|
الحصان كان وسيلة نقل مهمة للرواد في الريف الأسترالي كما كان يُستخدم في الزراعة. |
حياة رواد أستراليا ونيوزيلندا. كان الرواد الأوائل الذين استقروا في أستراليا ونيوزيلندا قبل عام 1850م، هم في الغالب زُرّاع بريطانيون اضطرتهم ظروف تطور الزراعة في بريطانيا إلى التخلي عن مزارعهم الصغيرة والهجرة إلى تلك الجهات أملاً في حياة هادئة هناك ؛ حيث الطقس الرائع، والفرص الثمينة. وقد وصلت طلائعهم في عام 1793م واستقروا في أراض خارج مدينة سيدني أسموها سهول الحرية. ثم توالت هجراتهم إلى جنوبي أستراليا وغربيها وإلى نيوزيلندا مفضلين البقاء في المناطق الساحلية أولاً، ثم الانطلاق منها إلى الأراضي الداخلية.
|
منازل الرواد الصغيرة مثل هذا المنزل في ميلدورا، توضح كيف كان الأستراليون يعيشون في القرن التاسع عشر. |
عاش أولئك
الرواد في أستراليا ونيوزيلندا عيشة شبيهة بحياتهم في بريطانيا من حيث المسكن والملبس، وبقوا كذلك فترة طويلة من الزمن قبل أن يتأقلموا على مواطنهم الجديدة، وحياتهم القاسية التي لم توفر لهم في أيامهم الأولى الطعام الكافي ؛ فقد عانوا من شُح الطعام، لدرجة أن بعضهم كان يُشنق لسرقته الطعام من مخازن الدولة. ولكن هذه الحالة بدأت تتغير فيما بعد خاصة، بعد أن استورد بعضهم أعدادًا من الضأن والغنم وبعد أن بدأ بعضهم الآخر يزرع ما يحتاجه من المحصولات الزراعية.
عاش أولئك الرواد حياة ريفية صعبة ؛ فاشتغل بعضهم بالزراعة في ظروف بيئية رديئة، وبعضهم الآخر بالرعي، والجزء الثالث بقطع الأخشاب والأحجار واستعمالها في بناء الجسور والكنائس إلى غير ذلك من الأشياء. واعتمدوا على الخيل وسيلة للمواصلات، وعلى العربات التي تجرها الخيل والثيران، وعانوا كثيرًا من انعدام الطرق ووعورتها، إذ إن أستراليا مثلاً لم تشهد شق الطرق إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقد ساعد ذلك كثيرًا في فتح المناطق النائية لأولئك المستوطنين.
|
المواصلات كانت صعبة في القرن التاسع عشر بسبب التضاريس الوعرة لبعض المناطق مثل سلسلة جبال بفلو في فكتوريا بأستراليا. |
ظلت تلك المجموعات من المهاجرين تخضع لقوانين أمنية صارمة، وكثيرًا ما كان الشنق هو العقاب الرادع لارتكاب أية جريمة بسيطة. وقد ظل الجنود حتى عام 1840م هم القائمين على حماية الأمن والقانون في أوساط المهاجرين، وظلت القوانين البريطانية هي القوانين النافذة في أستراليا ونيوزيلندا حتى استقلال تلك المستعمرات.
هذه الحياة القاسية لم تترك لهم وقتًا لممارسة بعض المظاهر الترفيهية كالتمثيل، والغناء، والرياضة. كما أن مساكنهم الأولى التي عاشوا فيها ظلت مظاهر تراثية في أستراليا ونيوزيلندا، يزورها أهل البلاد وغيرهم للتعرف على حياة أسلافهم الأوائل.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية