صلاة العيد |
من مظاهر الفرحة بالعيد |
العيد كل يوم فيه اجتماع، واشتقاقه من عاد يعود. كأنهم عادوا إليه. وقيل: اشتقاقه من العادة، لأنهم اعتادوه. والجمع أعياد، وعيَّد المسلمون أي: شهدوا عيدهم، وسمي العيد عيدًا، لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد قال تعالى: ﴿قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا، وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين﴾ المائدة: 114 .
الصغار لهم نصيبهم أيضًا من فرحة العيد. فبعد أن يؤدي الكبار صلاة العيد، يأخذون أطفالهم للترويح عنهم في الحدائق العامة. |
كعك العيد اعتاد الناس في بعض الدول الإسلامية تجهيزه قبل العيد.أحد الخبازين في مصر يتناول طاولات الكعك التي خرجت لتوها من الفرن. |
قالت عائشة رضي الله عنها: ¸دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث. قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله ﷺ (وذلك في يوم عيد) فقال الرسول ﷺ (يا أبا بكر إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا)، حديث صحيح ورد في صحيح البخاري. وفي رواية أخرى عنها قالت: ¸دخل عليّ رسول الله ﷺ، وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: ¸مزمار الشيطان عند رسول الله ﷺ، فقال دعهما. فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد، يلعب بالدرق والحراب. فإما سألت النبي ص، وإما قال: أتشتهين تنظرين ؟ قلت نعم. فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول دونكم يابني أرفدة حتى إذا مللت، قال حسبك قلت نعم، قال فاذهبي·.
وقد سمى الرسول ﷺ الجمعة عيدًا، ونهى عن إفراده بالصوم لما فيه من معنى العيد، فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة قوله: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده .
فرحة العيد للأطفال تبدأ بكعك العيد. |
ويشرع في هذه الأعياد على سبيل الواجب والاستحباب من العبادات مالا يشرع في غيرها، وكذلك يباح فيها أو يستحب أو يجب من العادات التي تميل إليها النفوس ما لايكون في غيره، فقد أوجب رسول الله ﷺ، فطر يوم العيدين، وقرن بالصلاة في عيد الفطر الصدقة، وفي عيد الأضحى الذبح، وكلاهما من أسباب الطعام. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ نهى عن صيام يومين، يوم الفطر ويوم الأضحى.
وعن الزهري عن أبي عبيد قال: شهدت العيد مع عمر فبدأنا بالصلاة قبل الخطبة، ثم قال: إن رسول الله ﷺ نهى عن صيام هذين اليومين، أما يوم الأضحى فتأكلون من لحم نسككم، وأما يوم الفطر ففطركم من صيامكم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة.
فأعياد المسلمين أعياد تتفق مع طبيعة الإنسان الذي يتكون من مادة وروح، مادة تحتاج إلى مافطر عليه فتشبع هذه المادة بما أباحه الله تعالى لها من مأكل ومشرب وملبس وزينة، وروح تحتاج إلى غذاء كما يحتاج الجسم إلى الغذاء. أخرج البخاري عن أم عطية قالت: كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها وحتى نخرج الحُيَّض فيكنَّ خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك وطهرته.
★ تَصَفح أيضًا: الأعياد والاحتفالات ؛ ذو الحجة ؛ شوال.