الرئيسيةبحث

فنلندا ( Finland )



الغابات الكثيفة والجزر التي تنتشر فيها البحيرات تغطي معظم أراضي فنلندا. تقع هذه المزرعة الصغيرة في منطقة البحيرات، وهي منطقة تحتل الجزء الأوسط من البلاد.
فنلندا دولةٌ في شمالي أوروبا تشتهر بجمالها الطبيعي. تزين أراضيها آلاف البحيرات الجميلة التي تغطيها غابات كثيفة. تتمتع فنلندا بساحل طويل وعميق وملوّن بالصخور الجرانيتية الحمراء والرمادية. وتقع كذلك آلاف الجزر الجميلة على مقربة من الشاطئ.

يحيط بفنلندا كل من السويد غرباً وروسيا الاتحادية شرقاً. ويشكل خليجا فنلندا وبوثنيا، وهما ذراعا بحر البلطيق، حدود فنلندا من الجنوب. تقع المناطق الشمالية من البلاد ضمن الدائرة القطبية الشمالية في منطقة تسمَّى أرض شمس منتصف الليل، حيث تسطع الشمس لفترة 24 ساعة في اليوم خلال الصيف. وتقع مدينة هلسنكي، العاصمة وكبرى مدنها، في الجنوب على خليج فنلندا.

يتركّز السكان في الجنوب حيث يكون المناخ معتدلاً. ويعشق الفنلنديون الهواء الطلق والفنون، ويتمتعون بمستوى معيشي مرتفع، ويحصلون على مساعدات مختلفة من الحكومة. ويعود ثراء البلاد إلى الثروة الغابية التي تشكل أساس الإنتاج الصناعي الذي يشمل الأعمال الخشبية وصناعة الورق ولب النبات.

وقد أدى موقع فنلندا بين روسيا شرقًا والسويد غربًا دورًا مهمًا في تاريخ البلاد. ففي القرن الحادي عشر دارت حرب بين روسيا القيصرية والسويد على ملكية فنلندا. وسيطرت السويد تدريجياً على فنلندا بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين. وظل النزاع حول فنلندا مستمراً لمئات السنين. واليوم تتساوى اللغة السويدية مع اللغة الفنلندية بصفتهما اللغتان الرسميتان للبلاد. وفي الفترة بين عامي 1809 و1917م استطاعت روسيا أن تحتل فنلندا، ثم حصلت فنلندا على استقلالها عام 1917م. وأصبحت البلاد ذات حكم جمهوري يحكمها رئيس ومجلس للبرلمان. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) حاربت فنلندا بجانب الاتحاد السوفييتي الذي تأسس بقيادة روسيا عام 1922م وظل قوياً حتى عام 1991م. وتحاول فنلندا اليوم الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع روسيا والغرب من خلال علاقات محايدة على أساس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الأجنبية.

نظام الحكم

مبنى البرلمان في هلسنكي، وهو مكان التقاء المجلس التشريعي الفنلندي المكون من مجلس واحد فقط يسمى إيدوسكونتا. ويتألف الإيدوسكونتا من مئتي عضو يختارهم الشعب لمدة أربع سنوات.
فنلندا جمهورية ديمقراطية. أسست دستورها عام 1919م بحيث يكفل للسكان حقوقاً مثل حرية الكلام وحرية العبادة والمساواة. ويحقُّ للمواطن الذي أتمّ الثامنة عشرة حرية الانتخاب.

رئيس الجمهورية:

هو رئيس الدولة، ويُعيّن عن طريق الانتخاب لمدة ست سنوات أو من خلال مجلس عدد أعضائه 301، يُنتخبون عن طريق الشعب إذا لم يحصل أي من المرشحين للرئاسة على الأغلبية. ويمكن إعادة انتخاب الرئيس لأكثر من مرة. وهو يصدر تعليمات لا تتعارض مع القانون. ومن سلطاته حل البرلمان ووقف مشاريع القوانين التي يصدرها البرلمان. ويقوم الرئيس بالإشراف على العلاقات الخارجية، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة. ولكن على البرلمان أن يوافق على أي قرار متعلق بالحرب والسلام.

رئيس الوزراء ومجلس الوزراء:

يُعيِّن رئيس الدولة رئيس الوزراء الذي يُعدّ رئيس الحكومة، ويُشكّل مجلس الوزراء من مختلف الأحزاب. ويتعين على الأحزاب السياسية أن توافق على تشكيل الحكومة.

مجلس البرلمان الفنلندي:

هو المجلس التشريعي الوحيد في البلاد، ويسمى إيدوسكونتا (مجلس النواب). وينتخب السكّان حوالي 200 عضو لفترة أربع سنوات. ويمكن لرئيس الدولة حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة. ويستطيع البرلمان إقالة الحكومة عن طريق عدم تأييد برامجها، كما أنه يستطيع إعادة إجازة قانون نقضه الرئيس عن طريق الاقتراع.

الحكومة المحلية:

قسمت البلاد إلى اثني عشر إقليماً لأغراض الحكم الإداري، ويعين الرئيس الحاكم الإداري لكل إقليم. وتُقسم الأقاليم إلى أكثر من 500 وحدة إدارية. وتتراوح الوحدات الإدارية بين قرية صغيرة ومدينة كبيرة. ويشرف على الوحدات الإدارية مجلس ينتخبه السكان. وتجمع الوحدات الإدارية الضرائب لدعم المستشفيات والمدارس والشرطة في نطاق هذه الإدارات.

الأحزاب السياسية:

يعتمد انتخاب مجلس البرلمان على نظام التمثيل النسبي الذي يشجع الأحزاب الصغيرة على خوض الانتخابات وتقليل فرصة الأحزاب الكبيرة في الحصول على الغالبية العظمى من مقاعد البرلمان. ★ تَصَفح: التمثيل النسبي. ومن الأحزاب الفنلندية، الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي تؤيده الطبقة العاملة والشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى في المجتمع، وهو من أكبر الأحزاب، بالإضافة إلى حزب الوسط والحزب النصراني والحزب الليبرالي والحزب الوطني والحزب المحافظ والحزب الريفي وحزب الشعب السويدي.

المحاكم:

أعلى المحاكم في البلد هي المحكمة العليا. وهناك أربع محاكم إقليمية تنظر في دعاوى الاستئناف المحولة من المحاكم الصغيرة. وتنظر محاكم أخرى في التهم الموجهة ضد الموظفين العموميين وفي منازعات العمل.

القوات المسلحة:

القوات المسلحة محدّدة من خلال معاهدة تنص على ألا يتجاوز عدد أفرادها 41,900 رجل. والآن يصل عددها الإجمالي بين، جيش وبحرية وقوات جوية، إلى 30,000 جندي. ويتعين على الأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين 17 و60 سنة الخدمة في الجيش لفترة تتراوح بين ثمانية شهور و11 شهرًا.

السكان

الأضواء تتألق في وسط هلسنكي قلب عاصمة فنلندا وكبرى مدنها وتضيء الليالي التي يصل طولها إلى 18 ساعة في الشتاء. ويطفي الظلام أيضًا على بقية فنلندا، مثل هلسنكي، معظم الوقت في الشتاء. ويعيش حوالي خمس سكان البلاد في هلسنكي وضواحيها.

أصل السكان:

ينحدر أكثر من 90% من سكان فنلندا من أصل فنلندي، ونحو 10% من أصل سويدي. ويمتاز السكّان بقامة طويلة وبشرة بيضاء ولون فاتح وعيون ملونة زرقاء أو رمادية وشعر أشقر أو بني فاتح. يعيش في شمال فنلندا حوالي 6,000 من اللابيين الذين كان أسلافهم الأقوياء القصار القامة قد عاشوا في فنلندا قبل وصول الفنلنديين الأوائل بآلاف السنين. وفي فنلندا نحو 6,000 من الغجر ومجموعات من اليهود والأتراك. وبلغ عدد السكّان عام 2000م 5,201,000 نسمة، ويتركّز السكان في جنوبي البلاد، حيث يقطن ثُلُثا السكان في المدن ويعيش الباقي في الريف. ومدينة هلسنكي هي العاصمة، وعدد سكانها نحو500,000 نسمة، وهناك مدينتان أخريان هما تامبير وتوركو، يصل عدد سكان كل منهما إلى نحو150,000 نسمة.

اللغات:

في البلاد لغتان رسميتان هما الفنلندية والسويدية. ويتكلم حوالي 95% من السكان الفنلندية، بينما يتكلم 5% السويدية. ويعيش معظم الذين يتحدثون اللغة السويدية في السواحل الجنوبية والغربية للبلاد وفي جزر الأنهار. وتنتمي هاتان اللغتان إلى مجموعتين مختلفتين، في حين تنتمي لغة اللابيين إلى مجموعة اللغة الفنلندية نفسها.

أنماط المعيشة:

يمتلك سكان المدن شققاً أو يستأجرونها، وفي الريف يعيش السكان في مساكن عائلية في المزارع أو القرى. ويستمتع السكان بأكل السمك، وخصوصاً الرنجة وسمك الكراكي وأسماك الفرخ والسالمون. ويقبل السكان على أكل لحم العجول والأبقار والخنازير ولحم الرنجة المدخن. وطبق البطاطس المسلوقة المغطاّة بالزبدة والتوابل هو الطبق المفضل. وتشكل منتجات الألبان، وخاصة الزبدة والحليب جزءاً مهمًا من الغذاء التقليدي.

ويشتهر السكان باستخدام حمام السونا (حمام البخار) مرة واحدة في الأسبوع من أجل النظافة والمتعة والراحة. وفي غرف الحمام ترتفع درجة حرارة الحجرة إلى ما بين 80 و100°م. ويمكث المرء في الحمام إلى أن يتصبب عرقاً، ثم يخرج لأخذ حمّام بارد، ثم تعاد العملية مرة تلو المرة، ويعقب ذلك فترة راحة يعود الجسم بعدها إلى طبيعته.

الرعاية الاجتماعية:

تقدم الحكومة خدمات الرعاية الاجتماعية منذ عام 1920م، وتقدم الدولة العناية للأطفال والسيدات الحوامل مجانًا. ومنذ عام 1948م، تمنح الحكومة مخصصات لكل طفل عمره أقل من 16 عامًا.

ومنذ عام 1939م، بدأت الدولة برامج التأمين الصحي للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا. وفي عام 1963م، تم إعداد برنامج للتأمين الصحي لكل المواطنين.

أسر تعسكر في مخيم وهي من الأنشطة المحببة بين الفنلديين الذين تستهويهم الحياة في الهواء الطلق. ومن بين الأنشطة الأخرى التي يمارسونها في الصيف التجديف والرحلات وممارسة لعبة البيسابالو وهي لعبة شبيهة بلعبة البيسبول.

الترويح:

يعشق الفنلنديون الرياضات التي تمارس في الهواء الطلق. ففي الشتاء يقبل السكان على رياضة هوكي الجليد والتزلج على الجليد والقفز على الثلج في المناطق الجليدية وتزلج سباق الضاحية والتزلج أسفل الجبال. وفي الصيف يقبل السكان على لعبة البيسابالو والسباحة وسباق القوارب ورياضة المشي. وينتقل آلاف السكان في الصيف من المدن إلى البحيرات والشواطئ والجزر، حيث يمارسون ألعاب القوى وهوكي الجليد. ويستمتع السكان بالباليه وسماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام.

التعليم:

يعرف معظم السكان البالغين القراءة والكتابة، وتذهب قلة إلى المدارس الخاصة، في حين تقبل أكثرية الطلاب على الدراسة في المدارس الحكومية التي تتقاضى رسوماً مدرسية قليلة. وتقدم المدارس الابتدائية وجبة غذائية يومية مجانية، بالإضافة إلى الكتب والرعاية الصحية.

وفي فنلندا نظام مدرسي شامل، حيث يفترض أن يذهب الأطفال إلى المدرسة لتسع سنوات، على حين يبدأ التدريس في سن السابعة. وبعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية هناك مرحلة ثانوية لفترة ثلاث سنوات أو دراسة مهنية لمدة سنتين. وتلبي معظم المدارس المهنية حاجة السوق من المهن المختلفة، وربما يواصل الطلاب دراستهم في المعاهد والجامعات. وتخرج الجامعات خريجين في تخصصات مختلفة في التعليم العالي. وفي فنلندا نحو 13 جامعة و26 معهداً للتعليم العالي. وجامعة هلسنكي أكبر جامعة في البلاد.

الدين:

الكنيسة الإنجيلية اللوثرية هي كنيسة الدولة، وتديرها الحكومة الوطنية، ولكن حرية العبادة مكفولة للسكان. ويتبع المذهب الإنجيلي اللوثري نحو 95% من مجموع السكان، يليه المذهب الأرثوذكسي ثم البروتستانتي، بالإضافة إلى مجموعات قليلة من المسلمين واليهود والكاثوليك.

الفنون:

حضارة الفنلنديين غنية تظهر من خلال الأدب والموسيقى والرسم. وقد قام لونروت بجمع كل التراث الشعبي القديم ونشره عام 1835م وأطلق عليه ملحمة فنلندا. وتضم هذه الملحمة الأغاني والأشعار القديمة التي كان يرددها المزارعون. وخلال القرن التاسع عشر الميلادي، ظهر الشاعر رونبيرج والكاتب كيفي. وتشتهر فنلندا بصناعات الآنية الزجاجية والسيراميك والأثاث والنسيج، وهذه الصناعات لها شهرة عالمية.

السطح

أيقونة تكبير فنلنـــــــــــــــــــــدا الخريــــــطة السياســـية
تبلغ مساحة فنلندا نحو 338,145كم². ويغلب على أرضها الطبيعة الجبلية التي تتخللها بعض التلال الصغيرة والأودية وحافات منخفضة ومنخفضات. وترتفع الأرض من الجنوب إلى الشمال، ويتراوح معدل الارتفاع بين 120و180م. وأعلى ارتفاع هو جبل هالتيا الذي يرتفع إلى 1,324م فوق مستوى سطح البحر. ويبلغ عدد البحيرات نحو 60,000 بحيرة، وتغطي الغابات ثلثي مساحة البلاد.

الأقاليم:

تنقسم البلاد إلى أربعة أقاليم: 1- المنخفضات الساحلية 2- منطقة البحيرات 3- إقليم المرتفعات 4- الجزر الساحلية.

المنخفضات الساحلية. تقع على امتداد خليج بوثنيا وخليج فنلندا. ويبلغ طول الساحل نحو 2,353كم. وتقل الغابات في هذه المنطقة التي تتمتع بمناخ معتدل وأرض خصبة، ونتيجة لذلك فإنها تعد أفضل المناطق الزراعية، وخصوصاً الساحل الجنوبي الذي يتركّز فيه معظم السكّان.

منطقة البحيرات. تشغل البحيرات وسط البلاد وشماليها، وتشكل نحو نصف مساحة المنطقة. وتربط الأنهار والقنوات بين العديد من البحيرات. وبحيرة سايما هي أكبر البحيرات، حيث تبلغ مساحتها نحو 1,760كم². وتغطي الغابات التي تكثر فيها أشجار الصنوبر والبتولا والشجرة الراتينجية مساحات كبيرة. وتقع معظم الأرض الزراعية في الجزء الجنوبي الغربي من الإقليم.

إقليم المرتفعات. يقع في الشمال، ويقل فيه السكان، ويشكل نحو 40% من مساحة البلاد. ويعدّ مناخ هذه المنطقة قاسياً والتربة قليلة الخصوبة. وكلما اتجهنا إلى الشمال زادت حدة البرودة، وخصوصاً في أقصى الشمال، حيث إقليم التندرا الذي تتجمد فيه التربة وتنعدم النباتات إلا من بعض الأُشُن والطحالب. وفي هذا الإقليم، تفصل المستنقعات بين تلال فنلندا، ويستغل عدد من الأنهار في توليد الطاقة الكهربائية.

الجزر الساحلية. تتكون من آلاف الجزر في خليج بوثنيا وخليج فنلندا. ومعظم الجزر صغيرة غير مأهولة بالسكان، وتغطيها طبقة من الصخور لا تساعد النباتات على النمو. ويعيش بعض سكان الجزر على صيد السمك. وتستخدم هذه الجزر بشكل رئيسي في الصيف من أجل الاستجمام، حيث أدخل الفنلنديون حمامات السونا (حمامات البخار) في الأكواخ المقامة في هذه الجزر. ومن أشهر الجزر مجموعة آلاند التي تحتوي على 6,500 جزيرة، تبلغ مساحتها 1,480كم²، ويتحدث معظم سكانها اللغة السويدية. وتعدّ هذه الجزر مهمّة لأغراض السياحة والنقل البحري.

الأنهار:

من أشهر أنهار فنلندا كميجوكي الذي يبلغ طوله 550كم. وهو يشتهر بوفرة سمك السالمون، ويمتد مسافة100 كم ليشكل الحدود بين فنلندا والسويد، ويستخدم لنقل الأخشاب. وينبع نهر أولوجوكي من إقليم المرتفعات ويصب في خليج بوثنيا ويستغل في نقل الأخشاب وتوليد القدرة الكهربائية.

المناخ

تتمتع فنلندا بمناخ معتدل أكثر من أي منطقة تقع على نفس خط العرض نظرًا للبحار التي تحيط بها والبحيرات الكثيرة التي توجد فيها. ففي شهر يناير يتراوح معدل درجة الحرارة في هلسنكي بين 14°م و 18°م، وهو أعلى من بعض مناطق كندا التي تقع على نفس خط العرض. وهذا يعود إلى تأثر المناخ بتيار الخليج الدافئ. ويتراوح معدل درجة الحرارة في شهر يوليو بين 13°م و 17°م. ويعد شهر فبراير أبرد شهور السنة بمعدل درجة حرارة يتراوح بين - 22°م و -3°م. ومن الممكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من -30°م في الشمال. وتتفاوت معدلات تساقط الأمطار بين الشمال والجنوب، حيث يصل معدل أمطار الجنوب إلى 700 ملم، بينما يبلغ المعدل في الشمال 400ملم. ويعد شهر أغسطس أكثر الشهور مطرًا. وتتساقط الثلوج في الجنوب في الفترة بين شهري ديسمبر وأبريل، وفي شمال البلاد بين شهري أكتوبر وأبريل.

ويقع شمالي فنلندا في منطقة شمس منتصف الليل، ولذلك يطول النهار خلال فصل الصيف. وتزداد أيام الشمس المتصلة كلما اتجهنا إلى أقصى الشمال على مقربة من القطب الشمالي، حيث تصل هذه الفترة إلى شهرين ونصف الشهر. وفي الجنوب يصل عدد ساعات سطوع الشمس إلى 19 ساعة في الصيف. وفي الشتاء هناك فترات متماثلة في الظلمة، حيث تغيب الشمس عن الشمال فترة شهرين. وفي الجنوب يقل عدد ساعات سطوع الشمس إلى ست ساعات في منتصف الشتاء. وفي ليالي الشتاء، يظهر في سماء المناطق الشمالية الفلق.

الاقتصاد

يرتكز الاقتصاد الفنلندي على القطاع الخاص، في حين يحتكر القطاع الحكومي بعض الأعمال، مثل السكك الحديدية ومؤسسات البريد. وفي مجال الغابات والصناعات الأخرى يتنافس القطاع الحكومي مع القطاع الخاص. وتمثل صناعة الخدمات نحو 60% من الناتج الوطني الإجمالي، بينما يمثل التصنيع والبناء 30% والزراعة والحراجة (الغابات) وصيد الأسماك 5%.

الموارد الطبيعية:

الغابات أكبر مورد طبيعي في البلاد، حيث تغطي نحو ثلثي مساحة البلاد. أما بقية الموارد، فهي محدودة. فالتربة فقيرة وفصل النمو قصير لا يتيح زراعة المحاصيل، كما أن البلاد تفتقر إلى النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري. وتستخدم الأنهار في توليد الطاقة الكهربائية حيث تزود جميع احتياجات البلاد بالكهرباء. ومن أشهر المعادن المتوافرة الزنك والكوبالت والنحاس والحديد.

كتل خشب الصناعة الخام تنتظر الشحن في السفن في كوتكا وهي مدينة تقع في ساحل فنلندا الجنوبي. ويشكل خشب الصناعة الخام وغيره من منتجات الغابات حوالي 35% من صادرات فنلندا.

الحراجة:

(الغابات). تساهم الحراجة بدور كبير في دعم الاقتصاد الفنلندي، حيث تشكل 40% من مجموع صادرات البلاد. وتملك الدولة نحو ثلث الغابات، والبقية يمتلكها القطاع الخاص والأفراد. وهناك سياسة صارمة للمحافظة على الثروة الغابية، حيث تزرع شجرة صغيرة مقابل كل شجرة مقطوعة. وتنتج فنلندا نحو 37 مليون متر مكعب من خشب الصناعة الخام سنوياً، وتسود أشجار الصنوبر في معظم الغابات.

الصناعات الخدمية:

تقوم الصناعات الخدمية بتوفير الخدمات التي تشمل خدمات المجتمع، والحكومة، والخدمات الشخصية، ومن أبرزها التعليم والرعاية الصحية والإدارة العامة والترويح. ومن الصناعات الخدمية الأخرى مؤسسات التمويل والمصارف وشركات التأمين، بالإضافة إلى الخدمات التجارية بالجملة والتجزئة وخدمات النقل والاتصالات.

التصنيع:

صناعة الأخشاب وإنتاج الورق من مرتكزات الصناعة الفنلندية. ففنلندا من الدول الرئيسية في إنتاج الأبلكاش والورق وخشب الصناعة الخام. ومنذ الأربعينيات من القرن العشرين ازدهرت الصناعة المعدنية، مثل الآلات والمعدات الزراعية والمحركات الكهربائية والمولدات، بالإضافة إلى الحافلات والسفن وتجهيزات النقل الأخرى. وتشمل صناعة بناء السفن كاسحات الجليد والمعديات. ومن الصناعات الأخرى الصناعات التعدينية والكيميائية والغذائية والنسيجية والملابس والهواتف.

الزراعة:

تتركز الزراعة في جنوبي البلاد وغربيها. وأحجام المزارع صغيرة، حيث يبلغ معدل مساحة المزرعة 12 هكتاراً. وتملك الحكومة نسبة محدودة من المزارع في حدود 2% فقط من مجموعها. ويشكل إنتاج الحليب وتصنيعه، والإنتاج الحيواني، نحو 70% من الدخل الزراعي. وينتج المزارعون الحليب والبيض واللحوم والحبوب والبطاطس وبنجر السكر.

التجارة الخارجية:

تعتمد فنلندا اعتماداً كبيراً على التجارة الخارجية. فهي تستورد كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات والمواد الخام والنفط ومنتجاته. وتشكل صناعة الورق والخشب نحو 40% من مجموع الصادرات التي تشمل الآلات والسفن. وتصدّر فنلندا كذلك كميات كبيرة من الفراء سنوياً.

وتتركز 80% من تجارة فنلندا مع الدول الأوروبية، خصوصاً بريطانيا والسويد وألمانيا وروسيا. وفنلندا عضو في الاتحاد الأوروبي منذ اليوم الأول من يناير 1995م، كما أنها كانت عضوًا في اتحاد التجارة الحرة الأوروبي (الإفتا) بين عامي 1986 و1994م. وقد أزال أعضاء الاتحادين التعريفة والرسوم الجمركية وغيرها من القيود التي تعوق انسياب التجارة بين بلدان الاتحاد.

النقل:

تملك الحكومة شبكات السكك الحديدية، وتتوافر في البلاد شبكة من الطرق المعبدة الجيدة، ويمتلك كل ثلاثة مواطنين سيارة واحدة. ومؤسسة الطيران الفنلندية هي شركة الطيران الفنلندية الجوية، وهي شركة حكومية. ويشهد مطار هلسنكي حركة طيران دائبة، بالإضافة إلى الطرق المائية والقنوات بين البحيرات. ومن أكبر الموانئ سكولدفيك.

الاتصالات:

يصدر في فنلندا نحو 65 صحيفة يومية، ومن أشهرها هلسنجن سانومات التي تصدر في هلسنكي، وصحيفة آموليتي في تامبير، وصحيفة تورن سانومات في توركو. ويمتلك السكان ما معدله جهاز راديو واحد لكل اثنين، وتلفاز واحد لكل ثلاثة أشخاص. وتشرف الحكومة على الإذاعات ومحطّات التلفزة والتلغرافات والهواتف.

نبذة تاريخية

نشأة البلاد:

يعدّ اللابيون أول من سكن في فنلندا، وهم شعوب بدائية كانت تعيش على الصيد. وقبل آلاف السنين هاجر السكان من الجنوب إلى الشمال، وخصوصاً من المنطقة الواقعة بين نهر الفولجا وجبال الأورال. وفي القرن الحادي عشر الميلادي دار صراع بين السويد وروسيا على امتلاك فنلندا، حيث حاولت السويد إخضاع فنلندا للكنيسة الكاثوليكية، بينما حاولت روسيا إخضاعها للكنيسة الأرثوذكسية.

الحكم السويدي:

في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، سيطرت السويد على فنلندا، وهاجر العديد من السويديين إليها، وسادت اللغة السويدية. ودارت بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، حروب بين السويديين والروس على امتلاك فنلندا، حيث احتل الروس إقليم فيبورج، ثم كامل البلاد بين عامي 1741 و1743م، ثم دارت الحرب بين السويديين والروس مرة أخرى بين عامي 1788 و1790م.

سيطرة الروس:

في عام 1808م، غزت روسيا فنلندا، فأصبحت فنلندا دوقية مستقلة يحكمها القيصر باعتباره الدوق الأعلى. وأعادت روسيا إقليم فيبورج إلى الدوقية. وفي القرن التاسع عشر نما الشعور الوطني لدى السكان، وخصوصًا بعد أن نشر إلياس لونروت كاليفالا حيث كانت فكرته الرئيسية تهدف إلى تقوية الشعور الوطني. وطالب كثير من الرواد الفنلنديين بالمساواة بين اللغة الفنلندية والسويدية، ولم تحصل المساواة بين اللغتين إلا في عام 1902م. وفي عام 1899م، بدأ القيصر نيقولا الثاني مخططاته لإجبار الفنلنديين على تقبل الحكم الروسي والحضارة الروسية وسلب حقوق الفنلنديين، وأصبحت الروسية لغة رسمية منذ عام 1903م. ورفض الفنلنديون ذلك بشدة، وحصل إضراب لمدة ستة أيام. وفي عام 1906م، أنشأ الفنلنديون أول برلمان منتخب للرجال والنساء البالغين. ولم تتدخل فنلندا في الحرب العالمية الأولى ( 1914-1918م )، لكن إغلاق ميناء خليج بوثنيا، أدى إلى بطالة ونقص في الغذاء. وفي سنة 1917م قامت الثورة الروسية التي أطاحت بالقيصر، فقررت فنلندا إعلان استقلالها.

الجمهورية الجديدة:

أعلنت فنلندا استقلالها عن روسيا منذ السادس من ديسمبر عام 1917م، واعترفت روسيا باستقلال فنلندا. وبعد الاستقلال ظهرت في البلاد مجموعتان: الشيوعيون الذين شكلوا وحدات عسكرية تدعى الحرس الأحمر، وغير الشيوعيين الذين شكلوا وحدات عسكرية سموها الحرس الأبيض. وفي عام 1918م، دارت حرب بين الفريقين، حيث ساعدت ألمانيا الحرس الأبيض، وساعدت روسيا الحرس الأحمر وانتهت الحرب الداخلية لصالح الحرس الأبيض. وفي عام 1919م، تبنّت فنلندا الدستور الجمهوري، وتم تعيين ساهلبرج أولَ رئيس لفنلندا. ودار نزاع بين فنلندا والسويد على جزر آلاند، كما دارت نزاعات أخرى مع روسيا على منطقة كاريليا، حيث بقي النزاع لفترة من الزمن.

الحرب العالمية الثانية:

(1939 - 1945م). مع أن فنلندا بقيت محايدة في الحرب العالمية الثانية، إلا أن الاتحاد السوفييتي (آنذاك) حارب فنلندا واحتلها مرتين: الأولى وتدعى حرب الشتاء عام 1939م، وعقدت في نهايتها اتفاقية صلح بين الدولتين تنازلت فنلندا بموجبها عن الجزء الجنوبي من كاريليا. وفي عام 1941م، سمحت فنلندا لقوات ألمانيا بالبقاء في البلاد لمهاجمة الاتحاد السوفييتي، ولذلك بدأ الاتحاد السوفييتي حربه الثانية ضد فنلندا، والتي أطلق عليها اسم حرب الاستئناف. وفي عام 1944م وقع الاتحاد السوفييتي مع فنلندا معاهدة لوقف الحرب. ولكن الألمان أحرقوا كل شيء أثناء تراجعهم، المدن والقرى والغابات، وأحدثوا خسائر كبيرة تقدر بنحو 100,000 قتيل ونحو 50,000 معّوق. ★ تَصَفح: الحروب الروسية الفنلندية.

التطورات بعد الحرب العالمية الثانية:

في عام 1950م بدأت، فنلندا إقامة علاقات جيدة مع الاتحاد السوفييتي والدول الإسكندينافية، أي النرويج والسويد والدنمارك. وفي عام 1955م، انضمت فنلندا إلى الأمم المتحدة، وأصبحت عضواً في مجلس الشعوب النوردية (دول الشمال الإسكندينافية). واليوم تقوم علاقات قوية بين فنلندا وجميع دول العالم، خصوصاً روسيا والدول الإسكندينافية. وفي عام 1961م دخلت فنلندا اتحاد التجارة الحرة الأوروبي (الإفتا) بوصفها عضوًا مشاركًا، ثم أصبحت كاملة العضوية عام 1986م. وفي عام 1974م أصبح كيكونين رئيس فنلندا، واستمر حتى عام 1981م حين ترك منصبه لأسباب صحية. وفي الفترة بين 1970 و1980م أقامت فنلندا أربعة مصانع للطاقة النووية، للوفاء باحتياجات البلاد من الطاقة. وتحاول فنلندا تطوير اقتصادها، خصوصاً في الشمال، لتحقيق التنمية الشاملة في كافة المناطق. وانتخب كوفستو رئيساً للبلاد في يناير 1982م، ثم أعيد انتخابه عام 1988م. وفي عام 1994م انتخب مارتي اهتيزاري زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي رئيسًا للبلاد. ويعتبر اهتيزاري أول رئيس ينتخبه الشعب انتخابًا مباشرًا. وفي الأول من يناير 1995م، انسحبت فنلندا من اتحاد التجارة الحرة الأوروبي وانضمت إلى الاتحاد الأوروبي. وفي اليوم الأول من شهر مارس 2000م تم انتخاب تارجا كارينا هالونين لتصبح الرئيسة الحادية عشرة للبلاد. وكانت هالونين قد حافظت على مقعدها في البرلمان منذ عام 1979م، وشغلت منصب وزير الخارجية في عام 1995م إلى أن تم انتخابها رئيسة لفنلدا.

إختبر معلوماتك :

  1. ما اللغات الرسمية في فنلندا ؟
  2. أين يتركز معظم السكان في فنلندا ؟
  3. كيف أثّر موقع فنلندا بين روسيا والسويد في تاريخ فنلندا ؟
  4. ما الإنتاج الصناعي الرئيسي في فنلندا ؟
  5. ما ذا تعرف عن كاليفالا ؟ وكيف أثرت على الفن الفنلندي ؟
  6. لماذا تتمتّع فنلندا بمناخ معتدل أكثر من أي منطقة تقع على نفس خط العرض؟
  7. ما السونا ؟
  8. ما سياسات الرعاية الاجتماعية في فنلندا ؟
  9. ما عدد بحيرات فنلندا تقريبًا ؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية