الرئيسيةبحث

عائشة بنت أبي بكر، أم المؤمنين ( A`ishah bint- abi- Bakr )


عندما توفي الرسول ص دفن حيث توفي في منزل زوجته عائشة (أم المؤمنين). ويظهر في الصورة قبر الرسول محمد ص (أقصى اليسار) و قبرا أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما (على اليمين). وذلك في مسجد الرسول ص بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية
عائشة بنت أبي بكر، أم المؤمنين (8ق.هـ - 50هـ، 614 - 670م). عائشة بنت أبي بكر الصديق زوجة رسول الله ﷺ وأكثر نسائه رواية لأحاديثه. ولدت بمكة المكرمة. عقد عليها النبي ﷺ هي وسودة بنت زمعة في سنة واحدة غير أنه دخل بسودة وأجَّل دخوله بعائشة لأنها كانت صغيرة، فدخل بها سنة اثنتين للهجرة وهي بنت تسع وتزوجها بكرًا. لم تنجب من الرسول ﷺ.

كانت أقرب نساء الرسول ﷺ إليه. تحكي عن زواجها من الرسول فتقول (فُضِّلتُ على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني بكرًا ولم يتزوج بكرًا سواي، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)، واستأذن النبي ﷺ نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن، فأذَنَّ لي أن أبقى عند بعضكنَّ، فقالت أم سلمة: قد عرفْنا مَنْ تريد، تريد عائشة، قد أَذنَّا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري ونحري، ودفن في بيتي).

كانت رضي الله عنها فقيهة عالمة مُحدِّثة، تُعَلِّم نساء المؤمنين، ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين. تقول: "إن الآية كانت تنزل علينا في عهد رسول الله ﷺ فنحفظ حلالها وحرامها وأمرها وزاجرها ولا نحفظها". وتذكر المصادر أنها روت عن رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر بن الخطاب وفاطمة الزهراء وسعد بن أبي وقاص وحمزة بن عمرو الأسلمي وجذامة بنت وهب 2,210 أحاديث، أخرج منها في الصحيحين 297 والمتفق عليه منها 174 حديثًا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين حديثًا ومُسْلم بتسعة وستين، لذا يعدّها علماء الحديث من الرواة المكثرين (المكثر من زادت رواياته على ألف) بعد أبي هريرة وعبدالله بن عمر وقبل ابن عباس وجابر بن عبدالله الأنصاري وأبي سعيد الخدري. روى عنها كثير من الصحابة أمثال: عُمَر بن الخطاب وعمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم، وغيرهم كثير من التابعين، وكانت تُفصِّل القول وتكرم الضيف وتكثر من الصدقة. وكانت شديدة الغيرة على رسول الله ﷺ شديدة الحب له. روي أنها المقصودة هي وحفصة بنت عمر بقوله تعالى: ﴿¦ إنْ تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ü عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارًا﴾ التحريم: 4 ، 5: وقد نزلت هاتان الآياتان وما قبلهما من أول السورة بسبب ما حدث من بعض زوجات النبي وعلى رأسهنَّ عائشة وحفصة من شدة غيرتهن على رسول الله ﷺ ضمن مجريات حياة الرسول في بيته وبين نسائه. ★ تَصَفح: التحريم، سورة. وروي أن الرسول قال لها (إني أعرف غضبك إذا غضبت ورضاك إذا رضيت. قالت: وكيف تعرف هذا؟ قال: إذا غضبت خاطبتني: يا محمد. وإذا رضيت خاطبتني: يا رسول الله). وكان رسول الله ﷺ يؤثرها ويحبها فيقول:(كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) رواه البخاري.

برَّأ القرآن عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك بآيات قرآنية راشدة في سورة النور من جراء ما ألصقه بها بعض المنافقين والمعادون للإسلام وآخرون غيرهم، فكان هذا الحكم السماوي لعائشة معجزةً تشهد لها بمكانتها عند الرسول وسائر المسلمين.

ساندت عائشة ـ رضي الله عنها ـ المطالبين بدم عثمان، وحاربت في موقعة الجمل ضد جيش علي بن أبي طالب وسُميت الموقعة بهذا الاسم نسبة للجمل الذي كانت تركبه عائشة، غير أنها أُسرت بأيدي رجال علي ابن أبي طالب، ولكنه أكرمها إكرامًا شديدًا وأرجعها إلى المدينة في جمع حافل من الناس. ولما مات علي بن أبي طالب حزنت عليه حزنًا شديدًا وقامت إلى قبر رسول الله تقول: "السلام عليك يانبي الهدى، السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا رسول الله وعلى صاحبيك، أنا ناعيةٌ إليك أحظى أحبابك وذاكرة لك أكرم أودّائك عليك، قُتِل والله حبيبك المجتبى وصفيك المرتضى، قُتل والله من زوجته خير النساء، قُتل والله مَنْ آمن ووفى، وإني لنادبة ثكلاء، وعليه باكية حراء، فلو كُشِف عنك الثرى لقلت إنه قُتِل أكرمهم عليك وأحظاهم لديك.." وروى ابن عبدربه في العقد الفريد أنه لما جاءت عائشة الوفاة قيل لها: تدفنين مع رسول الله ﷺ ؟ قالت: إني أحدثت بعده حدثًا فادفنوني مع إخوتي بالبقيع.

عرف عن عائشة أنها كانت شديدة الحياء حتى كانـت تدخـل على قبـر رسـول الله وبجواره قبر أبيها أبي بكر وهي واضعة ثوبها وتقول: إنما هو زوجي وأبي. فلما دفن عمر رضي الله عنه بجوارهما فكانت لا تدخل عليهم إلا مشدودة الثياب حياءً من عمر، وهي التي أذنتْ لعمر بن الخطاب أن يُدْفَن مع زوجها وأبيها لما طلب منها ذلك وقالت: نعم وكرامة. ومناقب أم المؤمنين عائشة كثيرة ومفصّلة في كتب الحديث والسنَّة ومواقفها مع الرسول ﷺ زوجة وصديقة وفقيهة معروفة، ومع الصحابة والتابعين والمسلمين جليةً واضحة.

توفيت بالمدينة المنورة ودفنت بالبقيع، وصلّى عليها أبوهريرة على رأس بعض كبار الصحابة.

★ تَصَفح أيضًا: محمد صلى الله عليه وسلم ؛ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أبو بكر الصديق ؛ الجمل، موقعة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية