ما يُعرف الآن باسم فيرجين أيلاندز الأمريكية من الدنمارك. ولقد حكم الدكتاتوريون كوبا وكذلك جمهورية الدومينيكان وهاييتي خلال قسم كبير من النصف الأول من القرن العشرين. وفي عام 1959م، قاد فيدل كاسترو ثورة في كوبا، أطاحت بالدكتاتور فولهينسيو باتيستا، ثم أقام كاسترو دولة شيوعية أصبحت حليفة للاتحاد السوفييتي (سابقًا).

ومنذ عام 1945م استقلت أغلب جزر الهند الغربية، أو حصلت على المزيد من السيطرة على شؤونها. فقد حصل كل من الأنتيل الهولندي، وبورتوريكو على الحكم الذاتي الكامل تقريبًا في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين. وشكلت عشر مستعمرات بريطانية اتحاد جزر الهند الغربية عام 1958م. وهذه الدول هي: 1- أنتيجوا، 2- باربادوس، 3- دومينيكا، 4- جرينادا، 5- جامايكا، 6- مونتسيرات، 7- سانت كريستوفر (سانت كيتس) ـ نيفيس ـ أنجويلا، 8- سانت لوسيا، 9- سانت فينسنت والجرينادين، 10- ترينيداد وتوباجو. لكن الاتحاد انحل سنة 1962م بعد أن استقلت جامايكا وترينيداد وتوباجو.

وفي أواخر الستينيات من القرن العشرين الميلادي أصبحت أنتيجوا، ودومينيكا، وجرينادا وسانت كريستوفر ـ ونيفيس ـ أنجويلا، وسانت لوسيا، وسانت فينسنت دولاً مرتبطة ببريطانيا. وقد أطُلق على هذه الدول الست اسم دول الهند الغربية المترابطة. وفي مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، أصبحت جميع دول جزر الهند الغربية المترابطة ما عدا سانت كريستوفر ـ نيفيس ـ أنجويلا، دولاً مستقلة. وفي عام 1980م انسحبت أنجويلا رسميًا من سانت كريستوفر ـ نيفيس ـ أنجويلا، وأصبحت تابعة بريطانية. أما بقية الدولة التي يطلق عليها اسم سانت كريستوفر ـ نيفيس، فقد بقيت مرتبطة ببريطانيا.

في 1983م، أصبحت سانت كريستوفر ونيفيس دولة مستقلة، كما تغيّر اسمها ليُصبح بعد الاستقلال سانت كيتس ونيفيس.

جزر الهند الغربية اليوم:

جر الاستقلال السياسي مشاكل عديدة لجزر الهند الغربية. فقد ظل كثير من هذه الجزر يشعر بالهيمنة الأمريكية، كما أصبح واضحًا تدخل الولايات المتحدة في صياغة القرارات السياسية والاقتصادية لهذه الدول. فقد ضربت الولايات المتحدة الأمريكية حصارًا اقتصاديًا على كوبا منذ عام 1961م، ثم غزتها في نفس العام. وفي عام 1965م، غزت الولايات المتحدة جمهورية الدومينيكان ثم جرينادا عام 1983م، مما أكد لشعوب المنطقة حقيقة الخطر الأمريكي المحدق بالمنطقة دائمًا. وفي عام 1994م، غزت الولايات المتحدة هاييتي وأطاحت بالحكومة العسكرية، وأعادت الرئيس المنتخب جان ـ برتراند أريستيد بعد أن عاش في المنفى لثلاث سنوات.

تأثرت النظم الاقتصادية لجزر الهند الغربية بعوامل خارجية كثيرة. ومن المشاكل التي واجهتها هذه النظم اعتمادها على قطاع أو قطاعين اقتصاديين وتذبذب الإنتاج وتأرجح أسعار السوق واعتماد الجزر على الواردات وازدياد ديونها الخارجية وانخفاض قيمة عملاتها. واجهت الجزر أيضًا البطالة وانخفاض مستوى المعيشة وتفاقم الفقر والتوزيع غير العادل للأراضي والثروات وتدني الخدمات الطبية والتعليمية والسكنية وغيرها.

حاولت حكومات جزر الهند الغربية حل هذه المشكلات كافة فأسست المصرف الكاريبي (1970م) وشكلت السوق الكاريبية المشتركة (1973م). لم ترض هذه الخطوات تطلعات شعوب المنطقة ولازمها اليأس والقنوط مما يهدد الحياة السياسية في هذه البلاد.

وفي 24 يوليو 1994م، وقعت 25 دولة من دول الكاريبي وأمريكا اللاتينية اتفاقية اتحاد دول الكاريبي. ويهدف الاتحاد إلى تشجيع التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، وقد عقد أول اجتماع قمة لدول الاتحاد في ترينيداد في أغسطس 1995م.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية