الرئيسيةبحث

علم النفس الاجتماعي ( Social psychology )


عِلْمُ النَّفْس الاجتماعي دراسة الأسس النفسية لعلاقات الناس بعضهم ببعض. ويقوم علماء النفس الاجتماعي بدراسة عمليات مثل الاتصال والتعاون والتنافس واتخاذ القرار والزعامة والتغيير في المواقف.

يبدأ علماء النفس الاجتماعي، بحوثهم كأقرانهم العلماء الآخرين، بوضع النظريات، وبعد ذلك يجمعون الأدلة التي تؤيد نظرياتهم. فعلى سبيل المثال، استحدث عالم النفس الاجتماعي الأمريكي ليون فستنجر، النظرية التي تقول بأن الناس يُصَابون بالقلق عندما يصل إلى علمَهم معلوماتٍ جديدة تتعارض مع ما كانوا يعتقدونه من قبل. ويرى أن الناس قد يقومون بفعل الكثير كي يتجنبوا هذا القلق، وقد سَمَّاه التنافر المدرك. ولتوضيح نظرية فستنجر، قام الباحثون بجمع البيانات التي أوضحت أن الأفراد الذين يعتقدون أنهم فاشلون، يتجنبون النجاح دائمًا، حتى ولو كان من السهل عليهم الحصول عليه. إذ إن نجاحهم سيتعارض مع اعتقادهم في أنفسهم بوصفهم أشخاصًا فاشلين.

وكثيرًا ما يدعم علماء النفس الاجتماعي نظرياتهم بالتجارب. فمثلاً قامت إحدى الدراسات بالتحقيق حول مدى تأثير جنس كاتب مقالة ما، على آراء الناس حول المقالة. فالذين كانوا يعتقدون أن الكاتب رجل، كان انطباعهم عن المقالة جيدًا مقارنة بالذين كانوا يعتقدون أن الكاتب امرأة. ويَسْتَخْدِم علماء النفس الاجتماعي أيضًا مصادرَ أُخرى للمعلومات، منها مُسُوحَات الرأي العام، والملاحظات المسجلة عن السلوك، والإحصاءات المَسْتَخْرَجَة من المؤسسات الحكومية.

ويقوم العديد من علماء النفس الاجتماعي بتدريس وعرض أبحاثهم في الكليات والجامعات. كما يعمل آخرون لدى المؤسسات الحكومية، أو التجارية، أو المنظمات الأخرى. وقد يقومون بالمساعدة في وضع الخطط لبرامج شؤون الأفراد أو قياس إمكانية بيع سلع جديدة.

وقد نشرت أوائل الكتب الدراسية في علم النفس الاجتماعي في بداية القرن العشرين الميلادي. ويدين علم النفس الاجتماعي الحديث بالكثير لعلماء النفس السلوكيين في بداية ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي الذين نادوا بالدراسة العملية للسلوكيات التي يمكن ملاحظتها. واليوم يستمر تأكيد علم النفس الاجتماعي على التدقيق في قياس أفعال الناس.

وكان لأعمال جورج هربرت ميد، وكيرت لوين أثر كبير آخر في علم النفس الاجتماعي. وقد حاول ميد، وهو نفساني وفيلسوف أمريكي، أن يبرهن على أن فكرة الناس عن أنفسهم إنما تنشأ من خلال الاحتكاك الاجتماعي. أما لوين، العالم النفساني الألماني المولد، فقد بحث في كيفية تأثر الأفراد داخل المجموعة بالأفراد الآخرين. وقد ادعى كل من ميد ولوين أن السلوك يعتمد في المقام الأول على تفسير الناس للعالم الاجتماعي. وقد استمرت أعمال هذين الباحثَيْن في التأثير على علماء النفس الاجتماعيين الذين يقومون بدراسة إدراك الناس لأنفسهم وللآخرين.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية