الرئيسيةبحث

الكونغو الديمقراطية ( Congo, Democratic Republic of )



الكونغو الديمقراطية قطر يقع في قلب إفريقيا. تفتقر كثير من المناطق الريفية في الكونغو الديمقراطية إلى الطرق الجيدة والجسور. الأطفال (إلى اليمين) يستخدمون قوارب لعبور منطقة مغطاة بالمستنقعات للوصول إلى مدارسهم.
الكونغو الديمقراطية بلد كبير كان يعرف باسم زائير، يقع في قلب إفريقيا، يطل منه شريط ضيق على المحيط الأطلسي، ولكن يقع معظمه في عمق القارة الإفريقية إلى الجنوب قليلاً من وسطها. ويقطع خط الاستواء الجزء الشمالي منه.

تغطي إحدى أكبر مناطق الغابات المدارية المطيرة كثافةً في العالم نحو ثلث مساحة جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويجري نهر الكونغو ذو التيار الشديد والذي كان يعرف محليًا باسم نهر زائير، عبر الغابات، ويُعدّ أحد طرق المواصلات الرئيسية في القطر. كما تعيش في جمهورية الكونغو الديمقراطية أنواع كثيرة من الحيوانات البرية.

معظم سكان جمهورية الكونغو الديمقراطية من الأفارقة السود، ويعيش معظمهم في قرى صغيرة، ويعتمدون على الزراعة في كسب عيشهم. ولكن الكثير من القرويين يرحلون سنويًا إلى المدن، بحثًا عن العمل، مما سبب زيادة كبيرة في سرعة نمو المدن في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ومدينة كنشاسا العاصمة وأكبر مدينة في البلاد.

حكم البلجيكيون جمهورية الكونغو الديمقراطية من عام 1885م إلى أن نالت استقلالها في 1960م. وقد كانت تدعى الكونغو حتى عام 1971م، حيث غُـيِّر اسمها إلى زائير. وفي عام 1997م، أصبح اسمها الكونغو الديمقراطية. أثر الأوروبيون كثيرًا في الحياة الاقتصادية والثقافية في البلاد. وبالإضافة إلى وجود فوارق شاسعة بين السكان، إلا أن البلاد تواجه مشاكل اقتصادية صعبة، بالرغم مما بذله قادة البلاد من جهد، للحد من النفوذ الأوروبي وتوحيد الشعب وتحسين الاقتصاد.

نظام الحكم

ينص دستور جمهورية الكونغو الديمقراطية على أن نظام الحكم رئاسي، ويُمنح رئيس الجمهورية سيطرة شبه كاملة على الحكومة.

كنشاسا عاصمة جمهورية كونغو الديموقراطية و أكبر مدينة فيها و تعد المركز التجار. تحتوي على كثير من الشوارع الواسعة و المباني الحديثة الشاهق. و تفع على الضفة الجنوبية لنهر الكونغو (زائير)

الحكومة الوطنية:

يصدر رئيس الجمهورية كل القرارات السياسية المهمة، كما يقوم بتعيين الموظفين الذين يديرون شؤون الحكم. وينتخب رئيس الجمهورية لفترة خمسة أعوام. وبالرغم من أن القانون لايسمح ببقاء الرئيس لأكثر من فترتين رئاسيتين، إلا أن الرئيس الراحل موبوتو سيسي سيكو ظل يحتل هذا المنصب منذ عام 1965م حتى رحيله إلى منفاه بالمغرب في يوليو 1997م، اعتمادًا على نص خاص في الدستور يتيح له الحكم لمدة غير محدودة.

حتى اجتياح قوات الرئيس السابق لوران كابيلا للعاصمة كنشاسا وهروب موبوتو سيسي سيكو في يوليو 1997م، كان الحزب السياسي الوحيد في جمهورية الكونغو الديمقراطية هو حزب الحركة الثورية الشعبية، وتتمثل مهمته في دعم ومساندة السياسات التي يقررها رئيس الجمهورية. وبعد عام 1997م، أصبح لوران كابيلا رئيساً للدولة والحكومة والبرلمان، ويصدر القوانين والتشريعات في مراسيم رئاسية. يساعد كابيلا مجلساً للوزراء لتصريف شؤون الحكم اليومية. وأصبح حزب تحالف القوى الديمقراطية لتحرير الكونغو هو الحزب السياسي الوحيد في البلاد.

أيقونة تكبير خريطة كونغــــــــو الديمقراطية

الحكومة المحلية:

تنقسم جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى عشرة أقاليم، إضافة إلى منطقة منفصلة للعاصمة كنشاسا. وتنقسم هذه الأقاليم إلى 30 منطقة، وهذه تنقسم بدورها إلى نحو 150 منطقة صغرى. ويحكم كلاً من هذه الوحدات المحلية إداري ونائب له يعينهما رئيس الجمهورية. وتنقسم هذه المناطق الصغرى بدورها إلى مئات الوحدات الصغيرة، التي تسمى تجمعات، يقوم فيها زعماء القبائل بالمحافظة على الأمن والنظام.

المحاكم:

تُعدّ المحكمة العليا أعلى سلطة قضائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لأنها تنظر في الاستئنافات التي ترفع من المحاكم الصغرى. ويُعيِّن رئيس الجمهورية أعضاء المحكمة العليا. وبالإضافة إلى المحكمة العليا، توجد في جمهورية الكونغو الديمقراطية ثلاث محاكم أخرى للاستئناف ومجموعة متنوعة من المحاكم الصغرى.

القوات المسلحة:

تشمل القوات المسلحة قوة شبه عسكرية، إضافة إلى الشرطة. ويبلغ المجموع الكلي للقوات المسلحة نحو 50,000 رجل والخدمة فيها طوعية.

السكان

القرى الصغيرة تنتشر في كل أنحاء ريف الكونغو الديمقراطية، وتعتمد معظم الأسر القروية في معيشتها على فلاحة قطع صغيرة من الأراضي الزراعية، ويعيشون في منازل صغيرة مسقوفة بالقش كما يبدو في الصورة.

عدد السكان وسلالاتهم:

يبلغ عدد سكان الكونغو الديمقراطية نحو 51,136,000 نسمة، يعيش نحو 71% في المناطق الريفية، والباقي في المناطق الحضرية. بينما يبلغ سكان كنشاسا ـ أكبر مدينة في القطر ـ نحو مليونين وربع المليون نسمة.

يتكون أكثر من 99% من سكان الكونغو الديمقراطية من أقوام هاجروا إلى هذه المنطقة من مناطق أخرى في إفريقيا منذ 2,000 سنة على الأقل. وفي ذلك الوقت كان يعيش في المنطقة المعروفة حاليا باسم الكونغو الديمقراطية، مجموعات أخرى من الأفارقة السود بما فيهم الأقزام. ويبلغ عدد الأقزام الذين يتصفون بقصر القامة نحو 50,000 نسمة. ★ تَصَفح: الأقزام. ويقطن في الكونغو الديمقراطية أيضًا نحو مليون من اللاجئين الأفارقة، أغلبهم من أنجولا وبوروندي ورواندا، هذا بالإضافة إلى نحو 50,000 أوروبي معظمهم من البلجيكيين.

ينتمي سكان الكونغو الديمقراطية إلى مجموعات عرقية مختلفة ومتعددة، وقد نشبت أحيانًا بعض الصراعات بين هذه المجموعات. ولكن منذ عام 1965م استطاعت الحكومة تحقيق بعض التقدم في التغلب على الاختلافات العرقية، كما خلقت الشعور بالوحدة الوطنية بين المواطنين.

اللغات:

تتحدث معظم المجموعات العرقية في الكونغو الديمقراطية لهجات محلية، ويبلغ عدد اللغات المستخدمة في القطر نحو 200 لغة محلية، ينتمي معظمها إلى مجموعة لغة البانتو، وهي وثيقة الارتباط بعضها ببعض.

يتحدث معظم سكان الكونغو الديمقراطية واحدة على الأقل من اللغات الإقليمية الأربع في البلاد، وهي الكيكونجو واللنجالا والسواحيلية والتشيلوبا، أما اللغة الرسمية في البلاد فهي الفرنسية. ويستخدم الموظفون الحكوميون غالبًا اللغة الرسمية في عملهم، ويدرسها كثير من الطلبة في المدارس.

مدن جمهورية الكونغو الديمقراطية تنمو بسرعة كبيرة، يشتري معظم سكان المدن حاجياتهم من أسواق مفتوحة. والسوق المزدحمة التي تبدو في الصورة أعلاه تقع في جوما وهي مدينة في شرقي الكونغو الديمقراطية.

أنماط المعيشة:

يعيش معظم أهل الريف في قرى صغيرة، يتراوح عدد سكانها، بين بضع عشرات إلى بضع مئات من البشر. وتعتمد الغالبية العظمى من الأسر القروية في معيشتها على زراعة قطع أراضٍ صغيرة، ينتجون منها كل مايحتاجون إليه تقريبًا من غذاء وتشمل: المنيهوت (الكاسافا) والذرة الصفراء والأرز، كما يمارس البعض صيد الأسماك. ولايستطيع إلا القليل من الأسر شراء الآلات الزراعية ؛ لذلك فإن غالبية المشتغلين بالزراعة يستخدمون الأدوات اليدوية، مما نتج عنه انخفاض الإنتاج الزراعي وجعل معظم الأسر الزراعية فقيرة.

ومنذ عام 1960م انتقلت أعداد كبيرة من سكان الكونغو الديمقراطية، بخاصـة الشــباب منهــم من المناطق الريفية إلى المــدن ؛ بحثًا عـن فرص العمل بالحكومة أو القطاع الخاص أو في الصناعات. لقد أدى النمو السريع للمدن، إلى ظهور بعض المشاكل كانتشار البطالة والازدحام السكني، هذا إضافة إلى أن الكثير من العاملين، لايحصلون إلا على أجور متدنية، ويواجهون صعوبة كبيرة في إعالة أنفسهم وأسرهم.

وخلال الحكم البلجيكي لم تُتح الفرصة إلا لعدد قليل من النساء، لتلقي الدراسة لسنوات محدودة، أو العمل خارج منازلهن، ولكن بعد الاستقلال عملت الحكومة على زيادة فرص التعليم والعمل للنساء.

السكن:

يعيش معظم سكان الريف في الكونغو الديمقراطية في منازل، مشيدة من الطوب الطيني، أو الطين والأعواد، ومعظمها مسقوف بالقش. إلا أن منازل بعض العائلات الميسورة مسقوفة بالألواح المعدنية.

وفي مدن الكونغو الديمقراطية، يعيش كبار موظفي الدولة، ومديرو الأعمال والتجار، وكثير من الأوروبيين في منازل واسعة وجميلة تسمى البنجالو. ولكن إلى جانب ذلك تعيش أعداد كبيرة من عمال المصانع والمكاتب، في أحياء مزدحمة في منازل صغيرة رخيصة، أو في شقق مبنية من الطابوق المصنوع من الطّفل أو الطوب الطيني المحروق.

الملابس:

منذ الاستقلال اتخذ معظم مواطني الكونغو الديمقراطية، الذين يحتلون مناصب مهمة نوعًا من الزي القومي، يتكون من سروال وسترة (جاكيت) بدون ياقة من لون ملائم، تزرر حتى العنق، ولايحتاج هذا الزي إلى قميص أو ربطة عنق. ويرتدي معظم العمال والمزارعين سروالاً طويلاً أو قصيرًا مع قميص. أما النساء فيرتدين عادة فستانًا طويلاً من القطن أو قميصًا (بلوزة) وتنورة طويلة.

الطعام والشراب:

تشكل الذرة الصفراء والأرز وطحين المنيهوت (الكاسافا) الأغذية الرئيسية لمعظم مواطني الكونغو الديمقراطية. وتجهز هذه الأغذية في الغالب في شكل عصيدة سميكة، مع صلصة مخلوطة بالتوابل، ويضيفون إليها اللحم أو السمك حسب الاستطاعة. أما المشروب المفضل بين الكبار فهو الجعة. والجدير بالذكر أن النظام الغذائي لكثير من سكان الكونغو الديمقراطية يفتقر إلى بعض العناصر الغذائية المهمة خاصة البروتين، لذلك يعاني كثير من السكان من سوء التغذية.

الترويح:

يقيم سكان الكونغو الديمقراطية الريفيون احتفالات جماعية، يستمتعون فيها بموسيقى الطبول والرقص، كما يقضي كثير من سكان المدن أوقات فراغهم في الحانات، حيث يرقصون ويستمتعون بموسيقى الجاز الكونغولية من المسجلات الصوتية أو الفرق الموسيقية الصغيرة. وفي الجانب الرياضي تعد كرة القدم أكثر الرياضات المفضلة لدى المشاهدين، حيث تهرع الجماهير الغفيرة لمشاهدة المباريات، التي تقام في أمسيات يوم الأحد في المدن الزائيرية الرئيسية.

الدين:

يعتنق حوالي 75% من الكونغوليين النصرانية، بينما تبلغ نسبة المسلمين 10% والبقية يتبعون ديانات محلية مختلفة.

التعليم:

ينص القانون في جمهورية الكونغو الديمقراطية على إرسال الأطفال بداية من سن 6-12 عامًا إلى المدارس. ولكن كثيرًا من المناطق تفتقر إلى العدد الكافي من المدارس، لذلك فإن القانون لايُنفَّذ بصورة صارمة. ويعتقد معظم المواطنين بأهمية التعليم، كوسيلة لضمان حياة أفضل لأطفالهم. وقد ارتفعت نسبة التلاميذ الذين يلتحقون بالمدارس الابتدائية من 65% في 1960 م إلى 75% حاليًا، وفي الوقت نفسه ارتفعت نسبة الالتحاق بالمدارس الثانوية من 1% إلى 50%. ويتعين على الطالب بالمدرسة الثانوية، أن يجتاز امتحانًا يعقد على مستوى القطر كله، ليحصل على دبلوم إتمام المرحلة الثانوية بنجاح. ونظراًً لأن المدارس في المناطق الريفية النائية تفتقر إلى المتطلبات والتجهيزات الكافية بالمقارنة بمثيلاتها في أجزاء البلاد الأخرى، فإن الكثيرين من طلاب المدارس في تلك المناطق يفشلون في اجتياز ذلك الامتحان.

توجد في الكونغو الديمقراطية ثلاث جامعات، في كل من كنشاسا وكيسانجاني ولوبمباشي، بالإضافة إلى عدة معاهد متخصصة للتعليم العالي. ومنذ الاستقلال ازداد عدد الطلبة الجامعيين في الكونغو الديمقراطية من عدة مئات إلى نحو 13,000 طالب.

الفنون:

يُعدّ نحت التماثيل والأقنعة من الخشب، من أبرز الأنشطة الفنية في الكونغو الديمقراطية. ويشيد النقاد الفنيون بما تتمتع به هذه الأقنعة والتماثيل من رقة في الشكل وتوازن وثراء رمزي. وتمثل الموسيقى التي يهيمن عليها إيقاع الطبول أحد الأنشطة الفنية البارزة في الكونغو الديمقراطية.

السطح والمناخ

تبلغ مساحة الكونغو الديمقراطية نحو 2,344,858كم². ولايفوقها في الحجم من بين الأقطار الإفريقية سوى السودان والجزائر. وتنقسم المناطق الطبيعية في الكونغو الديمقراطية إلى ثلاثة أنواع هي: 1- مناطق الغابات المدارية المطيرة. 2- مناطق السافانا. 3- مناطق الأراضي المرتفعة.

الغابات المدارية المطيرة في الكونغو الديمقراطية مناطق مغطاة بالنباتات الكثيفة، ذات طقس حار ورطب طوال العام. ولايعيش في هذه المناطق سوى أعداد قليلة من السكان بسبب قسوة الظروف المناخية وعدم توفر مساحات مكشوفة.

الغابات المدارية المطيرة:

تغطي الغابات المدارية المطيرة معظم الجزء الشمالي من الكونغو الديمقراطية، وتمثل واحدة من أكبر مناطق الغابات في العالم، وأكثرها كثافة. وتشتمل على تنوع مذهل في الأشجار والنباتات. وتبلغ كثافة هذه الأشجار والنباتات حدًا لايسمح بنفاذ أشعة الشمس إلى سطح الأرض إلا نادراً. يخترق خط الاستواء هذه المنطقة التي تتميز بطقس حار ورطب طوال العام. ويبلغ متوسط درجة الحرارة أثناء النهار 32°م ويبلغ المتوسط السنوي لسقوط الأمطار 200سم أو يزيد. ويهطل المطر في الغالب في شكل عواصف رعدية شديدة.

السافانا:

مناطق مغطاة في الغالب بأنواع مختلفة من الحشائش. وتوجد فيها أيضا مجموعات صغيرة متفرقة من الأشجار، بالإضافة إلى وجود الغابات في بعض الأودية. تغطي السافانا جزءًا كبيرًا من جنوبي الكونغو الديمقراطية، كما توجد منطقة سافانا أخرى على شريط من الأرض شمالي منطقة الغابات المطيرة.

يصل متوسط درجة الحرارة في مناطق السافانا أثناء النهار إلى نحو 24°م، بينما يصل المتوسط السنوي لسقوط الأمطار إلى نحو 95 سم في العام، ولكنه يقل أو ينعدم خلال عدة شهور من السنة.

الأراضي المرتفعة:

تتكون الأراضي المرتفعة من هضاب وجبال وتقع على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية للكونغو الديمقراطية. وتتفاوت الحياة النباتية فيها حسب الارتفاع، وتوجد في هذه المنطقة قمة مارجريتا أعلى نقطة في الكونغو الديمقراطية التي ترتفع إلى 5109م فوق سطح البحر. ويصل متوسط الحرارة في هذه المنطقة أثناء النهار إلى نحو 21°م بينما يبلغ المتوسط السنوي لسقوط الأمطار نحو 120سم.

نهر الكونغو أهم طريق مائي في الكونغو الديمقراطية، و خامس أطول الأنهار فيالعالم، و الأشخاص الذين يبدون في الصورة أعلاة ينصبون الشباك لصيد الأسماك في نهر الكونغو.

الأنهار والبحيرات:

يشكل نهر الكونغو أهم ممر مائي في الكونغو الديمقراطية. وهو ينبع قرب الركن الجنوبي الشرقي للقطر، ويجري باتجاه الشمال نحو الجزء الشمالي من القطر، ويسمى نهر لوالابا حتى يصل إلى شلالات بويوما (شلالات ستانلي سابقًا) قرب خط الاستواء. بعد ذلك يجري النهر غربًا عبر شمالي الكونغو الديمقراطية. وأخيرًا يتجه صوب الجنوب الغربي إلى أن يصب في المحيط الأطلسي في أقصي غربي الكونغو الديمقراطية. ويُعد نهر الكونغو خامس أطول نهر في العالم، إذ يبلغ طوله 4667كم، ويحمل كمية من المياه أكثر من أي نهر آخر في العالم ماعدا الأمازون، وتتفرع من نهر الكونغو أنهار أخرى كثيرة، منها نهر أوبانجي ونهر أروويمي نحو الشمال، ونهر لومامي ونهر كاساي، نحو الجنوب. وتوجد في هذا البلد أيضًا عدة بحيرات عميقة على حدودها الشرقية، منها بحيرة تنجانيقا.

الحيوانات البرية:

تعيش في الكونغو الديمقراطية مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، تشمل: الرباح والشمبانزي والغوريلا، وغيرها من أنواع القرود، التي تعيش في المناطق التي توجد بها أشجار. بينما تجوب حمر الوحش السهوب المفتوحة. وتعيش التماسيح وأفراس النهر داخل مستنقعات المياه، أو بالقرب منها، هذا إضافة إلى حيوان الأوكابي وهو من فصيلة الزرافة ولايوجد في أي قطر آخر ؛ ولهذا أصبح رمزًا وطنيًا للقطر. ونظرًا لأن الصيادين قاموا في الماضي بقتل أعداد كبيرة من الحيوانات في الكونغو الديمقراطية، وتسببوا بذلك في تعريض عدد من الأنواع لخطر الانقراض، فقد قامت الحكومة بحجز مساحات كبيرة من الأراضي كجزء من نظام للمتنزهات الوطنية بهدف حماية الحيوانات من الصيادين. وبالرغم من ذلك لاتزال هناك أعداد كبيرة من الحيوانات تعيش خارج المتنزهات الوطنية وبخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة في شرقي البلاد.

الاقتصاد

الكونغو الديمقراطية دولة فقيرة ذات اقتصاد نامٍ، ولكنها تمتلك كثيرًا من الموارد القيمة، مما يتيح لها الإمكانات اللازمة لتصبح دولة غنية. ويُعدّ التعدين أهم الأنشطة الاقتصادية في الكونغو الديمقراطية.

منجم نحاس ضخم قرب ليكاسي في جنوب شرقي كونغو الديموقراطية. ويعد النحاس من المنتج الرئيسي في هذا القطر.

التعدين:

يُعد النحاس أهم المعادن في الكونغو الديمقراطية. ويعدّ هذا القطر في مقدمة الأقطار المنتجة لهذا المعدن. وتُعدّ أيضًا المنتج الأول في العالم للماس الصناعي، وهو ثاني مُنتَج معدني في البلاد. تنتج كذلك النفط من حقول بحرية قرب الساحل. وتشمل المنتجات المعدنية القيمة اقتصاديًا الكادميوم والكوبالت والذهب والمنجنيز والفضة والقصدير والخارصين.

الزراعة والغابات:

يعتمد النشاط الزراعي في الكونغو الديمقراطية علي المزارع الصغيرة، حيث تكافح الأسر الزراعية لإنتاج مايكفي احتياجاتها الخاصة. وتشمل المحاصيل الزراعية الرئيسية الموز والكاسافا والذرة الصفراء والفول السوداني والأرز. أما المحاصيل التي تنتج للبيع، فتشمل: الكاكاو والبن والقطن والشاي. أما منتجات الغابات المدارية المطيرة، فتشمل: زيت النخيل والمطاط والأخشاب.


التصنيع:

تنتج الكونغو الديمقراطية عددًا قليلاً نسبيًا من السلع المصنعة، تشمل: الجعة والإسمنت والأغذية المحفوظة والمشروبات غير المُسكِرة والفولاذ والمنسوجات وإطارات السيارات. ومنذ الاستقلال ازدادت أهمية التصنيع في الكونغو الديمقراطية.

التجارة الخارجية:

يمثل النحاس أهم الصادرات الكونغولية. وتشمل الصادرات الأخرى: الكوبالت والبن والماس الصناعي، وزيت النخيل. بينما تستورد الكونغو الديمقراطية الأغذية والنفط والمنسوجات والبضائع المصنعة. وتتاجر بشكل رئيسي مع أوروبا الغربية وبخاصة بلجيكا.

النقل والاتصالات:

معظم الطرق في الكونغو الديمقراطية غير معبدة، وكثير منها مليء بالحفر والمطبات خاصة في فصل الأمطار. وبالنسبة لملكية السيارات فإن أقل من 1% من الكونغوليين يملكون سيارات. ويؤدي نهر الكونغو دورًا مهمًا في مجال النقل، وبخاصة في منطقة الغابات المطيرة ؛ حيث لايوجد إلا قليل من الطرق الجيدة. ولحسن الحظ فإن النهر وفروعه صالحة للملاحة لمسافة 11,500كم. أما السكك الحديدية فتعمل في الغالب في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، حيث تربط مناطق التعدين بعدَّة موانئ نهرية. والميناء البحري الرئيسي في الكونغو الديمقراطية هو مدينة ماتادي. وتوجد في الكونغو الديمقراطية أيضًا خطوط جوية، تخدم المدن الرئيسية وتربط كنشاسا بعدة أقطار في إفريقيا وأوروبا.

جهاز المذياع أهم وسيلة للاتصالات في الكونغو الديمقراطية. غير أنه في بعض المناطق الريفية ما يزال المواطنون يستخدمون دقات الطبول كإشارات للاتصال بين قرية وأخرى. وتوجد في المدن الكبيرة خدمات للبث التلفازي غير أن القليل من الكونغوليين (نحو 20,000)، هم الذين يستطيعون امتلاك أجهزة تلفاز. وفي مجال الصحافة تصدر في الكونغو الديمقراطية أربع صحف يومية.

نبذة تاريخية

الحقبة الأولى:

الأقزام أول من عُرف من سكان المنطقة المعروفة حاليًا باسم جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد عاشوا فيها منذ عصور ماقبل التاريخ. وقبل 2000 سنة على الأقل هاجرت جماعات من أجزاء أخرى من إفريقيا، إلى هذه المنطقة. ومنذ القرن الثامن الميلادي نشأت حضارات متطورة في الجزء الجنوبي من الكونغو الديمقراطية. وفي القرن الخامس عشر وربما قبله نشأت عدة دول منفصلة في منطقة السافانا جنوبي منطقة الغابات المطيرة، أكبرها ممالك الكونغو والكوبا واللوبا واللواندا. وفي القرن السابع عشر أو الثامن عشر الميلاديين، نشأت ممالك أخرى قرب الحدود الشرقية للبلاد. وكانت تقيم علاقات تجارية مع سكان السواحل الشرقية والغربية.


تواريخ مهمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية

القرن الثامن الميلادي نشوء حضارات متطورة فيما يعرف الآن بالكونغو الديمقراطية.
القرن الخامس عشر الميلادي قيام مملكة الكونغو وممالك أخرى في المنطقة.
القرن السادس عشر الميلادي بدء تجارة الرقيق فيما يعرف حاليا بزائير.
1885م ليوبولد الثاني ملك بلجيكا يبسط سيطرته على المنطقة ويطلق عليها اسم دولة الكونغو الحرة.
1908م الحكومة البلجيكية تتولى حكم المنطقة وتعيد تسميتها باسم الكونغو البلجيكي.
1960م الكونغو يحصل على استقلاله من بلجيكا وتعاد تسميته باسم الكونغو.
1965م الرئيس جوزيف موبوتو يصل إلى السلطة.
1971م تغيير اسم القطر إلى زائير.
1977 و 1978م ثوار كاتنغا يغزون البلاد من أنجولا ولكنهم يهزمون.
1990م التصديق على التشريعات التي تسمح بالتعددية الحزبية.
1997م نصَّب لوران كابيلا نفسه رئيسًا للبلاد، وغير اسمها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
2001م اغتيال كابيلا، وتولي ابنه جوزيف السلطة في البلاد.

قدوم الأوروبيين:

منذ عام 1482م بدأ البحارة البرتغاليون ينزلون عند مصب نهر الكونغو، وما لبثت البرتغال أن أقامت علاقات دبلوماسية مع مملكة الكونغو، التي كانت تحكم المناطق الساحلية. وفي أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، قام ممثلون للمملكة بزيارة البرتغال والفاتيكان مقر رئاسة الكنيسة الكاثوليكية. وبعد قليل اتخذت مملكة الكونغو النصرانية الكاثوليكية ديانة رسمية لها، ونُصِّب عدد كبير من مواطني الكونغو كهنة كاثوليكيين.

في أوائل القرن السادس عشر الميلادي بدأ البرتغاليون يسترقَّون الأفارقة، واشتروا أعداداً كبيرة من الرقيق من حكام المملكة. وبعد قليل جاراهم الأوروبيون الآخرون في تجارة الرقيق. وخلال الفترة من أوائل القرن السادس عشر الميلادي وحتى أواخر القرن الثامن عشر، تم استرقاق مئات الآلاف من سكان منطقة الكونغو الديمقراطية، أرسل معظمهم رقيقًا إلى الأمريكتين الشمالية والجنوبية.

وفي عام 1876م قام هنري. م. ستانلي، وهو مكتشف بريطاني، بعبور الكونغو الديمقراطية من الشرق إلى الغرب. وقام مكتشفون آخرون بعبور المنطقة في الوقت نفسه تقريبًا. وقد وفرت هذه الكشوف للأوروبيين والأمريكيين أول معلومات مفصلة عن المنطقة المعروفة حاليا باسم الكونغو الديمقراطية.

الحكم البلجيكي:

في عام 1878م كلف ليوبولد الثاني ملك بلجيكا المكتشف ستانلي، بإنشاء مراكز حراسة بلجيكية متقدمة على نهر الكونغو. وعن طريق جهود دبلوماسية حصيفة، استطاع ليوبولد إقناع القادة الأوروبيين الآخرين بالاعتراف به حاكمًا على مايعرف الآن بالكونغو الديمقراطية. نص في هذا الاعتراف على أن ليوبولد نفسه وليس الحكومة البلجيكية، هو حاكم الكونغو الديمقراطية. وأصبح القطر مستعمرة شخصية لليوبولد في الأول من يوليو عام 1885م وأطلق عليه اسم دولة الكونغو الحرة.

عانى شعب دولة الكونغو الحرة كثيرًا، تحت وطأة حكم ليوبولد ؛ حيث كان عملاء الملك يعاملون السكان بقسوة، ويرغمونهم على العمل لساعات طويلة في جمع المطاط من الغابات، وبناء خط للسكك الحديدية، مما أدى إلى وفاة الكثيرين منهم تحت وطأة المعاملة القاسية.

أثارت طريقة حكم ليوبولد الجائرة كثيرًا من الاحتجاجات خاصة من قِبَل إنجلترا، والولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى استيلاء الحكومة البلجيكية على الحكم في دولة الكونغو الحرة من ليوبولد في 1908م وأعادت تسميته باسم الكونغو البلجيكي، وقد كان حكم البلجيكيين للبلاد قاسيًا أيضًا في كثير من الأحيان، ولكنها عملت على تحسين ظروف العمل والمعيشة للمواطنين نوعًا ما.

وبحلول العشرينيات من القرن العشرين كانت الحكومة البلجيكــية، تحصــل على ثــروات طائلة من اســتغلال النحاس والماس والذهب وزيت النخيل وغيرها من الموارد في الكونغو. وفي الثلاثينيات أدى الكساد الاقتصادي العالمي الكبير إلى شل اقتصاد المستعمرة، نتيجة للهبوط الحاد في أسعار منتجاتها وانخفاض الطلب عليها. وفي 1940م دخلت بلجيكا الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء، حيث أسهم الكونغو البلجيكي في إمداد الحلفاء بمواد خام ذات قيمة عالية.

وبانتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945م، عاود اقتصاد الكونغو البلجيكي تطوره السريع مع ارتفاع قيمة صادراته، وفي الوقت نفسه بدأ البلجيكيون في بذل جهود لتحسين مستوى التعليم والعناية الطبية لسكان المستعمرة، ولكنهم أصروا على رفضهم إعطاء هؤلاء السكان أي دور في إدارة شؤون الحكم.

الاستقلال:

منذ الخمسينيات بدأ كثير من السكان الأفارقة في الكونغو البلجيكي بالدعوة للاستقلال عن بلجيكا. وفي 1957م سمحت الحكومة البلجيكية لسكان المستعمرة بانتخاب ممثليهم في بعض مجالس المدن، ولكن ذلك لم يوقف المطالبة بالاستقلال. وفي 1959 م اندلعت الثورات والاضطرابات ضد الحكم البلجيكي. وفي 30 يونيو 1960م منحت بلجيكا الاستقلال للمستعمرة، وأطلق عليها اسم الكونغو.

وفي أول انتخابات تجرى في البلاد قبل نحو شهر من الاستقلال، فازت تسعة أحزاب سياسية بمقاعد في المجلس التشريعي الوطني، ولكن لم يحصل أي منها على الأغلبية بالمجلس، وقد أدى توزيع أصوات الناخبين بهذا الشكل إلى إضعاف سلطة ووحدة الحكومة، وكحل وسط عشية الاستقلال، اتفق اثنان من الزعماء على اقتسام السلطة، حيث أصبح جوزيف كازافوبو رئيسًا للجمهورية، وباتريس لومومبا رئيسًا للوزراء.

الاضطرابات الأهلية:

اندلعت اضطرابات أهلية إثر الاستقلال في الكونغو، وكان الضباط البلجيكيون ما زالوا يسيطرون على الجيش، وكثير من الموظفين البلجيكيين يشغلون وظائف حكومية مهمة. وبعد خمسة أيام من الاستقلال تمرَّد جنود الجيش قرب ليوبولد فيل (الآن كنشاسا) على ضباطهم البلجيكيين، وانتشر التمرد في كل أنحاء الكونغو، وهرب معظم البلجيكيين العاملين في الحكومة من البلاد.

وفي يوليو عام 1960م انفصلت مقاطعة كاتنغا (الآن إقليم شابا)، عن الدولة الجديدة وأعلنت نفسها دولة مستقلة. وقد كانت هذه المقاطعة المنتجة للنحاس في جنوبي البلاد أغنى منطقة في القطر. وحذت مقاطعة كاساي المنتجة للماس حذو كاتنغا في شهر أغسطس. وفي سبتمبر التالي عزل رئيس الجمهورية كازافوبو رئيس الوزراء لومومبا، الذي سُجن ثم اغتيل في 1961م. وبعد ذلك قام مؤيدو لومومبا بتكوين حكومة منافسة لحكومة كازافوبو، وأعلنوا أنها الحكومة الشرعية للبلاد.

ونتيجة طبيعية لهذه الخلافات اندلع القتال بين الفئات المتنافسة، وأعقب ذلك إرسال قوات من الأمم المتحدة في 1960م للبلاد ؛ لإعادة الأمن والنظام بدعوة من الحكومة. وفي أغسطس عام 1961م توصلت الفئات المتنافسة إلى حل وسط، اتفقوا بموجبه على توحيد البلاد ماعدا مقاطعة كاتنغا، وعُين سيريل أدولا رئيسًا للوزراء في الحكومة الجديدة.

وفي يناير عام 1963م تمكنت قوات الأمم المتحدة من إنهاء انفصال كاتنغا، وهرب كثير من المتمردين إلى أنجولا المجاورة. وعلى إثر إنهاء الانفصال، انسحبت قوات الأمم المتحدة من الكونغو في يونيو عام 1964م. وفي يوليو من العام نفسه حدثت تسوية سياسية، تدعو إلى الدهشة، أصبح بموجبها مويس تشومبي الذي قاد انفصال كاتنغا رئيسًا لوزراء الدولة الموحدة، وفي الوقت نفسه تقريبًا ضربت البلاد موجة جديدة من الاضطرابات والثورات، تمكنت الحكومة من إخمادها بمساعدة المرتزقة البيض بنهاية عام 1965م.

وفي مارس 1965م أُجريت الانتخابات العامة في البلاد، وفاز بها ائتلاف هش بقيادة مويس تشومبي، ولكن الائتلاف مالبث أن تفكك، وأدت الخلافات بين الزعماء السياسيين إلى تعطيل أعمال الحكومة، مما أدى إلى استيلاء الجيش على مقاليد الحكم في نوفمبر من العام نفسه، وعُين الجنرال جوزيف ديزيريه موبوتو رئيسًا للجمهورية.

إعادة بناء الأمة:

تسببت الاضطرابات الأهلية التي سادت البلاد خلال أوائل الستينيات، في إحداث أضرار شديدة باقتصاد الكونغو، كما أدى القتال بين الفئات المختلفة للشعب، إلى شعور بالمرارة وانقسامات حادة بين هذه الفئات. ولمجابهة ذلك اتخذ الرئيس موبوتو بعض الخطوات في محاولة لحل المشاكل التي تواجه البلاد، مثل: تكوين حكومة وطنية قوية تمكنت من بسط سيطرتها على كل البلاد، وساعدت على إنهاء القتال بين فئات الشعب، وتخفيف حدة الفوارق العرقية، التي سادت في السنوات السابقة. وقد أدى هذا إلى تحسن مطرد في الاقتصاد في أواخر الستينيات من القرن العشرين.

وقد سعى موبوتو أيضًا إلى تدعيم الأمة، بتشجيع الاعتزاز بالتراث الإفريقي، والحد من التأثير الأوروبي. وكان كثير من المدن والمعالم الطبيعية في القطر، تحمل أسماء أوروبية استبدلت بها الحكومة أسماء إفريقية. وفي عام 1971م غيرت الحكومة اسم القطر من الكونغو إلى زائير، كذلك وجهت الحكومة كل مواطنيها الأفارقة الذي يحملون أسماء أوروبية إلى أن يستبدلوا بها أسماء إفريقية، وغيَّر موبوتو نفسه اسمه من جوزيف ديزيريه موبوتو إلى موبوتو سيسي سيكو في 1972م.

التطورات الأخيرة:

أدت المشاكل الناجمة عن الركود الاقتصادي والتضخم العالميين في أوائل السبعينيات من القرن العشرين، إلى مصاعب اقتصادية جديدة في زائير ؛ حيث انخفضت أسعار النحاس بشكل حاد مما تسبب في نقص شديد في الإيرادات المالية للبلاد. وقد تزامن ذلك مع ارتفاع شديد في أسعار النفط والمواد الغذائية، اللذين تستوردهما زائير.

في 1977م قام ثوار كاتنغا الذين كانوا يعيشون في أنجولا بغزو زائير، للاستيلاء على مقاطعة كاتنغا السابقة، التي كانت قد أعيدت تسميتها بإقليم شابا، ولكن القوات الحكومية الزائيرية استطاعت بمساعدة قوات مغربية ومعدات حربية فرنسية هزيمة الغزاة. وعاود ثوار كاتنغا الكرَّة ثانية في 1978م، ولكن القوات الزائيرية استطاعت هزيمتهم مرة أخرى بمساعدة قوات فرنسية وبلجيكية.

في 1990م أعلن موبوتو عن خطط للإصلاحات الحكومية، وعن عزمه على السماح بحرية تشكيل أحزاب سياسية معارضة، والسماح لها بترشيح أعضائها في الانتخابات التي أجريت في 1991م. علمًا بأن كل المواطنين كانوا ملزمين في السابق بالانضمام إلى حزب الحركة الشعبية الثورية، ولم يكن يسمح لهم بانتقاد الحكومة علانية. وقد قام موبوتو أيضًا بتعيين حكومة انتقالية تضم رئيسًا للوزراء، ولكنه ظل يحتفظ بمنصب رئيس الدولة. كذلك أعلن موبوتو عن خطط لإعادة كتابة دستور زائير. وفي يونيو 1997م، اجتاحت قوات لوران كابيلا ـ المعارض الرئيسي لموبوتو ـ العاصمة كنشاسا، ونصّب نفسه رئيسًا للبلاد، التي أطلق عليها اسم جمهورية الكونغو الديمقراطية. هرب الرئيس موبوتو إلى المغرب وتوفي هناك، بمرض السرطان، في سبتمبر من العام نفسه.

انتظمت انتفاضة مسلحة المناطق الشرقية من البلاد ضد حكومة كابيلا، وقد وجد المتمردون دعماً كبيرًا من حكومتي رواندا وأوغندا إذ حاربت قوات الدولتين إلى جانب صفوف المتمردين. وفي الوقت نفسه تلقى كابيلا دعماً مماثلاً من أنجولا وتشاد وزمبابوي وناميبيا.وفي يوليو 1999م وقعت الكونغو وبقية الدول التي اشتركت في الصراع، عدا تشاد التي كانت قد سحبت قواتها في وقت سابق، على اتفاقية لوقف إطلاق النار. لم يوقع المتمردون على الاتفاقية، واستمر القتال المتقطع بين الطرفين المتنازعين. وفي يناير 2001م، اغتال أحد أفراد الحرس الرئاسي الرئيس كابيلا، وتولى ابن الرئيس الراحل الجنرال جوزيف كابيلا السلطة في البلاد.

إختبر معلوماتك :

  1. ما أهم الأنشطة الاقتصادية في جمهورية الكونغو الديمقراطية ؟
  2. ما المشكلات التي واجهتها زائير نتيجة حصولها على استقلالها من بلجيكا ؟
  3. لماذا عملت الحكومة على الحد من ارتداء الأزياء الغربية ؟
  4. ما دور الحزب السياسي الوحيد في جمهورية الكونغو الديمقراطية ؟
  5. ما دور هنري م ستانلـي والملك ليوبولـد الثاني فـي تاريـخ المنطقة ؟
  6. ما النهر الرئيسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية ؟
  7. لماذا لايعيش سوى عدد قليل من السكان في منطقة الغابات المدارية المطيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ؟
  8. ما أهم وسيلة للنقل في جمهورية الكونغو الديمقراطية ؟
  9. كيف عملت الحكومة على حماية الحيوانات البرية؟
المصدر: الموسوعة العربية العالمية