الرئيسيةبحث

عبد الكريم قاسم ( Abd- al- Karim Qasim )



عبد الكريم قاسم (1333-1383هـ، 1914- 1963م). رئيس مجلس الوزراء والحاكم الفعلي في العراق خلال الفترة من 14 يوليو 1958 إلى 9 فبراير 1963م. قاد ثورة العراق التي اندلعت في 14 يوليو عام 1958م والتي راح ضحيتها الملك فيصل الثاني وكل أقاربه ومن تعاون معه في حكومته.

حياته:

أكمل عبد الكريم قاسم تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي ببغداد والتحق عام 1932م بالكلية العسكرية بالمدينة نفسها. وبعد تخرجه في كلية بغداد العسكرية التحق بالجيش وشغل فيه مناصب كثيرة في أماكن متفرقة جعلته يتعرف على عدد كبير من أفراد الجيش العراقي.

وقد تم اختياره عام 1940م ضمن الضباط الذين قُبلوا لإكمال دراساتهم العسكرية في كلية الأركان. وأُرسل بعد ذلك في بعثة تعليمية عسكرية إلى إنجلترا. واشترك في معركة فلسطين آمرًا لفوج من المشاة. ورُقِّي بعد ذلك آمرًا عامًا للمشاة بالجيش العراقي. وكان قد مُنح نوط الخدمة الفعلية عام 1935م ونوط الشجاعة عام 1945م.

نتائج ثورة العراق التي قادها قاسم:

بعد قيام الثورة العراقية سمح قاسم للحزب الشيوعي الانتقام من معارضيه ؛ فانتشر القتل والتعذيب، ونُصبت المشانق في الأماكن العامة وامتلأت السجون. ولم يمر العراق في تاريخه الحديث بمثل تجارب العنف التي مر بها في عهد عبد الكريم قاسم. ونتيجة لذلك سادت الفوضى البلاد وعمت الاغتيالات.

تغاضت حكومة قاسم عن صحف الحزب الشيوعي التي كانت تثير الناس وتجمِّل لهم أعمال العنف التي انتشرت في عهده مثل مجزرة كركوك التي حدثت في 14 يوليو عام 1959م، ومجزرة الموصل التي أعقبتها. وتوضح محاكم المهداوي المشهورة والمحاكم العرفية التي انتشرت في ذلك الوقت، مدى الفوضى التي سادت العراق وقتها.

سياسته الخارجية:

أطلق عبد الكريم قاسم يد الشيوعيين في العراق فأثاروا الشعب وملأوه حقدًا أعمى. حاول الشيوعيون الاستيلاء على الحكم ؛ وأصبح الحزب الشيوعي يتحدث باسم العراق كله. وانحازت حكومة قاسم بالعراق نحو الكتلة الشرقية وأقامت علاقات خاصة مع روسيا وسائر الدول الشيوعية.

سياسته الداخلية:

أعلنت حكومة عبد الكريم قاسم سياسة شاملة لبناء العراق اقتصاديًا وعسكريًا، وبدأت بتنفيذ بعض مشاريعها الإعمارية في المجالين الصناعي والزراعي. واستطاعت الحكومة أن تحقق في المجال العسكري بعض النجاح بعد أن تسلمت القواعد الحربية من بريطانيا. غير أن الفوضى التي سادت، وعدم الثقة بين المواطنين، وغيرها من الأسباب تضافرت جميعًا لتوقف أي تقدم ملموس داخل العراق.

نهاية عبد الكريم قاسم:

تولى قاسم منصب القائد العام للقوات المسلحة، كما تولى رئاسة مجلس الوزراء في الوقت نفسه. ورقِّي إلى رتبة فريق في يناير عام 1963م. وكانت الفئات التي تضررت من نظام حكمه ومن سيطرة الحزب الشيوعي تعمل في الخفاء، واستطاعت بقيادة حزب البعث العراقي بعد شهر واحد من ترقيته إلى فريق أن تقوم بثورة عسكرية أطاحت بعبد الكريم قاسم وحكومته وأعدم رميًا بالرصاص مع مجموعة من أعوانه.

★ تَصَفح أيضًا: العراق، تاريخ ؛ فيصل ؛ الأحزاب السياسية العربية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية