التيفوس ( Typhus )
التَّيفوس ويسمى كذلك الحمى النمشية، واحد من مجموعة من الأمراض المعروفة التي تسببها الريكتسية، وهي كائنات دقيقة تشبه البكتيريا لكنها كثيراً ما تسلك سلوك الفيروسات. ★ تَصَفح: الريكتسية، بكتيريا. تقوم هذه الكائنات في جسد الإنسان بإتلاف جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى النزف والطفح الجلدي. كما أن بعض الأنواع من هذه الكائنات تغزو الحيوان والإنسان، وكثيراً ما يطلق على الحيوانات المصابة اسم مستودعات المرض.
ويمكن انتقال أمراض التيفوس من إنسان إلى آخر ومن الحيوانات إلى البشر بوساطة القمل والبراغيث والسوس. وتوجد عدة أنواع من التيفوس بما في ذلك التيفوس الوبائي والتيفوس الفأري والتيفوس القرادي وغير ذلك من الحميات المختلفة.
التيفوس الوبائي:
ويعرف أيضاً باسم التيفوس التقليدي أو تيفوس القمل وهو أكثر أنواع التيفوس انتشارًا. ويتم انتشاره عن طريق القمل البشري. وقد ارتبط هذا النوع من التيفوس بالحروب والمجاعات عبر التاريخ ؛ إذ إن التجمعات المكتظَّة وعدم النظافة والبؤس خلال فترات الحروب تنشِّط انتقال القمل الملوَّث من شخص لآخر. وغالباً ما يموت الجنود من التيفوس بأعداد أكثر من أولئك الذين يموتون في القتال. فقد قدَّر المراقبون أن التيفوس قد قتل أكثر من ثلاثة ملايين شخص في روسيا خلال الفترة الثورية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى (1914- 1919م).وقد حدثت حالات من التيفوس الوبائي في شمال إفريقيا واليابان وكوريا إبَّان الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). كما أنه كان شائعاً في العديد من معسكرات الاعتقال النازية. ويقدِّر العلماء أن 25 من بين كل 100 شخص مصابين بالتيفوس الوبائي يلقون حتفهم. وفي الوقت الراهن أحيانًا ينتشر التيفوس الوبائي في إفريقيا وآسيا ووسط وجنوب أمريكا.
وتتمثل الأعراض الأولية لكل أمراض التيفوس في الصداع والطفح الجلدي والخدر والهذيان. وقد ترتفع حرارة المريض إلى أكثر من 40°م وتبقى عالية لثلاثة أو أربعة أيام، ثم تنخفض بسرعة. ومن المضاعفات الممكنة للمرض الالتهاب الرئوي ومشكلات القلب والدورة الدموية. ويكون الشفاء بطيئاً في العادة، لكنه في بعض الحالات يعطي مناعةً تامة، إلاَّ أن بعض الذين يشفون من التيفوس يحملون الجراثيم الحية في أجسادهم ؛ وبعد سنواتٍ يمكن لهذه الجراثيم أن تُحدث نوبة جديدة من المرض.
التيفوس الفأري:
ويسمى أيضا التيفوس المستوطن، وهو شكل معتدل من المرض، ينتقل إلى البشر عن طريق برغوث الفئران. ومثله كمثل التيفوس الوبائي، يحدث في كل أنحاء العالم، لكنه لا ينتشر بالسهولة والسرعة نفسها. وقد أدى التحسن في السيطرة على أعداد الفئران وبراغيثها في المناطق الحضرية إلى انحسار حاد في حدوث مرض التيفوس الفأري.التيفوس القُرادي:
ويسمى أيضاً حمى النهر اليابانية وحمى تشتجاموشي، ويوجد في كل أرجاء قارة آسيا وغرب المحيط الهادئ، وهو شبيه في آثاره بالتيفوس الوبائي، ويتم نقله عن طريق السوس والعثة المسماة بالبراغيث الخارقة.تيفوس التكْ:
وهو معروف في العديد من أنحاء العالم أحيانًا بأسماء محلية وأشهرها حمى جبال الروكي المرقطة في كل من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. تغزو الجراثيم قراد الأخشاب في جبال الروكي وقراد الكلب الأمريكي. ويصبح القراد ملوثًا عندما تلدغ حيوانات مثل فئران الحقول والكلاب المصابة بجرثومة المرض. وعندما تلدغ القرادة شخصاً ما تقوم بنقل الجرثومة إلى مجرى دم ذلك الشخص. وقد اكتشف الأطباء هذا النوع من الحُمَّى لأول مرة في منطقة جبال الروكي في الولايات المتحدة.العلاج:
يستخدم الأطباء المضادات الحيوية وبشكل خاص التتراسيكلين والكلورامفينكول لعلاج أمراض التيفوس. كما أنهم يستخدمون لقاحات أُعدَّت خصيصاً للوقاية من هذه الأمراض. وللسيطرة على انتشار المرض خاصةً في ظروف الانتشار الوبائي فإن العاملين في الحقل الطبي كثيراً ما يستخدمون المبيدات الحشرية ؛ إذ يقومون برش الناس وملابسهم بهذه المبيدات التي تقتل الحشرات الحاملة للمرض.★ تَصَفح أيضًا: د د ت ؛ الفيروس .