الوالدان ( Parent )
الوالدان هما الأب والأم الحقيقيان اللذان أنجبا الطفل عن طريق المعاشرة الطبيعية واشتركا معًا في توريث المولود خصائصهما العقلية والطبيعية.
وهما اللذان كرَّمهما الله سبحانه وتعالى بالبر والطاعة وحسن المعاملة والرعاية من الأبناء، فجعل شكرهما مقترنًا بشكره في قوله تعالى: ﴿أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير﴾ لقمان: 14 . وجعل عصيانهما في غير ما يغضب الله وعقوقهما، من أسباب الشقاء في الدنيا والآخرة.
للوالدين على الأبناء حقوق تتمثل في البر والطاعة في غير معصية الله وحسن المعاملة والرعاية. وتترتب عليهما واجبات نحو الأبناء تتمثل ابتداءً في اختيار الاسم المناسب مرورًا بحسن التنشئة والتعليم وانتهاء بتزويج الابن إن كان الأب قادرًا.
ولقد حدد الإسلام معيار التناسق الاجتماعي داخل الأسرة في ضوء المنهج والشرع، ورسم معالم الطريق التي تحقق الاستقرار والبناء الاجتماعي السليم. فالأب في الأسرة هو المسؤول عن معاشها بالإنفاق حسب وسعه بلا تقتير أو إسراف. وهو المسؤول عن ولده حتى قبل أن يوجد، فعليه أن يختار له أمًا صالحة تحسن حضانته وتربيته، وأن يقوم على تربيته بعد ذلك تربية سليمة عمادها الطّهر والعلم والقرآن وأخلاق القرآن. أما الأم فهي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الأطفال مبادئ الكلام وأسس الأخلاق، فعليها أن تغرس فيهم حب الإسلام وروح البطولة، والنزوع إلى الفضيلة ليصبحوا نافعين لأنفسهم ولأمتهم. وقد جاء في الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها...) رواه الشيخان. وفي ضوء الحديث الشريف تأتي أهمية دور الأب والأم في بناء الأسرة، فإذا كانت اللبنات سليمة وقوية كان المجتمع كذلك.
وهناك فرق بين مفهوم الإسلام للأسرة والمفاهيم الغربية، تلك التي تقلع الأسرة من جذورها، وتتنكر لها وتبيح أن يكون الوليد ابنًا للدولة، يتربى في دور الحضانة ولا يعرف أبًا ولا أمًا ولا قرابة، وهذه إن أبقت على الأسرة حينًا، فسرعان ما تحمل الأبناء إلى الانفصال عنها في سن مبكرة.
كما حدد الإسلام دور المرأة في السمع والطاعة بالمعروف، وأن تقوم على تدبير شؤون المنزل، وتحافظ على ما فيه وتتولى تربية الطفولة عماد المستقبل وركيزة الأمة، وأن تؤدي حقوق الزوجية وواجب الأمومة. والإسلام بهذا يحافظ على المرأة من دعوى الخروج والاختلاط ويؤكد على قيمة الحفاظ على تعاليم الإسلام وأن يكون خروجها مشروطًا بما حدده الشرع وأكده.