المستوطنون في أستراليا ( Squatters in Australia )
المستوطنون في أستراليا يرحلون على ظهور الخيول إلى منازلهم الجديدة. هؤلاء الرواد الذين استقروا على نهر كامبل في نيو ساوث ويلز، رسمهم الفنان جون وليم لوين في عام 1815م. |
ظل هؤلاء المستوطنون الأوائل حتى عام 1820م محصورين في ولاية نيو ساوث ويلز وفي فان ديمنزلاند (تسمانيا الآن)، ومن هناك انتشروا بحثًا عن المراعي والأراضي الزراعية الجيدة، وذلك على الرغم من محاولات الحكومة الحد من انتشارهم، وإعلانها أن مثل ذلك الاستيطان أمر غير قانوني. والواقع أن حركة الاستيطان هذه بدأها بعض السجناء المنفيين الذين أُطلق سراحهم، والذين راحوا يبحثون عن سبل للحياة، فتملكوا بعض الماشية (في بعض الأحيان عن طريق السرقة)، واستقروا بطريق غير قانوني على أراضٍ واسعة جعلوها مراعي لأغنامهم. ولكن سرعان ما اعترفت بهم الحكومة، وبدأت تبيعهم الرخص والأرض، فأصبحوا ملاكًا قانونيين للأرض.
في أستراليا زاد عدد الأغنام من 44فقط جاءت بها أول سفينة، إلى أكثر من 135 مليون. وضع جون ماكارثر أساس صناعة الصوف بتهجين المرينو الأسباني المستورد من رأس الرجاء الصالح مع الأغنام المحلية. |
واتسعت حركة الاستيطان هذه لتشمل مناطق عدة من أستراليا، فشملت منطقة تسمانيا الحالية ومنطقة فكتوريا وأستراليا الجنوبية والغربية، الأمر الذي دعا السلطات لمحاولة تنظيم هذه الحركة بإصدارها القوانين التي تحدد مساحة الأرض التي يمكن استيطانها والضريبة التي تدفع عنها. كما أن السلطات في بريطانيا كانت تشجع سلطات أستراليا لتسهل أمر الاستيطان ولتحفز المستوطنين، ذلك أن مصانع الصوف في إنجلترا كانت في حاجة ماسة إلى الصوف الأسترالي... وهكذا اكتسبت حركة الاستيطان هذه الشرعية بعد أن كانت حركة غير قانونية.