الرئيسيةبحث

الصيد بالشراك ( Trapping )



نصب الشراك للقندس كان عملاً مربحًا لكثير من الأمريكيين الأوائل خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين في أمريكا الشمالية. فقد كانوا يستخدمون فخاخاً من الفولاذ، وكانت تثبت في المكان بسلسلة ووتد. وكان الصيادون يبيعون الجلود أو يقايضونها بالأطعمة والمؤن الأخرى. وكانت تستخدم غالبية جلود القندس في صنع القبعات التي تباع في أوروبا.
الصيد بالشِّرَاك و أسر الحيوانات البرية أو قتلها بوساطة الفخاخ. وكانت هذه الطريقة إحدى الطرق البدائية التي كان يحصل بها الناس على الحيوانات، لسد حاجاتهم من الأطعمة والملابس، ولا يزال الناس في كثير من أنحاء العالم ينصبون الشراك، للحصول على الطعام، فبعض القبائل الإفريقية مثلاً تحصل على قوتها بصيد البقر الوحشي والقرود بهذه الطريقة.

كما يَنْصُب الناس الشِّرَاك، لصيد الحيوانات لكسب عيشهم. وقد أصبح كثير من الأمريكيين الأوائل في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، في أمريكا الشمالية أثرياء، باصطيادهم الحيوانات ذات الفراء الثمين. وكانوا يبيعون الجلود، لاستخدامها في صنع ملبوسات الفراء الأنيقة، التي كانت ترتديها طبقات المجتمع العليا. أما الآن فإن إنتاج الفراء الصناعي يوفر ما يحتاجه الإنسان فضلاً عن إنتاج المزارع التي تقوم بتربية الحيوانات ذات الفراء كحيوان المنك، وحيوان الشنشيلة القارضة. ولكن مازال كثير من الناس يقومون بممارسة الصيد بالشراك كرياضة ووسيلة للربح المادي. وتشمل الحيوانات التي تُصَاد بالشِّرَاك من أجل فرائها، الدببة، وحيوان القندس، وهو حيوان قارض ثمين الفراء، والثعالب، وحيوان الدلق أو الخز، وثعلب الماء، وفئران المِسك، والراقون.

يقوم بعض الناس بممارسة الصيد بالشراك لأغراض أخرى ؛ فالعلماء مثلاً يمارسون الصيد بالشراك، للإمساك بالحيوانات البرية دون أن يصيبوها بأذى، بهدف دراسة عاداتها. بينما يستخدم المزارعون ومربو الماشية الصيد بالشراك لصيد الحيوانات التي تقتل دواجنهم وأغنامهم كالثعالب والذئاب. ويُطْلق على الحيوانات التي تفترس الحيوانات الأخرى اسم الضواري ويَنْصُب الكثير من ملاك المنازل الشراك، للإمساك بالفئران، والخُلد، والحيوانات المؤذية الأخرى، التي تتلف المروج الخضراء، أو تغزو خزانات الملابس والأطعمة بحثًا عن الطعام.

أنـواع الشراك يعتمد نوع الشرك المستخدم على نوع الحيوان المراد صيده وما إذا كان المطلوب صيده يُراد حيًا أو ميتًا. ويمكن استعمال الطعم في أي نوع منه. ولكن قد لا يكون استعماله ضروريًا. فمثلاً في صيد المنك أو فأر المسك قلما يحتاج الأمر إلى استخدام الطعم. والصياد عادة يخفي شركه في موقع يعيش فيه الحيوان وينتظر الحيوان الذي يقع فيه.

أنواع الشراك:

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الشراك: 1- شراك قابضة 2- شراك تطويق 3- شراك قاتلة.

ويمكن وضع الطعم في أي شرك من هذه الشراك، غير أن ذلك قد لا يكون ضروريًا.

الشراك القابضة:

وهي تُمْسك بالحيوانات، إلا أنها لا تقوم بقتلها. وأكثر هذا النوع شيوعًا هو الشرك الفولاذي. وتنتج المصانع شراكًا فولاذية مختلفة الأحجام والأشكال للقبض على حيوانات، مثل الثعالب، والراقون. وللشراك الفولاذية قابضات، تشبه الفكين، تعمل بنابض فولاذي، وتمسك الحيوان من قدمه أو ساقه. وتوجد في بعض الشراك الفولاذية أسنان، قد تصيب الحيوان إصابة مؤثرة، إذا قاوم للتخلص من أسره. وتعتبر بريطانيا الصيد بالشراك الفولاذية وحشية، ليس فيها رفق، لذا تحظر استخدامها، وتمنع بعض الولايات في الولايات المتحدة استخدام شراك الفولاذ ذات الأسنان.

شرك التطويق يقبض على الحيوانات حية. ويرى في الصورة أعضاء مكتب إدارة الحياة البرية بالولايات المتحدة وقد قاموا بصيد دب أسود. وسيفحصون هذا الحيوان ويضعون عليه بطاقة قبل إطلاق سراحه.

شراك التطويق:

وتقوم بالإمساك بالحيوان دون إصابته بأذى. والنوع الأكثر انتشارًا منها هو الشَّرَك الصندوقي، أو القفص، ويقوم ناصب الشرك بوضع طُعْم في الصندوق ليُغْري الحيوان بالدخول إليه، ثم يُغْلق باب الصندوق فجأة حابسًا الحيوان بداخله. ويستخدم صائدو الحيوانات والعلماء غالبًا شراك الصناديق، للقبض على الحيوانات ؛ بهدف وضعها في حدائق الحيوانات، أو لاستخدامها في الأبحاث العلمية. وقد يصطاد العلماء الحيوانات ثم يقومون بتثبيت بطاقات عليها حتى يمكنهم متابعة تحركاتها بعد إطلاق سراحها.

يستخدم كثير من الناس الشراك الصندوقية للقبض على السناجب في حدائقهم أو منازلهم، ثم يقومون بعد ذلك بإطلاق سراحها في مناطق بعيدة غير مأهولة بالسكان.

الشراك القاتلة:

وتقوم بأسر الحيوانات وقتلها في الوقت نفسه وتتضمن هذه الشراك مصيدة الفئران التي تستخدم في كثير من المنازل ومخازن الغلال. وتشتمل مصيدة الفئران المألوفة على قضبان معدنية، تطبق مغلقة بوساطة نابض ملفوف فتدق عنق الضحية. وهناك شَرَك قاتل آخر يستخدم بكثرة في الولايات المتحدة ؛ للقبض على حيوانات القندس، وفئران المسك ويطلق عليه الكونيبير. وتحكم قضبانه المعدنية القبض على الحيوان بقبضة مقصية تسحقه على الفور.

الصيد بالشراك وحماية الحياة البرية:

كثيرًا ما تنتقد جماعات الحفاظ على الحياة البرية أي نوع من أنواع الصيد بالشراك التي تقتل الحيوانات. ويخشون أن تصبح أنواع معينة من الحيوانات مهددة بالانقراض إذا ما استمر الناس في صيدها.

يعتقد بعض الناس أن صيد الحيوانات الضارية من شأنه أن يخل بتوازن البيئة الفطرية. ★ تَصَفح: توازن الطبيعة. وهم يعتقدون أن قتل الضواري، سينتج عنه بمرور الوقت زيادة كبيرة في عدد القوارض والحيوانات الأخرى التي تتغذى بها الضواري. ولكن هناك من يقول إنه عندما يصبح عدد بعض الحيوانات أكثر مما ينبغي فإن عدد الضواري سيزداد نظرًا لوجود كمية كبيرة من الطعام.

حاولت بعض الدول الحفاظ على الحياة البرية بإصدار قوانين متنوعة بما في ذلك الحظر التام على صيد حيوانات بعينها، وتختلف قوانين الصيد من بلد إلى آخر، فتصدر كل دولة تراخيص لصيد الحيوانات فيها وتحدد الوقت الذي يُسْمح فيه بالصيد، كما تحدد أيضًا الأنواع التي يسمح بصيدها، وأعداد الحيوانات، التي يمكن صيدها في المرة الواحدة. ففي بريطانيا على سبيل المثال لا يُسْمح بصيد أي حيوان بري إلا تحت ظروف خاصة، وتتضمن هذه الظروف الخاصة الضرر الخطير للماشية، أو المحاصيل، أو الفاكهة، أو الأخشاب أو أي نوع آخر من الممتلكات، أو لصائدي الأسماك. وتحدد الشراك التي يسمح باستخدامها بالتفصيل، ويقتصر استخدام هذه الشراك على الإمساك أو قتل الجرذان، أو الفئران، أو السناجب الرمادية، أو القاقم الأوروبي، أو ابن عرس، أو الهوام الأرضية الصغيرة الأخرى، وتُسْتَخدم فقط في أماكن محددة.

تحظر بعض الدول استيراد أي نوع من الحيوانات المعرضة للخطر، أو أية منتجات تصنع منها. ويعتقد أولئك الذين يدافعون عن مثل هذه التشريعات، بأنها ستؤدي إلى تقليل العدد الذي يتم اصطياده منها في الدول الأخرى إذا لم تجد سوقًا تُرَوِّج لها في الخارج، ومن الممكن استصدار تراخيص خاصة، تستثني صيد تلك الحيوانات التي تستخدم للبحث العلمي.

★ تَصَفح أيضًا: الفراء.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية