الرئيسيةبحث

أروجواي ( Uruguay )



ميناء مونتفيديو يقع عند ملتقى المحيط الأطلسي مع مصب ريو دي لابلاتا حيث تمر معظم تجارة أروجواي البحرية العالمية. ومونتفيديو هي عاصمة القطر، وكبرى مدنه ومركزه التجاري. ويعيش خمسا سكان أروجواي بمنطقة مونتفيديو.
أرُوجْــواي قُطر صغير يقع على الساحل الجنوبي الشرقي لأمريكا الجنوبية، ولا يصغر هذا القطر، من حيث المساحة، من دول أمريكا الجنوبية، سوى سورينام. وتحتل الأراضي المتموجة التي تكسوها الأعشاب كل أنحاء أُروجواي الداخلية. وتجذب الشواطئ الرملية الجميلة، التي تمتد بمحاذاة ساحل الأطلسي السياح من أجزاء كثيرة من العالم إلى أُروجواي.

ينحدر معظم سكان أُروجواي من المستوطنين الأسبان الذين نزحوا إلى هذا البلد خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، والمهاجرين الإيطاليين الذين حلوا هناك خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والأسبانية هي لغة الدولة الرسمية. يعيش أكثر من أربعة أخماس أهل أُروجواي في مناطق حضرية، خاصة على امتداد الساحل الجنوبي. وتضم مونتفيديو، العاصمة وكبرى المدن، حوالي خُمسي المجموع الكلي لسكان الدولة، وتمثل قلب الدولة التجاري والسياسي والثقافي.

يستخدم قطاع الخدمات،كالحكومة والسياحة والمواصلات، عددًا كبيرًا من الناس، أكثر مما يستخدمه أي قطاع آخر من اقتصاد أُروجواي. لكن المناخ المعتدل والمراعي الطبيعية الوفيرة جعلت الزراعة، وخاصة تربية الحيوانات، هي أساس الاقتصاد.تحتل مراعي قطعان الأبقار والماشية معظم أنحاء القطر الداخلية، ويعتبر إنتاج اللحوم والصوف ومعالجتهما من أهم منتجات أُروجواي المصنعة. وتصنع المنتجات الحيوانية الأخرى بمصانع كبيرة متطورة تسمى فريقوميكوس.

كان الهنود السكان الأصليين لما يُعرف الآن بأُروجواي. لكنهم، في النهاية هلكوا جميعًا، إما قتلاً بأيدي الأوروبيين أو بالأمراض التي نقلها الأوروبيون إليهم. اقتتلت القوات الأسبانية والبرتغالية للسيطرة على أُروجواي خلال القرن الثامن عشر. وحاولت البرازيل أن تسيطر على هذا القطر. أصبحت أُروجواي جمهورية مستقلة عام 1828م. وفي أوائل القرن العشرين، تطورت إلى واحدة من أغنى دول أمريكا الجنوبية وأكثرها ديمقراطية. لكن التدهور الاقتصادي خلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين جلب فترة من عدم الاستقرار السياسي العسكري. وتنعم أُروجواي اليوم بحكومة مدنية منتخبه لكنها ترزح تحت وطأة الديون الخارجية الثقيلة.

نظام الحكم

ساحة الاستقلال تقع في قلب مونتفيديو.ويرى في وسط هذه الساحة تمثال جوزيه أرتيجاس بطل أروجواي القومي. أما قصر سالفو الذي تراه على اليمين فهو أحد معالم المدينة.

الحكومة الوطنية:

تولّت حكومات ديمقراطية الحكم في أُروجواي معظم أعوام القرن العشرين. لكن في عام 1973م، وخلال فترة من عدم الاستقرار العام والعنف المدني، تسلم القادة العسكريون مقاليد الحكم، وعطلوا دستور الدولة، وحلوا الهيئة التشريعية القومية، ومنعوا كل النشاطات الحزبية السياسية. حكم الجيش أُروجواي حتى نهاية عام 1985م، حيث طالب الشعب بحكومة منتخبة انتخابًا حرًا، وتولت الحكم على الفور حكومة حرة.

يسمح دستور أُروجواي، الذي طُبق سنة 1967م وأُعيد العمل به مرة أخرى عام 1985م، بنظام حكم جمهوري. ينتخب الناخبون رئيسًا، في ظل الدستور، يكون رأسًا للدولة لمدة خمس سنوات، ولا يمكن انتخاب الرئيس مرة أخرى إلا بعد مضي خمس سنوات على تركه الحكم. يعين الرئيس مجلسًا للوزراء ليتولى رئاسة قطاعات حكومية مختلفة. تتكون الهيئة التشريعية في أُروجواي التي تعرف باسم الجمعية العمومية من ثلاثين عضوًا من الشيوخ وتسعة وتسعين عضوًا من مجلس النواب. وينتخب الناخبون المشرعين لفترة خمس سنوات.

الحكومة المحلية:

تُقسّم أُروجواي إلى 19 دائرة لأغراض الحكم المحلي. وينتخب الناخبون في كل دائرة حاكمًا وهيئة تشريعية لمتابعة شؤون الدائرة.

السياسة:

أكبر الأحزاب السياسية في أُروجواي حزب كولورادو والحزب القومي، الذي يعرف باسم حزب البلانكو. أما الكولورادويون فهم تقليديًا أكثر حرية (ليبرالية) من غيرهم ويتجهون نحو الاهتمام بالمشاكل الحضرية. وأما البلانكو فيمثلون الاهتمامات الريفية. وتشمل الأحزاب السياسية الأخرى الحزب الديمقراطي النصراني، والحزب الاشتراكي، والحزب الشيوعي. وتتجمع شرائح هذه الأحزاب تحت جماعة كبيرة تسمى تحالف الجبهة العريضة. ويمكن لكل المواطنين الذين يبلغون من العمر 18 عامًا فأكثر أن يشاركوا في التصويت (الانتخاب).

المحاكم:

المحكمة العليا التي تتكون من خمسة أعضاء أعلى محكمة في أُروجواي، وتنتخب الجمعية العامة قضاة المحكمة العليا لفترة عشر سنوات. ويشمل النظام القضائي للدولة محاكم الاستئناف، والمحاكم الصغرى المختلفة، وقضاة الصلح.

القوات المسلحة:

يبلغ عدد قوات جيش أُروجواي والقوات البحرية والقوات الجوية 24,700 فرد. والخدمة العسكرية طوعية.

السكان

السكان والأصل:

تضم أُروجواي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، ويعيش أكثر السكان على امتداد الساحل الجنوبي أو إلى جواره. أما الأجزاء الداخلية فسكانها قليلون.

استوطنت مجموعات مختلفة من الهنود فيما يعرف الآن باسم أُروجواي قبل حلول المستوطنين الأوائل من الأسبان في القرن السادس عشر بزمن طويل. لكن في أواخر القرن الثامن عشر كان سكان الدولة من الهنود قد أبيدوا أو اختفوا تمامًا. وخلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين قدمت أعداد ضخمة من العمال المهاجرين من الأسبانيين والإيطاليين إلى أُروجواي. وكثير من أهل أُروجواي اليوم ينحدرون من هؤلاء المهاجرين السابقين، ومن مهاجرين أوروبيين آخرين قدموا من إنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وبلدان أوروبا الشرقية. وينتمي ما بين 5 و10% من أهل أُروجواي إلى المولدين (وهم مزيج من الأصلَيْن الأوروبي والهندي). بينما يقل عدد السود الذين جُلب أسلافهم إلى أُروجواي كرقيق في القرن التاسع عشر عن 3%.

اللغات:

يتكلم كل أهل أُروجواي تقريبًا اللغة الأسبانية، وهي لغة الدولة الرسمية، وتغلب عليها النبرة الإيطالية. ويتكلم أغلب السكان لغة ثانية غير الأسبانية وعادة ما تكون إنجليزية أو فرنسية أو إيطالية، وينتشر الحديث باللغة البرتغالية في المناطق التي تتاخم حدود الدولة مع البرازيل.

أنماط المعيشة:

منذ منتصف القرن العشرين سبب ارتفاع تكاليف المعيشة وبعض المشاكل الاقتصادية الأخرى بعض المتاعب لأهل أُروجواي. لكن كثيرًا من أهل أُروجواي مازال يتمتع بمستوى معيشي مريح مع السكن.

يعيش نحو 92% من أهل أُروجواي في الحواضر الكبرى والمدن. ومونتفيديو العاصمة هي كبرى الحواضر إلى الآن، ويسكنها نحو 1,303,182 نسمة، أي نحو خُمسي مجموع سكان الدولة. وهي مركز البلاد التجاري، والسياسي، والثقافي، وتمتاز بالطرق المشجرة، والشواطئ الجميلة، والمتنزهات، والمباني، وتقام فيها مختلف المناسبات الثقافية والترفيهية.

ينتمي أكثر أهل مونتفيديو وبعض مدن أُروجواي الأخرى إلى الطبقة الوسطى التي هي أكبر الطبقات بالدولة. يعمل أكثر سكان المدن من الطبقة الوسطى في وظائف حكومية أو مهنية أو بالعمل الحر والصناعة. ويسكنون في شقق أو منازل مريحة تتسع لعائلة واحدة.

أما مديرو الأعمال التنفيذيون وقادة الحكومة ووجهاء المدن الآخرون فهم يسكنون شققًا في ناطحات السحاب الفاخرة أو منازل فاخرة. ويشمل سكان الحواضر في أُروجواي عمال المصانع والعمال غير المهرة وخدم المنازل وأناسًا آخرين من أصحاب الدخول المحدودة. ويعيش عدد قليل من طبقة العمال في أكواخ صغيرة بأطراف المدن. وبالرغم من ذلك فإن رصيد أُروجواي من الأحياء الفقيرة قليل مقارنة بدول أمريكا اللاتينية الأخرى. وتتوافر الكهرباء والمياه وخدمات الصرف الصحي للجميع ما عدا الفقراء من سكان المدن.

يعيش نحو 8% من سكان أُروجواي بالمناطق الريفية. ويملك أكثرهم مزرعة صغيرة، أو يؤجرونها ويسكنون في بيوت الطوب ذات الطابق الواحد، ويعمل الباقون أجراء في مزارع كبيرة أو رعاة أبقار (غاوشو) في مزارع كبيرة تسمى استانسياز. وتسكن عائلات العمال المهاجرين وعمال المراعي بأكواخ ذات أسقف من القصب وأرضية طينية، بينما يقتني ملاك الأراضي الأغنياء المنازل بالمدن والضياع بالقري.

ويُعد مستوى المعيشة عند الريفيين من أهل أُروجواي أدنى منه عند الحضريين، ولهذا فإن أكثر أهل الريف يتوجهون نحو المدن للبحث عن حياة أفضل.

الملبس:

يلبس كثير من أهل أُروجواي مثل ما يلبس غيرهم من الناس في كثير من الأقطار الغربية. ومازال كثير من رعاة البقر ـ الغاو شو ـ يرتدون جزءًا على أقل تقدير من لباس رعاة البقر التقليدي الذي يتكون من قبعة مسطحة ذات أطراف واسعة ورداء من الصوف على هيئة بطانية، وبنطالاً فضفاضًا محشوًا داخل الحذاء ذي الرقبة.

الطعام والشراب:

يأكل أهل أُروجواي كثيرًا من اللحم، وخاصة لحم البقر. والوجبة المفضلة لديهم هي طبق رعاة البقر وتسمى باريلادا كريولا، وهي خليط من السجق والكلاوي وشرائح من لحم البقر. وقد أدخل الإيطاليون الذين استوطنوا في أُروجواي أطباق الباستا المختلفة مثل الشعيرية والمعكرونة. أما الشراب القومي في أُروجواي فهو نوع من الشاي يُسمى يربا ماتيه ويشرب تقليديًا بمصّاصة فضية من إناء مصنوع من اليقطين (القرع).

الترويح:

كرة القدم هي أكثر الألعاب الشعبية في أُروجواي. يبدأ كثير من أطفال أُروجواي في لعب كرة القدم حالما يتعلمون المشي، وتشمل أنواع الرياضة الشعبية الأخرى كرة السلة والرجبي (لعبة بين فريقين يحاول كل منهما إصابة الهدف، شبيهة بكرة القدم إلا أن الكرة فيها بيضية ويجوز فيها استعمال اليد). وتجذب ألعاب رعاة البقر التي تُسمى دوموس كثيرًا من المشاهدين على امتداد الساحل الأطلسي، ويرتاد آلاف السياح منتجع بونتا دل أستا والمنتجعات الساحلية الأخرى سنويًا.

الدين:

ينتمي ثلثا أهل أُروجواي إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وعلى الرغم من ذلك فإن كثيرًا منهم يتقاعس عن أداء الشعائر الدينية. ويوجد في أُروجواي قليل من المسلمين والبروتستانت واليهود.

التعليم:

يستطيع نحو 95% من كل أهل أُروجواي البالغين من العمر 15 عامًا فما فوق أن يقرأوا ويكتبوا. وتوفر الدولة التعليم العام المجاني حتى مستوى الجامعة. وتوجد في أُروجواي المدارس الخاصة، التي تتقاضى أجرًا على التعليم. ويلزم القانون الأطفال من سن 6 إلى 15 سنة أن يلتحقوا بالمدارس، ويوفّي كل أطفال أُروجواي هذا الالتزام. وتوجد في المناطق الريفية المدارس الابتدائية فقط. لذلك فإن على أطفال الأرياف أن يذهبوا إلى أقرب الحواضر أو المدن ليلتحقوا بالمدرسة الثانوية. وجامعة الجمهورية بمونتفيديو هي جامعة أُروجواي الوحيدة، وتضم نحو 35,000 طالب. وتشمل المدارس العليا الأخرى معهدًا لتدريب المعلمين ونظامًا للمدارس المهنية على النطاق القومي.

الفنون:

قدمت أُروجواي مساهمة كبيرة لآداب أمريكا اللاتينية. فخلال القرن العشرين أصبح الرسام خوان مانويل بلانيس مشهورًا برسوماته الدرامية للأحداث التاريخية. وحقق بيدرو فيغاري شهرة عالمية خلال القرن العشرين لرسوماته للحياة بمونتفيديو وضواحيها. وقد أثر كاتب المقالات خوسيه إنريك رودو كثيرًا في تفكير سكان أمريكا اللاتينية، ويُعبِّر أحسن أعماله الذي يطلق عليه اسم آريل (1900م) عن معارضته للحياة المادية. وتدل أعمال هوراسيو كويروغا التي نشرت في أوائل القرن العشرين على براعته في فن القصة القصيرة.

وقد أحيت أساطير الغاوشو الحر كثيرًا من الموسيقى الشعبية وآدابها، ومسرحها.

السطح

أيقونة تكبير خريطة أروجواي
تبلغ مساحة أُروجواي 177,414كم². ويجري نهر أُروجواي في حدود القطر الغربية مع الأرجنتين وكذلك يشكل المحيط الأطلسي ومصب ريو دي لابلاتا اللسان البحري على حدود أُروجواي من الجنوب. ويمكن تقسيم أُروجواي إلى إقليمين كبيرين هما: 1- السهول الساحلية. 2- الأراضي المنخفضة الداخلية.

السهول الساحلية:

تمتد هذه السهول على شكل قوس ضيق على امتداد نهر أُروجواي وريو دي لابلاتا والمحيط الأطلسي، وتغطي نحو خُمس مساحة أُروجواي. ومعظم سكان القطر يتمركزون في هذا الإقليم، وخاصة على امتداد الساحل الجنوبي. وتقع مونتفيديو على الساحل بالقرب من نقطة التقاء مصب ريو دي لابلاتا مع المحيط الأطلسي. وتغطي المزارع العائلية الصغيرة والمزارع الكبيرة معظم السهول الساحلية الغربية والجنوبية الغربية، التي تمثل أخصب وأغنى تربة في البلاد.

تتميز السهول الساحلية في غربي وجنوب غربي أروجواي بأخصب تربة في القطر. ويُزرع القمح ومحاصيل أخرى في مزارع العائلات الصغيرة والمزارع الكبيرة التي تحتل معظم المنطقة.

الأراضي المنخفضة الداخلية:

تغطي الأراضي المنخفضة الداخلية معظم مساحة أُروجواي. وتجعل السهول الشاسعة المغطاة بالعشب الطبيعي والجبال وكثير من الأنهار والجداول هذه المساحة مكانًا مثاليًا لتربية الحيوانات. وتحتل المزارع الكبيرة معظم أجزاء المنطقة، وتنتشر الحواضر الصغيرة والمدن في أنحاء القطر.

يتدفق نهر ريو نيجرو، أكبر الأنهار بالأراضي الداخلية، صوب الجنوب الغربي عابرًا وسط الأراضي المنخفضة. ويكوّن السد الذي يوجد بمجرى النهر أكبر بحيرة في أُروجواي، وهي بحيرة رينكون دل بونيتي. وتَتَلَوَّى سلسلة من المرتفعات قاطعة الأراضي الداخلية من حدود البرازيل وحتى الساحل الجنوبي. ويُسمّي أهل أُروجواي هذه المرتفعات باسم كوتشيلا جراندي (السكين الكبيرة) لأنها تكونُّات صخرية شبيهة بالسكين. وأعلى نقطة في أُروجواي هي ميرادور ناسيونال، وترتفع إلى 501م.

المناخ

مناخ أُروجواي معتدل رطب ويختلف قليلاً من منطقة إلى أخرى. ويقع القطر كله جنوبي خط الاستواء، الشيء الذي يجعل الفصول فيه نقيضًا لتلك التي بنصف الكرة الشمالي. ويبلغ متوسط درجة الحرارة بمونتفيديو 11°م في شهر يوليو، أشد الشهور بردًا، و23°م في يناير، أشد الشهور حرارة.

ويبلغ منسوب الأمطار السنوي نحو 102سم وغالبًا ما تسقط الأمطار بانتظام طوال العام. ومع ذلك فإن أُروجواي تشهد أحيانًا موجات من الجفاف.

الاقتصاد

يعتمد اقتصاد أُروجواي النامي أساسًا على الزراعة. وتصل قطاعات الخدمات والصناعة إلى 88% من الناتج الوطني الإجمالي. وتشكل المنتجات الزراعية معظم دخل أروجواي من التصدير. وتعتبر الأرض من أهم المصادر الطبيعية في البلاد. ومن أهم الصناعات في أروجواي تصنيع اللحوم والجلود والصوف.

يمتلك الأثرياء أغلب الأعمال التجارية والصناعات وتتولى الحكومة القومية إدارة المنشآت العامة كقطاع المواصلات وبعض الشركات الصناعية.

قطاع الخدمات:

يشكل قطاع الخدمات نحو 68% من إجمالي الناتج المحلي، وتستخدم 65% من القوى العاملة بالدولة. وتستوعب الوكالات الحكومية أكبر عدد من العاملين في قطاع الخدمات. وتأتي السياحة في مقدمة الخدمات التي تستوعب أكبر عدد من المستخدمين، وتنتعش على ساحل أُروجواي على المحيط الأطلسي. ويعمل كثير من أهل أُروجواي في الفنادق والمطاعم والمتاجر في المنتجعات البحرية. ويعمل باقي السكان في المصارف ومؤسسات الرعاية الصحية والمدارس والشركات، وفي ميادين أخرى مثل المواصلات والاتصالات.

صناعة النسيج خاصة إنتاج المنسوجات الصوفية، تُعد واحدة من الصناعات المتقدمة في أروجواي، وتقع معظم مصانع النسيج داخل مونتفيديو وحولها.
رعاة البقر من أهل أروجواي. ويعرفون باسم الغاوشو، يسوقون قطيعًا من الأبقار صوب الحظيرة بالقرب من مونتفيديو. يشكل دخل قطاع الحيوانات الرائج أساس اقتصاد أروجواي.

التصنيع:

تصل نسبة التصنيع إلى 20% من الناتج الوطني الإجمالي في أُروجواي، وتستخدم 19% من مجموع القوة العاملة. ويعتبر تعليب اللحوم وتصنيعها في طليعة الصناعات، وتشمل الصناعات الأخرى البضائع الجلدية والإطارات. وتوجد معظم منشآت الدولة الصناعية داخل مونتفيديو وحولها.

الزراعة:

تصل نسبة الزراعة إلى 12% من الناتج الوطني الإجمالي في أُروجواي، وتستخدم 16% من القوى العاملة في الدولة. وتعتبر تربية الماشية المصدر الأول لدخل الزراعة. وتشغل مراعي الأبقار والأغنام أربعة أخماس مساحة أُروجواي الكلية. وتغطي المزارع الكبيرة أكثر من 2,000 هكتار.

يتعهد المزارعون بزراعة المحاصيل الأساسية كالذرة الشامية، والبطاطس، وبنجر السكر، وقصب السكر. ويُزرع القمح في الأراضي الخصبة على امتداد نهر أُروجواي ومصب ريو دي لابلاتا. وينمو الأرز في الحقول المروية في شرقي البلاد. وتوجد في معظم المزارع معدات زراعية حديثة، لكن فقراء المزارعين مازالوا يستخدمون المحاريث التي تجرها الثيران ويتبعون الطرق الزراعية القديمة.

التعدين:

تملك أُروجواي مصادر معدنية قليلة. وتعد مواد البناء كالحصباء والرمل والحجر في طليعة المنتجات.

صيد السمك:

يصطاد أسطول الصيد الصغير الذي تدعمه الحكومة بعض أنواع الأسماك البحرية من ساحل أُروجواي الأطلسي، ويُعد معظم الناتج للتصدير.

مصادر الطاقة:

ليس لأُروجواي رصيد من الفحم الحجري أو البترول أو الغاز الطبيعي، ولهذا فإنها تستورد كميات هائلة من الوقود. وتعتمد الدولة تمامًا على الطاقة الكهرومائية في توليد الكهرباء، وتزود محطات القدرة على نهري أُروجواي وريو نيجرو كل أنحاء القطر بالكهرباء.

التجارة:

يُعتبر لحم البقر والجلود والأبقار والماشية الحية ومنتجات الخضار والصوف والمنسوجات الصوفية في طليعة صادرات أُروجواي. أما الواردات الرئيسية فتشمل الأجهزة والمنتجات الكيميائية والآلات والبضائع المعدنية والبتروكيميائيات. وتتعامل أُروجواي أساسًا مع الأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية في مجال التبادل التجاري.

النَّقل والاتصالات:

تربط أُروجواي شبكة طرق جيدة، لكن نظام السكك الحديدية في البلاد، الذي تملكه وتديره الدولة، نظام قديم وغير فعّال. ويعتمد أكثر أهل أُروجواي على الحافلات في التنقل بين الحواضر والمدن. ويوجد في أُروجواي نظام مركزي للحافلات تديره الدولة وتمتد خدماته لكافة أنحاء الدولة.كما تُسيِّر بعض الشركات الخاصة خطوطًا للحافلات.

ومونتفيديو ميناء أُروجواي الرئيسي المطل على المحيط الأطلسي. ويقع مطار القطر الدولي بالقرب من مونتفيديو، وتنظم الخطوط الجوية التي تملكها الدولة، سفريات داخل أُروجواي وإلى بعض الأقطار الأجنبية.

تمتلك كل عائلة تقريبًا في أُروجواي جهاز راديو، وهناك 24 صحيفة يومية ذات اهتمامات عامة. وأكبر الصحف اليومية في مونتفيديو هما إل بيس وإل ديا، ويكفل دستور البلاد حرية الصحافة.

نبذة تاريخية

الأيام الأولى:

كان الهنود أول من استوطنوا فيما يعرف اليوم بأُروجواي، وكانوا يجمعون الفاكهة البرية والبذور ويصطادون الحيوانات لطعامهم. وكانت قبائل تشاروا أكبر القبائل الهندية المتمرسة في فن الحرب. وفي عام 1516م أصبح البحّار الأسباني خوان دي سوليس أول رجل أبيض تطأ قدمه أرض أُروجواي، وعندما نزل هو وبعض رجاله إلى الشاطئ قتلهم رجال قبائل تشاروا. ونظرًا لأن أُروجواي لم يكن بها ذهب ولا ثروة أخرى فإنها لم تجذب من الأوروبيين إلا القليل حتى أواخر القرن السابع عشر.

سنوات الاستعمار:

في سنة 1680م، وفد الجنود البرتغاليون من البرازيل، وأقاموا بلدة نوفا كولونيا دو ساكرامنتو على مصب ريو دي لابلاتا، بمحاذاة بوينس أيريس الأسبانية بالأرجنتين. أسس المستعمرون الأسبان مونتفيديو سنة 1726م، في محاولة لايقاف التوسع البرتغالي في أروجواي. وبحلول السبعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي كان الأسبان قد استوطنوا في معظم أنحاء أُروجواي. وفي عام 1777م ، هجموا على كولونيا وطردوا البرتغاليين خارج القطر، وأصبحت أُروجواي جزءًا من المستعمرة الأسبانية، التي كانت تسمى نيابة لابلاتا الملكية، وكانت تضم الأرجنتين وباراجواي وأجزاء من بوليفيا والبرازيل وتشيلي. ★ تَصَفح: الأرجنتين. وقد مات كل الهنود تقريبًا في أُروجواي خلال الفترة الاستعمارية في الحروب ضد الأوروبيين أو نتيجة للأمراض التي جلبها الأوروبيون معهم إلى البلاد. أما الباقون فقد هربوا إلى داخل القارة.

الاستقلال:

خلال السنوات الأولى من القرن التاسع عشر الميلادي، أعد الجندي جوزيه جيرفاسيو أرتيجاس جيشًا ليحارب من أجل الاستقلال عن أسبانيا. وفي عام 1811م، ضرب أرتيجاس وقواته حصارًا حول مونتفيديو. ولكن في اللحظة التي كادوا أن يصدوا فيها الأسبان، هجمت القوات البرتغالية على الجيش الأسباني وجيش أُروجواي، وبدلاً من أن يستسلم أرتيجاس للحكم الأسباني أو البرتغالي قاد قواته وآلافًا من أهل أُروجواي إلى ضواحي باراجواي المجاورة وتركوا معظم أنحاء أُروجواي مهجورة. سلّم الأسبان مونتفيديو لجيوش أتت من بوينس أيريس عام 1814م، وأدّى هذا الاستسلام لنهاية السيطرة الأسبانية على أُروجواي إلى الأبد. وفي عام 1815م عاد أرتيجاس وجنوده ليعيدوا مونتفيديو لأروجواي. لكن في عام 1816م، هاجمت القوات البرتغالية مرة ثانية أهل أُروجواي وبعد أربع سنوات من الحرب الضروس، ضم البرتغاليون أُروجواي إلى البرازيل وأجبروا أرتيجاس على الذهاب للمنفى.

وفي عام 1825م ثارت مجموعة من الوطنيين من أهل أُروجواي كانوا يدعون الثلاثة والثلاثين الخالدين ضد البرازيل وجددوا النضال من أجل الاستقلال. وبمرور أشهر قليلة، استطاعت جيوشهم أن تسيطر على معظم أنحاء القطر. وقد ساندت الأرجنتين الوطنيين في حربهم ضد البرازيل. وتدخلت بريطانيا في الحرب لأن حصار مونتفيديو وبوينس إيريس عطل التجارة البريطانية. وفي سنة 1828م وبسبب تدخل بريطانيا، اعترفت البرازيل والأرجنتين بأُروجواي جمهورية مستقلة. وطبقت أُروجواي أول دستور لها سنة 1830م وأصبح خوزيه فروكتوسو ريفيرا، أحد القادة الوطنيين، أول رئيس للدولة.

الحرب الأهلية:

خلف مانويل أوريب ريفيرا رئيسًا للدولة في عام 1835م ولكن ريفيرا حاول في السنة التالية أن يستعيد سلطته وذلك بقيادة ثورة ضد أوريب. وكان معظم أتباع ريفيرا الذين يعرفون باسم الكولورادويين من أهل المدن. أما أتباع أوريب، وكان يطلق عليهم اسم البلانكويون، فكانوا أساسًا من ملاك الأراضي الريفيين. وتقاتلت المجموعتان ـ اللتان كونتا فيما بعد الحزبين الرئيسيين في أُروجواي ـ لمدة 16 عامًا للسيطرة على أُروجواي. وفي النهاية، وبحلول عام 1852م، هزم الكولورادويون البلانكويين.

صراعات من أجل السلطة:

استمرت الصراعات حول السلطة خلال القرن التاسع عشر،كما استمر تبادل السيطرة على الحكومة بين الحزبين. وغالبًا ما كانت تتدخل الحكومات الأجنبية في شؤون أُروجواي، وذلك لمساعدة أحدهما على الآخر في الثورات والانتفاضات. وفي عام 1865م استطاع الكلورادويون الاستيلاء على السلطة بمساعدة البرازيل. لكن باراجواي ساندت البلانكويين في محاولة لاسترداد السلطة. وكونت أُروجواي والبرازيل والأرجنتين حلفًا ودخلوا في حرب ضد باراجواي. وانتهت حرب الحلف الثلاثي بهزيمة باراجواي عام 1870م. وبانتهاء الحرب، أصبح الكلورادويون هم الحزب السياسي المهيمن، وذلك للنمو السريع الذي حدث في مونتفيديو عندما تدفق سيل المهاجرين الأسبانيين والإيطاليين على أُروجواي. وتتابع قادة هذا الحزب على رئاسة أُروجواي حتى أواخر القرن التاسع عشر، وكان حكم بعضهم قهريًا.

الإصلاحات في أوائل القرن العشرين:

في عام 1903م، انتخب خوزيه باتل ي أوردونيز رئيسًا لأُروجواي، وكان يؤمن إيماناً جازمًا بالمبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، واستطاع حزب الكولورادويين تحت قيادته، أن يجيز قوانين مختلفة أرست التعليم الحر والحد الأدنى للأجور وحماية حقوق العاملين، وخصصت قروضًا للمزارعين، وعناية طبية مجانية للفقراء، وبعض برامج الرعاية الاجتماعية الأخرى. وسيطرت الحكومة على الأعمال ذات المنافع العامة وكثير من الشركات الصناعية، وأسست المصارف القومية والسكك الحديدية. واستطاع باتل والرؤساء الذين جاءوا من بعده أن يجعلوا من أُروجواي نموذجًا للديمقراطية والإصلاح الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي.

حكومة المجلس القومي:

قطعت أُروجواي علاقاتها الدبلوماسية مع ألمانيا وإيطاليا واليابان عام 1942م، وأعلنت الحرب على دول المحور بعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ. ومع ذلك لم تشارك أي قوات من أُروجواي في الحرب العالمية الثانية. وخلال سنوات الحرب ارتفعت صادرات أُروجواي من اللحم والصوف، وساعدت في تمويل عدد من البرامج الاجتماعية الجديدة. وفي عام 1945م، أصبحت أُروجواي عضوًا مؤسسًا في الأمم المتحدة.

وفي عام 1951م، اعتمدت أُروجواي دستورًا جديدًا أُلغيت بموجبه رئاسة الجمهورية وأقامت بدلاً منها مجلسًا قوميًا للحكومة يتكون من تسعة أعضاء. وقد سمح المجلس لحزبي الكولورادويين والبلانكويين أن يتقاسما السلطة. بدأ اقتصاد أُروجواي في التدهور خلال بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وانحدرت تجارة الدولة الخارجية نتيجة لفقدان أسواق الصادرات الزراعية، بينما ارتفعت تكاليف البرامج الاجتماعية بسرعة فائقة. وقد اثبت المجلس عدم جدارته في مواجهة هذه المصاعب، واستعاد الدستور الجديد النظام الجمهوري سنة 1967م.

الحكومة العسكرية:

أدى تدهور الأحوال الاقتصادية إلى ازدياد عدم الاستقرار في أُروجواي خلال أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين، مما أكسب المجموعات المعادية للحكومة فاعلية. وقامت إحدى هذه المجموعات، واسمها توباماروس، بعمليات اختطاف واغتيال للمسؤولين وبعض الأجانب في أُروجواي.

ازداد العنف الإرهابي بعد أن أصبح خوان ماريا بوردابيري رئيسًا سنة 1972م، ونتيجة لتزايد عدم الاستقرار الاجتماعي والمشاكل الاقتصادية استولى القادة العسكريون على مقاليد السلطة وأجبروا الرئيس بوردابيري على حل الهيئة التشريعية القومية، وعلقوا الحكم بالدستور وكونوا مجلسًا للدولة ليحكم أُروجواي حكمًا عسكريًا. وكان بوردابيري عضوًا في المجلس، لكن الهيمنة الكلية كانت للعسكريين. ثم أزاح القادة العسكريون بوردابيري من وظيفته بالمجلس سنة 1976م، وعينوا أباريكيو منديز رئيسًا. وتولى الرئاسة الفريق جريجوريو ألفاريز خلفًا لمنديز.

وفي سنة 1980م رفض الناخبون دستورًا جديدًا يأتي بحكومة مدنية، لأنه يعطي العسكريين دورًا كبيرًا في السلطة. وشارك الآلاف من أهل أُروجواي في الاحتجاجات المعادية للحكومة في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، وأدت المفاوضات بين العسكريين وقادة الأحزاب السياسية إلى انتخابات ديمقراطية سنة 1984م، وعودة الحكومة المدنية. وتولى سُدَّة الحكم الرئاسي خوليو ماريا سانجوينيتي، زعيم حزب كولورادو، في مارس 1985م.

المباني العصرية تمتد على طول ساحل أروجواي .ويرتاد آلاف السياح منتجعات هذا القطر الساحلية الكثيرة كل سنة.

أُروجواي اليوم:

تواجه الأروجواي حاليًا وضعًا صعبًا هو الحفاظ على المؤسسات الديمقراطية وفي الوقت نفسه تحاول بناء اقتصادها المتدهور. فقد انخفض دخل الصادرات بشكل حاد في أوائل وأواسط الثمانينيات من القرن العشرين، ونتيجة لهذا انخفض الرصيد النقدي الذي كان مُدخرًا للبرامج الاجتماعية. وارتفعت ديون الدولة الخارجية سريعًا، وبالإضافة إلى ذلك، ساعدت البطالة وارتفاع الأسعار على انخفاض مستوى المعيشة لدى كثير من أهل أُروجواي. وفي عام 1989م، انتُخب لويس ألبرتو لاسال زعيم الحزب القومي رئيسًا للبلاد. وتضمن برنامج لاسال الاقتصادي زيادة طفيفة في أجور العاملين بالدولة وخصخصة بعض المصانع التي كانت تمتلكها الدولة. واعترضت النقابات العمالية على هذه السياسات ونظمت اضرابات واسعة في البلاد. وفي استفتاء أجري عام 1992م، رفض الشعب برنامج الخصخصة. وفي عام 1994م، انتخب سانجوينيتي رئيسًا مرة ثانية. وفي عام 1999م، أصبح خورخي باتلي ممثل حزب كولورادو رئيس البلاد بعد أن فاز في الانتخابات التي أجريت في تلك السنة.

إختبر معلوماتك :

  1. من أسلاف معظم أهل أروجواي المعاصرين؟
  2. ما أهم المحاصيل الزراعية في أروجواي؟
  3. ما الإصلاحات الاجتماعية التي قام بها الرئيس أوردونيز في أروجواي خلال السنوات الأولى من القرن العشرين؟
  4. ماذا تعرف عن الغاوشو وكيف أثروا على ثقافة أروجواي؟
  5. ما أحزاب أروجواي الكبرى؟
  6. وما الأفكار السياسية التي يدعمها كل منها؟
  7. من الثلاثة والثلاثون الخالدون؟
  8. أين يعيش معظم أهل أروجواي؟
  9. ما الظروف التي أدت إلى تولي العسكريين للسلطة في أروجواي سنة 1973م؟ ومتى استُرد الحكم المدني؟
  10. ما أكثر الرياضات شعبية في أروجواي؟
  11. ما مجلس الحكومة القومي ؟
المصدر: الموسوعة العربية العالمية