الرئيسيةبحث

الاتحاد الفيدرالي الأسترالي ( Federation of Australia )



السير هنري باركيس، وكان يسمى دائمًا أبا الاتحاد، وذلك لحملاته الطويلة التي قادها لإقناع الولايات الأسترالية بالاتحاد. وقد توفي قبل تحقيق الاتحاد النهائي عام1901م.
الاتحاد الفيدرالي الأسترالي اتحاد يعود تاريخه إلى عام 1901م، بعدما أصبحت ست مستعمرات أسترالية دولاً في رابطة الشعوب الأسترالية (الكومنولث الأسترالي). جرّب العديد من الطرق لتوحيد المستعمرات قبل عام 1889م، إلاّ أنها أخفقت. وفي ذلك العام أرغم السير هنري باركيس، رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، المستوطنين لتكوين الاتحاد. وأعلن دوق يورك ـ الملك جورج الخامس فيما بعد ـ ميلاد الاتحاد الأسترالي، في الأول من يناير عام 1901م.

المرحلة الأولى

مشكلات التطور المستقل. ناقشت المؤتمرات المحلية للمستعمرات، خلال الفترة بين عامي 1863 و1880م، المواضيع التي تتطلّب جهودًا متضافرة، وأضحت المشاكل الناجمة عن التطور، أمورًا ظاهرة للعيان. فمثلاً، أنشأت نيو ساوث ويلز، شبكة لخطوط السكك الحديدية، بمقياس مختلف عن جيرانها. ولم يكن لدى أيّ من القادة، الاستعداد للتنازل عن المصالح الخاصة لمستعمرته لمصلحة الآخرين. وكانت المستعمرات الضعيفة تخشى القوية، وتضطرم نار الغيرة فيما بين الأقوياء. ومع هذا، كان هناك إجماع بأن بريطانيا سوف تضمن حمايتهم ضد أيِّ تهديد خارجي.

المرحلة الثانية 1880 - 1889م

الشعور الوطني المتزايد:

ألحت أمور عديدة، خلال الفترة نفسها، على ضرورة العمل من أجل الوحدة، منها حاجة الحكومات لوقف الهجرة الصينية، واختطاف المستوطنين في جزر البحر الجنوبي للعمل في مزارع قصب السكر والقطن في كوينزلاند، إضافة للخشية من وصول عمليات التوسع الأوروبي إلى الجزر المتاخمة لأستراليا. لذا قام السير توماس ماكلريث رئيس وزراء كوينزلاند، لإحباط المخططات الألمانية في بابوا، بضم غينيا الجديدة. ودعا جيمس سيرفيس، رئيس وزراء فكتوريا، إلى عقد موتمر للمستوطنين، عام 1883م. كما وضع السير صمويل جريفيث رئيس وزراء كوينزلاند مشروع قانون لمجلس اتحادي، أيدّته بريطانيا عام 1885م. وقد شمل القانون جميع المستعمرات الأسترالية، إضافة إلى نيوزيلندا وفيجي.

المشكلة المالية:

أثّر غياب نيو ساوث ويلز على عمل المجلس الاتحادي، باعتبارها أقدم وأقوى المستعمرات، وكانت أكثر المشكلات التي تواجه الاتحاد المشكلة المالية.

كان الهدف من المناقشات المالية تحقيق السياسة المناسبة لحماية التجارة وحريتها، وظلّت تلك المسألة من الأسباب الرئيسية للخلافات الدائرة بين المستعمرات.

المرحلة الثالثة 1891 - 1893م

المؤتمر التمهيدي:

نَظَّم السير هنري باركيس المؤتمر عام 1890م، في ملبورن، وكان ناجحًا ولقي دعمًا قويًا من الأعضاء المنتخبين، والضيوف. وحضره عدد كبير من رؤساء الحكومات، وقادة الحكومة الائتلافية في فكتوريا، ونيو ساوث ويلز وكوينزلاند وتسمانيا، وغيرها من المستعمرات التي أوفدت مندوبين عنها. وافق الحضور على إقامة حكومة للاتحاد الأسترالي على أن تكون قادرة على سنِّ القوانين وتنفيذها. وطلب المؤتمر من الحكومات المحلية، اختيار الأعضاء من الأستراليين الأصليين، وأن يتم إنجاز مشروع الدستور في ذلك الاجتماع.

المؤتمر العام الاتحادي الأول:

انعقد في أوائل 1891م، في سيدني، بحضور ستة وأربعين مندوبًا، عن جميع المستعمرات. ترأس الاجتماع باركيس، إلا أن حالته الصحية اضطرته للتخلي عن متابعة الجلسات، وحل مكانه السير صمويل جريفيث، وشارك في وضع الدستور كلٌّ من جريفيث ممثلاً لكوينزلاند وبارتون عن نيو ساوث ويلز، وكلارك عن تسمانيا، وتشارلز كاميرون كنجستون عن جنوب أستراليا. وكلهم كانوا خبراء في السياسة والقانون.

المشروع الأول للدستور:

اقترح مشروع الدستور، إقامة حكومة اتحادية لرابطة الشعوب الأسترالية، تتكون من ست دول. واشتهر صمويل جريفيث بأنه أحد كبار مهندسي الاتحاد الأسترالي. وافقت الحكومات على المقررات والدستور. ولكن باقي المستعمرات، شعرت أنه لا جدوى من الاستمرار، بعد أن واجهت الآثار الكبيرة للتدهور الاقتصادي، ونالت الصعوبات المالية والخلافات الصناعية اهتمامًا أكثر من العمل للاتحاد. ومني باركيس بهزيمة في انتخابات عام 1891م، وتوفي قبل أن يستعيد رئاسة الوزارة.

المرحلة الرابعة 1893 - 1897م

تحول الاتحاد إلى حركة شعبية:

قام أدموند بارتون عام 1893م بجولة في نيو ساوث ويلز من أجل الاتحاد. وطلب من الناخبين دعم قضية الاتحاد، وبدأت الجماعات الاتحادية بالظهور، وقد حظيت بدعم بارتون المتحمس. وكذلك، فازت حركة مماثلة في فكتوريا بدعم كبير من العمال والحرفيين، عرفت باسم منظمة الأستراليين الأصليين. وقد هيأ نجاح تلك الحملات المتوازية، الجو الملائم للدعوة إلى مؤتمر عام 1893م، وعقد جلساته في كورووا على الحدود بين فكتوريا ونيو ساوث ويلز.

مؤتمر كورووا:

قدم مقترحاته المحامي جون كويك، واقترح عقد اتفاقية جديدة، وأن يتم انتخاب أعضاء المؤتمر من الشعب وضرورة إجراء استفتاء شعبي على الدستور.

تم التوصل في المؤتمر إلى اتفاقية عام 1895م التي دعت إلى إجراء انتخابات لممثلي المستعمرات.

المرحلة الأخيرة 1897 - 1900م

المؤتمر الوطني العام لعام 1897- 1898م: أعاد المؤتمر صياغة الدستور، وطرحه للاستفتاء في أربع مستعمرات. ولم تشترك فيه أستراليا الغربية أو كوينزلاند، وأيدته الغالبية العظمى في غيرهما، وساهمت جميع المستوطنات في الاستفتاء الثاني عام 1899م، الذي حصل على تأييد الأغلبية. وأُعِدَّت المستعمرات، لتكون دولاً في نظام اتحادي مكون من خمسة أجزاء، على أن يعامل كافة أعضاء المجلس الاتحادي على قدم المساواة، ويمثل مجلس الشيوخ كافة الدول بالتساوي، ويرأس السلطة التنفيذية رئيس للوزراء يختار من حزب الأغلبية، وشُكِّلت محكمة عليا لتفسير الدستور. ويمثل الحاكم العام السلطات البريطانية. ويتم تحديد علم للدولة الاتحادية. وحظيت تلك المقترحات بتأييد الحكومة البريطانية.

وفي الأول من يناير عام 1901م أعلن الرواد المؤسسون الدستور الاتحادي الجديد. وأصبح بارتون، أول رئيس وزراء للاتحاد الأسترالي، وأصبح بعض المؤسسين أعضاء في البرلمان الأول. وكان هناك من عارض قيام الاتحاد، حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، منهم جورج ريد، الذي أصبح زعيمًا للمعارضة، والسير جون فورست، الذي عطل دخول أستراليا الغربية في الاتحاد حتى آخر لحظة ممكنة، وجوزيف كوك، وجون واطسون وأندرو فيشر، ووليم موريس هيوز.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية