بلاد ما بين النهرين ( Mesopotamia )
بلاد مابين النهرين |
وكانت منطقة شمالي أرض ما بين النهرين، سهلاً واسعاً مرتفعاً، يتمتع بمناخ معتدل. ويهطل على هذه المنطقة، ما يكفي من الأمطار، لزراعة المحاصيل. وفي جنوبي بلاد ما بين النهرين، يُوجد سهلٌ ذو تربة خصبة، خلفتها مياه فيضان نهري دجلة والفرات، مما أدَّى إلى وجود أرض زراعية خصبة. ولكن قلة هطول الأمطار وطول فترة الصيف وشدة الحرارة في هذه المنطقة جعل الري ضرورياً للزراعة.
أما القرى التي أُسست في أسفل هضاب زاغروس، في عام 7000ق.م، فهي أقدم التجمعات التي سكنها الإنسان، في شمالي أرض ما بين النهرين. ويعود تاريخ بقايا القرى، التي وجدت في أقصى شمالي بلاد ما بين النهرين، إلى القرن السادس قبل الميلاد. وقد وصل مستوطنون جدد إلى ذلك الإقليم، في الفترة التي سبقت عام 3500ق.م. ولا يعلم المؤرخون المكان الذي قدم منه هؤلاء المستوطنون، إلا أن المنطقة التي سكنوا فيها تُدْعى اليوم سومر. وفي حوالي عام 3500 ق.م، بدأ السومريون في بناء أُولى مدن العالم، وأقاموا أولى حضاراته. وتزامن ذلك مع اختراع السومريين لأول نظام للكتابة في العالم. وتطور هذا النّظام، الذي يستعمل الصور المعبِّرة عن الكلمات، إلى نظام لرسم الأشكال بواسطة الإسفين ويُدعى هذا النظام بالمسماري.
خلال فترة القرن الرابع والعشرين ق.م استولى شعب قدم من الغرب يُدعى بالأكّاديين على مدينة سومر. وكان هؤلاء ساميين، وهم شعوب تكلموا لغة ذات علاقة بالعربية والعبرية. وأقام الأكاديون والساميون الآخرون، إمبراطوريات حكمت منطقة ما بين النهرين، معظم الفترة الممتدة مابين عامي 2300 و539ق.م وضمَّت تلك المجموعات السامية البابليين والآشوريين والعموريين.
في عام 539ق.م أصبحت بلاد ما بين النهرين، جزءًا من الإمبراطورية الفارسية. و هزم الحاكم المقدوني، الإسكندر الأكبر الفرس عام 331ق.م. وبعد ذلك، حكم السلوقيون، والأثينيون، والرومان، والساسانيون، والعرب، والمغول، بلاد ما بين النهرين. وفي عام 1534م سيطر العثمانيون على المنطقة. وبقيت بلاد ما بين النهرين جزءًا من الدولة العثمانية إلى أن احتل البريطانيون المنطقة، خلال الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م). وفي عام 1921م أصبحت معظم أراضي ما بين النهرين جزءًا من دولة العراق الحديث.