شَوّال عاشر شهور السنة وفق التقويم الهجري الذي تستخدمه بعض البلدان الإسلامية. وهو الشهر الذي يلي شهر رمضان، وأول أشهر الحج التي تبدأ من أول يوم فيه وتنتهي بنهاية اليوم العاشر من ذي الحجة. سُمِّي بهذا الاسم في عهد كلاب بن مُرة الجد الخامس للرسول محمد ﷺ،، وذلك في عام 412م على وجه التقريب. وقيل في سبب تسميته بهذا الاسم: إنه يتم فيه تشويل لبن الإبل، وهو توليه وإدباره في وقت اشتداد الحر. وقيل بل سُمّي كذلك في موسم كانت الإبل تشول بأذنابها أي ترفعها، فالناقة الشائل هي اللاقح التي ترفع ذنبها للفحل فيكون ذلك علامة على طلبها اللقاح في ذاك الوقت من السنة. لذلك كانت العرب في الجاهلية تكره فيه الزواج لما فيه من معنى الإشالة والرفع، وتقول أيضًا إن المنكوحة تَمتنع من ناكِحها كما تمتنع الناقة إذا لقحت وشالت بذنبها، فأبطل النبي ﷺ ذلك، وقالت عائشة رضي الله عنها: تزوجني رسول الله ﷺ في شَوّال وبَنى (دخل عليَّ) في شوّال، فأيُّ نسائه كان أحظى عنده مني؟! وهناك رأي أخير يعزو الاسم إلى أنهم قالوا فيه شَوَّلوا، أي ارتحلو لأنهم كانوا يهربون فيه من الغارات، إذ تكثر فيه الغارات تعويضًا عما بعده من الأشهر الحرم الثلاثة (ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم) فيلجأون إلى أمكنة يتحصّنون فيها.
أسماؤه:
عرف العرب أربع مجموعات من الأسماء أطلقوها على الشهور العربية، كانت آخرها المجموعة المستخدمة حاليًا التي استقر الرأي عليها في مطلع القرن الخامس الميلادي. لم تستخدم هذه المجموعات في زمن واحد وفي مكان واحد، فقد كان للعرب المستعربة أسماء أطلقوها على شهورهم، كما كان للعرب العاربة أسماء اختاروها لشهورهم. وشهور التقويم الهجري المعروفة حاليًا هي الأسماء التي وضعتها العرب المستعربة دون أن يطرأ عليها تعديل أو تغيير منذ ما يربو على 19 قرنًا من الزمان. أما ثمود قوم صالح فكانت لديهم سلسلة مخالفة من الشهور كانوا يبدأونها بشهر رمضان الذي أطلقوا عليه اسم
ديمر، أما شَوّال فكانوا يسمونه دابر. وقد نظم أبو سهل عيسى بن يحيى شهور ثمود مبتدئًا بالمحرم (موجب) فقال:
|
شهور ثمودٍ موجبٌ ثم مُوجِر | | ومُورِد يتلو مُلْزِمًا ثم مُصْدِر | وهَوْبَرُ يأتي ثم يدخل هَوْبَل | | ومَوْهاءُ قد يقفوهما ثم ديَمْر | ودابِر يمضي ثم يُقبل حَيْفَلٌ | | ومُسْبِلُ حتى تم فيهنَّ أشْهرُ |
|
ومن الأسماء التي أُطلقت عليه قبل الإسلام بزمن طويل واستعملته العرب العاربة بُرَط، وواغل أو وغل ومعناهما الداخل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أن يدعوه ؛ وذلك لدخوله المفاجئ ـ أي شوَّال ـ وإعلانه انتهاء شهر رمضان الذي كانوا يكثرون فيه من شرب الخمر. وهذا الاسم أتى بين سلسلة الشهور التي استعملتها العرب العاربة قبل الإسلام والتي جمعها الصاحب إسماعيل بن عبّاد في هذه الأبيات:
|
أردتَ شهور العرب في الجاهلية | | فخذها على سَرْد المحرم تشترك | فمُؤْتَمر يأتي ومن بعد ناجر | | وخَوّان مع صَوان يُجْمع في شرك | حُنَيْنُ وزبّا والأصَمَّ وعادِل | | ونافِقُ مع وَغْلٍ ورَنَّة مع بُرك |
|
المواسم والأعياد:
من أهم مواسم هذا الشهر أنه بحلول أول يوم فيه يبدأ موسم الحج ويستغرق شَوّالَ وذا القعدة كليهما وعشرة الأيام الأولى من ذي الحجة، وهي التي قال فيها الله سبحانه وتعالى
﴿الحج أشهر معلومات﴾ . وبظهور هلال أول يوم فيه ينتهي شهر الصيام، ويبدأ عيد الفطر الذي يستمر ثلاثة أيام متتالية. وفي هذا الشهر ستة أيام تبدأ باليوم الثاني منه يستحب صيامها تطوعًا متتابعة أو متفرقة.
ومن أحداث هذا الشهر أنه وقعت فيه غزوتان كانت أولاهما امتحانًا للمسلمين إذ انقلب النصر فيها إلى هزيمة، والأخرى انقلبت فيها الهزيمة إلى نصر، فالأولى غزوة أحد التي كانت في اليوم السابع من شوال السنة الثالثة للهجرة التي كان المسلمون يطلقون عليها سنة التمحيص، وقتل فيها حمزة سيد الشهداء ومصعب بن عمير وآخرون. والثانية غزوة حنين التي كانت بعد فتح مكة بأقل من شهر في السنة الثامنة للهجرة، أي (سنة الاستواء). ومن أحداثه المهمة أيضًا سقوط مدينة الرياض في الرابع من شَوّال عام 1319هـ في يد الملك عبد العزيز.
مقالات ذات صلة
المصدر: الموسوعة العربية العالمية