الرئيسيةبحث

الشافعي، المذهب ( Shafi'i School of Thought )



الشافعي، المذهب. المذهب الشافعي هو المذهب الذي ينسب إلى الإمام محمد بن إدريس بن العباس بن شافع. ★ تَصَفح: الشافعي. والمذهب الشافعي أحد المذاهب الإسلامية الأربعة الكبرى لأهل السنة.

انتشار المذهب:

ينتشر المذهب الشافعي في كل أرجاء العالم الإسلامي ؛ فقد انتشر قديماً في كل مكان حط فيه الشافعي رحاله. وقد كان مقلدوه في مصر أكثر مما سواها، حيث تغلب على المذهبين الحنفي والمالكي، لكن أبطل العمل به بمجيئ الدولة الفاطمية التي استبدلت به مذهب الشيعة الإمامية. ★ تَصَفح: الإمامية الاثنا عشرية، لكنه عاد مرة أخرى للعمل به في عهد الدولة الأيوبية وبعدها في عهد المماليك إلى أن أوقف العمل به في عهد الدولة العثمانية ؛ الذين حصر حكامها القضاء في المذهب الحنفي لأنه مذهبهم. وإذا كان المذهب الشافعي قد فقد مكانته الرسمية في مصر، إلا أنه قد بقيت منزلته لدى الشعب المصري، فإنه هو والمذهب المالكي قد تغلغلا في النفوس ؛ لذا نجد أن أغلب سكان الوجه البحري (الشمال) يعملون بالمذهب الشافعي، بينما أغلب سكان صعيد مصر (الجنوب) يعملون بمقتضى الفقه المالكي.

أما في بلاد الشام، فقد حل المذهب الشافعي محل مذهب الأوزاعي بتولي أبي زرعة الشافعي قضاء دمشق، وذلك عند منتصف القرن الرابع الهجري.

وفي العراق تزاحم المذهب الشافعي ومذهب أبي حنيفة لمكانة الأخير عند الخلفاء والحكام. وقد كان للمذهب الشافعي مكانة عالية لوجود تلاميذ الشافعي الأولين، ولهجرة كثير من أصحاب الشافعي وعلماء الشافعية إلى العراق، فكانت لهم منزلة لدى الخلفاء وإن كان القضاء عند الحنفية.

وفي بلاد خراسان وسجستان وما وراء النهر، انتشر المذهب الشافعي، وقد ساعد على انتشاره علماء من أمثال محمد بن إسماعيل الشاسي، وعبدالله المروزي، وأحمد بن سيار ويعقوب الإسفراييني.

وانتشر هذا المذهب في أقصى بلاد الشرق كإندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وسريلانكا، وأستراليا وبعض أجزاء من الهند. كما انتشر في اليمن وأجزاء من الحجاز، لكنه لم ينتشر في بلاد المغرب ولا في الأندلس لتمكن المذهب المالكي وغلبته فيها.

يرتكز المذهب الشافعي بالإضافة إلى مؤسسه على مجموعة من العلماء الذين نشروه في الآفاق منهم: يوسف البويلعي، وإسماعيل المزني، والربيع المرادي، والحسين الكرابيسي، وابن سريج الذي انتشر على يديه المذهب في الآفاق.

أدلة الأحكام عند الشافعية أربعة أنواع مرتبة على أربع مراتب. أولاً: الكتاب والسنة إذا ثبتت ؛ ويضعون السنة مع الكتاب في مرتبة واحدة. ثانياً: الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة. ثالثاً: قول أصحاب النبي ﷺ، وإذا اختلف أصحاب الرسول ﷺ في المسألة، فيؤخذ من قول بعضهم ما يرى أقرب إلى الكتاب والسنة، ولا يتجاوز أقوالهم إلى غيرها. رابعاً: القياس على أمر عرف حكمه بواحد من المراتب السابقة: الكتاب والسنة والإجماع على ترتيبها ؛ فقياس على الأمر المنصوص على حكمه في الكتاب أو السنة أو عرف حكمه بالإجماع.

نمو المذهب وطابعه:

تعود أسباب نمو المذهب الشافعي إلى أمور عديدة أهمها ما يلي: (أ) كثرة الأقوال المأثورة عن الشافعي ؛ فقد كان يروى عنه أقوال مختلفة في الحكم على مسألة واحدة. (ب) أصول التخريج ؛ وقد قسمها العلماء إلى قسمين ؛ أولاً: آراء تعد خارجة عن المذهب، وهي لا تحسب من المذهب لمخالفتها لرأي الشافعي ؛ ثانياً: آراء تعد من مذهب الشافعي، وإن لم يؤثر عنه نص فيها. (جـ) كثرة العلماء المجتهدين في هذا المذهب ؛ فبحكم تنقل الإمام الشافعي بين مكة والعراق والشام واليمن ومصر ؛ فقد كان له أصحاب وأتباع وتلاميذ في كل من هذه البلدان.

وتشمل مصادر المذهب الشافعي بالإضافة إلى كتاب الأم لمؤسس المذهب على جملة الكتب الفقهية أشهرها: مختصر المزني، وفتح القدير للرافعي، وروضة الطالبين، والمجموع للنووي، والمهذب، والتبيين للشيرازي وغيرها من المطولات والمختصرات.

للمذهب الشافعي خصائص تميزه عن غيره من المذاهب، ومن أهمها (أ) نزعته الفقهية وسط بين أهل الحديث وأهل الرأي. فنرى أنه يوافق المذهب الحنفي في مبادئه، لكنه يتوقف عند حد معيّن، ويوافق المذهب المالكي في أنه يعطي الحديث أهمية قصوى ؛ حتى إننا نرى أن أهل خراسان أطلقوا على مذهبهم الشافعي مذهب ¸أهل الحديث·، وأطلق أهل العراق ـ وبغداد خاصة ـ على الشافعي لقب ¸ناصر الحديث· (ب) يسلك الشافعية سلوك أهل الظاهر في فهمهم للنصوص من الكتاب والسنة. (جـ) لا يعير المذهب أهمية للمسائل الافتراضية، إنما يبحث في أحكام المسائل الواقعية الموجودة ؛ من ثم قليلاً ما يكون لديه ما يسمى بفقه الافتراض. (د) كثرة الاختلاف في المذهب بين ما يسمى الفقه الشافعي القديم في العراق، والفقه الشافعي الجديد في مصر.

القديم والجديد من مذهب الشافعي:

كان الشافعي يرى ـ بعد أن خالط علماء مصر، وسمع ما صح عندهم من حديث رسول الله ﷺ، ورأى عادات وتقاليد وحالات اجتماعية تختلف قليلاً أو كثيراً عن مثيلاتها في الحجاز والعراق ـ ضرورة إجراء تكييف فقهي جديد لأحكام بعض المسائل التي قالها وهو في العراق. وكان نتيجة ذلك ينقّح ويغيِّر آراءه الفقهية، ومن ثم ظهرت له أقوال جديدة تخالف ما قاله في السابق. وألّف في مصر العديد من الكتب التي سجّل فيها أقواله الجديدة، ومن ذلك كتاب الأم.

ومن هنا ظهر ما يسمى بالمذهب الجديد والمذهب القديم الشافعي، فأطلق على أقواله وكتبه التي صنفها في العراق مذهب الشافعي القديم. وأطلق على أقواله وكتبه التي أعدها في مصر مذهب الشافعي الجديد.

★ تَصَفح أيضاً: الإسلام (المذهب الشافعي) ؛ مالك ؛ ابن حنبل ؛ أبو حنيفة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية