الريكتسية، بكتيريا ( Rickettsia )
الريكِتسيَّة، بكتيريا. بكتيريا الريكتسية مجموعة من الكائنات الدقيقة، تسبب أمراضًا مُعدية للإنسان. وكانت تُصنَّف في السابق ضمن الفيروسات، ولكنها تُعد الآن نوعًا خاصًا من البكتيريا. وتختلف عن أنواع البكتيريا في أمرين اثنين: فهي أصغر حجمًا، وكذلك تشبه الفيروسات من حيث إنها لا تتكاثر خارج الخلايا الحية.
تعيش الريكتسية بشكل رئيسي في خلايا حشرات معينة، وبعض الحيوانات المفصلية، مثل القمل والقراد. ويمكن لبعض أنواعها أن تؤثر في خلايا الإنسان، وتسبب له أمراضًا مثل التيفوس الوبائي وحمى جبال الروكي المبقعة وحمى الحكة وحمى Q.
ينتشر التيفوس الوبائي بين الناس بسبب عضة القمل الحامل للمرض، وهو منتشر في المناطق الباردة في العالم. وخصوصًا في تلك المناطق التي تفتقر إلى الشبكات الصحية المناسبة. أما الكائنات التي تسبب حمى جبال الروكي فإنها تعيش داخل القُراد والقوارض البرية، وتنتشر بين الناس عن طريق عضة القُراد. وينتشر هذا المرض بشكل ملحوظ في المناطق الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية. أما مرض حمى الحكة، فهو منتشر بشكل عام في جنوب شرقي آسيا، وشمالي أستراليا واليابان. وتَحمِل البراغيث والقوارض الكائنات المسببة للمرض، وينتشر بين الناس عن طريق عضة القمل.
يختلف مرض حمى Q عن بقية الأمراض، حيث تصيب الكائنات المسببة للمرض الإنسان بوساطة التنفس. وهو شائع في مناطق تربية المواشي ؛ إذ تنقل المواشي ـ التي تصاب بوساطة القُراد ريكتسية حمى Q في بولها، وفي السوائل التي تنصب عند الولادة. وقد يصيب المرض الناس الذين يستنشقون الغبار من حظائر المواشي.
ومن أعراض هذا المرض نوبات البرد والحمى والصداع والطفح الجلدي. وفي حالة ترك هذه الأمراض دون علاج ـ وبخاصة التيفوس الوبائي وحمى جبال الروكي المبقعة ـ فإن الإصابة تسبب الموت عادة. ومع ذلك فإنه يمكن معالجة هذه الأمراض بشكل فعَّال، باستخدام المضادات الحيوية. وقد سمي هذا المرض باسم الطبيب الأمريكي، هوارد تايلور ريكتس، الذي اكتشف هذه الكائنات الدقيقة عام 1909م.