القندس ( Beaver )
☰ جدول المحتويات
القندس يحاول تحريك الشجرة ـ بعد قطعها ـ لأقرب بركة. |
يعيش القندس في الأنهار والجداول والبحيرات العذبة بالقرب من الغابات، ويعتبر من أمهر الحيوانات في السباحة والغوص ؛ لأن بإمكانه السباحة تحت الماء لمسافة تقارب الكيلومتر، كما يمكنه أن يظل دون تنفس لمدة 15 دقيقة.
وللقندس فرو ناعم ولامع، يدوم طويلاً إذا استعمل في صناعة الملابس، لذلك يستعمل في صناعة سترات الفراء وصنع ياقات وأكمام سترات القماش. وقد يتم خلط فرو القندس مع بعض الأنواع الأخرى من الفراء لصنع قماش يُسمىّ اللباد.
يعيش القندس في نصف الكرة الشمالي، وكان توزيعه في العالم القديم متفرقًا غير متواصل، وكان يوجد بامتداد مجرى نهر إلبة، في أواسط أوروبا وفي الوادي المنخفض من نهر الرون جنوبي فرنسا، كما وجد أيضا في الدول الإسكندنافية، وفيما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي سابقا شرقًا حتى بحيرة بيكال. وتوجد أعداد من القندس في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بنسبة تفوق أي مكان آخر في العالم. ولقد بدأ الهنود الحمر في أمريكا الشمالية يتاجرون بفرو القندس منذ القرن السادس عشر الميلادي، حيث كانوا يقايضونه بالأواني والأدوات والأسلحة مع المكتشفين الفرنسيين. وقد صارت القبعات المصنوعة من اللباد موضة في أوروبا في أواخر ذلك القرن، مما زاد الطلب كثيرًا على فرو القندس. وقد بدأت تلك التجارة في الانحسار خلال الثلاثينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. وبعد أن قتل الصيادون أعدادًا هائلة من حيوان القندس، حتى لم يتبق إلا قلة قليلة منها في قارة أمريكا الشمالية، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، تدخلت حكومتا الولايات المتحدة وكندا بإصدار القوانين الخاصة بحماية حيوان القندس. والآن يمكن اصطياد حيوان القندس ـ كغيره من الحيوانات الأخرى ـ فقط خلال أوقات معينة من العام.
حقائق موجزة | ||||||||||
|
جسم القندس
هيكل القندس |
الرأس:
للقُنْدُس رأس عريض ذو فكوك كبيرة وقوية. ويمكنه إغلاق أذنيه المستديرتين ومنخريه الصغيرتين بإحكام، ليمنع دخول الماء فيهما، كما يملك القُنْدُسُ ثلاثة جفون لكل عين، جفنان خارجيان، أحدهما علوي والآخر سفلي، يحيطان بالعين تمامًا، بينما الجفن الثالث داخلي شفاف، ينسحب على العين تمامًا، ويمكّن الحيوان من الرؤية في الماء، ويحمي العين على اليابسة من الأغصان الحادة حينما يقطع القندس الأشجار. ولا يرى القُنْدُسُ جيدًا، ولكنه يعتمد على حاستي السمع والشم القويتين لديه لتحذيره من الأخطار.أسنان أمامية |
قدم أمامية |
قدم خلفية |
حراشف على الذيل |
الأسنان:
للقُنْدُس 20 سنًا، أربع منها أسنان أمامية قوية منحنية للقضم و16 خلفية للمضغ. وتُسمى الأسنان الأمامية القواطع، وهي ذات غلاف خارجي شديد الصلابة ذي لون برتقالي براق. أما الغلاف الداخلي للقواطع فأقل في صلابته بكثير من الغلاف الخارجي، وعند القضم يتآكل الجزء الداخلي من القواطع بصورة أسرع من الجزء الخارجي، ولذلك توجد في تلك الأسنان أطراف حادة جدًا كطرف الإزميل. ولا يمكن أن تتآكل أو تقصر هذه القواطع، لأنها في نمو دائم طيلة حياة الحيوان. وللأسنان الخلفية أطراف منبسطة خشنة، ويتوقف نمو تلك الأسنان عندما يبلغ القندس عامين من العمر.وتوجد فجوتان كبيرتان بين قواطع القُنْدُس وأسنانه الخلفية، كما توجد زائدتان جلديتان، واحدة على كل جانب من الفم تنثنيان للداخل، وتتقابلان خلف القواطع ؛ لتغلقا الجزء الخلفي من التجويف الفمي، وبهذه الطريقة يتمكن القُنْدُسُ من قطع الأشجار في البر أو في الماء، دون دخول شظايا الخشب، أو الماء، إلى تجويف فمه. وتفتح الزائدتان الجلديتان عند الأكل أو الشرب.
الأقدام:
للقندس أرجل قصار وأقدام سوداء مغطاة بجلد سميك قليل الشعر، وينتهي كل كف من الأرجل الأمامية بخمس أصابع ذات مخالب طويلة وسميكة، يستعملها القندس في حفر جذور الأشجار والشجيرات التي يتغذى بها. وعند السباحة يجعل القندس أكفه الأمامية في قبضتين ويلصقهما بصدره، وعندما يسبح بين النباتات المائية فإنه يدفع تلك النباتات جانبًا بكفيه الأماميين.وأطراف القندس الخلفية أكبر من أطرافه الأمامية، وقد تصل إلى 15 أو 18 سم طولاً، و بين الأصابع توجد الأغشية التي تنتهي بمخالب قوية. ويوجد في كل رجل خلفية مخلبان مشقوقان يستعملهما القندس في تمشيط فروه. وتستخدم الأرجل الخلفية في السباحة والغطس بمثابة مجاديف.
الذيل:
يعتبر ذيل القندس من أغرب أعضاء الحيوان. فهو صلب ومفلطح ويشبه المجداف، ويبلغ طوله 30 سم، وعرضه 18 سم، وسُمكه 2سم. وجزء الذيل الصغير القريب من جسم الحيوان مغطى بفرو شبيه ببقية الجسم، بينما تتغطى بقية الذيل بحراشف جلدية سوداء، وشعيرات قليلة صلبة. ويستعمل القندس ذيله للتوجيه عند السباحة، ويستعمله أيضًا كدعامة عندما يقف على أرجله الخلفية، ويضرب به الماء ليحدث دويًا عاليًا يحذر به أقرانه من الخطر.الفرو:
يتفاوت لون فرو القندس من اللون البني الداكن اللامع إلى اللون البني المصفر، ولكنه يبدو أسود عندما يكون مبتلاً. وللقندس نوعان من الفرو: 1- فرو تحتي قصير وناعم 2- شعيرات حماية طويلة سميكة. ويمكِّن الفرو التحتي القندس من الارتياح داخل الماء، حيث يحتفظ بفقاقيع هوائية ملتصقة بجسم الحيوان لتدفئته حتى في المياه الباردة.حياة القُنْدُس
مناطق وجود القنادس توضح المناطق الملونة بالأصفر في الخريطة أعلاه أماكن وجود القنادس في العالم. تعيش غالبية القنادس في قارة أمريكا الشمالية. |
ويعيش القُنْدُس ما يقرب من 12 عامًا، وأعداؤه الدببة والأوشاق وثعالب الماء والحيوانات الذئبية والذئاب والناس. ويتحاشى القندس أولئك الأعداء بالبقاء في الماء وعدم الخروج إلا ليلا للغذاء والعمل.
الصغار:
تمتد فترة الحمل في القندس ما يقرب من ثلاثة أشهر، وتلد الأنثى من 2 - 4 جراء، وتولد غالبية الصغار التي تسمى هِررة أو جِراء في شهر أبريل أو مايو، ويصل طول كل واحد منها ـ بما في ذلك طول الذيل ـ إلى ما يقرب من 40 سم، ويزن ما يقرب من 0,5كجم.ويبلغ طول ذيله 9 سم، وله فرو زغبي ناعم، ويولد مفتوح العينين. وتعيش الصغار مع آبائها لمدة عامين تقريبًا، ثم يقوم الآباء بطردها من المجموعة العائلية ليفسحوا المجال للصغار الجدد. ونادرًا ما تتشاجر القنادس فيما بينها، باستثناء فصل الربيع عند قيامها بطرد الصغار عند بلوغها العامين.
الغذاء:
يتغذى القندس بقلف الأشجار، وبالأغصان والأوراق وجذور الأشجار والشجيرات. وأشجاره المفضلة للغذاء هي أشجار الحور وبخاصة أشجار الحور الرَّجْراج، وأشجار الحور القطني وأشجار الصفصاف، حيث يكفي نصف هكتار من أشجار الحور لإعالة عائلة من القنادس مكونة من ستة أفراد لمدة عام أو عامين. ويتعذى القندس أيضًا بالنباتات المائية، وبخاصة جذور وبراعم زنابق الماء الغضّة.تخزن القنادس الطعام للشتاء في مطمورة تحت الماء بالقرب من مساكنها التي تحتوي على الأغصان وجذوع الأشجار، وتسبح إليها تحت الثلج لتأكل القلف.
قَطْع الأشجار:
يستعمل القندس أسنانه الأمامية القوية في قطع الأشجار، ولإزالة القلف والأغصان منها. ولكي يتمكن القندس من قطع شجرة ما، فإنه يقف أمامها على رجليه الخلفيتين مستعملاً ذيله كدعامة، ثم يضع مخالبه الأمامية على الشجرة ويدير رأسه جانبيًا ويعض جذع الشجرة ليحدث قطعًا فيه، ثم يحدث قطعًا آخر في الجذع أسفل القطع الأول بمسافة تتفاوت مع حجم الشجرة نفسها حيث تتسع تلك المسافة كلما كانت الشجرة أكبر. ثم بعد ذلك يقضم القندس عدة قضمات من القطعين ليعمقهما، ثم يجذب قطعة الخشب الموجودة بين القطعين بأسنانه، ويستمر في القطع وإزالة الخشب حتى تسقط الشجرة. ويقطع القندس الخشب ابتداء من حول جذع الشجرة، ولكنه أحيانا يقطع عبر الجذع من جهة واحدة فقط.ولا يستطيع القندس التحكم في اتجاه سقوط الشجرة، ولكنه يستمر في القطع حتى يبدأ الجذع في السقوط، وهنا يجري القندس بعيدًا عن الشجرة للسلامة، ويغطس في الماء القريب منه عادة، وينتظر هناك حتى يتأكد من أن الضوضاء التي أحدثها وقوع الشجرة لم تجذب أي عدو، ثم يخرج للعمل في الشجرة التي قطعها.
يقضم القندس الأغصان أولاً ويزيلها من الشجرة، ثم يحمل الجذع أو يسحبه أو يدفعه أو يدحرجه في الماء. ويُخَزِّن القندس بعض الأغصان في الماء على أعماق سحيقة ليتغذى بها في الشتاء. أما باقي الأغصان فيستعملها في توسيع أو ترميم السد والمسكن. ويعمل القندس عادة منفردًا، ولكنه أحيانًا أخرى يعمل مع بعض أفراد عائلته.
مستعمرة القندس مفعمة بالنشاط. تقطع القنادس الأشجار لتبني سدًا وتصلح مساكنها، وتخزن الطعام في مطمورة للشتاء، وتنقل الأغصان لصغارها بالمسكن. |
بناء السدود والقنوات:
تبدو عادات القندس في البناء وتخزين الطعام غريزية. فهو يقطع الأشجار حتى وإن لم يكن لديه مكان يبني فيه سدًا أو مسكنًا أو كان لديه ما يكفيه من الطعام.وقد يشارك كل أفراد المجموعة العائلية وعدة مجموعات عائلية ـ أحيانا ـ في بناء سد ما. وتُبْنَى السدود من جذوع وأغصان الأشجار والصخور التي تلصق كلها، بعضها مع بعض، بوساطة الطين، بينما تُبنَى قاعدة السد من الطين والحجارة، ثم تضاف قطع من الأغصان وأعمدة من الجذوع، ويُقَوَّى السد بأن تُثَبّتُ الأعمدة بميلها نحو اتجاه تيار الماء نفسه، ثم تُلَصَقُ أطراف وجوانب الأعمدة بمزيد من الطين والحجارة والنباتات المبتلة. وتؤدي القنادس معظم أعمالها بأسنانها وأكفها الأمامية، فتجلب الطين من قاع النهر بحمله بالأكف الأمامية على الصدور.
وتبني القنادس سدودها حتى تكون قمة السد أعلى من مستوى الماء. ويبلغ طول بعض السدود أكثر من 300م. وتبني القنادس السدود لتكون بحيرات تشيد عليها مساكنها الشبيهة بالقلاع، وهي عادة ما تشيد في وسط تلك البحيرات بمنأى عن الضواري المفترسة. وتحافظ القنادس على سدودها في حالة جيدة لسنين عديدة. ولا تبني العديد من القنادس التي تعيش في بحيرات موجودة من قبل، سدودًا، ولكن يبني بعضها سدودًا عند مداخل البحيرات الصغيرة. وتشيّد القنادس قنوات لتوصيلها إلى مواقع الغذاء البعيدة عن مستوى أبصارها، وذلك لأنها تفضل السباحة في الماء على التحرك فوق اليابسة.
ويعلِّم القُنْدُسُ إقليمه بوساطة تلال صغيرة تُسمى الزيتيات، وهي أكوام صغيرة من الطين ممزوجة برائحة القندس نفسه، التي تفرزها غدده الزيتية. وتوجد بعض الروائح المصنّعة من غدد القنادس الزيتية.
وتحفر القنادس ـ أحيانًا ـ قنوات لإيصال جذوع الأشجار إلى سدودها ومسكنها بسرعة وسهولة. ويبلغ عمق هذه القنوات ما يقرب من 30 - 45سم و نحو 45 - 60سم في العرض، وقد يصل طولها إلى أكثر من 200م، وقد تمتد من منطقة غابات إلى بحيرة أو إلى شاطئ نهر، أو تمر عبر قطعة من الأرض ممتدة داخل الماء.
بناء المساكن:
تشبه مساكن القندس ـ إلى حد ما ـ أكواخ الهنود الحمر المستديرة أو خيامهم المخروطية. وتستعمل المجموعة العائلية من القنادس المواد نفسها والطريقة نفسها التي تتبعها في بناء سدودها ومساكنها. ويقف المسكن على شاطئ نهر أو في الماء مثل الجزيرة، وترتفع معظم قمم المساكن عن سطح الماء بما يقرب من 90-180سم، ولكل منها العديد من المداخل والأنفاق تحت الماء، وتقود كلها إلى حجرة داخلية ذات أرضية ترتفع عن سطح الماء بما يقرب من 10- 15سم. ويمكث الصغار داخل تلك الغرفة الدافئة بعيدًا عن برد الشتاء، وعن البلل، كما يتجفف الكبار بداخلها بعد جلبهم للغذاء، وتوجد في سقف تلك الغرفة فتحات للتهوية. ويتفاوت حجم المسكن حسب حجم الأسرة، وحسب المدى الزمني الذي عاشته القنادس فيه، وذلك لأن القنادس توسع وترمم المسكن طيلة سكنها فيه. وتغادر غالبية القنادس مساكنها إما لأنها قد التهمت كل الغذاء الموجود في المنطقة، أو لأن كثيرًا من الأعداء قد سكن بالقرب منها.وقد تحفر القنادس التي تعيش في البحيرات الكبيرة أو في الأنهار سريعة الجريان أوكارًا في الشواطئ ذات مداخل وأنفاق تحت الماء.
★ تَصَفح أيضًا: الحيوان ؛ الفراء ؛ الصيد بالشراك.