نوكس، جون ( Knox, John )
نوكْس، جون (1515- 1572م). زعيم حركة الإصلاح البروتستانتية في أسكتلندا. أصبح من أقوى الشخصيات الأسكتلندية في عصره بفضل شخصيته القوية ومواعظه الملتهبة. واعتمدت الكنيسة الأسكتلندية بزعامته إعلانًا بالعقيدة النصرانية، وشكلاً للحكم، وطقوسًا للديانة. وعبرت الكنيسة عن التعاليم المشيخية للمصلح جون كالفن الذي تأثر به نوكس كثيرًا.
حياته الباكرة:
ولد نوكس قرب هادينجتون شرقي أدنبره. ولا يُعرف الكثير عن حياته الأولى سوى أنه ربما درس بجامعة سانت آندروز. وأصبح قسيسًا كاثوليكيًا عام 1536م. وفي ذلك الحين ، كانت أسكتلندا من أفقر بلدان أوروبا وأكثرها تخلفًا. واتسم ملوك أسكتلندا بالضعف أعوامًا عديدة. وكان بعضهم أطفالاً يسيطر عليهم الأوصياء على العرش. وكانت البلاد ممزقة في أغلب الأحيان بين مختلف النبلاء. وسيطر الملوك والأمراء على الكنيسة التي امتلكت ثروة كبيرة من الدولة. ومن الناحية السياسية لم تشكل أسكتلندا سوى جانب صغير من التنافس بين فرنسا وإنجلترا.خلال السنوات الأولى من حياة نوكس ؛ حاول عدد قليل من الأسكتلنديين أن يكونوا مصلحين للديانة البروتستانتية، رغم أن أملهم في الإصلاح كان ضعيفًا سواء فيما يتعلق بالكنيسة أو الحكومة. وفي أوائل أربعينيات القرن السادس عشر الميلادي، أصبح نوكس من أتباع المصلح البروتستانتي جورج ويشارت. وفي أوائل عام 1546م ألقي القبض على ويشارت بناء على أوامر من الكاردينال ديفيد بيتون، وأعدم حرقًا على خازوق بتهمة الزندقة. وانتقامًا لذلك، اغتالت جماعة من البروتستانتيين الكاردينال في وقت لاحق من العام نفسه، واستولت على قلعة سانت آندروز التي كانت مقرًا لإقامته. ولم يشترك نوكس في عملية الاغتيال، لكنه انضم إلى البروتستانتيين في القلعة. ولجأت ماري صن جويز، الوصية على عرش أسكتلندا ـ وهي من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وموالية لفرنسا ـ إلى طلب المساعدة من فرنسا. واستولى الأسطول الفرنسي على القلعة في شهر يوليو 1547م، وجرى ترحيل نوكس وآخرين إلى فرنسا كرقيق يسخّرون في التجديف على السفن.
حياته اللاحقة:
في عام 1549م، حصلت الحكومة الإنجليزية على الإفراج عن نوكس وزملائه. وطلبت الحكومة منهم إنشاء حزب بروتستانتي موال لإنجلترا في أسكتلندا. ولكن الكاثوليك الموالين لفرنسا في أسكتلندا كانوا في غاية القوة، ولذا فقد ذهب إلى إنجلترا كقسيس. وعمل واعظًا في بيرويك لمدة عامين، واشتهر بكونه من أشد دعاة الإصلاح الديني البروتستانتي. وفي عام 1553م أصبحت ماري تيودور ملكة لإنجلترا وجعلت العقيدة الرومانية الكاثوليكية دين الدولة مرة أخرى. وأصبح نوكس أحد المنفيين البروتستانتيين الذين فروا إلى القارة الأوروبية كلاجئين دينيين بسبب سياسة ماري. وبينما كان في أوروبا، التقى بكالفن في سويسرا.وفي أواخر عام 1554م، أصبح نوكس راعيًا لكنيسة للاجئين البريطانيين في فرانكفورت بألمانيا. وأُرغم على مغادرة فرانكفورت بعد صدام مع البروتستانتيين المعتدلين. وعاد إلى جنيف من فرانكفورت بصحبة جميع المتشددين الإنجليز، وأسس كنيسة جديدة للاجئين. وفي جنيف أجرى نوكس مراسلات سرية مع البروتستانتيين في إنجلترا وأسكتلندا وفرنسا. وكتب أيضًا منشورات يبرر فيها حق الشعوب المضطهدة في التمرد على حكامها الطغاة.
توفيت الملكة ماري عام 1558م، ومرة أخرى غيرت خليفتها، الملكة إليزابيث، الديانة الرسمية لإنجلترا. وعاد كثير من المنفيين في عهد ماري، ووصل نوكس إلى أسكتلندا عام 1559م، وساعدته حكومة إنجلترا هو ورفاقه على التمرد على الملكة ماري، ملكة أسكتلندا، وعلى إقرار البروتستانتية دينًا للدولة في أسكتلندا، وكانت الملكة ماري من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وفي عام 1560م، أقر البرلمان الأسكتلندي مذهب المشيخية البروتستانتية كديانة رسمية للدولة بزعامة نوكس.
ومنذ عام 1560م، وحتى وفاته، كان نوكس أقوى الزعماء السياسيين والدينيين في أسكتلندا. وعين قسيسًا لمدينة أدنبره، وألقى مواعظه في كاتدرائية سانت جايلز التي أصبحت مركزًا سياسيًا ودينيًا لأسكتلندا. ويعتبر كتابه غير المكتمل تاريخ الإصلاح الديني في المملكة الأسكتلندية، بمثابة سرد ذاتي مثير لقصة الإصلاح الديني في أسكتلندا حتى قرابة عام 1564م.
★ تَصَفح أيضًا: الكنيسة المشيخية ؛ الإصلاح الديني اللوثري ؛ أسكتلندا.