الرئيسيةبحث

الكنية ( Agnomen )



الكُنْيَة في اللغة العربية أحد أقسام العَلَم الثلاثة: الاسم واللقب والكنية. فهي إذن عَلَم مركب تركيباً إضافياً بشرط أن يصدَّر بواحدة من الكلمات الآتية: أب، أم، ابن، بنت، أخ، وزاد بعضهم أخت وعم وعمة وخال وخالة، مثل أخت العرب، أخت هارون وقد اشتهر تصدير الكنية بأب وأم، أما ما عدا ذلك فهو قليل ولم يمنع أحد استخدامه.

الغرض من التكني:

يعود الغرض من اتخاذ الكنية وإطلاقها إلى واحد من عدة أسباب : 1 ـ للتوقير والتعظيم ؛ مثل : أبو النور، أبو الكرام. 2 ـ للتفاؤل ؛ كأن يكني الرجل ولده بكنية حسنة تيمّناً، وإلى ذلك أشار الزمخشري بقوله: (الكنى بالمنى)، ومن أمثلة ذلك : أبوالفتح، أبوالخير. 3- التكنية باسم الابن الأكبر. 4 ـ لتقوم الكنية مقام الاسم كأبي بكر الصديق. 5 ـ لظاهرة متصلة بصاحبها، مثل: أبوراس، أبوشامة، أبوهريرة. 6 ـ للسخرية، مثل : أبوجهل. 7 ـ بمثابة اسم مستعار، مثل: أبونظّارة، وقد تكنى بهذه الكنية كل من يعقوب صنّوع (صحفي لبناني) ونبيل عصمت (صحفي مصري).

كُنىً أخرى:

لا تقتصر الكنى على أعلام الأشخاص في العربية، بل تعدتها إلى: 1 ـ أسماء الأماكن، مثل: أم الحمام وأم المصريين وأم القيوين، وأم القرى، وأبو النمرس، وأبوقير وأبو سمبل. 2 ـ أعلام الأجناس من الحيوانات المشهورة مثل: أبوالحارث للأسد، أبوالحصين للثعلب، أبوالأخطل للفرس المنتفخ البطن، وأم عامر للضبع وللمقبرة، وأم عريط للعقرب. 3 ـ وبعض المعاني، مثل: أم صبور للداهية، وأم قشعم للموت، وأم الحرب للراية، وأم الرمح للواء، وأم جابر للخبز وأم عبيد للصحراء، وأم ليلى للخمر.

وكان العرب يعتدون بذكر الكُنَى في الحرب على سبيل الشجاعة، من ذلك قول قائلهم: ¸رأيت علجًا يوم القادسية وقد تكنى وتحجى· أي أنه ذكر كنيته ليعرف، ومايزال هذا الاستخدام سائراً عند بعض القبائل في الجزيرة العربية وغيرها فيقول أحدهم وقت الشدة: أنا فلان، وأنا أبوفلان، أنا أخوفلانة، ومن هذا القبيل الحديث : «خذها مني وأنا الغلام الغفاري»، وقول علي رضي الله عنه : «أنا أبوالحسن القَرْم».

كانت الكنى في العصر العباسي من مظاهر التعظيم للفرد، حتى أن الخلفاء أنفسهم حرصوا على اتخاذها، كما كانت هناك كنى رسمية يخلعها الخليفة نفسه على من يريد أن يزيده شرفاً، ومن ذلك جاءت تكنية كافور الأخشيدي بأبي المسك.

وكانت ثمة آداب مقررة لقواعد استعمال الكنى ؛ من ذلك ألا يتكنى المكتوب عنه إلى نظيره أو من هو فوقه، بل يذكر اسمه ليس إلا، وعليه إن ذكر كنيته أن يكتبها بغير ألف لتجري مجرى الاسم ذلك إن كانت أشهر من اسمه واسم أبيه.

أشهر الكُنَى وأصحابها:

كان للرسول ﷺ كنيتان: أبوالقاسم وأبو إبراهيم. وقد نهى عن التكني بكنيته، فقد قال ﷺ : (تسمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ). وممن غلبت كنيته على اسمه أبوبكر الصديق واسمه رضي الله عنه: عبدالله بن عثمان بن أبي قحافة، وأبو عبيدة بن الجراح، عامر بن عبدالله، وأبو الدرداء، عويمر بن عامر، وابن كثير، وأبوذر الغفاري، وأبوهريرة، وأم سلمة، وأبوحنيفة، وأم عطية الأنصارية، وابن قتيبة، وأبوسعيد الخدري، وأم كلثوم، وأم حبيبة.

أما من حيث ترتيب الاسم والكنية واللقب إذا اجتمعت فيكون كالتالي: إذا اجتمع الاسم واللقب يقدم الاسم مثل هارون الرشيد، ويجوز أحياناً أن يقدم اللقب إذا كان أشهر من الاسم، مثل المسيح عيسى بن مريم، أما الاسم والكنية فلا ترتيب بينهما، فتقول أبوالطيب أحمد، وأحمد أبوالطيب، كما تقول أيضاً: أبوالطيب المتنبي، والمتنبي أبوالطيب.

★ تَصَفح أيضًا :اللقب ؛ الاسم ؛الاسم المستعار.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية