فاطمة الزهراء ( Fatimah az- Zahra' )
فاطمة الزهراء (18 ق.هـ- 11هـ، 605 - 632م). فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد ﷺ، بن عبدالله بن عبدالمطلب، القرشية الهاشمية. صُغْرى بنات النبي ﷺ، أمها خديجة بنت خويلد. وفاطمة من نابهات قريش وإحدى الفصيحات العاقلات. تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسنّها خمس عشرة وقيل ثماني عشرة سنة، وولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب رضي الله عنهم جميعًًا. ولم يكن لرسول الله ﷺ نسلٌ إلاّ من نسل فاطمة.
لقبت بالزهراء وبالبتول، وقيل سميت بالبتول لعلو مكانتها وسمو منزلتها. وكانت أحب الناس إلى رسول الله ﷺ. وكان ﷺ يقول: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) رواه البخاري. وقالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت أحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا برسول الله من فاطمة". وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبّلها ورحّب بها كما كانت تصنع هي به ﷺ. وقالت أيضًا: "ما رأيت قط أحدًا أفضل من فاطمة غير أبيها". صلـّى الله على رسول الله وآله وسلم.
عاشت على قدرها وشرف نسبها عيشة شظف. ولما علم زوجها عليّ رضي الله عنه أنّ النبي ﷺ قد جاءه خدم، قال لفاطمة: لو أتيت أباك فسألته خادمًا، فأتته... ثم كان من أمرها أنها استحيت ورجعت ولم تكلمه، فلحقها النبي ﷺ وسألها عن حاجتها، فسكتت أيضًا حياءً، فأخبره علي رضي الله عنه بحقيقة الأمر، فقال النبي ﷺ: (والله لا أعطيكما وأدَعُ أهل الصُّـفَّـة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم) . ثم قال لهما:(ألا أدلكما على ما هو خير من خادم) ، فقالا: بلى فقال: (كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان في دبر كل صلاة عشرا وإذا أوَيْتُما إلى فراشكما فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين) الحديث في الصحيحين ومسند أحمد.
عاشت بعد أبيها ستة أشهر. لها في كتب الصحاح 18 حديثًا، وروى عنها ابناها الحسن والحسين وأبوهما عليّ بن أبي طالب وعائشة وأنس بن مالك وآخرون.
وقد صنِّفت في مناقبها وفضلها كتب كثيرة منها: الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة للسيوطي، ولعمر أبي النّصر فاطمة بنت محمد، ولأبي الحسن الرّندي النجفي كتاب مجمع النورين، وغير ذلك.
توفيت ليلة الثلاثاء ثالث أيام رمضان سنة 11هـ وصلى عليها زوجها علي، ودفنت بمكة في زاوية في دار عقيل بن أبي طالب، رضي الله عنهم.