الرئيسيةبحث

التخييم ( Camping )



متنزه عسير الوطني، في المملكة العربية السعودية، حيث تتوفر خدمات التخييم.
التخييم نوع شائع من أنواع الترويح خارج البيت. وتتيح الأنواع المختلفة من المخيمات فرصًا ليستمتع الناس بقضاء وقت طيب في بيئة طبيعية بتكلفة زهيدة. وتتفاوت رحلات المخيمات بين قضاء ليلة في خيمة بأحد مواقع المخيمات أثناء أجازة سياحية، وقضاء عدة أسابيع في أماكن خالية نقية، وقد يلجأ المخيمون للإقامة في مقر على الساحل أو في البر، أو ربما يزورون الغابات أو الصحارى أو البحيرات أو الجبال.

والتخييم من وسائل الترويح عند العرب قديمًا وحديثًا. وفي دول الخليج العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية، يخرج الناس إلى البر وينصبون الخيام ويصطحبون عائلاتهم وكل ما يلزم من طعام وشراب ووسائل الترويح من تلفاز وأدوات رياضية. كما ينصب الكثير منهم خيامهم في المتنزهات وأماكن التخييم الأخرى على سواحل البحر، حيث يقوم بعضهم بالسباحة في الشواطئ المخصصة لذلك أو يمارسون مختلف أنواع الرياضة.

مجموعة من الشباب يستمتعون بالهواء النقي والجو اللطيف في منطقة الشفا السياحية قرب مدينة الطائف بالسعودية.
ويظل بعض المخيمين في موقع واحد طوال رحلتهم، ومن هذا الموقع يزورون ما يجذب السياح، أو يشاركون في الرياضات المائية، أو قد يسترخون لمجرد الراحة والاستجمام. كما قد يقضون وقتًا في بعض الأنشطة الخارجية المحببة مثل مشاهدة الطيور، أو صيد الأسماك، أو جمع الصخور، أو التصوير أو المشي.

ويفضل كثير من المخيمين التنقل بسياراتهم في كل يوم من مكان إلى آخر، وعادة ما يبدأون برنامجهم في الصباح الباكر. وبحلول وقت الظهر يكونون قد تمكنوا من اختيار مخيم جديد. ومن السهل العثور على مواقع للمخيمات، فهناك آلاف المواقع خصصتها ورخصتها السلطات المحلية وتديرها شركات السياحة المختلفة.

مجموعة من الشباب يستمتعون بجو البر النقي ويشربون القهوة العربية في قطر.
قد يتقاضى القائمون على إدارة المخيمات رسومًا من المخيمين. وتوجد في المخيمات الكبيرة تسهيلات واسعة، مثل الدكاكين والمطاعم والحمامات وحمامات السباحة، وربما تكون هناك تكاليف أخرى لأي تسهيلات إضافية، مثل الكهرباء.

وفي كثير من البلدان تحكم القوانين الأماكن التي يمكن أن ينصب الناس فيها خيامهم، بحيث تضمن المحافظة على نظافة وصحة وتنظيم أماكن المخيمات. يحمل بعض المخيمين كل أمتعتهم على ظهورهم أو في وسائل نقل كالسيارات والزوارق مثلا. وعادة ما يقطع هؤلاء المخيمون مسافات أقل من غيرهم، بيد أنهم يستمتعون بالأماكن التي يزورونها. وتتكون معظم نشاطاتهم في التحرك من مكان إلى آخر، ونصب المخيمات وتجهيز الوجبات وبعض الأنشطة الرياضية والثقافية.

أنواع المخيمات

مخيمات الخيم:

أكثر أنواع المخيمات شيوعًا. كما أنها أيضًا أحد أقل المخيمات تكلفة. وتأتي الخيم في أحجام وأشكال مختلفة. فلا يتسع بعضها إلا لشخص واحد، بينما يتسع بعضها الآخر لمجموعة من الناس. وتصنع الخيم الحديثة من مواد خفيفة الوزن، لسهولة حملها، وبساطة تركيبها حتى عند غير ذوي الخبرة في نصب الخيام.

مخيمات العربات الراحلة والمقطورات:

فالعربة الراحلة (الصالون) أو المقطورة بيت متحرك يربط بسيارة الأسرة. هذه العربات والمقطورات مهيَّأة كتهيئة المنازل العادية، بضروريات الحياة، وكمالياتها، يتخذها المخيمون مركزًا لمخيمهم ومنها ينطلقون للتمتع بالبر وما فيه.

التخطيط لرحلة مخيم

مخيمات الإجازات العائلية قد تتيح الفرصة للرياضات المائية وغيرها من الأنشطة الترفيهية الخلوية. غير أن كثيرًا من الناس يذهب للمخيمات لمجرد الاسترخاء والتمتع بجمال الطبيعة. وتُعد الحدائق العامة، كحديقة أكاديا العامة في ماين بالولايات المتحدة الأمريكي
يجب أن يخطط المخيمون لرحلاتهم قبل وقت كاف حتى يتمكنوا من البحث عن مواقع المخيمات والقيام بالحجوزات إذا لزم الأمر ويمكن الحصول على المعلومات اللازمة من وكالات السياحة، ومكاتبها والكتيبات السياحية والنشرات التي تصدر بهذا الشأن.

أما في أماكن إقامة المخيمات التي تعمل بنظام الأسبقية فيستحسن الحضور في الساعات الأولى من اليوم، غير أن كثيرًا من الأماكن المطلوبة تتطلب حجوزات مسبقة، وبالأخص في مواسم الإجازات المزدحمة. وقد يحتاج الإنسان استخراج تصاريح ليخيِّم في الأماكن النائية من المتنزهات العامة، أو الأماكن الخلوية.


معدات المخيم والطعام

إن شراء خيمة وأواني طبخ وفرش وغيرها من المعدات الضرورية، قد يبدو مكلفاً، غير أن المعدات الجيدة اللازمة للمخيم تستحق كل ذلك، إذ إنَّها عادة تستمر فترة أطول. وبعد الحصول على هذه الأشياء الغالية، فإن المُعَسكر قادر على أن يستمتع بإجازة في الخلاء قليلة التكاليف.

لا شك أن هناك أصنافًا كثيرة متاحة من المعدات، غير أنه ليس من الضروري أن يحمل الناس كمية كبيرة منها لقضاء رحلة ممتعة. وكثيرًا ما يخطئ المبتدئون بأخذ معدات أكثر مما يحتاجون. ويجب أن يبدأ المخيمون الجدد رحلاتهم بقليل من الأصناف الضرورية عالية الجودة. وبالممارسة سيدركون الأصناف الإضافية التي يمكن أن تفيدهم.

الخيم المصنوعة من المواد خفيفة الوزن يمكن حملها من مكان لآخر. ويشاهد بعض الشبان وهم يقومون بطي إحدى الخيم لمواصلة رحلتهم في كشمير المسلمة.

الخيام:

تُصنع الخيام اليوم عادة من قماش القنب أو النيلون أو القطن. وتتميز هذه المواد بالمتانة والمقاومة للنار وللماء وتتميز بالتهوية الكافية. وتأتي الخيم الحديثة في نماذج مختلفة، صممت لخدمة أغراض محددة، فمثلاً يحتاج بعض المسافرين خيمًا خفيفة الوزن صغيرة الحجم تتسع لشخص واحد.

أما بالنسبة للمخيمات العائلية، فيجب أن يكون بالخيمة مكان يكفي لإيواء مجموعة من الناس بارتياح. ويكون في بعض الخيام الكبرى أماكن للطعام والشراب وبعض الكماليات. وهذا النوع من الخيام أثقل وزنًا وأكثر صعوبة في نصبه.

وقبل شراء الخيمة، يجب طلب عرض توضيحي للتأكد من سهولة نصب الخيمة، كما يجب التأكد من متانة تكوينها وأنها تتضمن كل الأجزاء.

أكياس النوم:

تُعتبر أكياس النوم أكثر دفئًا وأسهل حملاً من البطانيات. ويؤمّن كيس النوم عزلا حراريًا عالي الكفاية للمحافظة على دفء المُعسكر. ويتميز الزغب أو الريش الناعم للوز أو للبط بأنه مادة عازلة للحرارة، ذات فعالية، خفيفة الوزن، يسهل ضغطها. وهناك كثير من المنسوجات الاصطناعية لا تقلُّ عزلاً للحرارة عن الريش، أقل منه تكلفة وتدوم مدة أطول، أضف إلى ذلك أن المنسوجات الاصطناعية أسهل في تنظيفها من الريش، وتجف أسرع منه. ويوضع العازل الحراري داخل الغطاء الخارجي لكيس النوم وهو مصنوع من نسيج متين وخفيف الوزن.

وتأتي أكياس النوم في ثلاثة أشكال:1ـ مومياء: وهو كيس يلتصق بالجسم ويضيق في الجزء السفلي منه. 2- منـخرط: وهو شبيـه بشكـل الموميـاء غير أنه أوسـع. 3ـ مستطيل: أكياس المومياء شائعة الاستعمال لمخيمات الشتاء وكذلك مخيمات المرتفعات العالية. وقد صممت الأكياس المنخرطة أساسًا لنفس الأغراض التي تستعمل فيها أكياس المومياء، وهي عادة لا توفر الحرارة اللازمة في حالات البرودة الشديدة، إلا أنها تسمح بمزيدٍ من الحركة. أما الأكياس المستطيلة فإن كفايتها في عزل الحرارة أقل من سابقتيها، غير أنها أكثر راحة، وقد تكون الأكياس المستطيلة بعازل اصطناعي أحسن اختيارًا للمخيَّم العادي.

ودون اعتبار لأسلوب أو جودة كيس النوم، يحتاج المخيم عازلاً إضافيًا بين الكيس والأرض، وتؤدي فرشة الأرض، وهي قطعة من قماش القنب أو البلاستيك، هذا الغرض. كما يستعملها المُعسكرون أيضًا للف الملابس أو للوقاية من الريح أو كمظلة.

الملابس:

يجب أن تكون الملابس المخصصة للرحلات واقية للإنسان من الريح والمطر والشمس والبرد والحشرات. كما يجب أن تكون من المتانة بمكان لتتحمل تقلبات الجو، وطول الاستعمال. وتعتمد كمية الملابس اللازمة على زمن الرحلة وحاجتها للغسيل.

ففي حالات الجو الدافئ، يمكن حمل مالا يقل عن سروالين خفيفي الوزن إضافة إلى مجموعة من الملابس المريحة والقمصان وقبعة عريضة الحافة.. ويجب إضافة قميص دافئ أو سترة في الأمسيات الباردة وكذلك في حالة زيارة المرتفعات العالية. وفي حالة الجو البارد يجب حمل قمصان وسراويل من الصوف. ويجب تفادي لبس سراويل (الجينز) لإنها إذا ما ابتلت لاتوفر العزل الحراري علاوة على أنها تحتاج وقتًا طويلاً لجفافها. وتوفر الصدرية الحرارية وعازلة الريح أو الألبسة الفرائية ذات القلنسوة المتصلة بها ـ الحماية من الريح الباردة دون أن تحد الحركة.

وعلى سفوح الجبال، حيث تقلبات الجو السريعة، يجب أن يلبس المخيمون كثيرًا من الملابس الدافئة، وتفضل الصوفية منها، إضافة إلى حمل معطف خارجي عازل للماء. ورغم أن حقيبة طوارئ تشغل حيزًا بسيطًا من الأمتعة، إلا أنها قد تكون سببًا في إنقاذ حياة أحد المشاة أو المتسلقين.

وتفضل الأحذية عالية الساق للمشي في المناطق الوعرة. ولقد حلت أحذية النايلون الخفيفة الوزن عالية الساق محل الأحذية عالية الساق الجلدية، من حيث انتشارها. ويجب على المخيّم أن يلبس هذا النوع من الأحذية مع جوربين، جورب قطني خفيف وفوقه جورب صوف سميك أو جورب مصنوع من القطن والصوف معًا.و يمكن لبس أحذية الرياضة المريحة داخل أرض المخيم. كما يمكن أخذ قفازات عمل خفيفة الوزن لاستخدامها في بعض الأنشطة مثل الطبخ وتكسير الحطب.

المخيِّمون. يمكن أن يطبخ المخيمون لأنفسهم أصنافًا عديدة من الطعام في رحلات المخيمات. ويرى في الصورة أفراد رحلة قنص (صيد) في كينيا وهم يعدون الطعام على نار المخيم.

الطعام والماء:

بفضل وسائل إعداد الطعام سهلة الحمل ومبردات الماء العازلة للحرارة، يستطيع المخيمون إعداد أصناف متنوعة من الطعام. ويجب على كل شخص أن يحمل طقم مائدة كاملاً بما في ذلك أواني الأكل. ويأخذ كثير من رواد المخيمات الأطعمة المجففة (المجمدة) التي يسهل طبخها بصب الماء الساخن عليها. وبعضهم يعد الطعام قبل وقت كاف ويضعه في أكياس بلاستيكية موضحًا عليها محتوياتها.

ومن المهم اختيار الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية من مجموعات الأطعمة الأساسية، وهي منتجات الألبان والخبز والحبوب، واللحوم، والخضراوات والفواكه. وتتضمن بعض الأطعمة المناسبة للمخيمات الجبن، واللحم المجفف. ويستحسن شراء الأطعمة المجففة المجمدة قبل الرحلة وشراء الأطعمة الطازجة والمبردة خلال الرحلة، متى ما كان ذلك ممكناً. وإذا كان هناك شك في صلاحية الماء للشرب في مكان المخيَّم فلابد أن يأخذ المخيمون معهم الماء. ورغم أن المياه في تلك المواضع قد تبدو من لونها أو طعمها أو رائحتها نظيفة، إلا أنها قد تكون ملوثة بكائنات مجهرية مسببة للأمراض. وإذا كان هناك اضطرار لأخذ الماء من مصدر مشكوك في نقاوته فيجب غليه لمدة لا تقل عن خمس دقائق قبل استعماله. ويحمل الماء النقي في قِرَب أو قوارير مياه.

معدات المخيمات الأخرى:

ضرورية لمعظم رحلات المخيمات وتتضمن فأسًا صغيرة لتكسير حطب الوقود، وبعض الأدوات الأساسية مثل مطرقة ومفك وزردية، ومسحاة، وجاروف وسكين وحبل ومناشف ورقية وكشاف وثقاب في علبة غير منفذة للماء، وبطاريات إضافية. بالإضافة إلى ذلك يجب أن يحمل أحد أفراد المخيم ـ على أقل تقدير ـ مجموعة كاملة من معدات الإسعافات الأولية.

وتعتبر الخرائط مهمة أيضًا، ويجب حمل بوصلة دائمًا مهما كانت المنطقة معروفة. ويجب دائمًا عدم ذهاب الشخص منفردًا في الأماكن البرية، دون إخطار أحد بالمكان الذي سيذهب إليه. وتتطلب الرحلات الطويلة كميات أكثر من احتياجات الرحلة، على عكس الرحلات القصيرة التي لا تحتاج إلا القليل من ذلك.

موقع المخيم

في رحلة خلوية، استَجَمَّ هؤلاء الشباب عند جبل قارة في منطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية.

اختيار الموقع:

توجد في كثير من مواقع المخيمات طاولة للرحلات وشواية فحم أو مكان لإيقاد النار، ومكان مناسب لإقامة الخيمة. وتكون معظم هذه الأماكن مزودة بالماء النقي الصالح للشرب. أما المواقع الأخرى مثل الأماكن الخلوية ومتنزهات الغابة، فليس بها أماكن مخصصة للمخيمات وينبغي على الراغبين في المخيمات اتباع عدد من الإرشادات والنصائح في اختيار مواقعهم.

فينبغي البحث عن موقع في أرض مرتفعة ومستوية، وفي مأمن من الريح. ويجب أن يبعد الموقع عن قوافل المشاة، أو المناظر الخلابة أو الماء، مالا يقل عن 50م، ويساعد هذا الاختيار في المحافظة على جمال المنطقة وصفاء الماء. وعلاوة على ذلك فإن الأرض المجاورة للماء تكون عادة منخفضة ورطبة، ومرتعًا خصبًا لتوالد الحشرات. ويجب أن تقام الخيمة في أرض رملية ولكنها صلبة بدرجة كافية، لضمان ثبات الأوتاد ولتصريف المياه. وينبغي الحرص دائمًا على تفادي الإخلال بحياة النبات، وعادة ما يساعد حراس وأمناء تلك الأماكن في إيجاد المكان المناسب لإقامة المخيم.

إشعال النار:

نظرًا لأن إمدادات حطب الوقود الطبيعي تنفد بسرعة في أماكن كثيرة، لذلك درجت بعض مواقع المخيمات على بيع حطب الوقود، ويجلب بعض المخيمين معهم ما يحتاجونه من حطب.

وتمنع لوائح بعض الأماكن إشعال النيران المكشوفة، بينما تتطلب أماكن أخرى تصاريح لإشعال النيران. وقبل إشعال النار يجب التأكد من أنها لن تضر بما حولها ؛ كما يجب حفر حُفر واسعة حول النار لاحتوائها ومنعها من الانتشار. وينبغي تجنب إشعال النيران في الأيام العاصفة شديدة الرياح. ولا بد من الإبقاء على النار صغيرة وإزالة الرماد عنها بانتظام، كما يجب أن يُكَلَّف أحد بمراقبة النيران بانتظام مع توفير دلو من الماء وجاروف صغير لاحتواء النيران التي يخشى عليها من الانتشار.

يتطلب إشعال النار ثلاثة أنواع من المواد: 1ـ مادة سريعة الالتهاب. 2ـ الضرم (مادة ملتهبة تضرم بها النار). 3ـ حطب الوقود. وتشمل المواد سريعة الالتهاب غصون الأشجار الجافة وإبر الصنوبر وأوراق الأشجار وغيرها من المواد المشابهة سريعة الاشتعال. ويكون الضرم من قطع أكبر من الحطب الذي يشتعل بسهولة وبسرعة. أما حطب الوقود فيتكون من كل أنواع الحطب والأخشاب التي تشتعل ببطء وانتظام.

هناك وسائل عديدة وفعالة لإشعال النار، ويمكن اتباع الطريقة التالية لإشعال النار لإعداد الطعام أو التدفئة أو حتى لمجرد الاستمتاع.

توضع كومة صغيرة من المواد سريعة الالتهاب على الأرض ويوزع حولها الضرم على شكل مخروطي، ثم يحاط المخروط بأربع قطع من الحطب على شكل مربع. وسرعان ما يشتعل الضرم بعد إشعال النار، ويمكن بعد ذلك إضافة الحطب تدريجيًا لإبقاء النار مشتعلة.

ولإشعال النار في الجو الرطب لابد من البحث عن مواد جافة، ويمكن أن يستعمل الورق لإشعال النار، كما يمكن العثور على الحطب الجاف تحت الأشجار وجذوعها، ويجب شق جذوع الأشجار الرطبة إذ يظل لبها دائمًا جافًا لمدة أطول في الجو الرطب.

يجب التأكد من إطفاء النار قبل مغادرة المخيم. ولإطفاء النار ينشر الرماد الحار الخامد ويغطى بالتراب. يحرك الخليط ويبعثر على الأرض ويغطى بالتراب مرة أخرى. وفي الأماكن التي ليس بها مواضع مخصصة لإشعال النار يجب إزالة كافة بقايا النار.

سلامة المخيمات المنظمة

إطفاء نيران المخيم جزء مهم من سلامة إقامة المعسكرات، إذ يجب على المعسكِرين أن يطفئوا النيران التي أوقدوها بالماء في اختتام دورة المعسكر.

السلامة:

لا شك أن الحرص يمنع وقوع معظم إصابات المخيمات. فمثلا يجب أن يُمنع ـ الأطفال منعًا باتًا ـ من استعمال الفؤوس والسكاكين، كما يجب على كل من يطبخ أن يقي نفسه باستعمال القفازات وممسكات الأوعية. ويجب على المخيمين اتخاذ تدابير خاصة للحماية من المخاطر مثل النباتات السامة، وسوء حفظ الطعام والصواعق الرعدية والطوارئ الأخرى.

النباتات السامة. نظرًا لأن كثيرًا من رحلات المخيمات تقام في الغابات، فيجب على المخيمين أن يتعلموا كيف يتعرفون النباتات الضارة مثل اللبلاب السام، وإذا لامس هذا النبات الجسم، فيجب غسل الجزء المتأثر بسرعة بالماء والصابون ثم مسحه بأحد المستحضرات الطبية السائلة لتلطيف آلام الحك. ويجب تجنب أكل النباتات المشكوك فيها مثل الفطريات.

سوء حفظ الطعام. قد ينتج تسمم الطعام من عدم التبريد، ويتفادى بعض المخيمين ذلك بحملهم فقط الأطعمة المجففة ـ المجمدة. ويحفظ آخرون الطعام في برادات كبيرة. أما المخيمون الذين لديهم برادات صغيرة فكثيرًآ ما يحفظون الأطعمة التي لا تفسد في أوعية محكمة السد مانعة للهواء.

وقد تجذب رائحة الطعام الحيوانات، لذا يجب الحرص على عدم حفظ الطعام داخل الخيمة أو تركه في الساحة دون مراقبة.

الصواعق الرعدية أكثر حدوثًا من مخاطر الجو الأخرى، كما يمكن حدوثها في أي جو أو مكان. ويجب على الفور الاحتماء عند حدوث صاعقة رعدية، وإذا لم يوجد ساتر للاحتماء به، يُفضَّل الجلوس تحت الأشجار التي تكون متساوية الأطوال، ويبتعد عن الأشجار العالية في الأماكن المكشوفة، وكذلك فوق سفوح وقمم التلال. وإذا كان الشخص في الماء فعليه الخروج منه إلى اليابسة عند أول إشارة أو علامة للبرق.

سلامة المشي. ينبغي أن يخبر القائم بالمشي أحد المقيمين بالمخيم عن الجهة المقصودة والمدة المتوقع غيابها قبل مغادرة المخيم. وإذا كانت المنطقة غير مألوفة فينبغي الاحتراس من المشي أو التسلق منفردًا، كما يجب حمل بعض لوازم الطوارئ كعلبة ثقاب غير منفذة للماء، وإذا ضل الشخص الطريق، فعليه الالتزام بالهدوء والبقاء في مكان واحد وانتظار وصول فرقة الإنقاذ، وفي المساء يتم إشعال النار إذا كان ذلك ممكنًا للتدفئة والحماية ولتكون علامة للآخرين. ولا يتم مغادرة المكان إلا إذا كان ذلك الملجأ الأخير.

لطف السلوك:

مهما كان نوع رحلة المخيم ينبغي دائمًا محاولة المحافظة على البيئة الطبيعية. وينبغي عدم ترك أي من مخلفات أنشطة المعسكر، إضافة إلى إزالة بقايا النيران وعدم المساس بالحياة الفطرية والاحتفاظ بالنفايات إلى حيث التخلص منها في المكان المناسب. تدفن الفضلات البشرية إذا لم تكن هناك مراحيض، وإذا تم حفر مراحيض بالموقع يتم التأكد من دفنها قبل مغادرة المكان، واحترامًا وتقديرًا للمخيمات المجاورة ومراعاة للحيوانات البرية لابد من التزام الهدوء ما أمكن.

المخيمات المنظمة

توفر المخيمات المنظمة أنشطة موجهة للمجموعات وتتضمن أهم أنواع المخيمات المنظمة: 1- المخيمات الصيفية. 2- المخيمات التخصصية. 3- المخيمات الدراسية.

المخيمات الصيفية:

يشرف عليها بعض المنظمات مثل الكشافة والرواد. وهناك بعض المخيمات الصيفية الخاصة في بعض البلدان. وفي البلاد العربية، يقام الكثير من المخيمات الصيفية التي تشرف عليها وزارات التربية والتعليم أو مؤسسات رعاية الشباب. ففي يوليو 1962م، بدأت وزارة التربية والتعليم في الأردن بإنشاء أول معسكرات التخييم سميت معسكرات الحسين اشترك فيها طلاب السنة قبل الأخيرة في المرحلة الثانوية. وقد شملت هذه المعسكرات جميع محافظات وألوية المملكة. وقد شملت أنشطة تلك المخيمات (المعسكرات) التدريبات الرياضية والعسكرية والاستماع إلى المحاضرات العامة وغرس آلاف الشتلات من جميع أنواع الأشجار المثمرة والحرجية وبناء المصاطب والمدرجات لحماية التربة من الانجراف، كما قام الطلاب برحلات إلى مختلف بقاع المملكة والأماكن الأثرية فيها. ومازالت هذه المخيمات تقام سنويًا.

ويقدم المخيم الصيفي أنشطة مثل المشي لتأمل الطبيعة والرحلات خلال ساعات الليل مع حمل الأمتعة، والأعمال اليدوية أو الفنية، وركوب الخيل، وركوب الزوارق والرماية بالسِّهام.

المخيمات التخصصية:

تجمع بين أنشطة المخيمات والأنشطة الخاصة مثل التدريب الرياضي، ودروس الرياضة البدنية، وهناك مخيمات تخصصية مصممة لمجموعات معينة مثل المعوقين وكبار السن والأطفال المحرومين.

المخيمات الدراسية:

تجمع بين البرامج التربوية وأنشطة المخيمات أثناء العام الدراسي. يقضي مجموعة من الطلاب بضعة أيام في المخيم، يتعلمون فيها الكثير عن الأنشطة الخلوية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية