جامايكا ( Jamaica )
جريطة جامايكا |
يجذب مناخ جامايكا اللطيف، والشواطئ والجبال الجميلة بها مئات الآلاف من الزائرين سنويًا. لكن الاقتصاد الجامايكي لا يعتمد على السياحة بشكل رئيسي، فجامايكا إحدى البلدان الرئيسية المنتجة للبوكسيت، كما تنتج الجزيرة الموز، والسكر، وسلعًا صناعية مختلفة.
يعيش 50% من سكان جامايكا في المناطق الريفية، لكن الكثيرين منهم شرعوا في الانتقال إلى المدن منذ مطلع الستينيات من القرن العشرين، وكنجستون العاصمة، وأكبر المدن في جامايكا والمرفأ الرئيسي.
ظلت جامايكا مستعمرة بريطانية حوالي 300 عام، وذلك حتى عام 1962م. أما في الوقت الحاضر فهي دولة مستقلة من دول الكومنولث.
نظام الحكم:
تتبع جامايكا نظام الحكم الملكي الدستوري، ورئيس الوزراء الذي يقود حزب الأغلبية في البرلمان، هو رأس السلطة التنفيذية، وأعضاء الوزارة يرأسون الوزارات التي تتشكَّل منها الحكومة. أما الحاكم البريطاني فيُعَيِّن الحاكم العام لجامايكا، والحاكم يمثل العاهل البريطاني، لكنه يتمتع بصلاحيات ضئيلة.يتألف البرلمان الجامايكي من مجلسين: مجلس شيوخ، ومجلس نواب. يُعيِّن الحاكم العام 21 عضوًا من أعضاء مجلس الشيوخ، ثلاثة عشر منهم بمشورة رئيس الوزراء، وثمانية منهم بمشورة زعيم المعارضة (حزب الأقلية) في البرلمان.
ينتخب الناخبون 60 ممثلاً لهم لدورة مدتها خمس سنوات في مجلس النواب. ويمكن لكل جامايكي يبلغ من العمر 18 سنة على الأقل أن يشارك في الانتخابات. وأكبر الأحزاب السياسية حزب العمل الجامايكي، وحزب الشعب الوطني.
تنقسم جامايكا إلى 14 وحدة ذات حكومة محلية تدعى المقاطعات، إضافة إلى كنجستون وهيئة سانت أندرو وهي وحدة حكومية مستقلة تتألف من كنجستون والمنطقة المحيطة بها. لكل مقاطعة مجلس حاكم، ينتخب الشعب أعضاءه لفترة سنتين.
السكان:
أكثر من 90% من سكان جامايكا من أصل إفريقي أسود أو خليط من العرق الإفريقي الأسود والأوروبي. أما فئات الأقلية في البلاد فتتضمن الآسيويين، ومعظمهم صينيون وهنود، كما تتضمن الأوروبيين، والسوريين. ومعظم الجامايكيين العاملين في التجارة والمهن من الأوروبيين أو الأوروبيين الأفارقة، ويعمل كثير من الصينيين والسوريين في الحوانيت الصغيرة، بينما تعمل أعداد كبيرة من الإفريقيين السود والآسيويين عُمالاً زراعيين.لغة جامايكا الرسمية هي الإنجليزية، لكن معظم الجامايكيين يتكلمون لهجة محلية مشتقة من الإنجليزية وهي تختلف عن الإنجليزية الأصلية التي يتكلمها الأمريكيون والإنجليز. وأكثر من 80% من السكان نصارى، وتتضمن الفئات الدينية الأنجليكان والمعمدانيين، وأعضاء كنيسة الرب، والكاثوليك الرومانيين. وهناك حوالي 100,000 جامايكي أسود ينتسبون لـ راس تافاري، وهي حركة دينية وسياسية تنظر إلى هيلاسيلاسي الأول إمبراطور أثيوبيا السابق باعتباره إلهًا. وراس تافاري، هو اسم هيلاسيلاسي الشائع قبل أن يصبح إمبراطورًا. ويُدعى أعضاء راس تافاري الراستفريين. وقد تبنوا الكثير من معتقدات ماركوس جارفي، وهو جامايكي تُوفي عام 1940م. خلال عشرينيات القرن العشرين، كان جارفي يلقي المواعظ في الولايات المتحدة بأن على السود جميعًا أن ينظروا إلى إفريقيا باعتبارها وطنهم، وأن يعيشوا هناك. ★ تَصَفح: جارفي، ماركوس. ويعد الراستفريون أنفسهم أفارقة وليسوا جامايكيين، وبعضهم يعتقد أن السود متفوقون على الأقوام الأخرى. ★ تَصَفح: الراستفريون.
وتوفر الحكومة التعليم المجاني للأطفال بين سن السادسة وحتى سن الخامسة عشرة. ويذهب أكثر من 90% من الأطفال الجامايكيين إلى المدارس الابتدائية، لكن حوالي 55% منهم فقط يلتحقون بالمدارس الثانوية. بجامعة جزر الهند الغربية أكثر من 5,000 طالب، وتقع على أطراف كنجستون، ويستطيع حوالي 98% من الجامايكيين الذين تزيد أعمارهم على الخامسة عشرة القراءة والكتابة.
السطح والمناخ:
تشكل جامايكا جزءًا من جزر الأنتيل الكبرى، وهي مجموعة جزر في الهند الغربية، وفي جامايكا جبال كثيرة. ترتفع الجبال الزرقاء في الشرق إلى 2,256م في قمة الجبل الأزرق، كما تجري الأنهار سريعة التدفق إلى الشمال والجنوب من الجبال، وفي الجزيرة الكثير من الينابيع العذبة والجداول والشلالات. تغطي السهول الواقعة على مستوى منخفض الشواطئ. كما توجد تشكلات الحجر الجيري في شمال غربي جامايكا، وفيها الكثير من المنخفضات العميقة التي تُعرف باسم ميادين مصارعة الديكة وتدعى المنطقة بلاد مصارعة الديكة.جامايكا ذات مناخ مداري، لكن رياح البحر بها تلطف الحرارة والرطوبة. لهذا تتراوح درجات الحرارة على طول الشاطئ بين 27° و 30°م معظم الوقت. أما في الجبال فقد تنخفض درجات الحرارة إلى 4°م، وتسقط الأمطار طوال العام، لكن معظمها يسقط في مايو، ويتراوح المعدل السنوي للأمطار ما بين 75سم في المناطق الساحلية وحوالي 510سم في الجبال.
الاقتصاد:
تعتبر الزراعة والتعدين والصناعة والسياحة أهم القطاعات الاقتصادية بجامايكا. أما الدول الرئيسية التي تتبادل جامايكا التجارة معها فهي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفنزويلا. يعمل حوالي ربع سكان جامايكا في الزراعة. وقصب السكر أهم المحاصيل، أما المنتجات الزراعية الأخرى فتتضمن التوابل والموز والكاكاو والحمضيات وجوز الهند والبن والدواجن واليام (نوع من البطاطا)، غير أن الزراعة لا تنتج من المواد الغذائية ما يكفي السكان جميعًا، لهذا تستورد جامايكا الكثير من موادها الغذائية.يوفر استخراج المعادن لجامايكا الكثير من الدخل (60% من صادراتها)، فجامايكا أكبر البلدان المنتجة للبوكسيت في العالم. والمنشآت القريبة من بعض مناجم البوكسيت تستخلص المركب المعدني المعروف بالألومينا أو أوكسيد الألومنيوم من فلزات البوكسيت. وهذه العملية هي المرحلة الأولى في إنتاج الألومنيوم. كذلك يستخرج في جامايكا الجبس، الذي يُستخدم في صنع الألواح الجصية ومواد البناء الأخرى. ولايعمل في التعدين سوى 1% من القوى العاملة بالبلاد. ومنحت الحكومة الجامايكية تراخيص لعدة شركات للتنقيب عن النفط والذهب في البلاد.
في جامايكا أيضًا مصانع لإنتاج الإسمنت والسجائر والمواد الكيميائية، والملابس، والأسمدة، والأحذية، والآلات، ودبس السكر، والمنتجات النفطية. كما توفر السياحة الكثير من الدخل للبلاد، وتشمل مراكز السياحة في جامايكا كنجستون، ومونتِيجوباي، ونِجرِيل، وأوشو ريوس.
في جامايكا شبكة طرق جيدة (19,300كم)، لكن في البلاد حوالي سيارة واحدة فقط لكل 15 شخصًا، فمعظم الجامايكيين يركبون الدراجات أو الحافلات. وتربط السكة الحديد مدينة كنجستون بمونتيجوباي وتملك الحكومة شركة جامايكا للطيران، وهي شركة جوية دولية، وفي كل من كنجستون ومونتيجوباي مطار دولي.
تصدر في جامايكا ثلاث صحف يوميًا. وفي البلاد حوالي مذياع واحد لكل شخصين وجهاز تلفاز لكل عشرة أشخاص. وهناك عشر محطات للراديو ومحطتان للتلفاز.
نبذة تاريخية:
كان هنود الأرواك يعيشون في جامايكا حين وصل كريستوفر كولمبوس إليها عام 1494م وادعى ملكية أسبانيا للجزيرة. واسترق الأسبان الأرواك. وفي وقت لاحق أحضروا الأفارقة إلى الجزيرة. لكن المرض والإجهاد قتلا الأرواك جميعهم تقريبًا. استخدم الأسبان جامايكا قاعدة للتموين والإمداد، ولم يحاولوا الاستيطان فيها أو تطويرها.في عام 1655م غزا البريطانيون جامايكا وسيطروا على معظم الجزيرة في عام 1660م. لكنهم تابعوا الصراع مع الأفارقة المعروفين بالمارون الذين فروا إلى المرتفعات مع قدوم البريطانيين. وفي عام 1738م وقَّع البريطانيون والمارون معاهدة سلام، وخلال سبعينيات القرن السابع عشر الميلادي بدأ القراصنة البريطانيون في البحر الكاريبي يستخدمون جامايكا قاعدة للهجوم على الموانئ والسفن الأسبانية.
وخلال القرن الثامن عشر الميلادي ازدهرت جامايكا، فقد أصبح السكر المحصول الرئيسي، وأصبحت الجزيرة أهم سوق لتجارة الرقيق في نصف الكرة الجنوبي الغربي. لكن في عام 1738م حرر البرلمان البريطاني المستعبدين، وقد ألحق انتهاء العبودية الضرر بزراعة السكر في جامايكا لأن أصحاب المزارع الكبيرة فقدوا آلاف الأيدي العاملة، فقد أصبح معظم المحررين مزارعين مستقلين.
في عام 1865م، أدت النزاعات القائمة بين المزارعين وعمالهم إلى تمرد الفلاحين، وقد عُرف ذلك التمرد باسم تمرد خليج مورانت. قاد العمال فيه نصراني يُدعى بول بوجل، غير أن القوات البريطانية أنهت ذلك التمرد. كان الجامايكيون، وعلى مدى المائتي سنة السابقة، ينتخبون هيئة حاكمة تُدعى مجلس الجمعية التشريعية، وكانت هذه الجمعية تساعد البريطانيين في حكم الجزيرة، لكن بعد التمرد أصبحت جامايكا مستعمرة من مستعمرات التاج تخضع للحكم البريطاني خضوعًا تامًا.
خلال ثلاثينيات القرن العشرين، طالب الزعماء الجامايكيون البرلمان البريطاني بأن يعطي الشعب الجامايكي المزيد من السلطات السياسية. وهكذا، منحت بريطانيا جامايكا عام 1944م دستورًا يوفر لها نوعًا من الحكم الذاتي، ومنذ عام 1958م أصبحت جامايكا عضوًا في اتحاد جزر الهند الغربية، حين أنشئ الاتحاد، وظلت كذلك إلى أن حلت بريطانيا الاتحاد عام 1962م. وفي وقت لاحق من عام 1962م أصبحت جامايكا دولة كاملة الاستقلال، وعضوًا في رابطة دول الكومنولث. وانتسبت جامايكا إلى الأمم المتحدة عام 1962م، ثم انضمت إلى منظمة الدول الأمريكية عام 1969م.
تواجه جامايكا المستقلة مشاكل كثيرة منها: التضخم، والبطالة، والفقر. فكثير من الجامايكيين أصبحوا مستائين، واستياؤهم ذلك أدّى أحيانًا إلى حوادث شغب وجرائم عنف. ففي السبعينيات من القرن العشرين واجهت جامايكا مشكلات اقتصادية حادة. وفي عام 1972م أصبح مايكل مانلي، من حزب الشعب الوطني رئيسًا للوزراء في جامايكا، فسعى لحل المشكلات الاقتصادية بتبني سياسات اشتراكية. كما دعا لاتباع سياسة عدم الانحياز. وفي عام 1980م أصبح إدوارد سيغا، من حزب العمل الجامايكي، رئيسًا للوزراء وتبنَّى سياسات اقتصادية تساعد القطاع الخاص، كما أقام علاقات جيدة مع الدول الغربية. وفي عام 1983م، اشتركت جامايكا وعدة بلدان كاريبية أخرى مع الولايات المتحدة في غزو جرينادا للإطاحة بحكومتها الماركسية. ★ تَصَفح: جرينادا.
وفي سنة 1988م، ضرب جامايكا إعصار كبير ألحق أضرارًا فادحة بالممتلكات. وفي سنة 1989م، أصبح مانلي رئيسًا للوزراء مرة ثانية لكنه اتبع هذه المرة خطًا معتدلاً في السياسة الاقتصادية والخارجية. وفي عام 1992م، استقال رئيس الوزراء الجامايكي مانلي من رئاسة الوزراء، نظرًا لحالته الصحية، وخلفه بيرسفال. جي. باترسون رئيسًا للوزراء. واحتفظ باترسون بمنصبه بعد فوزه في الانتخابات التي أجريت في عامي 1993 و1997م.