الرئيسيةبحث

القوات المسلحة الهندية ( India, Armed services of )



القوات المسلحة الهندية تقوم باستعراض عسكري في دلهي يوم 26 يناير من كل عام احتفالاً بيوم الجمهورية.
القوات المسلحة الهندية قوامها أكثر من مليون وربع المليون رجل وامرأة.وجيشها أحد أكبر جيوش العالم. ويعتقد الكثير من الهنود بوجوب احتفاظ الهند بهذا العدد الكبير من القوات، فهي ثانية كبريات الأمم في العالم من حيث عدد السكان بعد الصين، وهي الدولة السابعة من حيث المساحة في العالم. إنها شبه قارة ولها شواطئ وحدود طويلة، وعلى عاتقها مسؤوليات بحرية وجوية كبيرة، ومصالحها العالمية كثيرة. وهي تطالب بمنحها جزءًا من أنتاركتيكا، كما تطالب بحصة في نشاطات قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة. وجميع أفراد القوات المسلحة متطوعون في الخدمة العسكرية المستمرة. وقواتها المسلحة في حالة تأهب حربي معظم الأوقات.

دخلت الهند الحرب عدة مرات منذ استقلالها من الإنجليز عام 1947م. فقد خاضت أربعة حروب ضد جارتها الباكستان في الأعوام 1947، 1948، 1965، 1971م. وخاضت حربًا حدودية ضد جارتها الصين في عام 1962م. وشاركت في عدة نشاطات دولية لحفظ السلام.

وتعرضت الهند للقلاقل عدة مرات، ولقيت الحكومة مساندة من قواتها المسلحة. إن الهند دولة مؤسِّسة في حركة عدم الانحياز، ونتيجة لذلك فهي ترفض الانحياز العسكري مع القوى الكبرى، ولكن ذلك لم يمنعها من إقامة علاقات حميمة مع الدول التي تمدها بمعظم معداتها العسكرية. تاجرت بريطانيا مع الهند في أوائل الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين الميلادي، ثم صار الاتحاد السوفييتي (سابقًا) أكبر شريك تجاري لها منذ أوائل السبعينيات من القرن العشرين الميلادي. وفي بعض الأوقات فهي تعتبر الباكستان والصين أعداء محتملين لها.

أعلنت الهند في عام 1967م ـ تمشيًا مع نهج كثير من الدول ـ عن تمديد مياهها الإقليمية من خمسة ونصف كم إلى 22كم من شواطئها، وفي عام 1977م أعلنت الهند حقها في مناطق مائية إضافية لغايات اقتصادية وما يتعلق بالصيد في المياه لمسافة 370كم من شواطئها. لقد زادت مسؤوليات القوات المسلحة وخاصة قواتها البحرية لتحمي المساحات الشاسعة من البحار.

يعتبر دخل الفرد السنوي في الهند من أدنى الدخول في العالم. ونتيجة لذلك، فالحاجة للحفاظ على جيش حديث جيد التسليح تشكِّل عبئًا ثقيلاً على الأمة، لكن حكومات الهند المتعاقبة اتبعت سياسة تشجع زيادة الإنتاج المحلي لجميع أنواع المعدات العسكرية، وخفضت اعتمادها على الاستيراد.

تهدف سياسة الهند الدفاعية إلى الترويج للسلام الدائم في جنوب شرقي آسيا، وفي نفس الوقت تهدف إلى بناء قوات دفاع قوية لتشكل قوة ردع تصد أي هجوم. إن دستور الهند يعتبر رئيس الجمهورية هوالقائد الأعلى للقوات المسلحة، ويمارس مجلس الوزراء المسؤولية الرئيسية للدفاع الوطني، ويجيب وزير الدفاع على أسئلة البرلمان في أمورالدفاع كافة، كما يسيطر وزير الدفاع على القوات المسلحة وينسق أعمالها من خلال قادة القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية، وينفذ قرارات الحكومة وسياستها المتعلقة بالقوات المسلحة. ويطلب وزير الدفاع موافقة البرلمان على الموازنة.

الجيش:

يبلغ عدد الجيش النظامي المصرح به أكثر من مليون رجل، وبالإضافة إلى ذلك يوجد جيش إقليمي يضم 160,000 رجل وامرأة. ويتألف الجيش من فرقتين مدرعتين وفرقة مشاة آلية واحدة، و19 فرقة مشاة، و11فرقة مشاة جبلية، و14 لواءً مستقلاً، وثلاثة ألوية مدفعية، و6 ألوية دفاع جوي، وأربعة ألوية هندسة ميدان. تشكّل طيران الجيش عام 1986م ويحوي طائرات مروحية مجمعة محليًّا.

نظَّم الجيش البلاد في خمس قيادات تحوي كل منها مناطق رئيسية مقسمة إلى مناطق فرعية. ويُجَند الضباط للخدمة الدائمة ويتدربون في الكلية العسكرية الهندية في ديردون، كما يتدرب فيها المرشحون المحولون إليها من أكاديمية الدفاع الوطني ومن المنتسبين الفنيين، ويسيطر عليها رئيس أركان الجيش من مقره في دلهي، ولديه ستة أفرع رئيسية.

القوات الجوية:

يبلغ عددها 110,000 رجل، وتحوي 800 طائرة موزعة على أكثر من 50 سربًا جويًا، منها 30 سربًا مجهزًا بصواريخ أرض ـ جو وصواريخ قصيرة المدى. وقد وُزِّعت القوات الجوية على أساس جغرافي ووظيفي في خمس قيادات هي:

القيادة المركزية في الله أباد والقيادة الغربية في دلهي والقيادة الجنوبية الغربية في جودبور والقيادة الجنوبية في ترفاندوم والقيادة الشرقية في شيلونغ.

ينفذ تدريب الطيران الأساسي في المدرسة الابتدائية للطيران في بدار، والتدريب المتقدم في الكلية الجوية في دنديغال في حيدر أباد. كما توجد مدارس للتدريب على الحرب البرية، ولتدريب مدربي الطيران، وممرضي الصحة.

البحرية:

يوجد في البحرية أسطولان هما الأسطول الشرقي والأسطول الغربي. ولدى البحرية حاملات طائرات ومدمرات وفرقاطات وغواصات تقليدية ونووية، ولديها بعض أحدث الفرقاطات المضادة للغواصات وللطائرات. ولديها سفن مساندة وسفن اختصاص أخرى تشمل سفنًا حاملة للوقود وللإنزال وللتدريب، وسفنا للمساحة تجوب البحار وتقدم مخططات مساحية لأعماق البحار مطابقة للمستويات العالمية.

ولدى البحرية قوة طيران كبيرة ومزودة بأنواع مختلفة من الطائرات. إن مقر مكتب رئيس أركان القوات البحرية في دلهي، ويسيطر على ثلاث قيادات بحرية هي: القيادة الغربية ومقرها بومباي، والقيادةالشرقية في فيشاخاباتنام والقيادة الجنوبية في كوشين. وتوجد قيادة مسؤولة عن أمن الجزر الهندية في خليج البنغال، وهي الوحيدة التي تشمل الأفرع الثلاثة للقوات البحرية والجوية والبرية ومقرها جزيرتا أندمان ونيكوبار، ويرأسها ضابط بحرية يلقب بقائد الحامية. وهذه القيادة مسؤولة عن أمن الجزر الهندية في خليج البنغال، وعن المياه الإقليمية والاقتصادية حولها، وعن الممرات البحرية في الجناح الشرقي. تقلع طائرات القوات الجوية من قاعدة بورت بليرفي جزيرة انستكوش، وتقوم بأعمال الدورية فوق هذه الجزر، وهي جاهزة لتقديم المساعدات للإدارة المدنية وسكان الجزر عند الضرورة. ويوجد ميناء جاف لصيانة السفن في بورت بلير، ومنشآت صيانة بحرية في جزيرتي أندمان ونيكوبار.

نبذة تاريخية

أدت القوات المسلحة الهندية دورًا بارزًا في تاريخ الهند الحربي. وقد جاءت الترتيبات العسكرية الحالية حجمًا وتنظيمًا بفضل الحكم البريطاني للهند، وللدروس التي تعلموها من التجارب القاسية.

الجيش الهندي:

يرجع تاريخه لأيام الحكم البريطاني للهند. فقبل ثورة الهند عام 1857م ـ التي يسميها بعض الهنود في الوقت الحاضر أول حرب من أجل الاستقلال ـ أنشأ الإنجليز في الهند ثلاثة جيوش مختلفة. فالسلطة في مدراس وبومباي أنشأت جيشين وشجعت مفهوم المساواة بين جميع أعضائها وأنهم جنود قبل كل شيء آخر. وعلى النقيض من ذلك فقد أُسِّس جيش البنغال على الطبقية، وأعضاؤه من الطبقة العليا، وكان التمييز شائعًا. وشارك جيش البنغال في تمرُّد الجنود على الضباط كجزء من ثورة 1857م ولم يشارك فيها جيش مدراس وبومباي باستثناء وحدتين.

أعيد تنظيم جيش البنغال بعد التمرُّد، وبدلاً من استغلال الفرصة وفرض المساواة والتآخي بين الرجال ونبذ الطبقية، أصبح أكثر جمودًا من السابق، واستمر كذلك حتى عام 1947م، تحكم الطبقية جميع مواقفه. وكانت الكتيبة تحوي جميع الطبقات، وكل سرية من طبقة أو عرق مفصولة عن بقية السرايا لأنها من ديانة وطبقة ومستوى يختلف عن البقية.

أثار التقسيم الطبقي والديني تنافسًا شديدًا بين السرايا والكتائب خلال المباريات والمسابقات. وظهر هذا التنافس جليًّا في المناسبات الوطنية وفي اجتماعات الضباط. وقد تم توجيهه لمصلحة شرف الوحدة العسكري. وقد أظهر بعض الرجال مثاليات في التفاني الشخصي لخدمة ضباطهم والعناية بهم، وبادلهم ضباطهم شعورًا أبويًّا ومودة عميقة. ثم صار الجيش الهندي الذي أسّسه الإنجليز كأي جيش آخر، قوة محترفة مبنية على الخدمة الطويلة ولكنه بعيد عن الشعب.

يكره البرلمان الهندي هذا النوع من الجيش. وكانت سياسة قادة الهند قبل الاستقلال موجهة نحو اللاعنف، ونادوا بتوحيد الأمة، والابتعاد عن الإنجليز وأعمالهم، وبالقضاء على الطبقية وإزالة الفوارق بين الطبقات بالتدريج، وإلغاء السلطة المبنية على التقاليد العائلية. ونتيجة لذلك وبعد حصول الهند على الاستقلال عام 1947م، وضعت خططًا لإعادة تنظم الجيش لإزالة الطبقية منه، واعتباره جيشًا للشعب مبنيّا على الخدمة القصيرة، ووقف التجنيد المقصور على مناطق معينة. لقد أُنشئت وحدات جديدة من طبقات جديدة، ولكن تدريبها مازال منحازًا لصالح ما سماه الإنجليز في السابق العناصر العسكرية وهو وصف عدواني، والجميع يعترف بوجوده وأنه صيغة وجدت أيام إمبراطورية الإنجليز في الهند.

مازال الجيش الهندي حتى اليوم يحوي بعض التناقضات. فما زالت سلطات الحكم في أيدي فئة متفوقة اجتماعيًّا، رغم أنها تشكل أقلية بين صفوف الشعب، وهي لا تحترف السياسة، ولكنها ناجحة في أعمالها. ولهذا فقد اعتبرها كثير من الهنود رمزًا للوحدة الوطنية وحامية للقيم الديمقراطية والاستقلال. لم يُظهر الجيش أي ميل للسيطرة على البلاد سياسيًّا. كما حدث في كثير من دول العالم الثالث، وصار الجيش الهندي يُستخدم للمحافظة على النظام في المجتمع ضد أعمال التطرف والشغب والتخريب في أي مكان داخل حدود الوطن. وغالبية الخبراء يعتقدون أن خطر قيام العسكريين بانقلاب في الهند هو احتمال ضئيل للغاية، وحتى لو تم إغراء قادته بالسيطرة على الحكم فإنهم سيواجهون موانع ومشاكل كبيرة تتعلق بصعوبة حكم البلاد. ولهذا فالسلطات المدنية تسيطر على العسكريين بفاعلية، والحكومة الاتحادية في دلهي تحكم البلاد وتتمتع بدعم وشعبية واسعة.

لقد أبدى بعض الهنود قلقًا كبيرًاعلى الطريقة التي دُعِيَ فيها الجيش للتدخل في الاضطرابات، وقد ازدادت دعوة الجيش في الثمانينيات من القرن العشرين للتدخل كلما وقعت أعمال عنف وفوضى واسعة. ودُعِيَ الجيش بمعدل 40 ـ 50 مرة في العام الواحد.

ومنذ الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين نُظِّمَت وحدات شبه عسكرية كقوة مساعدة للجيش، وتم توسيعها وكُلِفَت بالتعامل مع العناصر المثيرة للشغب التي تزيد عن إمكانات الشرطة. واضطر الجيش للتدخل ليقضي على تمرُّد في الوحدات شبه العسكرية. وحدثت مشكلة أكثر خطورة إذ أُجبِر الجيش على التمركز في عدة ولايات معينة لمددٍ طويلة، وبشكل خاص ولاية كشمير، فقد تمركز الجيش فيها بصفة دائمة منذ عام 1947م لمنع انضمامها إلى باكستان وهي ذات أغلبية إسلامية. ويتمركز الجيش في ولايتي أسام والبنجاب منذ عام 1980م.

البحرية الهندية:

كانت ملحقة مع البحرية البريطانية لمدة طويلة، منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي حتى منتصف القرن العشرين الميلادي، عندما كانت البحرية البريطانية تسيطر على المحيط الهندي. وعندما اندلعت الثورة داخل البحرية الهندية الملكية في بومباي عام 1946م، فقد بدا جليًّا لبعض المراقبين بأن حكم بريطانيا للهند سينتهي قريبًا.

القوات الجوية الهندية تأسست عام 1932م وأنشئ أول سرب جوي عام 1933م.

★ تَصَفح أيضًا: الهند، تاريخ ؛ القوات الجوية ؛ البحرية ؛ الجيش.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية