الاسم المستعار ( Pseudonym )
الاسم المستعار اسم يتخذه الشخص لسبب من الأسباب بدلا من اسمه الحقيقي. يكتب الآلاف من الكُتّاب تحت أسماء مستعارة وعندئذ يسمى الاسم المستعار الاسم القلمي، وبعض المؤلفين قد يلجأ إلى اتخاذ أكثر من اسم حتى لا يغرق السوق بمؤلفات كثيرة باسم واحد، أو أنهم يرغبون في التخفي خاصة إذا كان ما ينشرونه سوف يجلب عليهم نقمة الرأي العام أو قطاع من الرأي العام أو السلطة الحاكمة. أو يفعلون ذلك لأسباب قانونية. وهذه ظاهرة عرفها الأدب القديم والحديث.
درجت كثير من الروائيات على اتخاذ أسماء مستعارة فنشرن أعمالهن تحت أسماء رجال مثل ماري آن إيفانز التي كانت تكتب باسم جورج إليوت وآمندين أورور التي اتخذت لنفسها اسم جورج صاند. ومن الأديبات العربيات اللائي اتخذن أسماء مستعارة في العصر الحديث، عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، ملك حفني ناصف (باحثة البادية). ومن الرجال الشيخ علي الطنطاوي (ابن الهيثم)، محمد سليمان الأحمد (بدوي الجبل)، بشارة الخوري (الأخطل الصغير)، علي أحمد سعيد (أدونيس)، يعقوب صنوع (أبو نضارة). وفي مجال الفن، هناك عبدالله أحمد عبدالله (ميكي ماوس)، ومحمد محمود شعبان الإذاعي الشهير (بابا شارو). ومن الأسماء المستعارة الأخرى في الغرب موليير وهو الاسم القلمي لجان باتيست بوكلان، ومارك توين وهو الاسم القلمي لصمويل لانغهورن كليمنس، وفولتير وكان اسمه الحقيقي فرانسوا ماري أرويه. ولعل أكثر من اتخذ أسماء مستعارة في الأدب الغربي الروائي البريطاني جون كريسي الذي استخدم 27 اسما قلميا.
وفي عالم المسرح والسينما والغناء، كثيرا ما يتخذ الاسم المستعار لجماله وجاذبيته، وربما لثقل الاسم الحقيقي على الأسماع وهنا يسمى الاسم المستعار الاسم الفني. وقد يؤخذ الاسم الفني من اسم المكتشف للموهبة مثل عبدالحليم حافظ واسمه الحقيقي عبد الحليم شبانة ونسب إلى حافظ عبد الوهاب مدير إذاعة الإسكندرية في ذاك الوقت.
استخدمت الأسماء المستعارة منذ القدم ؛ فالحكام تاريخيا كانت لهم أسماء مستعارة في بلاد الرافدين والشام ومصر والجزيرة العربية واليمن. كما كان للخلفاء المسلمين أسماء مستعارة منذ العصر العباسي ؛ فالعباسيون والفاطميون والحكام في الأندلس والمماليك والعثمانيون إلخ كانت لهم أسماء مستعارة وكذلك الوزراء وعدد من الكتاب. كما أننا نجد بعض الطوائف قد اتخذت أسماء مستعارة في عهود التقية كانوا يتخذونها لإخفاء هويتهم. ومن أشهر الجمعيات الفلسفية التي استترت بأسماء مستعارة في القرن الرابع الهجري جمعية إخوان الصفا. وقد اتخذ عدد من الكتاب في التاريخ العربي الإسلامي اسم إخوان الصفا فيما بعد اسما مستعارًا أخفوا به هويتهم.
★ تَصَفح أيضًا: الاسم.