الرئيسيةبحث

القدرية ( al- Qadariyah )



القدريَّة ويسمَّوْن أصحاب العدل والتوحيد، ويلقّبون بالمعتزلة والقدرية والعدلية. ويؤمن أتباع هذا المذهب بأن للإنسان قدرة محدودة على اختيار أفعاله مستشهدين بقوله سبحانه وتعالى: ﴿وهديناه النجدين ﴾ البلد: 10. وهم في ذلك يعارضون الفلسفة الجبرية القائلة بعدم قدرة الإنسان على خلق أفعاله.

والقدرية هي فرقة من جملة عشرين فرقة انشقت عن المعتزلة وهم: الواصلية، والعمروية، والهذلية، والنظامية، والأسوارية، والمعمرية، والبشرية، والهشامية، والمردارية، والجعفرية، والإسكافية، والثمامية، والجاحظية، والشحامية، والخياطية، والكعبية، والجبائية، والبهشمية، والخابطية، والحمادية·.

أهم شخصيات المذهب القَدَري:

منهم واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد بن باب، مولى بني تميم، ومحمد ابن الهذيل (العلاّف)، وأبو إسحاق إبراهيم بن سيار المعروف بالنظَّام، وعلي الأسواري ومعمر بن عبّاد السلمي وبشر بن المعتمر وهشام بن عمرو الخوطي وعيسى بن صحيح ¸المردار· وجعفر بن حرب وجعفر بن مبشر ومحمد بن عبدالله الإسكافي وعمرو بن بحر الجاحظ وأبو الحسين الخياط وثمامة بن أشرس النميري وأبو يعقوب الشّحّام وأبو القاسم عبدالله بن أحمد بن محمود البلخي (الكعبي) وأبو علي الجبائي وأبو هاشم بن الجبائي وغيرهم.

أهم عقائد القدرية وأفكارهم

عقائد القدرية:

نفي الصفات الأزلية عن الله عز وجل وقولهم :1- إن الله عز وجل ليس له علم، ولا قدرة، ولا حياة، ولا سمع ولا بصر، ولا صفة أزلية، وزادوا على هذا بقولهم : إن الله تعالى لم يكن له في الأزل اسم، ولا صفة. 2 - قولهم باستحالة رؤية الله عز وجل بالأبصار، وزعموا أنه لا يرى نفسه، ولا يراه غيرُه، واختلفوا فيه : هل هو راءٍ لغيره أم لا؟ فأجازه قوم منهم، وأباه آخرون منهم. 3- اتفاقهم على القول بحدوث كلام الله عز وجل، وحدوث أمره ونهيه وخبره، وكلهم يعتقدون أن كلام الله عز وجل حادث، وأكثرهم يسمون كلامه مخلوقًا. 4- قولهم جميعًا: إن الله تعالى غيرُ خالقٍ لأكساب الناس، كما يعتقدون أن الناس هم الذين يقدرون على أكسابهم، وأنه ليس لله عز وجل في أكسابهم ولا في أعمال سائر الحيوانات صنعٌ وتقدير، ولأجل هذا القول سماهم المسلمون قدرية. 5 - اتفاقهم على دعواهم في الفاسق من أمة الإسلام في منزلة بين المنزلتين، وهي أنه فاسق، لا مؤمن ولا كافر، ولأجل هذا سماهم المسلمون معتزلة ؛ لاعتزال شيخهم واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري لأجل قوله بالمنزلة بين المنزلتين. ومن هنا جاءت التسمية. 6- قولهم: إن كل ما لم يأمر الله تعالى به أو نهى عنه من أعمال العباد لم يشأ الله شيئًا منها.

العلاقة بين القدرية والجبرية:

القدرية والجبرية متقابلتان تقابل التضاد ؛ فالجبرية تنفي الفعل حقيقة عن العبد وتضيفه إلى الله تعالى. والجبرية أنواع ؛ فالجبرية الخالصة: هي التي لا تثبت للعبد فعلاً ولا قدرة على الفعل أصلاً. والجبرية المتوسطة: هي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلاً. فأما من أثبت للقدرة الحادثة أثرًا ما في الفعل، وسمى ذلك كسبًا فليس بجبري.

والمعتزلة يسمون من لم يثبت للقدرة الحادثة أثرًا في الإبداع والإحداث استقلالاً، جبريًا. ويلزمهم أن يسموا من قال من أصحابهم بأن المتولدات أفعال لا فاعل لها جبريًا ؛ إذ لم يثبتوا للقدرة الحادثة فيها أثرًا.

والقدرية يقولون: إن العبد قادر خالق لأفعاله خيرها وشرها، مستحق على ما يفعله ثوابًا وعقابًا في الدار الآخرة. والله تعالى منزه من أن يضاف إليه شر وظلم، وفعل هو كفر ومعصية، لأنه لو خلق الظلم كان ظالمًا، كما لو خلق العدل كان عادلاً.

★ تَصَفح أيضًا: الإسلام ؛ المعتزلة ؛ واصل بن عطاء ؛ ابن أبي خيثمة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية