الرئيسيةبحث

لابلاند ( Lapland )



لابلاند حدودها الجنوبية تقع قريبًا من الدائرة القطبية الشمالية، ولهذا فإن الإقليم يتمتع بمناخ شديد البرودة.
لابْلاند منطقة تقع في أقصى شمالي أوروبا فوق الدائرة القطبية الشمالية وتتبع كلا من النرويج والسويد وفنلندا وروسيا. وتعرف المنطقة باسم لابلاند لأنها مقر شعب اللاب. ويطلق اللابيون على أنفسهم اسم سامي. ومناخ لابلاند قارس البرودة، ويستمر فصل الشتاء من شهر أكتوبر إلى شهر مايو. وخلال الشتاء تتجمد البحيرات والأنهار، ويغطي الجليد الأراضي، وتنخفض درجات الحرارة في الشتاء إلى 18°م دون الصفر على الساحل وإلى 43°م دون الصفر في الداخل. وفي الصيف ترتفع إلى 21°م على الساحل وإلى 27°م في الداخل. وحيث إن لابلاند تقع في المنطقة الشمالية فإنه توجد فترة شهرين كاملين في فصل الصيف لا تظلم خلالهما السماء إطلاقًا، ومن ناحية أخرى فإن الشمس لا ترتفع فوق حد الأفق لمدة شهرين كاملين خلال فصل الشتاء.


الموقع والمساحة:

تغطي لابلاند نحو 388,000كم². وهي تمتد عبر المناطق الشمالية للنرويج والسويد وفنلندا وجزء صغير من شمالي روسيا، ولاتوجد للابلاند حدود جنوبية محددة المعالم، ولكنها تنتهي عند الدائرة القطبية الشمالية على وجه التقريب.

الرّنة المصدر الرئيسي لحياة كثير من اللابيين حيث تزودهم باللحوم والألبان والجلود التي يصنعون منها ملابسهم وخيامهم. يقتاد هذا اللابي قطيعًا من الرّنة أثناء هجرة الربيع.

الأرض ومواردها:

معظم لابلاند منطقة موحشة جدباء، تنمو بها أشجار قزمية، ونباتات طفيفة وهزيلة، ولكن بعض المناطق تنمو بها غابات كثيفة من أشجار البتولا والصنوبر، والتنوب. ومعظم الأشجار تظل قصيرة، بسبب شدة البرد. وتشمل النباتات في لابلاند أيضًا الشجيرات ذات السيقان وشُجيرات التوت. وتعدُّ الطحالب والأشنة غذاء مهمًا لحيوانات الرنة البرية والمستأنسة، وهذه الحيوانات تمثل مصدرًا مهمًا من مصادر الغذاء، كما أنها تستعمل في الجر والصيد. وبعض اللابيين يزرعون الشعير وحشائش العلف والبطاطس. وأهم مصادر الثروة المعدنية في لابلاند خام الحديد ومعدن النيكل. وتوجد طبقات خام الحديد في أعماق التربة في جنوبي منطقة لابلاند السويدية، وتوجد رواسب معدن النيكل في المنطقة الروسية. ويعد خام الحديد الموجود في طبقات الأرض في لابلاند من أكبر كميات خام الحديد المخزونة في العالم. وتعدّ جاليفاري وكيرونا ومالمبرجيت من أغنى مناطق العالم بمناجم خام الحديد. وتربط السكك الحديدية بين مناطق خام الحديد وميناء نارفيك النرويجي الذي يقع على بحر النرويج، كما تربط بينها وبين لوليا على خليج بوثنيا في السويد. وتحمل السكك الحديدية خام الحديد من هذه المناطق إلى هذين الميناءين، استعدادًا لتصديره إلى الخارج. وتعدّ مورمانسك في داخل روسيا، ميناءً مهمًا للصيد.

لابيو الجبال رحل يتنقلون دائمًا طلبًا للكلأ لقطعان الرّنة. ولكل أسرة من اللابيين خيامٌ مخروطية الشكل سهلة الحمل يسمونها لافو.

السكان وحرفهم:

يصل عدد سكان لابلاند إلى 1,5 مليون نسمة، ولكن 45,000 منهم فقط من اللابيين، يعيش منهم 20,000 في النرويج و 17,000 في السويد و 4,400 في فنلندا و 1,500 في روسيا. ويعدّ اللابيون من أقصر الشعوب في أوروبا، فمتوسط طول الشخص 150سم فقط، ويتميز كثير منهم بالجبهة العريضة، وعظام الوجنتين البارزة والأنف العريض المفلطح، والشعر الداكن المسترسل والبشرة الداكنة. تزوج عدد من اللابيين من السويد وفنلندا والنرويج، ولذا فإن الصفات الجسمانية للأجيال الجديدة آخذة في التغير. تُصنع الملابس التقليدية للابيين من الصوف وفراء الرنّة تزينها قطع من القماش ذات الألوان البهيجة. ومعظم اللابيين يرتدون هذا الزي التقليدي في المناسبات فقط، وعادة ما يرتدون الملابس ذات الطابع الأوروبي.كان اللابيون في الماضي قومًا متنقِّلين، يسعون وراء قطعان الرنّة، وبعضهم لايزال يتبّع هذا النمط من الحياة. ولكن معظم اللابيين حالياً، يعيشون في قرى تقوم على الصيد أو الزراعة، وبعضهم أيضًا يعيش ويعمل في المدن. ويمكن تصنيف اللابيين الذين يعيشون في المناطق الريفية ـ تبعاً لمصدر كسبهم للرزق إلى الفئات: 1- اللابيون البحريون. 2- اللابيون الجبليون. 3- لابيو الغابات.

لابيُّو البحر يمثلون أكبر فئة، ويعيشون على طول الساحل، ويكسبون قوتهم من الصيد في المقام الأول، وكثيرًا ما يشيدون منازل جماعية لهم، ويكوّنون بها مجتمعات للصيد.

لابِيُّو الجبال يقومون بتربية آيائل الرنة. ومعظمهم من الشباب في مقتبل العمر، يعيشون في الشمال خلال الصيف، وينزحون جنوبًا في الشتاء. ويعيش بعضهم في أكواخ، ولكن البعض الآخر يتنقل ومعه أحدث معدات الخيام. وهم يقومون بتربية الرنّة القطبية أساسًا، لبيع لحومها. في الماضي كان كل لابيي الجبال تقريبًا يستخدمون الزحَّافات للم شمل قطعان الرنّة، أما الآن فالكثير منهم يستعملون المعدات الحديثة مثل السيارات وعربات النقل وسيارات الجليد.

لابيِوُّ الغابات يعيشون في قرى بمناطق الغابات، ويعمل الكثيرون منهم في قطع الأشجار، وبعضهم في الزراعة أو تربية الرنّة والماشية والأغنام. ويقوم اللابيون الذين يعيشون في غابات قرب شواطئ الأنهار أو البحيرات بصيد الأسماك أيضًا، ويسمّى هؤلاء أحيانًا لابيي الأنهار.

الدين واللغة:

لغة اللابيّين مرتبطة باللغة التي يتحدث بها الفنلنديون. ويتحدث الناس تبعًا للمناطق التي يتواجدون فيها لهجات مختلفة تمامًا. وتوجد الآن مدارس في النرويج والسويد وفنلندا تستخدم لغة اللابيّين. ويوجد في لابلاند بعض المعاهد التي تتخصص في الدراسة المتعمقة للثقافة اللابية. مارس اللابيّون منذ زمن بعيد نوعًا من الطقوس الدينية تسمى الشامانية، وكان من المعروف أن الرجل الشاماني (وهو الرجل المداوي)، يقرع الطبول وسيلة للتنبؤ بالمستقبل. أما حالياً فينتمي معظم اللابيين إلى الكنيسة اللوثرية، أو الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. ولابيو الجبال قوم رحَّل، يتنقلون بصفة مستمرة للحصول على الغذاء اللازم لقطعان الرنّة التي يمتلكونها. وكل أسرة من لابيي الجبال تعيش في خيمة مخروطية الشكل يمكن حملها، تسمّى اللافو، وغالبًا ما يجد السكان صعوبة في حضور المراسيم الكنسية، حيث يعيشون بعيدًا عن الكنيسة، ولكنهم يسافرون عبر مناطق شاسعة لإتمام مراسم الزواج أو لدفن موتاهم.

نبذة تاريخية:

يعتقد علماء علم الإنسان أن اللابيّين قد نزحوا إلى لابلاند من شمالي آسيا، منذ آلاف السنين. وقبل عام 1000 م بدأ الفايكنج في التجارة مع اللابيّين، وكان اللابيون وقتها يحتلّون معظم أراضي فنلندا والمناطق الشمالية من النرويج والسويد، ولكن فيما بعد نزح المستوطنون الفنلنديون إلى الشمال، ودفعوا اللابيّين إلى شمالي فنلندا. وفي بداية القرن السادس عشر الميلادي وقع اللابيّون تحت سيطرة حكومات الدول التي تتولى إدارة لابلاند حاليًا. ومنذ منتصف القرن العشرين هجر عدد كبير من اللابيّين أسلوب حياتهم التقليدي، وبدأوا يعملون في المدن الكبيرة والصغيرة خارج منطقة لابلاند، هذا بالإضافة إلى أن الأساليب الحديثة وصلت إلى لابلاند، ولذا فإن كثيرًا من أهل لابلاند يحثون حكوماتهم على المعاونة في الحفاظ على تقاليد اللابيين، ولغتهم ونمط حياتهم.

★ تَصَفح أيضاً: السويد.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية