الرئيسيةبحث

الحرب الكورية ( Korean War )



الحرب الكورية (1950-1953م). أول حرب تؤدي فيها الأمم المتحدة دورًا عسكريًا. بدأت الحرب الكورية في 25 يونيو 1950م عندما غزت قوات من كوريا الشمالية، التي يحكمها الشيوعيون كوريا الجنوبية. وقد عدت الأمم المتحدة الغزو خرقًا للسلم العالمي، وطالبت بانسحاب الشيوعيين من كوريا الجنوبية. وبعد أن استمر الشيوعيون في القتال، طلبت الأمم المتحدة من الدول الأعضاء منح كوريا الجنوبية مساعدات عسكرية، فأرسلت ست عشرة دولة قوات لمساعدة كوريا الجنوبية، وأرسلت 41 دولة معدات عسكرية وأغذية وإمدادات أخرى. وقد أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 90% من القوات والمعدات العسكرية والإمدادات. وحاربت الصين إلى جانب كوريا الشمالية، وقدم الاتحاد السوفييتي معدات عسكرية لكوريا الشمالية.

انتهت الحرب الكورية في 27 يوليو 1953م، عندما وقَّعت كل من الأمم المتحدة وكوريا الشمالية اتفاقية هدنة. ولم توقع أي معاهدة سلام دائمة بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية على الإطلاق.

كانت الحرب الكورية من أكثر الحروب سفكًا للدماء في التاريخ. فقد قتل نحو مليون كوري جنوبي مدني، وشُرد ملايين آخرون. كما قُتلَ وجُرح أو فُقد نحو 580,000 من قوات الأمم المتحدة وكوريا الجنوبية و1,600,000 من القوات الشيوعية.

أسباب الحرب

سيطر اليابانيون على كوريا في عام 1895م، وجعلوها جزءًا من اليابان في عام 1910م. وعندما هزم الحلفاء اليابان في الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، دخلت القوات الأمريكية والسوفييتية كوريا شمالي خط عرض 38 °شمالاً، وهو خط وهمي يقسم البلد إلى نصفين تقريبًا. واحتلت القوات الأمريكية كوريا جنوبي هذا الخط. وفي عام 1947م، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه يجب إجراء انتخابات في جميع أنحاء كوريا لاختيار حكومة واحدة لكل كوريا بشطريها الشمالي والجنوبي. عارض الاتحاد السوفييتي هذه الفكرة، ولم يسمح بإجراء انتخابات في كوريا الشمالية. وفي العاشر من مايو 1948م انتخب شعب كوريا الجنوبية مجلسًا قوميًا، وشكل المجلس حكومة جمهورية كوريا. وفي التاسع من سبتمبر، أسس شيوعيو كوريا الشمالية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

طالبت كل من كوريا الشمالية والجنوبية معًا بكامل القطر، واشتبكت قواتهما عدة مرات قرب الحدود، من عام 1948م وحتى عام 1950م، وعندما سحبت الولايات المتحدة آخر قواتها من كوريا في عام 1949م، رأى الشيوعيون أن الوقت قد حان للتحرّك العسكري.


الأحداث المهمة في الحرب الكورية

1950م
25 يونيو غزت قوات كوريا الشمالية الشيوعية كوريا الجنوبية. طالبت الأمم المتحدة كوريا الشمالية بإيقاف التحرك.
27 يونيو أمر رئيس الولايات المتحدة هاري ترومان قوات الولايات المتحدة بالدفاع عن كوريا الجنوبية. طلبت الأمم المتحدة من الدول الأعضاء مساعدة كوريا الجنوبية.
8 سبتمبر أوقفت القوات المتحالفة توغل الشيوعيين العميق في بوسان برميتر في جنوب شرقي كوريا الجنوبية.
15 سبتمبر نزلت القوات المتحالفة خلف خطوط العدو في إنشون.
26 سبتمبر استولت القوات المتحالفة على سيؤول، عاصمة كوريا الجنوبية.
19 أكتوبر استولى الحلفاء على بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية.
25 أكتوبر دخلت الصين الحرب إلى جانب كوريا الشمالية.
26 نوفمبر بدأ الحلفاء في التقهقر بعد هجوم الصينيين.
1951م
4 يناير احتل الشيوعيون سيؤول.
14 مارس استرد الحلفاء سيؤول بعد توقف تقهقرهم.
10 يوليو بدأت محادثات الهدنة، ولكن القتال استمر.
1952م
28 إبريل رفض المفاوضون الشيوعيون اقتراحًا بالإعادة الطوعية للأسرى.
8 أكتوبر توقفت محادثات الهدنة.
1953م
28 مارس وافق الشيوعيون على اقتراح الأمم المتحدة بتبادل المرضى والجرحى من الأسرى.
26 إبريل استئناف محادثات الهدنة.

27 يوليو وقعت اتفاقية هدنة وانتهى القتال.

المتحاربون

عندما غزت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية كان جيش كوريا الشمالية يملك نحو 135,000جندي، حارب الكثيرون منهم مع الصين والاتحاد السوفييتي أثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت كوريا الشمالية تملك طائرات وسلاح مدفعية ودبابات. أما جيش كوريا الجنوبية فقد كان يملك نحو 95,000 جندي وبعض الطائرات أو المدافع الثقيلة، ولا يملك دبابات. وفي البداية أبدى الكوريون الجنوبيون مقاومة ضئيلة لهجوم العدو.

كانت قوات كوريا الجنوبية والأمم المتحدة في أوج قوتهما حيث كانت تتكون من 1,110,000 جندي تقريبًا كان نحو 590,000 جندي منهم من كوريا الجنوبية ونحو 480,000 جندي من أمريكا. وجاء نحو 39,000 من أستراليا، وبلجيكا، وكندا، وكولومبيا وأثيوبيا، وفرنسا، وبريطانيا، واليونان، ولوكسمبرج، وهولندا، ونيوزيلندا، والفلبين، وجنوب إفريقيا، وتركيا، وتايلاند. ارتفع عدد جيش كوريا الشمالية لأكثر من 260,000 جندي أثناء الحرب، وأرسلت الصين780,000 جندي آخر لمساعدة الكوريين الشماليين.

سير الحرب

أيقونة تكبير الحرب الكورية

الحرب البرية:

أمُِرتْ قوات الولايات المتحدة البرية بالشروع في القتال ضد الكوريين الشماليين وذلك في نهاية يونيو 1950م.

بدأت القوات من دول الأمم المتحدة الأخرى في الوصول إلى كوريا الجنوبية بعد ذلك بقليل. استولى الكوريون الشماليون على سيؤول، عاصمة كوريا الجنوبية، ودفعت قوات الأمم المتحدة إلى الوراء إلى بوسان برميتر وهو خط معركة، يقع في الركن الجنوبي الشرقي من كوريا، إلا أنها استطاعت منع اختراق كوريا الشمالية.

وفي سبتمبر أنزلت الأمم المتحدة قوات من البحر في إنشون على الساحل الشمالي الغربي لكوريا الجنوبية. ونجحت القوات المتحالفة في عزل الكوريين الشماليين الموجودين في شمالي إنشون، واستولى الحلفاء على مدينة سيؤول مرة ثانية.

وفي خريف عام 1950م، تقدمت قوات الأمم المتحدة إلى داخل كوريا الشمالية، واستولت في شهر أكتوبر على بيونج يانج. وبتقدم قوات الأمم المتحدة صوب الحدود الصينية، اصطدمت القوات الأمريكية بالقوات الصينية وأساء قائد قوات الأمم المتحدة، اللواء دوجلاس ماك آرثر، تقدير حجم الجيوش الصينية، وظن أن تفوق الأمم المتحدة في القوات البحرية والجوية سينهي الحرب سريعًا.

ومن ناحية أخرى، أرسلت الصين في شهر نوفمبر، قوات ضخمة ضد قوات الأمم المتحدة وأجبرت الحلفاء على التراجع إلى داخل كوريا الجنوبية. وفي يناير 1951م، استولى الشيوعيون على سيؤول. قاوم الحلفاء ولكن بحلول ربيع عام 1951م كانت الحرب قد تغيرت ؛ إذ إن الجانبين صمدا بعناد، وواصلا القتال على طول خط المعركة شمالي الخط 38°. وبالرغم من المعارك الضارية، لم يتقدم أي من الجانبين.

في أبريل 1951م، أبعد رئيس الولايات المتحدة هاري ترومان، اللواء ماك آرثر عن القيادة واستبدل به الجنرال ماثيو ريدجواي ؛ إذ إن ماك آرثر كان قد دعا إلى استخدام كل الإجراءات الممكنة، ومن ضمنها قصف الصين بالقنابل.

الحرب الجوية:

تُعد الحرب الكورية أول معركة بين الطائرات النفاثة. فقد زود الاتحاد السوفييتي كوريا الشمالية بطائرات ميج ـ 15 النفاثة المقاتلة لمواجهة المقاتلات الأمريكية النفاثة ف 86. ولقد جرت كل المعارك بين هذه الطائرات النفاثة فوق كوريا الشمالية وأدت الطائرات العمودية أيضًا دورًا مهمًا في الحرب، وذلك بإنقاذ ملاحي طائرات الدول المتحالفة، ونقل القوات إلى المعركة.

نهاية الحرب

محادثات الهدنة:

اقترح الاتحاد السوفييتي وقف إطلاق النار في يونيو 1951م. واتفق الجانبان على أن خط القتال الموجود حاليًا سيكون الخط الفاصل النهائي بين شمالي وجنوبي كوريا. انتهت المحادثات إلى طريق مسدود بسبب مشكلة تبادل أسرى الحرب. وفي يناير 1953م أصبح دوايت آيزنهاور رئيسًا للولايات المتحدة. وفي مارس 1953م توفي رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين ، وبدأ قادة السوفييت التحدث عن السلام. وفي يوليو 1953م وقعت اتفاقية هدنة، وانتهى القتال. وحُددت منطقة فاصلة سميت بالمنطقة منزوعة السلاح بين الجانبين، وشكلت لجنة هدنة عسكرية لوضع شروط الهدنة موضع التنفيذ وتم تبادل الأسرى في سبتمبر 1953م. وفي عام 1954 فشلت المحادثات التي أجريت في جنيف بسويسرا في رسم خطة سلام طويل الأمد. ولم توقع معاهدة سلام دائمة مطلقًا.

★ تَصَفح أيضًا: الأمم المتحدة ؛ بانمونجوم ؛ ماك آرثر، دوجلاس ؛ترومان، هاري ؛ كوريا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية