الرئيسيةبحث

العلاقات الإنسانية ( Human relations )



العلاقات الإنسانية مجال من مجالات الدراسة يتناول سلوك الجماعة. ويحاول خبراء العلاقات الإنسانية أن يكتشفوا الوسائل الأفضل لتحقيق الأهداف المنشودة بأقل درجة من الصراع. وهم ينظرون إلى الكرامة الإنسانية للفرد واحترامه على أنهما شيئان أساسيان في العلاقات الإنسانية. وهم يطبقون المعرفة المكتسبة من العلوم الاجتماعية على دراسة مواقف تتراوح بين العلاقات الأسرية والشؤون الدولية.

وتفترض العلاقات الإنسانية أن لكل فرد حاجات معينة، فهم يختلفون فيما يعتبرونه مهمًا. كما تفترض العلاقات الإنسانية أن الفرد ينتمي إلى جماعة ليحصل على شيء ما منها، وأن الجماعة بدورها تتوقع من كل عضو منها إسهامًا.

العناصر الأساسية في العلاقات الإنسانية

الحاجات الغريزية:

للأفراد نوعان من الحاجات: الحاجات الغريزية والحاجات المكتسبة. وتشتمل الحاجات الغريزية أو غير المكتسبة على الطعام والماء والراحة. أما الحاجات المكتسبة فيتم تعلمها من الآخرين، وقد تكون حقيقية مثل الحاجات الغريزية تمامًا. وعلى سبيل المثال فقد يدخر الفرد من طعامه، وهو حاجة غريزية (فطرية) من أجل توفير مايدفعه في شراء سيارة جديدة، وهي حاجة مكتسبة.

ويجب على خبراء العلاقات الإنسانية أن يفهموا الحاجات الإنسانية. فهم يجب أن يعرفوا لماذا يسلك الناس مسالك متباينة، وكيف يستجيبون للمواقف المختلفة، وما الذي يجعلهم يغيِّرون آراءهم، وهنا يدرس هؤلاء الخبراء الدوافع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تسبب الأفعال الإنسانية المختلفة.

الحياة المشتركة:

يعيش كل فرد في اتصال بالآخرين، لأن الناس اجتماعيون بطبعهم. وعادة ما تكون الأسرة المباشرة ـ الوالدان والإخوة والأخوات ـ هي الجماعة الأولى للشخص. ويشارك الأفراد في معظم المجتمعات في جماعة كبيرة تتكون من الأقارب المقربين.

ويتعلم الأطفال في البداية التعايش مع أسرهم ورفقاء اللعب. وكلما كبر الأطفال ركزت أنشطتهم على أصدقاء الجوار، وجماعة العمر في المدرسة، أو على مصالح وهوايات خاصة. فالكبار قد يلتفون حول أسرتهم، أو ينتمون إلى نقابة، أو حزب سياسي، أو ناد. ويقضي كل فرد أوقاتًا في جماعات مؤقتة مثل مشاهدي الحفلات أو المباريات أو مرتادي الأسواق.

الصراعات الجماعية:

يوفر كل وضع جماعي فرصًا للصراع بين حاجات أعضاء الجماعة على اختلاف مشاربهم. وعلى سبيل المثال، فإن المقاول المعماري، قد يرغب في العمل ليلاً لإنهاء عمله. ولكن العمال قد يرغبون في الانتهاء من عملهم في موعدهم ليعودوا إلى المنزل لأسرهم. ويحدث في كثير من حالات الصراع أن يؤدي إشباع رغبات شخص ما إلى إحباط رغبات شخص آخر، فإذا ما قرر العمال الإضراب، فهذا يعني أن العلاقات الإنسانية قد انهارت. ولمنع حدوث ذلك فإن من يهمهم الأمر يجب أن يجدوا طريقًا للمحافظة على العلاقات الإنسانية عن طريق التفاوض المشترك.

ولدى معظم الجماعات قواعد رسمية وغير رسمية تقلل من حدوث سوء الفهم والصراع إلى أدنى درجة. ويتوقع من كل عضو في الجماعة أن يتعلم هذه القواعد وأن يتبعها. وغالبًا ما يتعلم الناس معايير الجماعة على نحو دقيق إلى درجة أنهم قد لايعون ذلك تمامًا. ويمكن لأعضاء الجماعة أن يتنبأ بعضهم بسلوك بعض في ضوء القواعد المقبولة بينهم. وبدون هذه القواعد لا يكون الأفراد على يقين مما يتوقع منهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى انهيار الجماعة.

ولايكون الصراع بين الأفراد والجماعات مقلقًا دائمًا. فهو يعمل في بعض الأحيان على زيادة وحدة كل من الطرفين المتصارعين وتقليل التوترات وتوضيح أهداف الفرد والمنظمة.

القيادة:

للقيادة أهمية في حفظ تماسك الجماعة وتوجيهها للعمل بطريقة معينة. وتكون لمهارة القيادة أهمية خاصة عندما تظهر الصراعات. فالقادة يجب أن يستخدموا كل مهاراتهم في العلاقات الإنسانية لتوفيق المصالح المتصارعة داخل جماعاتهم. وغالبًا ما تستجيب الجماعة لقائدها، لأنها تحترم حكمة القائد وخبرته، أو لأنها توافق على رأيه.

العلاقات الإنسانية في الممارسة العملية

معلومات مرجعية:

تعتمد العلاقات الإنسانية على إسهامات العلوم الاجتماعية. فالاقتصاديون يدرسون العلاقات بين الأفراد، وهم ينتجون السلع والخدمات ويوزعونها. ويجمع علماء السياسة معارف عن سلوك الناس للمحافظة على النظام العام. أما علماء الأنثروبولوجيا الثقافية، فإنهم يقارنون بين طرائق العيش في المجتمعات المختلفة. ويركز علماء علم النفس الاجتماعي على الطرق التي تؤثر بها الحياة الجماعية في اتجاهات الأفراد وشخصيتهم. ويدرس علماء الاجتماع بناء الحياة الاجتماعية، والطرق التي تتشكل بها الجماعة وتعمل.

البرامج:

تختلف برامج العلاقات الإنسانية طبقًا لاختلاف الأوضاع. ولكن يجب على كل برنامج في العلاقات الإنسانية أن يأخذ في اعتباره الأهداف الرئيسية للجماعة والعوامل الأخرى، مثل الوحدات التنظيمية ونسق الضبط. وتشمل الوحدات التنظيمية البناء الرسمي والبناء غير الرسمي داخل التنظيم، وأي عوامل خارجية يمكن أن تؤثر على سير الحياة في المنظمة بصورة طبيعية. وأما نسق الضبط فإنه يشتمل على كل العناصر والاتجاهات والدوافع والوحدات التنظيمية التي توجه سلوك الأفراد في موقف معين.

أدخل كثير من المدارس في مناهجه الدراسية مواد التعرف على مختلف الثقافات، وهذا يمثل نموذجًا واضحًا على ممارسة العلاقات الإنسانية في الواقع. فهذه البرامج تهدف إلى التقليل من التوتر بين الأفراد الذين لهم خلفيات متباينة، والذين يعيشون ويعملون معًا. وتؤدي برامج العلاقات الإنسانية أيضًا دورًا مهمًا في كثير من الشركات الصناعية ؛ فمنذ الأربعينيات عدّل الكثيرون من أرباب العمل اتجاهاتهم نحو العاملين، فلم يعد ينظر إلى العامل أو الموظف على أنه شخص يستخدم كلتا يديه فحسب، بل على أنه شخصية لها حاجات فردية يجب أن يأخذها رب العمل في حسبانه.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية